س:هل هناك قواعد أو ضوابط في نقد الأخلاق علمًا بأن كثيرًا من دعاة الإخوان المسلمين يتكلم في السلفيين من جهة الأخلاق قالوا: فلان السلفي عنده قصور في الأخلاق وما أشبه ذلك؟
الجواب:
الخلق الحسن مطلوب من سائر المسلمين، ومرغب فيه شرعًا، قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:35]، بعد أن ذكر الله الأخلاق الحسنة أخبر الله أنه ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن))، وما كان من خلق حسن فالسنة أجدر به من غيره، وأحق به من غيره، وما كان من خلق سيء فالمبطلون أحق به، ولا يبهرك ما تراه من المتحزب مما يسميه حسن الخلق، فلو حسن خلقه لرأيت منه التمسك بالحق، فأحسن خلق وأعظم خلق بعد توحيد الله الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، خلق عظيم، خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، أي التمسك به والعمل به، وإن وجد من سلفي خطأ في أخلاقه هذا لا يحسب على المنهج السلفي يحسب على الشخص، وأيضًا تلك الأخلاق المتكلفة من الحزبيين يضلون بها الناس فيأثمون من ورائها، وأيضًا تلك الأخلاق التي يسمونها أخلاقًا لو خالفته أو فاوته في منهجه وعن دعوته وفكره لرأيت منه أسوء الخلق مقابل ما أنت فيه من السب والشتائم، وكم نرى الآن منهم أسوء الخلق: كذب وتلبيس، وغش، وتحقير، وازدراء، وإعراض، ووالله ما يسمح لك بابتسامه لو لم تكن معه أو يطمع فيك، ما يسمح لك بابتسامه، وأيضًا الأموال التي يصرفونها الطائلة لا يسمح لك بدرهم منها ولو كنت فقيرًا، يصرفونها على بعضهم، فالحزبية خلق سيء، وإنما ما يصرف من الأخلاق فيما ترى في الظاهر هو لقصد امتصاص غضبك عليه أو اجتذابك واختزالك إليه، فكن من تلك الأخلاق المزيفة على حذر، وعلى أهل السنة أن يدعوا الله عزوجل أن يوفقهم لحسن الأعمال والأخلاق، فوالله حسن الخلق دعوة، ودين، وحسن الخلق فيه خير كثير عليك وعلى الناس، ولا يوفق له إلا من أراد الله به خيرًا، ((من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيري الدنيا والآخرة)) والرفق من الخلق الحسن، و((حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمال)) وهذا حديث صحيح، ونحن والله لسنا راضين عما يحصل من عدم حسن الخلق في بعض الحالات، إنه كما قيل:
إنك إن كلفتني ما لم أطق **ساءك ما قد سرك مني من خلق
إنك إن كلفتني ما لم أطق **ساءك ما قد سرك مني من خلق
وأيضًا الضيق والأشغال ربما قد تسبب سوء الخلق، يصبر يصبر.. فلا تدري إلا وقد حصل له خلاف من ذلك، وعلى كل من حصل منه ذلك يعالج نفسه، ويرد نفسه إلى حسن الخلق، ويخفف على نفسه ما يسبب له الضيق حتى يكمل من جانب آخر، فإذا إنسان اجتهد في جانب قصر في آخر، ثم لا تصدق هؤلاء الخونة الذين يقولون إن أهل السنة عندهم جفاء من جانب الأخلاق؛ هذه شنشنة أعرفها من أخزم، ما سلم منه سلفنا كيف نسلم منه نحن، والله لو تعطيه أعلى الأخلاق ما قبل منك حتى تكون معه،
