إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:: [ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ] ::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :: [ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ] ::

    بسم الله الرحمن الرحيم

    :: :: : [ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ] : :: ::

    مقال لفضيلة الشيخ
    ربيع بن هادي المدخلي
    حفظه الله تعالى
    7/3/1427هـ



    ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..
    التعديل الأخير تم بواسطة ضياء بن محفوظ الشميري; الساعة 16-05-2008, 06:04 PM.

  • #2
    بارك الله فيك أخانا ضياء بن محفوظ الشميري بنقلك مقال الشيخ ربيع المدخلى حفظه الله

    وكما قال الشيخ ربيع:................فى ختام الموضوع نفسه.......................

    فليجتهد في إقامتها على الأسس المتينة الصحيحة التي قامت عليها في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والخلفاء الراشدين – رضوان الله عليهم - والقرون المفضلة وليجتنب الغش والخلل.

    تعليق


    • #3
      ..:: حياك الله ، وبارك الله فيك ::..

      ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..



      بسم الله الرحمن الرحيم



      <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد : فقد نشرت جريدة المدينة ضمن ملحقها ( الرسالة ) في يوم الجمعة 2 / 3 / 1427هـ الموافق 31 مارس 2006م - العدد ( 15682 ) : مقالاً لـ ( محمد عطية ) تحت عنوان [ كتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض الدقيق والتمحيص والمراجعة ] .

      أولاً : جاء في هذا المقال ثناء على خادم الحرمين - حفظه الله - الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن ، وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة .

      ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النـزيه ، وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار ، والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص ، مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به .


      ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..

      وخير مثال أضربه للحوار الجاد النـزيه : <o:p></o:p>
      أ - حوار الصحابة المهاجرين والأنصار في السقيفة حيث انتهى بجلسة واحدة فقط بتسليم الأنصار لمهاجرين بأن الخلافة في قريش ، وبناءً على ذلك تمت البيعة لأبي بكر .

      <o:p></o:p>
      ب - حوار عمر والصحابة لأبي بكر في قتال أهل الردة ، حيث انتهى هذا الحوار في جلسة واحدة إذ اقتنعوا بحجة أبي بكر على وجوب قتال أهل الردة ، فاجتمعت كلمتهم على قتال أهل الردة وحفظ الله الإسلام وأظهره باجتماع كلمتهم على الحق والتصميم على نصرة الإسلام .

      <o:p></o:p>
      ج ‌- حوار ابن عباس مع الخوارج حين أرسله علي رضي الله عنه لمحاورتهم ، وكانوا في أصح الروايات أربعة وعشرين ألفا ، عرضوا عليه شبههم على علي رضي الله عنه في قضية التحكيم ففندها ابن عباس شبهة شبهة في ضوء الكتاب والسنة .

      ولما كان جلهم صادقاً في دينه مخلصاً في طلب الحق فسرعان ما تبددت عنهم تلك الشبه وتهاوت أمام حجج الكتاب والسنة التي أدلى بها حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما في جولة واحدة فرجع منهم إلى الحق عشرون ألفاً من أربعة وعشرين ألفا .

      <o:p></o:p>
      هذه أمثلة قليلة من كثير يرجع فيها أهل الإنصاف وطلاب الحق إلى الصواب والحق فهل يتخذ متحاورونا هذه ألأمثلة نبراساً يحسم كثرة الجدال والمراء المذمومين شرعاً وعقلا ، يجب أن يكون أطراف الحوار من الجادين في الوصول إلى الحق وحسم الخلاف وإنهائه على الوجه الذي يرضي الله ، ولا يجوز بحال أن يكون الحوار من أجل الحوار الأمر الذي لا يقف عند حد .

      ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..
      <o:p></o:p>

      تعليق


      • #4
        ....


        ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..

        ثانياً - جاء ضمن مقاله ما نسبه إلى الشيخ عبد المحسن العبيكان - حفظه الله - من أنه [ ميز بين الأقوال والأفعال ، فأفعال الناس التي لا تستند إلى دليل وقول وحجة شرعية لا تحسب على المذاهب ، ولكن المعتبر هو قول أرباب المذاهب ، وتفهمه أن الشيعة ليس لديهم قاعدة الصحيح في كتبهم ، فإن كتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض والتدقيق والتمحيص والمراجعة ، فما وافق كتاب الله وثبت صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق معلوم سواء عن طريق أهل البيت عليهم السلام أو الصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم قبل وما خالفه ضرب به عرض الجدار ] .
        <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
        أقول : إني أتفاءل بتسليم الشيخ محمد عطية بأن [ الشيعة ليس لديهم قاعدة الصحيح في كتبهم ] ، و [ كتب الشيعة الروائية جميعها قابلة للعرض والتدقيق والتمحيص والمراجعة ] .
        <o:p></o:p>
        وأسأله :<o:p></o:p>
        1- هل علماء الشيعة كلهم على هذا الاعتقاد ؟ ، فإذا كانوا كلهم أو جلهم على هذا الاعتقاد ، فليثبت لنا ذلك بالأدلة .<o:p></o:p>
        2- أطلب منه بيان وسائل وطرق وموازين هذا التدقيق والتمحيص ...الخ .<o:p></o:p>
        3- جاء في كلامه قوله : [ فما وافق كتاب الله وثبت صدوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق معلوم ، سواء عن طريق أهل البيت عليهم السلام أو عن طريق الصحابة المنتجبين رضوان الله عليهم قُبِلَ ، وما خالفه ضُرِبَ به عرض الجدار ] ، وهذا كلام جيد نتفاءل به في الجملة .


        ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


        لكن ..
        هل الشيعة مستعدون للالتزام بالأصول الصحيحة المعتبرة في نقد الأخبار وبيان صحيحها من سقيمها من باطلها وكذبها ؟

        فمن تلك الأصول أن [ رواية الكذابين ، والمتهمين بالكذب ، وأهل الفسق ، لا تُقبَل ] ، و [ روايات المجهولين ، والروايات المُرسلة ، والمنقطعة ، والمعضلة ، لا تُقبَل ] ، و [ روايات ، الضعفاء في الحفظ ، وفاحشي الغلط ، لا تُقبَل ] ، و [ الروايات الشاذة ، والمنكرة ، لا تُقبَل ] ، ويُعرف العلماء المُعتَبرون الحديث الصحيح بأنه [ رواية عدل ، تام الضبط ، متصل السند ، غير مُعل ، ولا شاذ ] ، وأدلتهم على ذلك الكتاب والسنة .
        <o:p></o:p>
        <o:p></o:p>
        <o:p>..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..




