إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هم العلماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هم العلماء

    ماهي صفات العلماء الذين يستفتون؟؟ يجيب الشيخ صالح السحيمي حفظه الله والمادة صوتية وفرغت من موقعه

    السؤال : جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ونفع بعلمكم، يقول السائل:

    ما هي صفات العلماء الذين يُستَفْتَون؟

    الجواب:

    نعم، -أحسنت- صفات العلماء الذين يستفتون واضحة جدًا أوضح من الشمس!

    الصفة الأولى: اهتمامهم بالكتاب والسنة، وتعويلهم عليها، وتركيزهم عليها.

    الصفة الثانية: اعتدالهم ووسطيتَهم في جميع الأمور.

    والصفة الثالثة: تعويلهم على العلم والتعلم، والفقه في دين الله -عزَّ وجلَّ-.

    الصفة الرابعة: وضوح منهجهم، ووضوح طريقتهم العلمية، فلا يتخفون بفتاواهم أو بتجمعاتهم خاصة، بعيدة عن أنظار الناس بدعوى الاختفاء عن الأنظار؛ وإنما يَدْعُون في وضح النهار، ليس عندهم شيء يخفونه، وليس عندهم شيء يخشون منه إلا الله -عزَّ وجلَّ-؛ ولذٰكم فتاواهم معلنة لا تبث عبر الشبكة، ولا تبث عبر أشرطة مدسوسة مُخْفَاة، أو تبثُ عبر رسائل من هنا وهناك. لا، أمورهم واضحة؛ ولذلك يُروى عن سفيان بن عيينة أنه قال: "إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم مفتتحوا باب ضلالة أو بدعة".

    إذ أن من علامات المبتدعة التناجي دائمًا؛ لأنهم مثل الخفافيش الذي لا يتحرك إلا في الظلام؛ لكن العالم الرباني دينه واضح، منهجه واضح، طريقته واضحة، "إن هٰذا العلم دين فاعرفوا عن من تأخذون دينكم" قاله ابن سيرين في الإسناد؛ ولكنه يشمل جميع أمور الدين، فاعرفوا عمن تأخذون دينكم.

    من علاماتهم: محبة الخير للناس، يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم.

    من علاماتهم: التواضع، ومن تواضع لله رفعه.

    من علاماتهم: التحرِّي تحرِّي الصواب، وعرض المسائل الجديدة على الكتاب والسنة وقواعد السلف القديمة، وقد يختلفون فيها الليالي والأيام، ثم يتوصَّلون بها إلى شيء أو قد ينقسمون فيها إلى قسمين، في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد.

    من علاماتهم: الرجوع عن الخطأ وإعلان الرجوع، ولو رأيتم ما بين مشايخنا الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن إبراهيم، وسماحة المفتى، والشيخ الفوزان، والشيخ العثيمين، وغيرهم، ما بينهم من ردودٍ في بعض المسائل؛ حيث يرجع بعضهم في كثير من الأحيان إلي قول البعض الآخر، ويُعلن: أنه تبين لي أنه ما رآه أخي فلان هو الحق والصواب فرجعت إليه؛ لأنهم ليس عندهم تعصب لآرائهم، الحق ضالتهم أنىٰ وجدوه اتبعوه.

    من أعظم علامات العلماء الربانيين: أن يكون لهم موقفٌ واضحٌ في النوازل المدلهمة، والمسائل التي تتعلق بمصير الأمة، موقف واضح لا يشوبه غبار، ولا يستره الظلام، فإذا ألَمَّت ملِمَّة بالمسلمين؛ سارع إلى الجد والاجتهاد للوصول إلى الحق فيها. وانظروا إلى بيانات كبار علمائنا فيما يتعلق بماذا؟ من يكمل؟ بفعل من؟ فيما يتعلق بفعل من؟ مازلتم تترددون في أن تسموهم خوارج؟!

