إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصح في شرعنا لابي مقبل يونس العدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصح في شرعنا لابي مقبل يونس العدني

    {النصيحة في شرعنا}

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أمابعد:

    فإن منزلة النصح في دين الله كمنزلة القلب للجسد بل وأعظم من ذلك : سماه النبي صلى الله عليه وسلم 《الدين》بقوله 《الدين النصيحة》للدلالة على منزلته العالية في دين الله؛
    النصيحة في القرآن الكريم وردت صفة من صفات الأنبياء عليهم السلام والصالحين,
    النصيحة في القرآن الكريم وردت صفة من صفات الأنبياء عليهم السلام والصالحين, ولها الفضل والدلالة على الخير, قال تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام:{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فهذا شأن الرسول وصفته أن يكون فصيحاً ناصحاً عالماً بالله

    وجاء عن صالح عليه السلام: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}

    وعن شعيب عليه السلام: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ}

    فمعنى الآية: أي: وظيفتي تبليغكم, ببيان توحيده, وأوامره, ونواهيه. على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم

    وجاء في تفسير الآيات السابقات: هذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغ والنصح والأمانة

    فمهمة الأنبياء عليهم السلام هي إرشاد الناس ونصحهم, وهذه المهمة هي ميراث الأنبياء عليهم السلام فقد قال علية الصلاة والسلام : "... إن العلماء ورثةُ الأنبياء, إنَّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"

    وقال تعالى: موجهاً نبيه بأن يخبر بأن دعوته التي يقوم بها والطريقة التي يسير عليها في النصح للناس هي طريقته وأتباعه من بعده قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...}

    قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآية: وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسولـه حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله

    قال تعالى:{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ }

    فبين سبحانه أنه قد يعذر في بعض الحالات في التخلف عن الجهاد لأسباب بيَّنها ولكن لا يعذر المرء في عدم النصح لله ورسولـه.

    قال ابن رجب: يعني أن من تخلف عن الجهاد لعذر فلا حرج عليه بشرط أن يكون ناصحاً لله ورسولـه في تخلفه فإن المنافقين كانوا يظهرون الأعذار كاذبين ويتخلفون عن الجهاد من غير نصح لله ورسوله

    وقال أيضاً: وقد ترفع الأعمال كلها عن العبد في بعض الحالات, ولا يرفع عنه النصح لله

    وقد حظيت النصيحة بأهمية عظمى في سنة المصطفى وعظَّم من شأنها ليدرك الناس أهميتها فسماها النبي ديناً.

    فعن تميم الداري أن النبي قال: "الدين النصيحة" قلن: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم"

    وجاء في سنن الترمذي رواية للحديث من طريق أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدين النصيحة ثلاث مرار, قالوا: يارسول الله لمن؟ قال: لله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم"

    وهذا التكرار للدلالة على أهميتها. فقال في تحفة الأحوذي: قولـه الدين النصيحة أي عماد الدين وقوامه هو النصيحة ثلاث مرار أي ذكرها ثلاثاً للتأكيد بها والاهتمام بشأنها

    وقد تناول علماء الحديث هذا الحديث بالشرح مبينين أهميته وعظم مكانته قال ابن رجب: وقد ذكرنا أن هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه وقال الحافظ أبو نعيم: هذا حديث لـه شأن, ذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين

    أما الإمام النووي فقال: هذا حديث عظيم الشأن, وعليه مدار الإسلام... وأما ما قاله جماعات من العلماء: إنه أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه, بل المدار على هذا وحده

    وقد قال الإمام ابن بطال: والنصيحة تسمى ديناً وإسلاماً

    فكرر النبي هذه الكلمة اهتماماً للمقام وإرشاداً للأمة أن يعلموا حق العلم أن الدين كله ظاهره وباطنه منحصر في النصيحة وهي القيام التام بهذه الحقوق الخمسة وبهذه الحقوق يكتمل الدين كله ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط

    أمام الحافظ ابن حجر فقال: قولـه الدين النصيحة يحتمل أن يحمل على المبالغة, أي معظم الدين النصيحة, كما قيل في حديث الحج عرفة ويحتمل أن يحمل على ظاهره لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين

    ومما يدل أيضاً على أهميتها أن النبي اشترط النصيحة لكل مسلم عند المبايعة على الإسلام فعن جرير بن عبدالله رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: "أبايعك على الإسلام, فشرط عليَّ والنصح لكل مسلم"

    وقال ابن حجر في شرح الحديث: التقييد بالمسلم للأغلب, وإلا فالنصح للكافر معتبر بأن يدعى إلى الإسلام ويشار عليه بالصواب إذا استشار..

    ولابد لمن أراد النصح أن يقدم بين يدي نصحه آذاة منها:
    1-أن يختار أحسن الألفاظ للنصح {فبمارحمة من الله لنت لهم...}

    2-أن يتق الله في في نصحه {ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم أن اتقوا الله}وهذا عام لكل الأمور

    3-أن يريد بذلك وجه الله {وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين..}

    4-أن لم يأخذ النصح منك إرسل له شخصا آخر ؛القصد هوالنصح سواء أخذه منك أومن غيرك

    5-اجعل مقدمة طيبة للمنصوح قبل النصح كان تذكره بالآخرة أوسيرة من تقدم من الصالحين ليرق قلبه ويلين
    والتوفيق من الله ؛والله لايضيع جهدك ونيتك الصالحة؛ قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}

    6-وإياك إياك أن يكون نصحك لإسقاطه أوفضيحته فتضل قدم بعد ثبوتها
    والصحابة كانوا ناصحين في ليلهم ونهارهم وكان نصحهم نصحا لاغير

    وفي الصحيحين البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها (وإذا استنصحك فانصح له)

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم)

    وفي مسند الإمام أحمد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بالخيف من منى ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين).

    هذه الأحاديث وغيرها تبين مكانة النصيحة في دين الإسلام وهي كذلك دين الأنبياء من قبل كما تقدم فقال تعالى عن نوح { وأنصح لكم }

    وقال عن هود { وأنا لكم ناصح أمين }،

    وقال عن صالح عليهم جميعا الصلاة والسلام { لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم }

    ولكن نحذر ان نزيد في نصحنا الطين بلة كما يقال
    وأعجبتني قول القايل وكان شيخنا يحيى يكرره كثير
    《فمن أزال منكرا بأنكرا كفاسل الخيص ببول أغبرا》
    وتغيير المنكر من النصح ولكن بالطريقة السليمة الموافقه للشرع؛ وتغيير المنكر على أقسام:
    1-أن يغير المنكر بأنكر منه فهذا محرم
    2-أن يغير المنكر بمثله وهذا لايجوز
    3-ان يغير المنكر فقط
    4-أن يغير المنكر بمعروف وخير هذا أفضل الأقسام بلانزاع


    أسأل من الله ان يجعلنا من الناصحين ولايجعلنا من المنفرين انه على كل شيء قدير
    والحمدلله رب العالمين

    جمع ورتب وأعد اخوكم: أبومقبل يونس العدني
    تعديل المشاركة * رد مع اقتباس * * **
يعمل...
X