        </o:p>
        وهل الشيعة مستعدون للالتزام بالمنهج الصحيح في تفسير القرآن ؟ ومن ذلك تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ، الذين نزل القرآن بلغتهم ، وعرفوا أسباب النزول ، وشاهدوا تطبيق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وعاصروا نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
        <o:p></o:p>
        <o:p></o:p>
        <o:p>..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..



        </o:p>

        وهل هم مستعدون للسير على المنهج الصحيح في التفقه في النصوص القرآنية والنبوية ؟ بحمل المُجمل على المُبَين ، وحمل المُطلق على المُقيد ، والعام على الخاص ، ومعرفة الناسخ من المنسوخ ، وتقديم الناسخ على المنسوخ ، فإن كان الشيعة مستعدون للأخذ بهذه الأصول في نقد كتبهم وكتبنا ، فقد اختصرنا طريق الحوار الطويل ، بل وصلنا إلى ما نريده .


        ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..

        <o:p></o:p>
        <o:p>..</o:p>

        تعليق


        • #5
          ..

          ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..

          ثالثاً - قال ابن عطية : [ إن أطروحة الشيخ العبيكان وكما قلتها في اتصال هاتفي مع الأستاذ عبد العزيز قاسم بعد المكاشفة ، بان لها أثراً ودوراً إيجابياً في وحدة المسلمين من جهة ، ودعم الوحدة الوطنية من جهة أخرى ، ان بلاد التوحيد يتسع قلبها لكل موحد يؤمن بالله رباً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، وبالكعبة قبلة ، وبالقرآن الكريم الذي برأه الله وضمن سلامته وصيانته من التحريف ، حيث يقول سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ، والقائل بالتحريف يخالف شريعة السماء ، وقد اتفقت أقوال المذهب الشيعي المعتبرة على براءة القرآن ، وبراءتهم من ذلك القول ، وان قرآنهم قرآن سائر المسلمين ] .

          أقول : لو كانت الشيعة في كل زمان ومكان يقولون مثل ما قاله هنا [ محمد عطية ] لما وجدت هذه الفجوة الكبيرة ، والهوة السحيقة ، بين أهل السنة والشيعة , فالشيعة الإمامية يُكفرون أصحاب محمد وعلى رأسهم [ أبو بكر ] ، و [ عمر ] ، و [ عثمان ] ، و [ يكفرون أهل السنة ] .
          <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
          وكتبهم في التفسير وفي الرواية والعقائد مشحونة بذلك ، وكتبهم في التفسير والرواية تصرح بأن القرآن قد حرفه الصحابة ، وزادوا فيه ، ونقصوا ، ولا سيما ما يتعلق في زعمهم بذم الصحابة ، وما يتعلق بالإمامة وأهل البيت .

          <o:p></o:p>

          ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


          وقد جمع النوري الطبرسي في إثبات تحريف القرآن كتاباً ضخم الحجم سماه [ فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ] ، جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف ، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء ، وعلماء الشيعة التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بأيدي المسلمين ، حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين والمتأخرين يقولون : [ إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف ] ، انظر [ كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ] للسيد حسين الموسوي ص 79 ، وانظر كتاب [ الشيعة والقرآن ] للشيخ إحسان إلهي ظهير ، وانظر [ الكافي ] للكليني (2/627-633) .


          <o:p></o:p>
          <o:p>..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..

          </o:p>فإن أردت أن ينجح الحوار ، وتتحد الأمة ، فعليك بالشجاعة والصراحة والاعتراف بواقع الشيعة ، وهو ما اعتقدوه ، ودونوه في كتبهم ، وتداولته أجيالهم ، واطلع عليه أهل السنة ، من أن الصحابة قد حرفوا القرآن ، وزادوا فيه ونقصوا ، يابن عطية [ أرجو الابتعاد في الحوار عن إنكار البدهيات ] .



          ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..
          <o:p></o:p>
          <o:p>..</o:p>
          <o:p></o:p>
          <o:p></o:p>
          <o:p></o:p>
          <o:p>
          ..
          </o:p>

          تعليق


          • #6
            ..

            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            رابعاً - قال ابن عطية : [ إن الوحدة الإسلامية قادمة ، وماكلام هؤلاء الأعلام إلا نور على الدرب ، ودعم لحركة الحوار الوطني ، ليأخذ دوره الحقيقي ، وبُعده العميق ، في توثيق الصلة والروابط بين أبناء المسلمين ، وأبناء الوطن الواحد ] .

            أقول :
            1- إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية ، وثناء عاطراً على قيادة هذه البلاد الحكيمة ، وعلى العلماء الذي [ ضياء : الذين ] فتحوا صدورهم للحوار ، فينبغي شكرهم ، والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ، ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب [ الفرقة ] ، و [ الاختلاف ] ، و [ الفتن ] ، وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ولا سيما علماء هذا البلد ، فإنهم والحمد لله دعاة إلى جمع الكلمة ، واجتماع الأمة كلها على كتاب الله وسنة رسوله ، وما أجمل ذلك اليوم الذي تزول فيه كل أسباب الفرقة والخلاف ، وتقوم على أنقاضها [ الوحدة الصحيحة ] ، التي يتعطش لها ويرنو إليها كل من دان بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، عقيدة ومنهجاً ، ودان بقول الله تعالى : ﴿ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ، وبقول الله تعالى : ﴿ وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ، وبقوله تعالى : ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وقوله تعالى : ﴿ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ، وقوله صلى الله عليه وسلم : [ تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ] ، وغير ذلك من النصوص القرآنية والسنة النبوية، التي تحث الأمة على الوحدة وتحذرهم من الفرقة وتذم أهلها وتتوعدهم بالعذاب الشديد والهلاك المبيد .


