توجيهات للجيش اليمني المرابط في صعدة<o:p></o:p>
وجهها <o:p></o:p>
خالد بن محمد الغرباني <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>وجهها <o:p></o:p>
خالد بن محمد الغرباني <o:p></o:p>
بسم الله الرحمن الرحيم<o:p></o:p>
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أما بعد <o:p></o:p>
فإن الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات والشعائر والقربات إلى الله التي يتوصل بها المؤمن إلى الجنة . <o:p></o:p>
وهو ذروة سنام الإسلام وإذا وفق الله العبد لهذه الشعيرة فعليه أن يؤديها كما شرعها الله عز وجل ولا يحرفها عن مسارها ، فقد تخبط كثير من الناس في الجهاد فمنهم من رأى أن الجهاد يقوم بالقضاء على الحكومات واغتيال الرؤساء والمسئولين ، ومنهم من يرى أن التفجيرات وقتل السياح هو الجهاد ، ومنهم من رأى أن يفجر نفسه أمام إحدى السفارات الغربية فيرى أن هذا هو الجهاد ، ومنهم من يرى أن الوصول للكراسي عن طريق الانتخابات والبرلمانات هو الجهاد الخ ..... .<o:p></o:p>
ولذلك وقع التخبط والخلط في الجهاد ، وذلك لبعد الناس عن العلم الشرعي علم الكتاب والسنة ، فالجهاد الشرعي هو المبني على أصول وقواعد ذكرها الله في كتابه ووضحتها سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهمها الصحابة ومن سار على نهجهم – رضي الله عنهم أجمعين - . ((وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ )) الحج78 : قال أهل العلم فأما حق الجهاد فقيل أنَّه الجِدُّ في المجاهدة ، واستيفاء الإِمكان فيها . وقيل أنه إِخلاص النِّيَّة لله عز وجل . وقيل أنه فِعل ما فيه وفاء لحق الله عز وجل .<o:p></o:p>
وفي هذه الأيام يمر اليمن الميمون بفتن عظيمة ومنعطف خطير حيث كشر الروافض عن أنيابهم وبان سوء مقصدهم فقطعوا الطريق ونهبوا الأموال وقتلوا النفس بغير حق واستباحوا النساء وشردوا الأطفال والأسر مما جعل ولي أمر المسلمين في اليمن فخامة الوالد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية يرفع راية الجهاد لقتالهم لاسترجاع الحقوق إلى أهلها.<o:p></o:p>
والحمد لله تكاتف أهل التوحيد والإيمان مع ولي أمرهم لقتال الفئة الباغية التي مرقت من الدين وأفتى العلماء بأن ما تقوم به الدولة وفقها ضد الروافض يعتبر جهادا شرعيا وممن أفتى بذلك علامة اليمن الشيخ الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله - ، وسارع الناس للوقوف ضد الباطل والتقى الفريقان وتواجه العسكران : <o:p></o:p>
عسكر الحق : المتمثل في الجنود المخلصين المجاهدين أبطال اليمن وأبطال الإسلام أولياء الله .<o:p></o:p>
وعسكر الباطل : المتمثل في الفئة الباغية من الرافضة الحوثيين وأتباعهم ومن سار معهم من الملبس عليهم في صعدة .<o:p></o:p>
ومشاركة لعسكر الحق في المعركة بما نستطيع من توجيهات لشد أزرهم وشحذ هممهم والأخذ بأيدهم وبث روح الجهاد الإسلامي أحببت أن أشارك بهذه النصائح والإرشادات كي يستفيد منهما المجاهد ويصحح مساره في القتال حتى لا يخسر الدنيا والآخرة لا سيما وهو تحت ظلال السيوف .<o:p></o:p>
أولا : على كل مجاهد مجاهدة النفس والهوى والشيطان والدنيا : قال تعالى : ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)). العنكبوت69 وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : " أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل " . رواه و أبو نعيم في الحلية عن أبي ذر . وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ((المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله)) رواه أحمد والترمذي عن فضالة بن عبيد . وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ((أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل)) . رواه الطبراني عن ابن عمرو . قال ابن القيم في كتابه الفوائد : ((وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته) . فمجاهدة النّفس بتعلّم أمور الدّين ثمّ على العمل بها ثمّ على تعليمها. ومجاهدة الشّيطان، فعلى دفع ما يأتي به من الشّبهات وما يزيّنه من الشّهوات.<o:p></o:p>
ثانيا : عليك أيها المجاهد بتقوى الله فهي المعين لك في الجهاد ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) التوبة123 فالله معك إن كنت متقيا كما تبين الآية وتقوى الله هي أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.<o:p></o:p>
