(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى) حديث ((أمرت أن أقاتل الناس)) (8)

أبو عبد الله إبراهيم مثنى

وفـقه الله ورزقه العلم النافع

تاريخ التسجيل: Mar 2009

المشاركات: 14
- مشاركة
- تويت
#1

(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى) حديث ((أمرت أن أقاتل الناس)) (8)

21-12-2009, 02:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يُحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..............وبعد،
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فأقدّم بين يدي إخواني طلبة العلم هذه الفوائد الذهبية من شرح الأربعين النووية لشيخنا العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- اقتطفتها من ذلك الكتاب الماتع (شرح الأربعين النووية).
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
هذا ، وأسال الله أن ينفعنا جميعا بهذه الفوائد وأن يجزي شيخنا خيرا ويبارك فيه وفي علمه.
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وستكون هذه الفوائد على شكل سلسلة :
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
-------------------------------

<o:p></o:p>

<o:p></o:p>(الحديث الثامن)
<o:p></o:p>
<link rel="File-List" href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5Cuser%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsoht ml1%5C01%5Cclip_filelist.xml"><style> *</style><link rel="File-List" href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5Cuser%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsoht ml1%5C01%5Cclip_filelist.xml"><style> *</style>قال الإمام البخاري –رحمه الله-:.<o:p></o:p>
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.المقصود بالناس في هذا الحديث أهل الشرك والكفر بالله ولم يعطوا الجزية، قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة } [التوبة: 123]، وقال: { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [التوبة: 29]، فلفظ: الناس هنا عام يراد به الخصوص. <o:p></o:p>
.قد ثبت في حديث بريدة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم:((اغزوا باسم الله، قاتلوا من كفر بالله)).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي-صلى الله عليه وسلم- مقتولة، فنهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان، وكذا الشيوخ كبار السن لا يقتلون إلا إذا كان لهم تدبير في الحرب ومشورة، فيقتلون للنهي في ذلك، إلا أن يقاتلوا؛ فيقتلون تبعاً لا استقلالا، إذا لم يتميزوا؛ لحديث الصعب بن جثَّامة في الصحيحين أن النبي-صلى الله عليه وسلم- سُئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال:((هم منهم)).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله))، قاتلهم على توحيد الله سبحانه بأمر الله كما قال الله:{ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير }[الحج: 39].<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((وأن محمداً رسول الله))، لا إله إلا الله من لازمها أن محمداً رسول الله، لا يكفي أن يقول لا إله إلا الله وهو يكفر برسول الله-صلى الله عليه وسلم- فيصير كافراً بجميع الأنبياء، قال تعالى:{ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً(150) أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً}[النساء: 150-151].<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((ويقيموا الصلاة))، قال تعالى:{ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }[التوبة: 11]، مفهوم الآية أنهم إن لم يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فليسوا إخواننا في الدين، لاسيما إذا امتنع عن الزكاة خاصة جحوداً وعناداً، أما الصلاة ففيها أدلة على كفر تاركها مثل حديث:((من تركها فقد كفر))،((لا إله إلا الله))، حتى المنافقون قالوها وما قاتلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أن الله أطلعه على بعضهم أنهم منافقون، قال تعالى:{ ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم }[ التوبة: 101]، فهو ما يعلم جميع المنافقين إنما أعلمه الله بحال بعض المنافقين وما قاتلهم وهم منافقون يعلمهم النبي-صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم يقولون لا إله إلا الله، ولئن قتل من يقول لا إله إلا الله فسيقولون محمد يقتل أصحابه مع أنهم معه، فتركهم النبي-صلى الله عليه وسلم-، وأيضاً لأنهم يظهرون شعائر الدين في الظاهر وحسابهم على الله، والمقصود بالمنافقين هنا الإعتقاديين، الذين لا ينفعهم التلفظ بقول لا إله إلا الله".<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((ويقيموا الصلاة))، المقصود إقام الصلاة بأركانها وشروطها، فلو أقام الظهر خمساً، أو أقام الغرب أربعاً، أو أقام الفجر ثلاثاً أو أربعاً لا تقبل منه وليست صحيحة، بل هي باطلة، وفاعل ذلك متعد لحدود الله، وإنما هي على ما حدده رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((ويؤتوا الزكاة))، والزكاة إنما تجب في النصاب إذا حال عليه الحول.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.وهي محدودة في تسعة أشياء على الصحيح، من النقود: في الذهب والفضة، ومن الغرائس: في الزبيب والتمر، ومن الزراعات: في الحنطة والشعير، ومن المواشي: الإبل والبقر والغنم، والعاشر العسل جاءت فيه أحاديث لم يثبت منها شيء، فليس فيه زكاة.