            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            2- إن ابن عطية ليصف القرآن بأنه قد برأه الله وضمن سلامته وصيانته من التحريف ، ويستشهد بقول الله تعالى : ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، وهذا حق لا غبار عليه ، وهو واقع القرآن ، فلا يستطيع أحد أن يزيد في نصوصه وكلماته المعجزة حرفاً ، ولا يستطيع أن ينقص منه حرفاً ، ومن حاول ذلك فضحه الله وأخزاه .

            ولكن ..
            التحريف [ لمدلولاته ] ، و [ مقاصده ] قد حصل من بعض الفرق ، ولا سيما الشيعة ، ولا سيما في كتب تفسيرهم ، وكتب رواياتهم !!! ولكن الله الذي ضمن حفظ هذا القرآن ، بين هذا التحريف والتبديل من نصوص القرآن نفسه وعلى أيدي العلماء الربانيين ، ولا ينكر هذا إلا مكابر ، وأنا أتحمل المسئولية عن إثبات ما أقول .


            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            3- وقول ابن عطية : [ والقائل بالتحريف يخالف شريعة السماء ] ... الخ .
            أقول : ثم ما حكم من يدعي أن الصحابة حرفوه ، ويلعنهم ويكفرهم ؟! أرجو من ابن عطية الإجابة على هذا السؤال ، بل أرجو الإجابة من كل من يحرص من الشيعة على الحوار ، ووحدة الكلمة بين أهل السنة والشيعة وغيرهم .


            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            4- قول ابن عطية : [ وقد اتفقت أقوال المذهب الشيعي المعتبرة على براءة القرآن وبراءتهم من ذلك القول ، وأن قرآنهم قرآن سائر المسلمين ] .
            أقول : لا يُسلَّم لابن عطية دعوى اتفاق الشيعة ، فإن كتبهم المعتبرة ترد دعوى هذا الاتفاق ، وعلماء السنة المُطَلِعون على مافي خبايا كتب الشيعة يردون هذه الدعوى الكبيرة ، وعلماء الشيعة ومنهم الطبرسي ، الذي فتش كتبهم وفلاها ، صَرَح بإجماع علماء الشيعة على دعوى تحريف القرآن ، ولا نُسلَّم بدعوى ابن عطية ، لعل مرد قوله إلى عدم إطلاعه ، ومن علم حجة على من لم يعلم .

            إن خلاص الشيعة من هذه الفاقرة العظمى يكمن في اعترافهم بها ، وإدانة هؤلاء بما يستحقون من الأحكام العادلة ، هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب على من يحرص على الحوار وعلى وحدة الأمة .


            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            5- قول ابن عطية : [ إن الوحدة الإسلامية قادمة ، وما كلام هؤلاء الأعلام إلا نور على الدرب ، ودعم لحركة الحوار الوطني ، ليأخذ دوره الحقيقي ، وبُعده العميق ، في توثيق الصلة والروابط بين أبناء المسلمين ، وأبناء الوطن الواحد ] .

            أقول : يجب أن نجتهد جميعاً في تحقيق هذه الطموحات وندعمها بـ [ الصدق ] ، و[ الصراحة في الأقوال ] ، و [ الشجاعة في الأفعال ] ، و [ تحطيم العقبات التي تقف في وجه هذه الوحدة ] ، وتلك العقبات الكثيرة هي : [ العقائد ] ، و [ الأقوال ] ، و [ الأعمال المخالفة لصريح القرآن والسنة ] ، فمن توجد عنده هذه المخالفات ، يجب أن يعترف بها في ضوء [ الكتاب ] ، و [ السنة ] ، و [ ما كان عليه سلف الأمة ] ، التي زكاها الله في كتابه ، وزكاها رسول الله في سنته ، وشهد لهم عدول الأمة بـ [ التزام ] نصوص الكتاب والسنة ، و [ نشرها ] ، و [ الجهاد ] في إعلائها و [ هداية ] البشرية إليها .

            فإن فعلنا ذلك ، تحقق ما نصبو إليه من وحدة الأمة ، وتوثيق الروابط المتينة بين المسلمين ، وبين أبناء هذا الوطن ، ونكون أسوة حسنة لغيرنا في سائر العالم الإسلامي ، وغيره .

            ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


            ’’

            تعليق


            • #7
              ..

              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


              خامساً - قال ابن عطية : [ وإذا كانت هذه الوحدة بين المسلمين سوف تدعم وحدتنا الوطنية ، وقد باركتها القيادة الحكيمة من جهة , ومن قبل العلماء الأفاضل وأهل العلم من جهة أخرى ، وتبنى الإعلام الهادف لدوره الحقيقي في إيصال هذا الصوت ، ونقل هذه الصورة من الانسجام الإسلامي الوطني إلى الناس ، فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم ، لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى فيما أختلف معها من الفروع التي هي أصلاً موضع لاجتهاد المجتهدين وتأمل المحققين واختلافهم ، لم يكن في مصدر التشريع ( القران الكريم ، والسنة ) ، بل في موضع أعذر العلماء بعضهم بعضا في اختلافهم فيه ، وهو فهم الدليل وقراءته ، وسوف تجمع السفينة كل تلك الأطياف ولن تغرق لاختلافهم في الفروع التي لا ضير في الاختلاف فيها طالما استندت إلى دليل ، وحُجة ، وبرهان مع احترام دليل الآخر ، وطالما كانت القوة الدافعة لهذه السفينة أقوى من الفروع ألا وهي تلك الأصول القطعية ، التي لا مجال للاجتهاد فيها ، وكل من آمن بها دخل في إطار الإسلام ، وستصل السفينة إلى بر الأمان ، فالاختلاف بين رُكّابِها من المسلمين في البسملة في الصلاة ، من حيث وجوب الجهر بها أو الإخفات ، أو قولها أو عدمه من فروع الصلاة ، وأن الأصل الإقرار بالصلاة ، وما من مسلم سني أو شيعي لا يقر بها ولا يصلي إلا إلى الكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعا ، والاختلاف في الصوم وإفطاره عند سقوط قرص الشمس أو غياب الحُمرة المشرقية ، أو الإختلاف في الخُمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب ، أو أوسع من ذلك ، كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول ، إن الأصول القطعية التي تجمع بين مذاهب المسلمين كافية لأن نتحد فيها ، ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه بدليل ، وحجة شرعية ، فليس للفروع حكم الأصول ] .
              <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
              أقول :<o:p></o:p>
              1- كل مسلم صادق يتطلع بشوق إلى اليوم الذي تتحقق فيه [ الوحدة الصحيحة الحية ] القائمة على [ كتاب الله ] ، و [ سنة رسوله ] ، وعلى [ احترام سلف هذه الأمة ] ، ولاسيما [ الصحابة ] الكرام .