ثالثا : عليك أيها المجاهد بالإخلاص لله وحده فهو أساس العمل في الجهاد فلا يكن الدافع للقتال الحصول على حطام الدنيا كالرتبة والمنصب أو الغنائم أو الرغبة في الشهرة ليقال مجاهد . فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِى سَبِيلِهِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ جِهَادًا فِى سَبِيلِى وَإِيمَانًا بِى وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِى فَهُوَ عَلَىَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِى خَرَجَ مِنْهُ نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا وَلَكِنْ لاَ أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّى وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى أَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ». رواه مسلم . وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ». رواه مسلم . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )).رواه البخاري. <o:p></o:p>
رابعا : عليك أيها الجندي المجاهد بالمحافظة على الصلاة فهي الفيصل بينك وبين عدوك فلم يرخص الله في تركها للمجاهد وهو في ذروة المعركة وشدتها وأنزل الله أحكاما لأدائها جماعة في المعركة فقال تعالى : ((وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً )) النساء102-105 فلن ينفعك الجهاد إذا لم تكن تصلى، فتركها من صفات الكفار، بل من شعارهم فهم لا يصلون وحكم نبينا لمن تركها بأنه كافر فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ . فاستعن بها في جهادك لتنال النصر بإذن الله ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ () وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) البقرة153-154 .<o:p></o:p>
خامسا : عليك أيها الجندي المجاهد بذكر الله وليكن لسانك رطبا بذكر الله فهذا من شعار المجاهد ومن المعين له على الثبات : قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) الأنفال45 فلن تجد أنيسا لك في المعركة ومعينا لك أفضل من ذكر الله فأكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وقراءة القرآن . <o:p></o:p>
سادسا : احذر أيها الجندي المجاهد من المنازعة ومن عصيان ولي أمرك فهذا من لوائح الهزيمة والفشل قال تعالى : ((((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) الأنفال46 فإذا أمرك قائدك أو أميرك أو المسئول عليك أن تبقى في مكان فابق فيه، وإن أمرك أن تغير مكانك فغير مكانك، فأنت بطاعتك له - في غير معصية - على خير : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ )) رواه البخاري .<o:p></o:p>
سابعا : احذر أيها الجندي من الفرار ففيه غضب الله وعاقبته وخيمة فإن فررت بدون علم قائدك ورئيسك فلن تفر من عقاب الله قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ () وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) الأنفال15-16 وفي الحديث: اجتنبوا السبع الموبقات ومنها والتولي يوم الزحف)) رواه البخاري ومسلم . <o:p></o:p>
ثامنا : عليك أيها الجندي المجاهد بالصبر فلا تضجر من طول المعركة وبُعد النصر فلا نصر إلا بصبر ، فاستعن بالصبر في جهادك قال تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ () وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) البقرة153-154 . فإن وقع وَهَنٌ أو هزيمة أو قتل في أصحابك فلا تجزع ولا تيأس من النصر قال تعالى : ((وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ () إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ () وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ () أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ () وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )) آل عمران139- 143 .<o:p></o:p>
