إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

..:: [ أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ] ::..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ..:: [ أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ] ::..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ...............

    عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر
    ، وإذا خاصم فجر . [ رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وأحمد ] .

    المعنى الإجمالي : النفاق داء كبير وخطر جسيم على الإسلام والمسلمين ، وهو وصف ذميم لقوم أظهروا الإسلام كيدًا وخداعًا لينالوا به مصالح مادية ثم لينجوا بذلك من سيوف الإسلام ؛ وقد لعن الله المنافقين وذمهم وتوعدهم بأليم العذاب في الدرك الأسفل من النار ؛ وقد ذكر صفاتهم الذميمة في سور كثيرة من القرآن الكريم في سورة البقرة والنساء ، وسورة التوبة ، وفي سورة المجادلة والحشر ، سورة المنافقين ، كل ذلك ليعرفهم المؤمنون ويحذروا شرهم وكيدهم وخبثهم .

    وقد بين الرسول الكريم في هذا الحديث أربعًا من صفاتهم وعلاماتهم البارزة :
    - الأولى : خيانة الأمانة ، وبئست الخلق هي وما أقبح أن يثق بك إنسان ويستأمنك على ماله أو عرضه أو حق من حقوقه ، فتخونه ؛ إن دائرة الأمانة واسعة تشمل كل ما اؤتمن عليه الإنسان ، حتى تشمل الدين كله ؛ فكل ما جاء به الأنبياء من العقائد والشرائع أمانة في أعناق العلماء إذا قصروا في تبليغها ونشرها كان ذلك منهم خيانة يستوجبون بها لعائن الله وغضبه ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) . [ البقرة : 159 ] ؛ فعلى حملة العلم أن يبلغوا ما جاء به خاتم الأنبياء ـ عليه وعليهم الصلاة والسلام ـ ، فإن ذلك أعظم الأمانات ، وكتمانه والتقاعس عنه أعظم الخيانات ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) . [ الأنفال : 27 ] .

    - والثانية: الكذب في الحديث، فإنه أساس النفاق وهو من أقبح الأخلاق ، فإن الأمم كلها تحترم الصدق وتمقت الكذب ، وتحتقر صاحبه ، فاحرص أن تكون مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم ، وابتعد عن الكذب والكذابين فإنه من صفات أحط البشر وهم المنافقون ؛ كما في هذا الحديث ، وانظر إليهم وقد قامت ديانتهم على الكذب وكيف فضحهم الله ، وكشف عوراتهم ، قال تعالى : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ . اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . [ المنافقون : 1 - 2 ] .

    - والثالثة: خلف الوعود أو نقض العهود والغدر، وذلك من أشنع الأخلاق وأرذلها ، وكفى به شرًا أن يكون من عواقبه مرض النفاق قال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) . [ التوبة : 77 ] ؛ فاحذر من الإنحدار إلى هذا الخلق الحقير ، واحرص على الوفاء بالوعد ، واحترام العهد حتى تكون من أولي الألباب : ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ) . [ الرعد : 20 ] .

    - والرابعة: الفجور في المخاصمة وعدم الوقوف عند الحق ، وهو وزر كبير وجرم خطير ، يجر إلى مفاسد عظيمة من استباحة الأموال والأعراض ، وجحد حقوق الآخرين وإلصاق التهم الظالمة بهم ، ومحاربة الدعاة إلى الحق ، وصد الناس عن الحق والهدى والسلوك بهم في مسالك الغواية والردى ، فكم من أموال استبيحت وأعراض انتهكت ودماء أريقت بسبب فجور المنافقين في خصوماتهم ، وكم من مريد للحق صدّوه عن سلوك الصراط المستقيم واتباع الحق القويم ولولا الفجور في الخصومة لرأيت معظم المسلمين ملتزمين منهج الله ، مقتفين سبيل المؤمنين من السلف الصالحين .

    ...............
    راوي الحديث : عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء ، وكان من العلماء العباد مات سنة 68هـ.
    ...............
    المفردات :
    النفاق : مخالفة الباطن للظاهر وأصله من نافقاء اليربوع وهي إحدى جحره يكتمها ويظهر غيرها.
    والغدر : : ترك الوفاء بما عاهد عليه.
    المخاصمة : المنازعة ، أصلها من خصم الشيء أي جانبه وناحيته فكل من المتخاصمين في جهة.
    الفجور : الميل عن الحق والاحتيال في رده ، وأصله من الفجر وهو شق الشيء شقاً واسعاً. والفجور فتن في الدين.
    الخيانة : فسرت هنا بأنها التصرف في الأمانة بغير وجه شرعي كبيعها أو جحدها أو انتقاصها أو التهاون في حفظها.

    ...............




    ...:: المصدر : مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع - الحديث الثامن عشر : علامــات النفــاق صـ 62 - فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي [ بتصرف ] ::...

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      ...


      حياك الله أخي الفاضل ..
      تأملوا معي قوله - حفظه الله - :
      قال في مسألة خيانة الأمانة : [ فكل ما جاء به الأنبياء من العقائد والشرائع أمانة في أعناق العلماء إذا قصروا في تبليغها ونشرها كان ذلك منهم خيانة يستوجبون بها لعائن الله وغضبه ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) . [ البقرة : 159 ] ].
      وقال في مسألة الكذب في الحديث : [ فإن الأمم كلها تحترم الصدق وتمقت الكذب ، وتحتقر صاحبه ، فاحرص أن تكون مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم ، وابتعد عن الكذب والكذابين فإنه من صفات أحط البشر وهم المنافقون ].
      وقال في مسألة خلف الوعود أو نقض العهود والغدر : [ وذلك من أشنع الأخلاق وأرذلها ، وكفى به شرًا أن يكون من عواقبه مرض النفاق قال تعالى : ( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ) . [ التوبة : 77 ] ].
      وقال في مسألة الفجور في المخاصمة وعدم الوقوف عند الحق : [ ولولا الفجور في الخصومة لرأيت معظم المسلمين ملتزمين منهج الله، مقتفين سبيل المؤمنين من السلف الصالحين ].


      ..

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير اخانا الكريم ضياء




        َ

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك وفي عملك وعلمك
          وجزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن علوي باهارون مشاهدة المشاركة
            جزاك الله خير اخانا الكريم ضياءَ
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو البراء فؤاد الغربي مشاهدة المشاركة
            بارك الله فيك وفي عملك وعلمك وجزاك الله خير
            وفيكم بارك الله ؛ بارك الله في الشيخ ربيع وعلماء السنة ، بارك الله في علمهم وعملهم وجزاهم الله خيرا ..

            تعليق


            • #7
              بارك الله في الشيخ ربيع وعلماء السنة ، بارك الله في علمهم وعملهم وجزاهم الله خيرا ..
              جزا الله الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي عنا وعن الاسلام والمسلمين خيرا
              وبارك فيه وفي علمه وعمله وجهده الطيب المبارك

              تعليق

              يعمل...
              X