قال الشيخ ابن عثيمين :-
وبهذا نعرف أن القول الراجح في الحديث القدسي : أنه من كلام الله تعالى معنى وأما لفظه فمن الرسول لكنه حكاه عن الله ، لأننا لو لم نقل بذلك :
لكان الحديث القدسي أرفع سندا من القران حيث أن الرسول يرويه عن ربه مباشرة والقران بواسطة جبريل .
ولأنه لو كان من كلام الله لفظا لوجب أن تثبت له أحكام القران ، لأن الشرع لا يفرق بين المتماثلين ، وقد علم أن أحكام القران لا تنطبق على الحديث القدسي فهو لا يتعبد بتلاوته ولا يقرأ في الصلاة ولا يعجز لفظه ولو كان من كلام الله لكان معجزا ، لأن كلام الله لا يماثله كلام البشر.
وأيضا باتفاق أهل العلم فيما أعلم أنه لو جاء مشرك يستجير ليسمع كلام الله وأسمعناه الأحاديث القدسية فلا يصح أن يقال : إنه سمع كلام الله فدل هذا على أنه ليس من كلام الله وهذا هو الصحيح .
وللعلماء في ذلك قولان هذا أحدهما والثاني : أنه من قول الله لفظا .
فإن قال قائل : كيف تصححون هذا والنبي – صلى الله عليه وسلم – ينسب القول إلى الله ويقول قال الله تعالى ومقول القول هو هذا الحديث المسوق ؟
قلنا : هذا كما قال الله تعالى عن موسى وفرعون وإبراهيم : قال موسى ، قال فرعون ، قال إبراهيم ، مع إننا نعلم أن هذا اللفظ ليس من كلامهم و لا قولهم لأن لغتهم ليس اللغة العربية وإنما نقل نقلا عنهم ويدل لهذا أن القصص في القران تختلف بالطول والقصر والألفاظ مما يدل على أن الله سبحانه ينقلها بالمعنى ومع ذلك ينسبها إليهم كما قال تعالى ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء تعبدون ) وقال عن موسى ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
راجع : شرح كتاب التوحيد للعلامة بن عثيمين ( باب : ما جاء في الكهان ونحوهم ) .
وبهذا نعرف أن القول الراجح في الحديث القدسي : أنه من كلام الله تعالى معنى وأما لفظه فمن الرسول لكنه حكاه عن الله ، لأننا لو لم نقل بذلك :
لكان الحديث القدسي أرفع سندا من القران حيث أن الرسول يرويه عن ربه مباشرة والقران بواسطة جبريل .
ولأنه لو كان من كلام الله لفظا لوجب أن تثبت له أحكام القران ، لأن الشرع لا يفرق بين المتماثلين ، وقد علم أن أحكام القران لا تنطبق على الحديث القدسي فهو لا يتعبد بتلاوته ولا يقرأ في الصلاة ولا يعجز لفظه ولو كان من كلام الله لكان معجزا ، لأن كلام الله لا يماثله كلام البشر.
وأيضا باتفاق أهل العلم فيما أعلم أنه لو جاء مشرك يستجير ليسمع كلام الله وأسمعناه الأحاديث القدسية فلا يصح أن يقال : إنه سمع كلام الله فدل هذا على أنه ليس من كلام الله وهذا هو الصحيح .
وللعلماء في ذلك قولان هذا أحدهما والثاني : أنه من قول الله لفظا .
فإن قال قائل : كيف تصححون هذا والنبي – صلى الله عليه وسلم – ينسب القول إلى الله ويقول قال الله تعالى ومقول القول هو هذا الحديث المسوق ؟
قلنا : هذا كما قال الله تعالى عن موسى وفرعون وإبراهيم : قال موسى ، قال فرعون ، قال إبراهيم ، مع إننا نعلم أن هذا اللفظ ليس من كلامهم و لا قولهم لأن لغتهم ليس اللغة العربية وإنما نقل نقلا عنهم ويدل لهذا أن القصص في القران تختلف بالطول والقصر والألفاظ مما يدل على أن الله سبحانه ينقلها بالمعنى ومع ذلك ينسبها إليهم كما قال تعالى ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء تعبدون ) وقال عن موسى ( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
راجع : شرح كتاب التوحيد للعلامة بن عثيمين ( باب : ما جاء في الكهان ونحوهم ) .