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.ولو كان الذهب والفضة حلياً وبلغ النصاب وحال عليه الحول تجب فيه الزكاة على الصحيح؛ لحديث:((ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة يحمى عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار))، الحديث متفق عليه، ولحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-رأى مسكة في يد بنت، فقال لأمها:((أتؤدين زكاة هذا؟))، قالت: لا، قال:((حسبك، هو من النار))، ففي الباب أدلة عامة وخاصة توجب الزكاة في حلي المرأة إذا بلغ النصاب، وحال عليه الحول، لا ينبغي أن تُعَارَضَ بتلك الأحاديث الضعاف، والآثار عن غير المعصوم-صلى الله عليه وسلم-.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.ولم يذكر الحج ولا الصيام في الحديث؛فتؤخذ من أدلة أخرى، ويحمل هذا الحديث أنه من أحاديث أوائل التشريع، وقد فرضت بعد ذلك فرائض أخرى، بنحو هذا أجاب الشوكاني رحمه الله على حديث طلحة بن عبيد الله المتفق عليه في ((نيل الأوطار)) أنه قال له رجل: هل علي غيرها؟ أي: تلك الفرائض المذكورة في الحديث قال: له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:((لا إلا أن تطوع)).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.وعلى هذا فلا ينبغي أن تؤخذ الضرائب والجمارك من المسلمين؛ لأن أموالهم معصومة، ولا الرشوة كذلك:((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)).<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.ولا يؤخذ منهم ما يسمى بالتأديب المالي؛ الصحيح أن ترك هذا أولا :((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه))، ولا يراق دمه بغير حق سواء بضرب أو بغيره كما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم- :((أتدرون من المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال:((المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة، وزكاة، وصيام، ويأتي وقد ضرب هذا، وشتم هذا، وسفك دم هذا، وأخذ مال هذا، فيعطى لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئات صاحبه، فجعلت عليه)). نسأل الله العافية فدماء المسلمين، وأموال المسلمين، وأعراض المسلمين معصومة بعصمة الإسلام، محرمة لا تنتهك إلا بحق سواء ماله أو دمه أو عرضه، الأصل في أعراض المسلمين الحرمة إلا ما خصص بدليل شرعي، وبما يخص المسلمين، من جرح لمن يستحق الجرح؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :((إن دمائكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟))، قالوا: نعم، قال:((اللهم، فاشهد))، متفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.وقوله:((فقد عصموا مني دمائهم وأمالهم إلا بحقها))، حقها مثل: قتل القاتل، قال تعالى:{ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب }[[البقرة: 179]، وقطع يد السارق، قال تعالى:{ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما نكالاً من الله }[المائدة: 38]، والمحارب، والساعي في الأرض بالفساد؛ لقول الله تعالى:{ إنما جزاءُ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقطعوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض }[المائدة: 33]، ومن شق عصا المسلمين؛ لحديث:((من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفقر بينكم فاقتلوه كائناً من كان))، وإذا زنا بعد إحصان يرجم ويقتل لما جاء في ذلك من الأدلة، منها حديث:((والشيخ والشيخة إن زنيا فارجموهما البتة))، كانت آية ونسخ لفظها وبقي حكمها، وهكذا ما يتعلق ببقية بالحدود.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.وما كان من حق الإسلام يقاتلون عليه حتى لو تركوا الأذان يجب على ولي الأمر أن يقاتلهم على هذه الشعيرة أو تركوا صلاة العيدين، يقاتلهم حتى يقيموها، قال تعالى:{ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور }[الحج: 41]، وحديث:((كلكم راع ومسئول عن رعيته)) متفق عليه.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
.قوله:((وحسابهم على الله))، هذا الحديث فيه إثبات الحساب.<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

............................................

الحديث السابق من هنا

............................................

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 21-12-2009, 04:53 PM.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
علي بن إبراهيم جحاف

وفـقه الله ورزقه العلم النافع

تاريخ التسجيل: Apr 2008

المشاركات: 2142
- مشاركة
- تويت
#2

22-12-2009, 08:58 AM

ما شاء الله تبارك الله.

بارك الله فيك يا أبا عبدالله إبراهيم بن علي مثني.

فذاك الشبل من ذاك الأسد.

اقتراح لك يا بني :

أجمع الموضوع في صفحة واحدة متجددة لتجمع الفوائد ويسهل الوصول إليها.

فيقول الشاعر :

العلم صيدا والكتابة قيده ***** قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة***** وتتركها بين الخلائق طالقة
تعليق

السابق template التالي

إعـــــــلان

(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى) حديث ((أمرت أن أقاتل الناس)) (8)

(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى) حديث ((أمرت أن أقاتل الناس)) (8)

تعليق