              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


              <o:p></o:p>
              2- يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله ، على حرصها على وحدة الأمة ، وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية ، من عهد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ، الذي وحد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات ، وتمزق ، وتناحر ، وتلاه أنجاله الكرام ، في الحفاظ على هذه الوحدة ، وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية ، وعقد المؤتمرات ، لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، وبذل الأموال ، والنصح لأمة الإسلام ، والتعاطف معها في كل ما يواجهها من مشاكل ، فيجب على أطراف الحوار المبادرة بتحقيق ما تصبو إليه هذه القيادة ، وما يصبو إليه علماؤها الكرام ، ولا يتحقق ذلك إلا [ بحسن التجاوب ] ، و [ الاستجابة للحق ] ، و [ الخضوع لنصوص الكتاب والسنة ] ، و [ تحقيق قول الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " ] ، ويجب أن تسود هذه الروح كل الفئات والطوائف ، ولن تتحقق الوحدة المنشودة إلا إذا وجدت هذه الرغبة ، وهذه الروح السلسة المنقادة لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليبادر أطراف الحوار الوطني وغيره إلى الاستجابة لله ولما يحييهم ، حتى تنتقل صورة وحدتهم الصحيحة إلى العالم الإسلامي فيتأسى بهم وينسج على منوالهم .


              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


              <o:p></o:p>
              3- إنني أعتب على ابن عطية في قوله : [ فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم ، لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ] . ....الخ .
              <o:p></o:p>
              أقول : كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة ، والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد ، وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران ، والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها ، أو بقريب منها .


              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


              <o:p></o:p>
              4- [ أ ] - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع ، وأنها من مواضع الاجتهاد.<o:p></o:p>
              [ب ] - تمثيلك بالاختلاف في البسملة ، وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس ، وبالاختلاف في الخُمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب ، وقولك : [ أو أوسع من ذلك ، كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول ] .
              <o:p></o:p>
              فهذا الحصر وهذا التمثيل [ غير صحيح ] ، فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها ، لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين ، وطلاب العلم ، والمثقفين ، وحتى اليهود ، والنصارى بأنها خلافات جسيمة ، واقعة بين أهل السنة والشيعة .


              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..


              <o:p></o:p>

              وأنا أسألك : <o:p></o:p>
              1- هل تجهل موقف الشيعة [ الإمامية ] و [ الإسماعيلية ] من[ الصحابة ] ؟ .<o:p></o:p>
              2- وأسألك : هل[ الإمامة]عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ . <o:p></o:p>
              3- وهل[ إيجاب معرفة الأئمة ] عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ .<o:p></o:p>
              4- وهل[ اعتقاد عصمة الأئمة ] عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ .<o:p></o:p>
              5- وهل[ الوصية لعلي]بالخلافة ، والقول بأن[ الصحابة اغتصبوها منه]عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ .<o:p></o:p>
              6- وهل الإيمان[ بالمهدي المنتظر ]عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ . <o:p></o:p>
              7- وهل الإيمان[ بالرجعة]وما يتبعها ، وما يترتب عليها عند الشيعة من [ الفروع ] أو من [ الأصول ] ؟ .
              8- وهل ادعاؤهم على الصحابة أنهم [ حرفوا القرآن ] من [ الفروع ] عند الشيعة وأهل السنة ؟ . <o:p></o:p>
              9- وهل اعتقادهم في الأئمة أنهم [ يعلمون الغيوب ] ، بل إن لهم [ سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون ] من الفروع عند أهل السنة والشيعة ؟ .
              10- وهل [ التقية ] عند الشيعة والسنة من الفروع ؟ ، كيف تكون التقية من الفروع وهي عندهم [تسعة أعشار الدين ] ؟! ، [ولا دين لمن لا تقية له ] ! ، وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال : [ أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية ] ! ، وينسبون إليه أنه قال : [التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له ] ! انظر [الكافي ] للكليني (2/217-218 ) ، هذه العقائد يُكَفِر بها الشيعة من لا يدين بها ، بل يُكَفِرون بكل واحدةٍ منها ! <o:p></o:p>
              11- وهل [ تشييد القبور ] ، و [ الطواف حولها ] ، و [ الاستعانة بأهلها ] ، و [ تقديم الأموال الطائلة ] ، و [ النذور ] ، و [ القرابين لعتباتها ] ، من الفروع عند الشيعة ؟ .<o:p></o:p>
              12- نكاح المتعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ، ثم نسخها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن رواة تحريم المتعة علي رضي الله عنه ، فاستباحها الشيعة ، ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل ، مثل قولهم : [ من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة ] ، وقولهم روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال : [ إن المتعة ديني ودين آبائي ، فمن عمل بها عمل بديننا ، ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا ] <SUP>(1)</SUP> ، والمتعة بهذه الصورة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها ، وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : [ من تمتع مرة كانت كدرجة الحسين عليه السلام ، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي ] ، فإذا تمتع المرأ عشرات المرات ، فكم يكون التفاوت بينه وبين أعظم الرسل صلى الله عليه وسلم ؟ . <SUP>(</SUP><SUP>2</SUP><SUP>)</SUP>
              <SUP></SUP>
              <SUP></SUP>
              <o:p></o:p>
              <o:p>..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..</o:p>
              <o:p></o:p>
              <o:p></o:p>
              <o:p></o:p>
              <o:p></o:p>
              هذه الفواقر تُشَكِّل كل واحدة منها عقبة كأداء أمام الوحدة , فإما أن يدينها الشيعة ويتبرأون منها باطناً وظاهراً ، ويحكمون على قائليها ومعتقديها بما يستحقون ، فتحصل الغاية المنشودة ، وهي الوحدة ، وإما أن يصروا عليها ، فيكونون هم المسئولين عن الفُرقة ، وهم الذين وضعوا العقبات في وجه الوحدة ، والذين ينشدونها ويحرصون عليها .
              <o:p></o:p>
              إن الوحدة الإسلامية التي يعتقد أهل السنة وجوبها ، لابد أن تقوم على أصول صحيحة ، مستمدة من [ الكتاب ] ، و [ السنة ] .