    بفعل الخوارج، مدوها مد لازم، خوارج بكل معنى الكلمة، جماعة: "أسامة والظواهري" ولا تكفيهم؛ بل أقول لكم شيئًا: إن الخوارج الأوَّلين على ما عندهم من ضلال أقل منهم خطرًا؛ لأن الخوارج القدامىٰ يعلنون موقفهم ويبارزون بالسلاح، أما هؤلاء يسيرون في الأنفاق المظلمة؛ حتى اضطروا بإفتاء أتباعهم بجواز حلق لحاهم! وبجواز لبس لباس من المرأة! ولباس المتخنفسين على قاعدة أحد منظِّرِيهم القعدة؛ فإنه قعَّدَ لهم قاعدة قبل نحو سبعة عشر سنة؛ وهى قوله: "إننا قد نضطر أحيانا إلى تطبيق نظرية ميكافلي" ما هي نظرية ميكافلي؟ "الغاية تبرر الوسيلة"!

    يمكن يلبس ثوب مرأة، يمكن يذهب إلى الكفار ويمالئهم ضد المسلمين، يمكن يرجع إليهم ويمالئهم ضد المسلمين، يمكن أن يذبح ويقتل؛ هذا معنى: "الغاية تبرر الوسيلة"؛ المهم: هو يصل إلى ما يريد مما يدَّعى أنه الحق ولو على أشلاء المسلمين، ولا أدلَّ على ذلك من فعل أصحاب الجزائر القريبة هذه، وما فعلوا عندنا في مكة والمدينة والرياض والقصيم وغيرها. انتبهتم؟

    إذن هذه ميزة العلماء الربانيين؛ أنهم يتكلمون في وضحِ النهار، ما عندهم جلسات استراحات يدسون فيها علومهم عند بعض الخاصة. أحد مشايخنا استدعاه بعض الشباب قالوا: يا شيخ! نريد أن نلقاك في نصائح، تنصحنا وتوجهنا؛ قال لهم -حبًا وكرامة-: تفضلوا؛ فوعدوه في مكان، فلما جلسوا قالوا: لا يا شيخ! هذا المكان يرانا فيه الناس! ثم ذهبوا إلـى وادٍ آخر قالوا: لا لا هذا الوادي مكشوف؛ ثم ذهبوا إلى شجرة ثالثة قالوا: لا لا هذه شجرة مكشوفة؛ فقال لهم: أنتم ما شأنكم؟! ما الذي ورائكم؟! ماذا تخفون؟! عن من تريدون أن تندسوا؟! عن من تريدون أن تختبئوا؟! هيا هيا معي أنا أريكم المكان الطيب المناسب، فلعلهم استحوا وذهبوا معه، تصوروا أين ذهب بهم، أين؟

    أحد الحضور: المسجد.

    الشيخ: المسجد أحسنت ذهب بهم إلى المسجد؛ فقال لهم: هذا المكان لا رقيب فيه إلا الله، وأنتم ماذا عندكم، هاتوا ما عندكم؟ قولوا، صارحوني بما تريدون. هذا هو شأن العلماء الربانيين لا يندسون تحت الأشجار، ولا في الوهاد، لا يتصورون أن كل البشر عبارة عن استخبارات ومباحث عليهم، هذا من باب من؟ وما الذي بينك وبين المباحث والاستخبارات؟ ماذا بينك وبينهم؟! إذا كنت سليمًا فلا تخاف لا من المباحث ولا من الاستخبارات. وأما إن كان وراءك شيءٌ تخفيه؛ فأنت وشأنك؛ ولذلك من علامات هؤلاء المبتدعة –الخوارج بالذات والقطبيين خاصة-؛ من علاماتهم: تصور أن كل من يدعو إلى منهج السلف منتمي إلى جهاز كذا وكذا جهاز مراقبة، جهاز مباحث، إلى آخره، وماذا بينك وبين المباحث يا أخي!؟ ادعوا لهم إخوانك يسهرون الليالي والأيام من أجل راحتك، ويتعرضون للموت أحيانًا والقتل وأنت نائم عند امرأتك، ماذا تنقم عليهم؟! إن كان والله في بطنك ريح فأنت مش مستريح. أما إن كنت سليمًا معافًا سائرًا على منهج السلف، واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار أو رائعة النهار؛ فلا عليك من أحد ولن تؤذىٰ -بإذن الله تعالىٰ-.