تاسعا : لا تصدق إرجاف المرجفين المخذلين من أصحاب اللقاء المشترك ومن على شاكلتهم الذين لا يهمهم إلا أنفسهم ومصالحهم فهم لا يريدون لك الخير ، فهم يريدونك أن تكون عبدا لهم وخادما لهم وناصرا لهم فلا تصدقهم ولا تسمع لإعلامهم الكاذب فامض على ما أنت عليه قال تعالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ () وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ () وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ )) آل عمران156- 158 ، فأنت في أعظم تجارة قال تعالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ () تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ () يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ () وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) الصف10-13 فإن جاءك مخذل ومحبط منهم فقل لهم قد بعت نفسي لله واشتراها الله مني : ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) .<o:p></o:p>
عاشرا : احذر الفوضى والعشوائية وكن منتظما في المعركة فلا تهجم ولا تقاتل إلا بتوجيه من ولي أمرك فالجهاد ليس فوضى بل ترتيب وتخطيط وهذا مما يحبه الله في المجاهد قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ )) الصف4 .<o:p></o:p>
الحادي عشر : الدعاء من أسلحة الجندي المجاهد فهو يعلم أنه لا ناصر له إلا الله قال تعالى : ((وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ () وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ () فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) آل عمران146- 148 .<o:p></o:p>
الثاني عشر : وأنت في المعركة إذا تذكرت أبناءك وأهلك وإخوانك وأموالك وتجارتك ومساكنك فتذكر قوله تعالى : ((- قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)) التوبة24 .<o:p></o:p>
الثالث عشر : لا تقتل طفلا أو امرأة غير محاربة ولا تقطع شجرا ولا تهدم بيتا لغير فائدة وتذكر وصية رسول الله : فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ((إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ « اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا....))رواه مسلم . <o:p></o:p>
الرابع عشر : اعلم أن الجهاد والصبر عليه يعتبر ابتلاء واختبار وامتحان لك قال تعالى : ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ)) .
<o:p></o:p>
هذا ولم أقصد الاستقصاء في النصيحة وإنما هي بعض نصائح أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم موافقة للكتاب والسنة وأن يتقبل أعمالنا . والحمد لله رب العالمين . <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
فإن الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات والشعائر والقربات إلى الله التي يتوصل بها المؤمن إلى الجنة . <o:p></o:p>
وهو ذروة سنام الإسلام وإذا وفق الله العبد لهذه الشعيرة فعليه أن يؤديها كما شرعها الله عز وجل ولا يحرفها عن مسارها ، فقد تخبط كثير من الناس في الجهاد فمنهم من رأى أن الجهاد يقوم بالقضاء على الحكومات واغتيال الرؤساء والمسئولين ، ومنهم من يرى أن التفجيرات وقتل السياح هو الجهاد ، ومنهم من رأى أن يفجر نفسه أمام إحدى السفارات الغربية فيرى أن هذا هو الجهاد ، ومنهم من يرى أن الوصول للكراسي عن طريق الانتخابات والبرلمانات هو الجهاد الخ ..... .<o:p></o:p>
ولذلك وقع التخبط والخلط في الجهاد ، وذلك لبعد الناس عن العلم الشرعي علم الكتاب والسنة ، فالجهاد الشرعي هو المبني على أصول وقواعد ذكرها الله في كتابه ووضحتها سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهمها الصحابة ومن سار على نهجهم – رضي الله عنهم أجمعين - . ((وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ )) الحج78 : قال أهل العلم فأما حق الجهاد فقيل أنَّه الجِدُّ في المجاهدة ، واستيفاء الإِمكان فيها . وقيل أنه إِخلاص النِّيَّة لله عز وجل . وقيل أنه فِعل ما فيه وفاء لحق الله عز وجل .<o:p></o:p>
وفي هذه الأيام يمر اليمن الميمون بفتن عظيمة ومنعطف خطير حيث كشر الروافض عن أنيابهم وبان سوء مقصدهم فقطعوا الطريق ونهبوا الأموال وقتلوا النفس بغير حق واستباحوا النساء وشردوا الأطفال والأسر مما جعل ولي أمر المسلمين في اليمن فخامة الوالد علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية يرفع راية الجهاد لقتالهم لاسترجاع الحقوق إلى أهلها.<o:p></o:p>
والحمد لله تكاتف أهل التوحيد والإيمان مع ولي أمرهم لقتال الفئة الباغية التي مرقت من الدين وأفتى العلماء بأن ما تقوم به الدولة وفقها ضد الروافض يعتبر جهادا شرعيا وممن أفتى بذلك علامة اليمن الشيخ الناصح الأمين يحيى بن علي الحجوري – حفظه الله - ، وسارع الناس للوقوف ضد الباطل والتقى الفريقان وتواجه العسكران : <o:p></o:p>
