ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الخاصة والعامة، أي هل يعذر بقية المسلمين إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لأنهم لا يأخذون على ذلك أجراً؟
أجاب عن هذا السؤال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فقال:
هذه مسألة عظيمة يجب على أهل الإسلام أن يعنوا بها، وأن يعظموها كما عظمها الله، ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد بيّن الله سبحانه وتعالى أن من صفات المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ليس خاصاً بالرجال دون النساء، ولا بالنساء دون الرجال، بل على الجميع، وليس خاص بأهل الحسبة الذين لهم مرتبات.... ، بل يعم الجميع، لكنه على الحسبة وعلى الأعيان من الأمراء والعلماء والقادرين أشد وجوباً وأعظم مسؤولية، ولكن الأمر عام للجميع، للعلماء والعامة والصغير والكبير من المكلفين، والأمراء والقضاة، كل منهم عليه واجبه، وعليه قسطه من هذا الأمر، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم، فذكر سبحانه أن من صفات المؤمنين والمؤمنات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا واجب من الواجبات، ومن أخلاق المؤمنين والمؤمنات فيجب عليهم أن لا يتساهلوا فيه، بل يجب أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، كما ذكر الله وتعالى أنه من صفاتهم، وقال سبحانه وتعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وذم الله كفار بيني إسرائيل ولعنهم على عصيانهم واعتدائهم وعدم تناهيهم عن المنكر، فقال جل وعلا: كانوا لا يتناهون عن منكر ٍفعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، بعد ما ذكر أنه لعن كفار بني إسرائيل على يد عيسى ابن مريم ثم قال بعد ذلك: ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، ففسر العصيان والاعتداء بقوله: كانوا لا يتناهون عن منكر ٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، فذمهم وعابهم ولعن كفارهم الذين فعلوا هذا المنكر، وتساهلوا فيه فوجب على المسلم أن يحذر صفات الكفرة، وأن لا يكون على أخلاقهم بل يكون بعيداً من أخلاق الكافرين، ويكون أماراً بالمعروف نهَّائاً عن المنكر حتى يسلم من العقوبة العامة والخاصة، وقال جل وعلا في آية ٍ أخرى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)، هذا وعيد عظيم، يدل على أن الناس إذا تساهلوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمهم العقاب. والعقاب قد يكون في القلوب بطمسها والختم عليها، ومرضها، وإعراضها عن الحق، وقد يكون بالعقوبات الأخرى من تسليط أعداء، من .....، من أمراضٍ عامة، من عقوبات متعددة، متنوعة بسبب التساهل في هذا الواجب العظيم، والخلاصة أن هذا أمر عظيم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر عظيم، واجب مقدس، فرض على المسلمين إذا قام به من يكفي في البلد أو في القرية سقط عن الباقين، أما إذا لم يقم به من يكفي وجب على الباقين وأثموا بتركه، وإذا كنت في محل، في قرية، أو في بلد أو في مسجد أو في حارة فيها منكر ظاهر، ولم ينكر وجب عليك إنكاره، وأن لا تتساهل فيه لأنه لم يوجد من ينكره، ويقوم مقامك، فالواجب عليك أن تنكر المنكر أينما كنت حسب طاقتك، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، أخرجه مسلم في الصحيح. فهذا يدل على أنه مراتب، وأنه واجب على كل مسلم وأنه ينكره حسب طاقته، بيده، ثم لسانه، ثم قلبه، والإنكار بالقلب يكون بالتغير والتمعر والكراهة ومفارقة المجلس الذي فيه المنكر إذا لم يستجيبوا إلى نهبه وإنكاره، هكذا يكون المؤمن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)، وقال: (لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده)، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (يقول الله جل وعلا: يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم، وقال أن تستنصروني فلا أنصركم)، هذا يدل على الخطورة العظيمة، ونحن في عصرٍ تساهل فيه أكثر الناس وضعفت فيه الغيرة، وفشا فيه المنكر، وقل الإنكار، فواجب على المسلم أن لا يتخلق بهذا الخلق، وأن لا يغتر بالناس، وهكذا المسلمة في بيتها وفي أولادها، ومع جيرانها يجب أن تكون غيورة لله عز وجل، تنكر المنكر على بنتها وأختها، وخادمتها ومن حولها ومن ترى في الأسواق وفي غير الأسواق، تنكر المنكر بيدها،ولسانها، حسب طاقتها، على أولادها تنكر المنكر بيدها، تزيل المنكر، على أهل بيتها من خدم وغيرهم، وفي غير ذلك تنكر بلسانها حسب الطاقة، كالرجل سواء، كل منهما عليه واجبه، من الإنكار باليد ثم اللسان ثم القلب، وبهذا تصلح الأمور، وتصلح المجتمعات، ويكثر فيها الخير وتسود فيها الفضائل، وتقل فيها الرذائل ولكن إذا تساهل الناس ورأوا المنكر فلم يغيروه، انتشرت الرذائل وقلت الفضائل، وضعف جانب الأمر والنهي بسبب التساهل، وخشي من العقوبات العامة والخاصة على الجميع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بالصوت من هنا بارك الله فيكم
