بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد كتب أخونا أبو عبدالله غريب الجزائري موضوعاً جيداً تحت عنوان هل يجوز وصف القرضاوي بالكلب العاوي ؟؟ وقد فتح قلبي لمشاركته في هذا الموضوع ثم رأيت التواصل مع إخواني السلفيين في منتديات البيضاء وفي منابر الدعوة السلفية في مصر وعلى شبكة المعلومات فأنقل هذا الكلام المتناثر في بعض كتب العلامة الوادعي -رحمه الله- وأجمعه هنا لتعم وتعظم وتثبت الفائدة وحتى يتواصل إخواني معي الآن بزيادة النقول عن العلامة الوادعي -رحمه الله- في هذه المسألة من الكتب التي لم أنقل منها أو التي ليست عندي .
ملحوظة : العناوين الملونة باللون الأزرق فهي مني وليست من كلام الإمام الوادعي -رحمه الله- .
أولاً : من كتاب ( إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي )
جواز التسمية بالكلب لأئمة الضلال
قال العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-: (وصدق ربنا إذ يقول في كتابه الكريم:﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾[سورة الحـج/الآية:18]إذا أهان الله شخصاً لو نفخته الإذعات وكذلك أيضاً الصحافة أو غيرها ما نفعه ذلك وصار كلام الإذاعات والصحافة وبقية وسائل الإعلام صار نباحاً وقد ألح علي في الرد على القرضاوي مراراً حتى سمعت ما لا يجوز أن يسكت عنه فبدأت بهذه السلسلة الأولى وننصح الإخوة أن من كان لديه كلام أو صحيفة فيما يتعلق بالقرضاوي فليرسلها إلينا وسميت الرد"إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"
سيقول بعض الحزبيين: "عالم من العلماء وسميته كلباً عاوياً! أما هذه فكبيرة يا أبا عبد الرحمن عالم من العلماء! ومفتي قطر!"
اسمعوا إلى قول الله عز وجل ﴿ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ¤وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176] ويقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5] ويقول: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ¤ وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾ [سورة الأنفال/الآية:22-23]) اهـ
[رد على القرضاوي" إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص5/ط-دار الآثار-صنعاء]
القرضاوي أجهل من حمار أهله
قال العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-:لو سألت عجواً من عجائز أهل دماج ما قرأت ولا كتبت: كيف اليهود والنصارى؟ تقول: هم أعداء الإسلام. دع عنك لو سألت عجوزاً من عجائز أهل فلسطين وقد رأت فتك اليهود بهم أو من عجائز البوسنة والهرسك, عجوز أفقه من القرضاوي, مفتي قطر أجهل من حمار أهله, هل يوجد أحد يجهل زحف أعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين؟ أقول: وإن كان هو يحفظ القرآن؛ لأن الله نزل من لا يعمل بعلمه منزلة الجاهل قال الله-سبحانه وتعالى-:﴿ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾[سورة البقرة/الآية:102],أثبت لهم العلم في أول الآية ونفى العلم عنهم في آخر الآية فالذي لا يعمل بعلمه يعد جاهلاً.
[رد على القرضاوي" إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص39/ط-دار الآثار-صنعاء]
علماء السوء مثل الكلاب
قال العلامة مقبل الوادعي-رحمه الله-: علماء السوء حسبهم أن الله مثلهم بمثل يشمئز الشخص منه ﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ﴾ [سورة الأعراف/الآية:175-176], ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾ [سورة الجمعة/الآية:5],...كونوا حذرين كما حذركم النبي-صلى الله عليه وسلم-من علماء السوء.
[رد على القرضاوي" إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي"/ص60/ط-دار الآثار-صنعاء]
من كتاب (ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر)
جواز سب المخالف بالسب السيء
قال الإمام مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-:" الحديث عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم)) قال: فقال بلال بن عبدالله: والله لنمنعهنّ، قال: فأقبل عليه عبدالله فسبّه سبًّا سيّئًا ما سمعته سبّه مثله، وقال: أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتقول: والله لنمنعهنّ."
[ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر/ص94/ط-دار الحرمين بالقاهرة]
من كتاب ( تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب )
جواز تسمية علماء السوء وأئمة الضلال كلاب أو حمير تنفيراً منهم
قال العلامة الإمام مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- : ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(104) سورة آل عمران] ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } [(71) سورة التوبة]. بل أعظم من هذا أن ربنا عز وجل يقول: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ¤ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [(78),(79) سورة المائدة] ومن باب القيام بما أوجب الله على أهل العلم، فإن الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [(94) سورة الحجر] ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [(159),(160) سورة البقرة].
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: الرد على أهل البدع أعظم من الجهاد في سبيل الله، أو أعظم درجات الجهاد في سبيل الله.
ونحن في زمن تقلّب فيه الحقائق كما أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأهل العلم الذين كان يظنّ أنّهم سيدافعون عن الإسلام وسيحمون حماه إذا الإسلام يؤتى من قبلهم، وما كنا نظن أن يبلغوا إلى هذا الحد، وأن يدافعوا عن الكفر حتى يجعلوه واجبًا، دع عنك أنّهم يجعلون البدعة سنة، والضلال هدى، والغي رشدًا، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذكر الفتن إذ يقول: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من السّاعي، من تشرّف لها تستشرفه فمن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به))، ونحن في زمن الفتن لا ينكر هذا إلا من أعمى الله بصيرته.
فنقول: إن لهم أسلافًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [(34) سورة التوبة] ، {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [(75) سورة البقرة] ، {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [(78) سورة آل عمران].
أولئك نزل بعدهم قرآن ففضحهم كما تقدم، ونحن الآن لا ينْزل قرآن، وإلا لرأيت أن بعض أصحاب العمائم واللحى المحناة والثوب الذي إلى وسط الساق، يمكن أن يفضحه الله كما فضح عبدالله بن أبيّ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ¤ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(175),(176) سورة الأعراف] وثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: ((إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق عليم اللّسان))، ويقول أيضًا: ((إنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمّة المضلّون)). فهؤلاء حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فتارة يمثله الله عز وجل بالكلب، تنفيرًا منفرًا، وأخرى يمثله بالحمار: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة].
ولا تظنوا أن هذا في أهل الكتاب فقط، بل إنه في من زاغ وانحرف من الأئمة المضلين الذين سئلوا قبل أمس عن الديمقراطية؟ فقالوا: هي كفر. وسئلوا عند أن نزلوا إلى اليمن في مجلة (المستقبل): أتوافق على الديمقراطية؟ قال: نعم، أوافق عليها أنا وعلماء اليمن.
فهل أنت علماء اليمن حتى تقول هذا، من أجل النصح للمسلمين وبيان تلبيس الملبسين وقد حصل الخير الكثير واتضحت الحقيقة وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: ((من رغب عن سنّتي فليس منّي)). فلا يكفي أن تضع يدك اليمنى على يدك اليسرى تحت اللحية.
وما رفع الله شأن أهل العلم إلا لأنّهم يقفون أمام الباطل ويقولون للمصيب: أنت مصيب، ولصاحب الباطل: أنت مبطل، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [(8) سورة المائدة] ، {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [(90) سورة النحل] ، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ} [(152) سورة الأنعام].
وجزى الله أهل السنة في جميع البقاع اليمنية خيرًا، فقد اتضحت حقائق الملبسين، والمتلونين، والذين يفتون بالأمس بفتوى وغدًا بفتوى.
[تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب/ص298-301/ط-دار الحرمين بالقاهرة/الأولى 1424]
وبإذن الله سوف يكون لنا لقاء آخر بعنوان ( جمع الفتاوي في بيان جواز تسمية القرضاوي بالكلب العاوي ) وسوف نجمع فيه بإذن الله كلام العلماء - خاصة من السلف - الذي فيه تجريح لأهل الأهواء بألفاظ التجريح الشديدة مثل الكلب والحمار والقرد والخبيث وأمثالها وذلك حتى نبين أن العلامة الوادعي لم يقل بدعاً من القول ولا شذ عن العلماء بل من خالفه فهو أحق بالشذوذ وهو المنبوذ.
فيا إخواني لا تبخلوا علينا ولو بالنقل الواحد عن أحد العلماء أو طلبة العلم الأقوياء.
والحمد لله رب العالمين
المصدر : منتديات البيضاء العلمية
تعليق