              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::..




              ------
              <SUP>(</SUP><SUP>1</SUP><SUP>) </SUP>انظر من لا يحضره الفقيه ( 3/366 ) بواسطة كتاب لله ثم للتاريخ كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار للسيد حسين الموسوي . [ الحاشية من موقع الشيخ - حفظه الله - ] <SUP><SUP>*</SUP></SUP> .
              <SUP>(</SUP><SUP>2</SUP><SUP>) قلت [ ضياء ] : </SUP>[ تفسير منهج الصادقين ] لفتح الله لكاشاني ، وإنصافا ، هذه العبارة ليس له أصل في كتبهم الحديثية ، ويبقى التبرأ منها حتى نتخطى هذه العقبة .

              --

              <SUP><SUP>*</SUP><SUP> قلت [ ضياء ] :</SUP></SUP><SUP> </SUP>وحيث أنني أشكك ، وأُعيد هذا التشكيك مرارا وتكراراً في هذا المجهول المدعو [ حسين الموسوي ] ، وكتابه العجيب ، وما حواه من إحالات فاضحة عند التحقيق ، والذي خدم به الرافضة أيما خدمة في التشنيع على أهل السنة ، أقول :
              لا يُعتمد على تلك الإحالات وإن كان مضمونها متحقق في كتب أخرى ، فمن لديه نسخة من المجلد الثالث لكتاب [ من لا يحضره الفقيه ] فليراجع الصحيفة المشار إليها ، فإن صدق كان بها ، وإن وهمَ ، أو نقل ذلك مع علمه المسبق بضعيف ما نقله ، فالرجوع إلى الكتب الأخرى أسلم عند التحقيق ..
              من هذه الكتب التي تكلمت صراحة عن أصولية المتعة في المعتقد ، أو إنزال هالة الفضالة والرفعة عليها مايلي :
              - [ رسالة المتعة ] لمحمد الباقر المجلسي .
              - [ تفسير منهج الصادقين ] لفتح الله لكاشاني [ صرح فيه بردة من أنكرها ] .
              - [ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ] لمحمد حسن النجفي ، الملقب بـ [ الجواهري ] .
              - [ منتهى الآمال في تاريخ النبي والآل ] لعباس محمد رضا القمي .
              - [ مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ] للميرزا حسين نوري الطبرسي .
              وإن صدق الموسوي في إحالته يراجع الجزء الثالث من :
              - [ من لا يحضره الفقيه ] لأبي جعفر محمد بن بابويه القمي ، الملقب بـ [ الصدوق ] .
              أيضا مع مراعاة إخباريهم من أصوليهم ، في كل المسائل ..

              وخلاصة القول في هذه الحلقة هو :كلام الشيخ ربيع حفظه الله تعالى هو الفصل في هذا الإشكال ، وذلك بأن يتبرأ كل الشيعة على مختلف توجهاتهم العلمية والمذهبية من هذه العقائد التي لا تؤدي إلى البدء في طريق الوحدة الصحيحة السليمة ، والإلتزام الجاد بالأصلين العظيمين .


              ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::

              ....
              التعديل الأخير تم بواسطة ضياء بن محفوظ الشميري; الساعة 17-05-2008, 06:56 PM.

              تعليق


              • #8
                ..


                ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::


                سادساً - قال ابن عطية : [ ولقد حذر الله تعالى في كتابه الكريم من الاختلاف المذموم الذي يؤدي إلى التفرقة ، ووهن الأمة ، وتفرق كلمتها ، وهذا الاختلاف عبر عنه القرآن الكريم في عدد من آياته الكريمة ، وأما الاختلاف المحمود فذلك الاختلاف الذي يكون في المواضيع التي يجوز الاختلاف فيها ، وبدلالة الأدلة الشرعية ، وليس استناداً للهوى والعواطف ، ولقد فطرنا على ذلك الاختلاف ، ﴿ ولا يزالون مختلفين ] .

                أقول :
                1- ليس في الإسلام اختلاف محمود،ولا مُرَغب فيه،وإنما يُعذر [ المجتهد الذي استفرغ جهده ] للوصول إلى الحق ، فلم [ يتبين له الحق ] ،و [ لم يبلغه الدليل ] ،فيُعذر ، ويتجاوز الله عن خطئه ، ويُثيبه على اجتهاده فقط ، و [ لا مدح ولا ثواب على الخطأ ] ، و [ ليس لأحد أن يُقلده في خطئه ] ، ومن قلده في خطئه بعد ظهور خطئه [ بالدليل ] ، فإنه [ آثم ] ، و [ قد يكفر إذا عاند النص ] من القرآن أو السنة .


                ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::



                2- هل ترى أن المسائل التي مرت في الفقرة السابقة والتي يكفر بها الشيعة أهل السنة مع أنه لا دليل عليها من الكتاب والسنة بل هي معاول تهدم الإسلام والمسلمين ، هل هذا الاختلاف في هذه المسائل من الاختلاف المحمود ؟

                إن قُلتَ [ نعم ] ، فقد أخرجت أهل السنة ، والصحابة من الإسلام ، كما هو دين الشيعة ، وإن قُلتَ [ لا ، بل هو من الاختلاف المذموم ، المهلك ] ، فيجب أن تعلن براءتك من هذه الدواهي ، وأنه لا يمكن الاجتماع مادام الشيعة يؤمنون بهذه الأصول ، ويُكفرون بها الصحابة ، وأهل السنة ، ويستحلون دماءهم ، وأموالهم ، ويحكمون عليهم بالخلود في النار ، كيف يجتمع الكفار والمسلمون ؟ وبأي عقل ومنطق ؟.



                ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::



                3- إن استشهادك بالآية ﴿ ولا يزالون مختلفين ، وأن الاختلاف أمر فطري ، غير صحيح ، فالله فطر الناس على الإسلام ، كما جاء بذلك القرآن والسنة ، قال تعالى : ﴿ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وفي السنة [كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ] (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : [ خلقتُ عبادي حنفاء ، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ... ] (2) الحديث .

                وآخر الآية يرد قولك ، فإن الله استثنى المرحومين من المختلفين الهالكين ، فقال : ﴿ إلا من رحم ربك ، وهناك أقوال أُخر هذا أرجحها .



                ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::


                ----

                1- أخرجه مسلم ‏في صحيحه عن ‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قوله رضي الله عنه : [ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏[ ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويشركانه ] فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت لو مات قبل ذلك ؟ ، قال : [ الله أعلم بما كانوا عاملين . ] ] ، ‏كذلك ورد بلفظ لأبي هريرة رضي الله عنه :‏ [ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال :[ ‏كل إنسان تلده أمه على الفطرة ، وأبواه بعد يهودانه ، وينصرانه ، ويمجسانه ، فإن كانا مسلمين فمسلم ، كل إنسان تلده أمه ‏ ‏يلكزه‏ ‏الشيطان في‏ ‏حضنيه‏ ، ‏إلا‏ ‏مريم‏ ‏وابنها . ] ] .

                2- أخرجه مسلم ‏في صحيحه وأحمد في مسنده من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه قوله : [ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ذات يوم في خطبته : [ ‏ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ، كل مال ‏ ‏نحلته ‏ ‏عبدا حلال ، وإني خلقتُ عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللتُ لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من ‏ ‏أهل الكتاب ، ‏وقال إنما بعثتك‏ ‏لأبتليك‏ ‏وأبتلي‏ ‏بك ، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه نائما ويقظان ، وإن الله أمرني أن أحرق‏قريشا ، ‏فقلت ربِ إذاً ‏يثلغوا‏ ‏رأسي فيدعوه خبزة ، قال استخرجهم كما استخرجوك ، واغزهم‏ ‏نُغزك ، ‏ ‏وأنفق فسننفق عليك ، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك ، قال وأهل الجنة ثلاثة ، ذو سلطان‏مقسط ‏‏متصدق موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ، ومسلم ‏وعفيف‏ ‏متعفف ‏ذو عيال ، قال وأهل النار خمسة ، الضعيف الذي‏ ‏لا زَبر له ، ‏الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا ، والخائن الذي لا ‏ ‏يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك ، وذكر البخل أو الكذب ‏ ‏والشنظير ‏ ‏الفحاش . ] ] .
                [ نحلته ] : أعطيته ، [ لا يغسله الماء ] : محفوظ في الصدور ، [ نُغزك ] : نعينك ، [ زَبر ] : لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي ، [ لا يتبعون ] : لا يطلبون ، [ الشنظير ] : سيء الخُلق .


                ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::

                ..

                تعليق


                • #9
                  ..

                  ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::


                  سابعاً - قال ابن عطية : [ ومع علم الله سبحانه وتعالى بذلك الاختلاف ، ولكن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نتحد في تلك المشتركات التي تمثل حبل الله ، فقال تعالى : ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، فاختلافنا المحمود لا يمنع اعتصامنا بحبله تعالى بعد أن توفرت شروط الاعتصام عندنا ، فكلنا نعتصم بالشهادتين ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والجهاد ، والخُمس ، والتولي لأولياء الله ، والتبري من أعداء الله ، كلنا سنة نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كنا شيعة نحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كنا سنة ] .

                  أقول :

                  1- إن هذه الأمور الشهادتان ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي هن [ ضياء : عن ] المنكر ، [ ليست هي كل ما أمر الله بالاعتصام به ، وإنما هي من [جُملة ما أمر الله ] بالاعتصام ، به من أصول وفروع ] ، ومنها الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وهناك محرمات أمر الله باجتنابها ، وأوامر كلفنا باتباعها لا يتسع المقام لسردها .

                  2- إن هذه الأمور التي ذكرتها لا يؤديها الشيعة كما أمر الله ، ومنها شهادة أن لا إله إلا الله ، حيث يدعون غير الله ، ويستغيثون بهم ، ويتوكلون عليهم ، وغير ذلك من مخالفاتهم ، وذلك ينافي شهادة أن لا إله إلا الله ، بل تجاوزوا ذلك إلى اعتقاد أن الأئمة يعلمون الغيب ، ويتصرفون في الكون ، بل لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون ، فهذا شرك عظيم في الربوبية ، وشهادة أن محمداً رسول الله قد أخلوا بها ، إذ أعطوا الأئمة حق التشريع ، وفضلوهم على الأنبياء والملائكة ، وهذه عقيدة باطنية ، كان أوائل الشيعة يُكَفِرون بها الباطنية ، والجهاد عقيدة الشيعة فيه أنه لا جهاد إلى أن يقوم المهدي المزعوم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد قلب موضوعهما الشيعة ، فأصبح كثير من المعروف عندهم منكراً ، وعلى رأس ذلك [ التوحيد ] , والمنكر معروفاً ، وعلى رأس ذلك [ الشرك ] ، و [ الخرافات ] ، و [ الغلو في أهل البيت ] ...الخ .