أجاب عن هذا السؤال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فقال:
هذه مسألة عظيمة يجب على أهل الإسلام أن يعنوا بها، وأن يعظموها كما عظمها الله، ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد بيّن الله سبحانه وتعالى أن من صفات المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا ليس خاصاً بالرجال دون النساء، ولا بالنساء دون الرجال، بل على الجميع، وليس خاص بأهل الحسبة الذين لهم مرتبات.... ، بل يعم الجميع، لكنه على الحسبة وعلى الأعيان من الأمراء والعلماء والقادرين أشد وجوباً وأعظم مسؤولية، ولكن الأمر عام للجميع، للعلماء والعامة والصغير والكبير من المكلفين، والأمراء والقضاة، كل منهم عليه واجبه، وعليه قسطه من هذا الأمر، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم، فذكر سبحانه أن من صفات المؤمنين والمؤمنات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا واجب من الواجبات، ومن أخلاق المؤمنين والمؤمنات فيجب عليهم أن لا يتساهلوا فيه، بل يجب أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، كما ذكر الله وتعالى أنه من صفاتهم، وقال سبحانه وتعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وذم الله كفار بيني إسرائيل ولعنهم على عصيانهم واعتدائهم وعدم تناهيهم عن المنكر، فقال جل وعلا: كانوا لا يتناهون عن منكر ٍفعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، بعد ما ذكر أنه لعن كفار بني إسرائيل على يد عيسى ابن مريم ثم قال بعد ذلك: ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، ففسر العصيان والاعتداء بقوله: كانوا لا يتناهون عن منكر ٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون، فذمهم وعابهم ولعن كفارهم الذين فعلوا هذا المنكر، وتساهلوا فيه فوجب على المسلم أن يحذر صفات الكفرة، وأن لا يكون على أخلاقهم بل يكون بعيداً من أخلاق الكافرين، ويكون أماراً بالمعروف نهَّائاً عن المنكر حتى يسلم من العقوبة العامة والخاصة، وقال جل وعلا في آية ٍ أخرى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)، هذا وعيد عظيم، يدل على أن الناس إذا تساهلوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمهم العقاب. والعقاب قد يكون في القلوب بطمسها والختم عليها، ومرضها، وإعراضها عن الحق، وقد يكون بالعقوبات الأخرى من تسليط أعداء، من .....، من أمراضٍ عامة، من عقوبات متعددة، متنوعة بسبب التساهل في هذا الواجب العظيم، والخلاصة أن هذا أمر عظيم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر عظيم، واجب مقدس، فرض على المسلمين إذا قام به من يكفي في البلد أو في القرية سقط عن الباقين، أما إذا لم يقم به من يكفي وجب على الباقين وأثموا بتركه، وإذا كنت في محل، في قرية، أو في بلد أو في مسجد أو في حارة فيها منكر ظاهر، ولم ينكر وجب عليك إنكاره، وأن لا تتساهل فيه لأنه لم يوجد من ينكره، ويقوم مقامك، فالواجب عليك أن تنكر المنكر أينما كنت حسب طاقتك، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، أخرجه مسلم في الصحيح. فهذا يدل على أنه مراتب، وأنه واجب على كل مسلم وأنه ينكره حسب طاقته، بيده، ثم لسانه، ثم قلبه، والإنكار بالقلب يكون بالتغير والتمعر والكراهة ومفارقة المجلس الذي فيه المنكر إذا لم يستجيبوا إلى نهبه وإنكاره، هكذا يكون المؤمن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)، وقال: (لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده)، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (يقول الله جل وعلا: يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم وقبل أن تسألوني فلا أعطيكم، وقال أن تستنصروني فلا أنصركم)، هذا يدل على الخطورة العظيمة، ونحن في عصرٍ تساهل فيه أكثر الناس وضعفت فيه الغيرة، وفشا فيه المنكر، وقل الإنكار، فواجب على المسلم أن لا يتخلق بهذا الخلق، وأن لا يغتر بالناس، وهكذا المسلمة في بيتها وفي أولادها، ومع جيرانها يجب أن تكون غيورة لله عز وجل، تنكر المنكر على بنتها وأختها، وخادمتها ومن حولها ومن ترى في الأسواق وفي غير الأسواق، تنكر المنكر بيدها،ولسانها، حسب طاقتها، على أولادها تنكر المنكر بيدها، تزيل المنكر، على أهل بيتها من خدم وغيرهم، وفي غير ذلك تنكر بلسانها حسب الطاقة، كالرجل سواء، كل منهما عليه واجبه، من الإنكار باليد ثم اللسان ثم القلب، وبهذا تصلح الأمور، وتصلح المجتمعات، ويكثر فيها الخير وتسود فيها الفضائل، وتقل فيها الرذائل ولكن إذا تساهل الناس ورأوا المنكر فلم يغيروه، انتشرت الرذائل وقلت الفضائل، وضعف جانب الأمر والنهي بسبب التساهل، وخشي من العقوبات العامة والخاصة على الجميع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بالصوت من هنا بارك الله فيكم
تعليق