عسكر الحق : المتمثل في الجنود المخلصين المجاهدين أبطال اليمن وأبطال الإسلام أولياء الله .<o:p></o:p>
وعسكر الباطل : المتمثل في الفئة الباغية من الرافضة الحوثيين وأتباعهم ومن سار معهم من الملبس عليهم في صعدة .<o:p></o:p>
ومشاركة لعسكر الحق في المعركة بما نستطيع من توجيهات لشد أزرهم وشحذ هممهم والأخذ بأيدهم وبث روح الجهاد الإسلامي أحببت أن أشارك بهذه النصائح والإرشادات كي يستفيد منهما المجاهد ويصحح مساره في القتال حتى لا يخسر الدنيا والآخرة لا سيما وهو تحت ظلال السيوف .<o:p></o:p>
أولا : على كل مجاهد مجاهدة النفس والهوى والشيطان والدنيا : قال تعالى : ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)). العنكبوت69 وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : " أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل " . رواه و أبو نعيم في الحلية عن أبي ذر . وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ((المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله)) رواه أحمد والترمذي عن فضالة بن عبيد . وقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ((أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل)) . رواه الطبراني عن ابن عمرو . قال ابن القيم في كتابه الفوائد : ((وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته) . فمجاهدة النّفس بتعلّم أمور الدّين ثمّ على العمل بها ثمّ على تعليمها. ومجاهدة الشّيطان، فعلى دفع ما يأتي به من الشّبهات وما يزيّنه من الشّهوات.<o:p></o:p>
ثانيا : عليك أيها المجاهد بتقوى الله فهي المعين لك في الجهاد ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) التوبة123 فالله معك إن كنت متقيا كما تبين الآية وتقوى الله هي أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.<o:p></o:p>
ثالثا : عليك أيها المجاهد بالإخلاص لله وحده فهو أساس العمل في الجهاد فلا يكن الدافع للقتال الحصول على حطام الدنيا كالرتبة والمنصب أو الغنائم أو الرغبة في الشهرة ليقال مجاهد . فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِى سَبِيلِهِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ جِهَادًا فِى سَبِيلِى وَإِيمَانًا بِى وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِى فَهُوَ عَلَىَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِى خَرَجَ مِنْهُ نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا وَلَكِنْ لاَ أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّى وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى أَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ». رواه مسلم . وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ». رواه مسلم . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )).رواه البخاري. <o:p></o:p>
رابعا : عليك أيها الجندي المجاهد بالمحافظة على الصلاة فهي الفيصل بينك وبين عدوك فلم يرخص الله في تركها للمجاهد وهو في ذروة المعركة وشدتها وأنزل الله أحكاما لأدائها جماعة في المعركة فقال تعالى : ((وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً )) النساء102-105 فلن ينفعك الجهاد إذا لم تكن تصلى، فتركها من صفات الكفار، بل من شعارهم فهم لا يصلون وحكم نبينا لمن تركها بأنه كافر فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ . فاستعن بها في جهادك لتنال النصر بإذن الله ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ () وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) البقرة153-154 .<o:p></o:p>
خامسا : عليك أيها الجندي المجاهد بذكر الله وليكن لسانك رطبا بذكر الله فهذا من شعار المجاهد ومن المعين له على الثبات : قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) الأنفال45 فلن تجد أنيسا لك في المعركة ومعينا لك أفضل من ذكر الله فأكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وقراءة القرآن . <o:p></o:p>