                  والوحدة الإسلامية لا تقوم إلا على أُسسٍ صحيحة ، فإذا قامت على أُسسٍ خائرة متهاوية ، فسرعان ما تتهاوى وتسقط ، فمن كان ناصحا صادقا في نشدان الوحدة الإسلامية ، فليجتهد في إقامتها على الأسس المتينة الصحيحة ، التي قامت عليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين - رضوان الله عليهم - ، والقرون المفضلة ، وليجتنب الغش والخلل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من غشنا فليس منا ] (1) ، قالها في بائع الطعام ، فكيف بمن يريد أن يقيم صرح الإسلام .

                  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .



                  كتبه

                  ربيع بن هادي المدخلي

                  07 - 03 - 1427هـ


                  ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::

                  -----

                  1- جاء الحديث عن جمع من الصحابة منهم :
                  - عن أبي هريرة رضي الله عنه :
                  [ مسند أحمد ] : أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏مرَ برجلٍ يبيعُ طعاماً ، فسأله : [ كيف تبيع ] ؟ ، فأخبره ، فأوحيَ إليه [ أدخل يدك فيه ] ، فأدخل يده ، فإذا هو مبلول ، فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: [ ‏ليس منا من غش ] .
                  [ سنن ابن ماجة ] :مرَ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏برجل يبيع طعاما ، فأدخل يده فيه ، فإذا هو مغشوش،فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : [ ‏ليس منا من غش ] .
                  [ سنن ابي داود ] : أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏مرَ برجلٍ يبيعُ طعاماً ، فسأله : [ كيف تبيع ] ؟ ، فأخبره ، فأُوحيَ إليه [ أدخل يدك فيه] ، فأدخل يده ، فإذا هو مبلول ، فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: [ ‏ليس منا من غش ] .
                  [ سنن الترمذي ] :أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏مرَ على ‏صبرةٍ‏ ‏من طعام ، فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا ، فقال : [ يا صاحب الطعام ، ما هذا ] ؟ ، قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال :[ أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ] ، ثم قال : [ من غش فليس منا ] ، ‏قال ‏ ‏أبو عيسى الترمذي رحمه الله : ‏ ‏[ حديث ‏أبي هريرة‏ ‏حديث حسن صحيح ] .


                  - عن ابن عمر رضي الله عنهما :
                  [ مسند أحمد ] : مرَ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏بطعامٍ وقد حسنه صاحبه ، فأدخل يده فيه ، فإذا طعام رديء ، فقال :‏ [ بع هذا على حدة ، وهذا على حدة ، فمن غشنا فليس منا ] .
                  [ سنن الدارمي ] : أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏مرَ بطعامٍ بسوقِ‏ ‏المدينة ، فأعجبه حسنه ، فأدخل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏يده في جوفه ، فأخرج شيئا ليس كالظاهر ، فأفف بصاحب الطعام ، ثم قال : [ لا غش بين المسلمين ، من غشنا فليس منا ] .


                  - عن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه :
                  [ مسند أحمد ] : انطلقت مع النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏إلى‏ ‏نقيع ‏المصلى ، فأدخل يده في طعام ، ثم أخرجها ، فإذا هو مغشوش ‏أو مختلف ، ‏فقال : [ ‏ليس منا من غشنا ] .


                  - عن أبي الحمراء رضي الله عنه :
                  [ مسند أحمد ] : رأيتُ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏مرَ بجنبات رجل عنده طعام في وعاء ، فأدخل يده فيه ، فقال : [ لعلك غششت ، من غشنا فليس منا ] .
                  أبو الحمراء رضي الله عنه : هلال بن الحارث ، وقيل : ابن ظفر وقيل : هانىء بن الحارث ، والصواب : هلال بن الحارث ، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخادمه ، سكن حمص رضي الله عنه ، وله ترجمة في [ الإستيعاب ] ، و [ أُسد الغابة ] ، و [ مجمع الزوائد ] في الجزء التاسع منه ، قال عنه البخاري رحمه الله : له صحبة ولا يصح حديثه ، وقد ذهب إلى ذلك الحافظ رحمه الله كما في [ تهذيب التهذيب ] .


                  أخيراً : جاء في الباب أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه كما في صحيح مسلم رحمه الله تعالى : أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال : [ ‏من حملَ علينا السلاح فليس منا ، ومن غشنا فليس منا ] .


                  ::.. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم..::


                  ملاحظة : ليس في أصل المقال غيرحاشية يتيمة هي في أوله ، أما مابقي فذلك جهد شخصي ، وعليه أتحمل تبعات الخطأ والتقصير في حال وروده ، والله المستعان ..


                  ..::..::..::..::..[ طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية ]..::..::..::..::
                  ..

                  تعليق


                  • #10
                    <HR style="COLOR: #ffffff; BACKGROUND-COLOR: #ffffff" SIZE=1>
                    <!-- / icon and title --><!-- message -->
                    ..

                    بسم الله الرحمن الرحيم


                    الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد : فقد ظهرت في هذا العصر ظاهرة الحوار بين الطوائف المختلفة ، والحوار في ذاته مع المخالف إذا كان القصد منه بيان الحق ورد الباطل فهو مطلوب ومشروع ، قال تعالى : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ، فندعوهم إلى التوحيد وهو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ، ولا يكفي الاعتراف بالربوبية فقط ، ثم بعد بيان الحق تطلب المباهلة من المخالف المصر على الباطل ، وهي الدعوة باللعنة عليه ، قال تعالى : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ، وأما إن كان القصد في الحوار بيننا وبين من يخالفنا في العقيدة أننا نقبل شيئاً من باطله ، أو أن نتنازل عن شيء من الحق الذي نحن عليه ، فهذا باطل لأنه مداهنة قال تعالى : ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، وقال تعالى : ﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ .

