بسم الله الرحمن الرحيم فصل في الأبحاث المبحث الأول أيهما أفضل الملائكة أم البشر قد اختلف الناس في تفضيل الملائكة على البشر على أقوال ، فأكثر ماتوجد هذه المسألة في كتب المتكلمين ، والخلاف فيها مع المعتزلة ومن وافقهم ، وأقدم كلام رأيته في هذه المسألة ماذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " في ترجمة ( أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص ) ، أنه حضر مجلسا لعمر بن عبدالعزيز وعنده جماعة فقال عمر : ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم واستدل بقوله تعالى : { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } ووافقه على ذلك أمية بن عمرو بن سعيد . فقال عراك بن مالك : ما أحد أكرم على الله من ملائكته ، هم خدمة داريه ، ورسله إلى أنبيائه ، واستدل بقوله تعالى : { مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } ، فقال عمر بن عبدالعزيز لمحمد بن كعب القرظي : ماتقول أنت يا أباحمزه ؟ فقال محمد بن كعب : قد أكرم الله آدم فخلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له الملائكه ، واستدل بغير دليله وأضعف دلالة ماصرح به من الولاية وهو قوله تعالى : { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات } ، مضمونة أنها ليست خاصة بالبشر ، فإن الله وصف الملائكة بالإيمان في قوله تعالى : { ويؤمنون به } ، وكذلك الجان { وأنا لما سمعنا الهدى ءامنا به } ، { وأنا منا المسلمون } . قلت : وأحسن ما يستدل به في هذه المسألة مارواه عثمان بن سعيد الدارمي عن عبدالله بن عمرو مرفوعا وهو أصح قال : (( لما خلق الله الجنة قالت الملائكة : ياربنا اجعل لنا هذه نأكل منها ونشرب ، فإنك خلقت الدنيا لبني آدم ؟ فقال : لن أجعل صالح ذريتي من خلقت بيدي كمن قلت له : كن فيكون )) . ( ج١ ص ٥٨ )
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الهداية في ترتيب فوائد البداية والنهاية للشيخ الفاضل أبي عمار ياسر العدني
تقليص
X
-
المبحث الثاني اختلاف العلماء في دخول مؤمني الجن الجنة اختلف في مؤمني الجن ، هل يدخلون الجنة أو يكون جزاء طائعهم أن لايعذب بالنار فقط ؟ على قولين ، والصحيح أنهم يدخلون الجنة لعموم القرآن ولعموم قوله تعالى : { ولمن خاف مقام ربه جنتان ¤ فبأي ءالاء ربكما تكذبان } ، فامتن تعالى عليهم بذلك ، فلولا أنهم ينالونه لما ذكره وعده عليهم من النعم ، وهذا وحده دليل مستقل كاف في المسألة وحده ، والله أعلم . المبحث الثالث هل سجدت جميع الملائكة لآدم أم ملائكة الأرض فقط ؟ اختلف المفسرون في الملائكة المأمورين بالسجود لآدم أهم جميع الملائكة كما دل عليه عموم الأيات وهو قول الجمهور ، أو المراد بهم ملائكة الأرض كما رواه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عبس وفيه انقطاع ، وفي السياق نكارة وإن كان بعض المتأخرين قد رجحه ولكن الأظهر من السياقات الأول ويدل عليه الحديث (( وأسجد له ملائكته )) وهذا عموم أيضا والله أعلم .
تعليق