الله تعالى يقول عن اليهود والنصارى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120]، وهؤلاء ما يرضون عنك حتى تتبع حزبيتهم، وعندهم أحسن الخلق أن تكون حزبي، وكم من إنسان سيء الخلق معهم ما يذمونه، بل مشرك معهم ما ينتقدونه، مبتدع وهو معهم لا يزجرونه ولا ينكرون عليه، العلمانيون في وسطهم، النصراني في وسطهم، الشيعي في وسطهم، الصوفي في وسطهم، ما رأوا إلا السني ينتقدونه على سوء الخلق، وهذه البلاوي كلها في أوساطهم، كل بلاء في أوساطهم، من أسوأ الأخلاق حالًا ومقالًا، فكن على قناعة على أن حسن الخلق الوافر الكافي عند السني، وعند علماء السنة، وطلبة علم كتاب الله وسنة رسوله العالمين بذلك العاملين، وأنت إن حصل منك قصور كمله بطاعة الله وحسن الخلق، مع والديك مع جيرانك مع إخوانك في الله، مع أهلك، مع سائر المسلمين، حتى مع الحيوان إن ساء خلقك مع حيوان خلاف الشرع أصلح من خلقك ذلك، فهذا ديننا نحن نعتقده، ديننا واعتقادنا ظاهرًا وباطنًا، أن حسن الخلق لا بد منه في هذا الدين، وإن حصل قصور فمن أنفسنا نتوب إلى الله منه، إن حصل قصور في حسن الخلق ساء خلقك مع تلميذيك مع جارك مع معلمك مع قريب مع بعيد مع أهلك .. قصور منا كسائر المعاصي التي تحصل من بني آدم، نحن لا نضيف هذا إلى الدين، إن حصل سوء خلق في كلام في قول في تصرف ما نضيفه إلى الدين، ولكنه نضيفه إلى أحوالنا الضعيفة ونسأل الله الغفران.احذر هذا التلبيس الماكر أن يبغض إليك إخوانك أهل السنة أو يزهدك في نفسك، من أجل أنه صاحب خلق، من أين لهم هؤلاء خلق، هؤلاء كذبة، قلنا لكم: لو علموا منك خلاف [منهجهم] تراه يكشر لك ناب الأسد، ما ترى منه إلا الجفا.
الله تعالى يقول عن اليهود والنصارى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120]، وهؤلاء ما يرضون عنك حتى تتبع حزبيتهم، وعندهم أحسن الخلق أن تكون حزبي، وكم من إنسان سيء الخلق معهم ما يذمونه، بل مشرك معهم ما ينتقدونه، مبتدع وهو معهم لا يزجرونه ولا ينكرون عليه، العلمانيون في وسطهم، النصراني في وسطهم، الشيعي في وسطهم، الصوفي في وسطهم، ما رأوا إلا السني ينتقدونه على سوء الخلق، وهذه البلاوي كلها في أوساطهم، كل بلاء في أوساطهم، من أسوأ الأخلاق حالًا ومقالًا، فكن على قناعة على أن حسن الخلق الوافر الكافي عند السني، وعند علماء السنة، وطلبة علم كتاب الله وسنة رسوله العالمين بذلك العاملين، وأنت إن حصل منك قصور كمله بطاعة الله وحسن الخلق، مع والديك مع جيرانك مع إخوانك في الله، مع أهلك، مع سائر المسلمين، حتى مع الحيوان إن ساء خلقك مع حيوان خلاف الشرع أصلح من خلقك ذلك، فهذا ديننا نحن نعتقده، ديننا واعتقادنا ظاهرًا وباطنًا، أن حسن الخلق لا بد منه في هذا الدين، وإن حصل قصور فمن أنفسنا نتوب إلى الله منه، إن حصل قصور في حسن الخلق ساء خلقك مع تلميذيك مع جارك مع معلمك مع قريب مع بعيد مع أهلك .. قصور منا كسائر المعاصي التي تحصل من بني آدم، نحن لا نضيف هذا إلى الدين، إن حصل سوء خلق في كلام في قول في تصرف ما نضيفه إلى الدين، ولكنه نضيفه إلى أحوالنا الضعيفة ونسأل الله الغفران.احذر هذا التلبيس الماكر أن يبغض إليك إخوانك أهل السنة أو يزهدك في نفسك، من أجل أنه صاحب خلق، من أين لهم هؤلاء خلق، هؤلاء كذبة، قلنا لكم: لو علموا منك خلاف [منهجهم] تراه يكشر لك ناب الأسد، ما ترى منه إلا الجفا.