                    لكن لا مانع أن نتعامل مع المخالف في العقيدة بالعدل ، في حدود المصالح الدنيوية ، وأن نحسن إلى من لم يسئ إلينا منهم ، كما قال تعالى : ﴿ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، وقال تعالى : ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ، وأن نفي للمعاهد بعهده ، والمستأمن بأمانه ، ونحترم دمه وماله ، كما نحترم دماء المسلمين وأموالهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة ] (1) ، وهذا أمر متقرر في الشريعة الإسلامية لا ينكره إلا جاهل أو مكابر ، وأردت بهذه الكلمة الرد على طائفتين من الناس :
                    - الطائفة الأولى : التي [ تُنكر ] التعامل مع المخالف في العقيدة مطلقاً .
                    - والطائفة الثانية : هي الطائفة [ المتميعة ] ، التي ترى أنه لا فارق بين أصحاب العقيدة الصحيحة ، وأصحاب العقيدة الباطلة ، وهي اعتبار : [ الرأي الآخر ] ، والواجب الحذر من هذه المبادئ الباطلة ، ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ، وهو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وسار عليه الصحابة ، والتابعون ، وأهل السنَّة والجماعة من بعدهم ، وليس المراد الإسلام المصطنع المخالف لما جاء به الرسول .

                    هذا ما أردت بيانه ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .



                    صالح بن فوزان الفوزان
                    عضو هيئة كبار العلماء
                    جريدة المدينة - ملحق الرسالة
                    15 رمضان 1425 هـ


                    --------

                    1- قلت ضياء : بهذا اللفظ هو عند [ البخاري ] و [ ابن ماجة ] رحمهما الله ، من حديث [ عبدالله بن عمرو ] رضي الله عنهما ، وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متعددة ، وعن أكثر من صحابي :

                    - جاء عن [ أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة ] رضي الله عنه ..
                    [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها ] ] . [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة في غير كنهه ، حرم الله عليه الجنة ] ] . [ أبو داود ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل معاهداً في غير كُنهه ، حرَّم الله عليه الجنَّة ] ] . [ ابن ماجة ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [ النسائي ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل معاهداً في غير كُنهه ، حرَّم الله عليه الجنَّة أن يشمَّ ريحها ] ] . [ النسائي ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [الدارمي ] : [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [من قتل معاهداً في غير كُنهه ، حرَّم الله عليه الجنَّة ] ]. [ الطبراني ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حقها ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ] ] . [ الحاكم ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حقها ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام ] ] . [ أبو يعلى ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [ ابن حبان ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفساً معاهدة بغير حقِّها ، لم يرح رائحة الجنَّة ، وإنَّ ريحَ الجنَّة لتوجد من مسيرة مائة عام ] ] .

                    - جاء عن [ عبدالله بن عمر ] رضي الله عنهما ..
                    [ ابن ماجة ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل قتيلا من أهل الذمة ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [ الطبراني ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل قتيلا من أهل الذمة ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ] ] . [ الحاكم ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل قتيلا من أهل الذمة ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ] ] .

                    - جاء عن [ عبدالله بن عمرو ] رضي الله عنهما ..
                    [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفسا معاهدة بغير حق ، لم يرح رائحة الجنة ، وإنه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما ] ] . [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل قتيلاً من أهل الذمة ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما] ]. [ البخاري ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة ] ] ، كتاب الجزية [ باب إثم مَن قتل معاهداً بغير جُرم ] ، [ اللفظ الذي استشهد به الشيخ حفظه الله ] . [ البخاري ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل نفساً معاهداً ، لم يرح رائحة الجنة ، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ] ،وكتاب الديات [ باب إثم من قتل ذمِّيًّا بغير جُرم ] . [ ابن ماجة ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة ] ] . [ اللفظ الذي استشهد به الشيخ حفظه الله ] .

                    - جاء عن [ أبي هريرة ] رضي الله عنه ..
                    [ ابن ماجة ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [‏ من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما ] ] .

                    - جاء عن [ رجل من الصحابة ] رضي الله عنهم أجمعين ..
                    [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل رجلاً من أهل الذِّمَّة ، لم يجد ريح الجنَّة ، وإنَّ ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما ] ] . [ أحمد ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [‏ سيكون قوم لهم عهد ، فمن قتل رجلا منهم ، لم يرح ‏ ‏ رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما ] ] . [ النسائي ] : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قتل رجلاً من أهل الذِّمَّة ، لم يجد ريح الجنَّة ، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما ] ] .

                    والله المستعان ..
                    التعديل الأخير تم بواسطة ضياء بن محفوظ الشميري; الساعة 19-05-2008, 02:50 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      قال تعالى : ﴿ ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين * وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم .

                      جاء في [ الدر المنثور ] للسيوطي رحمه الله ذكر سبب نزول هذه الآية ، قال : [ أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وغيرهم عن زيد بن أسلم قال : مرَّ شاس بن قيس ، وكان شيخاً قد عسا في الجاهلية ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج ، في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من إلفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية ، فقال : [ قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ] ، فأمر فتى شاباً معه من يهود ، فقال : [ اعمد إليهم فاجلس معهم ، ثم ذكرهم يوم بعاث ، وما كان قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ] ، وكان يوم [ بعاث ] يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ، [ ففعل ] ، فتكلم القوم عند ذلك ، وتنازعوا ، وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين على الرُّكب ، [ أوس بني قيظى ] أحد [ بني حارثة ] من [ الأوس ] ، و [ جبار بن صخر ] أحد [ بني سلمة ] من [ الخزرج ] ، فتقاولا ، ثم قال أحدهما لصاحبه : [ إن شئتم والله ، رددناه الآن جذعة ] ، وغضب الفريقان جميعاً ، وقالوا : [ قد فعلنا ، السلاح السلاح ، موعدكم الظاهرة ][ والظاهرة : الحَرّة ] ، فخرجوا إليها ، وانضمت الأوس بعضها إلى بعض ، والخزرج بعضها إلى بعض ، على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم ، فقال : [ يا معشر المسلمين ، الله الله ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم [ ؟ ] ، أبعد إذ هداكم الله إلى الإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألف به بينكم ، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفاراً [ ؟ ] ] ، فعرف القوم أنها [ نزعة من الشيطان ] ، و [ كيد من عدوهم ] لهم ، فألقوا السلاح ، وبكوا ، وعانق الرجال بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ سامعين ] [ مُطيعين ] ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس ، وأنزل الله في ذلك الآيات من سورة آل عمران ] .إهـ


                      ..

                      تعليق

                      يعمل...
                      X