سادسا : احذر أيها الجندي المجاهد من المنازعة ومن عصيان ولي أمرك فهذا من لوائح الهزيمة والفشل قال تعالى : ((((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) الأنفال46 فإذا أمرك قائدك أو أميرك أو المسئول عليك أن تبقى في مكان فابق فيه، وإن أمرك أن تغير مكانك فغير مكانك، فأنت بطاعتك له - في غير معصية - على خير : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ )) رواه البخاري .<o:p></o:p>
سابعا : احذر أيها الجندي من الفرار ففيه غضب الله وعاقبته وخيمة فإن فررت بدون علم قائدك ورئيسك فلن تفر من عقاب الله قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ () وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) الأنفال15-16 وفي الحديث: اجتنبوا السبع الموبقات ومنها والتولي يوم الزحف)) رواه البخاري ومسلم . <o:p></o:p>
ثامنا : عليك أيها الجندي المجاهد بالصبر فلا تضجر من طول المعركة وبُعد النصر فلا نصر إلا بصبر ، فاستعن بالصبر في جهادك قال تعالى: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ () وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) البقرة153-154 . فإن وقع وَهَنٌ أو هزيمة أو قتل في أصحابك فلا تجزع ولا تيأس من النصر قال تعالى : ((وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ () إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ () وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ () أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ () وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )) آل عمران139- 143 .<o:p></o:p>
تاسعا : لا تصدق إرجاف المرجفين المخذلين من أصحاب اللقاء المشترك ومن على شاكلتهم الذين لا يهمهم إلا أنفسهم ومصالحهم فهم لا يريدون لك الخير ، فهم يريدونك أن تكون عبدا لهم وخادما لهم وناصرا لهم فلا تصدقهم ولا تسمع لإعلامهم الكاذب فامض على ما أنت عليه قال تعالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ () وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ () وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ )) آل عمران156- 158 ، فأنت في أعظم تجارة قال تعالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ () تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ () يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ () وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) الصف10-13 فإن جاءك مخذل ومحبط منهم فقل لهم قد بعت نفسي لله واشتراها الله مني : ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) .<o:p></o:p>
عاشرا : احذر الفوضى والعشوائية وكن منتظما في المعركة فلا تهجم ولا تقاتل إلا بتوجيه من ولي أمرك فالجهاد ليس فوضى بل ترتيب وتخطيط وهذا مما يحبه الله في المجاهد قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ )) الصف4 .<o:p></o:p>
الحادي عشر : الدعاء من أسلحة الجندي المجاهد فهو يعلم أنه لا ناصر له إلا الله قال تعالى : ((وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ () وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ () فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) آل عمران146- 148 .<o:p></o:p>
الثاني عشر : وأنت في المعركة إذا تذكرت أبناءك وأهلك وإخوانك وأموالك وتجارتك ومساكنك فتذكر قوله تعالى : ((- قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)) التوبة24 .<o:p></o:p>
الثالث عشر : لا تقتل طفلا أو امرأة غير محاربة ولا تقطع شجرا ولا تهدم بيتا لغير فائدة وتذكر وصية رسول الله : فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ((إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ « اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا....))رواه مسلم . <o:p></o:p>
الرابع عشر : اعلم أن الجهاد والصبر عليه يعتبر ابتلاء واختبار وامتحان لك قال تعالى : ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ)) .
<o:p></o:p>
هذا ولم أقصد الاستقصاء في النصيحة وإنما هي بعض نصائح أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم موافقة للكتاب والسنة وأن يتقبل أعمالنا . والحمد لله رب العالمين . <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
تعليق