    فمن أعظم علامات العلماء الربانيين: وضوح المنهج، وضوح الهدف، وضوح الطريق الذي يسلكونه، عرفتم إخواني؟ أنتم تسجلون هذه العلامات أو لا؟ هذا مهم جدًا معرفة هذه العلامات؛ حتى نعرف العلماء من غير العلماء.

    أيضًا من علامات العلماء: الدعاء لوليِّ الأمر، خلِّهم يسمونك ما شاءوا، محبة ولي الأمر والدعاء له ومحبة الخير له، والدعاء له بالصلاح والتُقى والبطانة الصالحة؛ لأن بصلاحه تصلُح الرعية، وبالمقابل من علامات المبتدعة: الدعاء عليه! بعضهم ينقمون عليك إذا دعوت لولي الأمر يوم الجمعة! لماذا يا أخي!؟ ما الذي عندك عندما لا تريدنا أن ندعو لولي الأمر؟ والله نحبه في الله، ونتقرب إلى الله بالدعاء له؛ لأن بصلاحه تصلُحُ الرعيَّة، ونتمنى له الخير، ونرجو أن يرزقه الله البطانة الصالحة، ويوفقه لما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يقيه شر الأعداء، هذه ترى من علامات أهل السنة؛ كما رُوي عن الإمام أحمد وغيره، عن الفضيل بن عياض وغيره من أئمة الهدى؛ كانوا يدعون لولاة الأمور؛ ويقولون: "لو كنت أعلم أني مستجاب الدعوة؛ لدعوتُ لولي الأمر".

    أنا أضرب لكم مثلاً؛ المأمون العباسي المعتزلي الجهمي، ماذا فعل بالإمام أحمد؟ تعلمون ماذا فعل في قضية المحنة في القول بخلق القرآن، -لما جاءه بعض الشباب- وسجن أحمد وضربه أبنائه من بعده، الواثق ضربه وغيره، ومع ذلك يقول: "لو كنت أعلم أني مستجاب الدعوة لادخرتها لولي الأمر"، هو يعلم أن ولي الأمر مخدوع بهذا المذهب، خدعه بشر المرِّيسي، وأحمد بن أبى دؤاد وغيرهم، وأنه مسكين مغرور ومخدوع بهم، ولما جاءه مجموعة من الشباب يدعونه للخروج؛ يقولون: شاركنا نخرج على المأمون الذي فعل وفعل وفعل، وقال بخلق القرآن؛ قال: "ويحكم لا تفعلوا"؛ ثم نصحهم فأبوا أن يسمعوا النصيحة، فما كان منهم إلا أن ذهبوا فمنهم من شُرِّد، ومنهم من قُتِلَ، ومنهم من سُجِنَ، ومنهم من اختبأ إلى أن زالت الغُمَّة في عهد المتوكل، كيف يريد أن يدعو له وهو معتزلي، لماذا؟

    أحد الحضور: لأن بصلاحه تصلح الأمة.

    الشيخ: لأن بصلاحه تصلُح الرعية، ولأنه يعلم أنه مغررٌ به، ولم يكن هو المتبنى أصلاً لهذا الفكر. فانتبهوا يا إخوان!

    فإذا كان المأمون المعتزلي وقف منه الإمام أحمد هذا الموقف وهو الذي آذاه بألوان الأذى، وسلَّط عليه المعتزلة والجهمية، ومع ذلك يقول: "لو كنت أعلم أن مستجاب الدعوة لدعوت له" سبحان الله! أين هذا الطراز من العلماء؟ -إن شاء الله- موجودون ولله الحمد، علماؤنا سائرون علىٰ هذا الفكر النيِّر، -ما نسميه فكرًا نحن؛ لأن الفكر الإسلامي ليس فكرًا ولا فكرة- علىٰ هذا المنهج النير القويم، المستمد من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    اسمحوا لي السؤال كان مهم جدًا؛ مسألة علامات أهل السنة، وعلامات العلماء الربانيين كان يتطلب وقفات ووقفات؛ لذلك أطلنا فيه.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الباري عبد الوهاب الشخاب; الساعة 07-05-2010, 08:10 PM.
يعمل...
X