إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القواعد الحسنى في اسماء الله وصفاته للبادئين لأبي مقبل يونس العدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القواعد الحسنى في اسماء الله وصفاته للبادئين لأبي مقبل يونس العدني

    [القواعدالحسنى في اسمائه وصفاته العلى]
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى االه وصحبه ومن والاه أمابعد:
    فهذا قواعد في أسماء الله وصفاته اضعها امامكم وأجوا من الله ان يجعل ذلك في ميزان الحسنات يوم نلقاه أقول مستعينا بالله:

    القاعدة الأولى
    1-الجمع بين النفي والاثبات في صفته سبحانه
    قال تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

    القاعدة الثاني
    2-الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته
    قال تعالى:
    {وهو الاول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم}

    القاعدة الثالث
    3-احاطة علمه بجميع مخلوقاته
    قال تعالى:
    {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

    القاعدة الرابعة
    4-اثبات السمع والبصر لله سبحانه
    قال تعالى:
    {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
    {ان الله كان سميعا بصيرا}

    القاعدة الخامسة
    5-اثبات المشيئة والارادة لله
    قال تعالى :
    {ولولا اذ دخلت جنتك قلت ماشاءالله لاقوة الابالله}
    {ان الله يحكم مايريد}
    {ولوشاءالله مااقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد}


    القاعدة السادسة
    6-اثبات محبتة الله ومودته لأوليائه على مايليق بجلاله
    قال تعالى :
    {ان الله يحب المحسنين}{ان الله يحب المقسطين}{ان الله يحب المتقين}{يحب التوابين ويحب المتطهرين}


    القاعدة السابعة
    7-اثبات اتصافه بالرحمة والمغفرة سبحانه
    قال تعالى:
    {بسم الله الرحمن الرحيم}{ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}{وهو الغفور الرحيم}{وهوأرحم الرحيم}

    8-ذكر في رضا الله وسخطه وكراهيته
    قال تعالى:
    {وغضب الله عليه ولعنه}{اتبعوا ماأسخط الله وكرهوا رضوانه}{فلماءاسفونا انتفمنا منهم}{كبر مقتا عندالله أن تقولوا مالاتفعلون}{رضي الله عنهم ورضوا عنه}

    9-ذكر مجيء الله سبحانه لفصل القضاء على مايليق بجلاله
    قال تعالى:
    {هل ينظرون الا أن يأتيهم الله ...}{أويأتي ربك ...}{وجاءربك والملك صفاصفا}

    10-اثبات الوجه لله سبحانه
    وقال تعالى:
    {وببقى وجه ربك ذوالجلال والاكرام}{كل شيء هالك الا وجهه}

    11-اثبات اليدين لله تعالى في القراان
    قال تعالى:
    {مامنعك أن تسجد لماخلقت بيدي}{بل يداه مبسوطتان}

    12-اثبات العينين لله
    قال تعالى:
    {واصبرلحكم ربك فانك بأعيننا}{تجري بأعيننا جزاءا لمن كان كفر}{ولتصنع على عيني}

    13-اثبات المكر والكيد لله في باب المقابلة على مايليق به سبحانه
    قال تعالى:
    {وهوشديدالمحال}{ومكروا ومكرالله والله خيرالماكرين}{ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لايشعرون}{انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا}

    14-اتصافه بالعغو والعزة والقدرة
    قال تعالى:
    {فان الله كان عفوا قديرا}{ولله العزة ولرس له}وقوله عن ابليس{فبعزتك لأغوينهم أجمعين}

    15-اثبات الاسم لله ونفي المثل عنه
    قال تعالى:
    {تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام}{هل تعلم له سميا}{فلاتجعلوا له اندادا}

    16-نفي الشريك عن الله تعالى
    قال تعالى:
    {ولم يكن له شريك في الملك}{فتعالى الله عمايشركون}{فلاتضربوا لله الامثال}

    17-اثبات استواء الله على عرشه
    قال تعالى:
    {الرحمن على العرش استوى}{ثم استوى على العرش}

    18-اثبات علو الله على مخلوقاته
    قال تعالى:
    {ياعيسى اني متوفيك ورافعك الي}{بل رفعه الله اليه}{ءامنتم من في السماء. }

    19-اثبات معية الله لخلقه
    قال تعالى:
    {لاتحزن ان الله معنا}{انني معكما اسمع وأرى}{والله مع الصابرين}{ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}

    20-اثبات الكلام لله
    قال تعالى:
    {ومن اصدق من الله قيلا}{وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا}{واذقال الله ياعيسى}{وكلم الله موسى تكليما}

    21-اثبات تنزيل القراان من الله
    قال تعالى:
    {وهذا كتاب انزلناه مبارك}{قل نزله روح القدس من ربك..}{والله أعلم بماينزل...}

    22-اثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
    قال تعالى:
    {وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة}{على الأرائك ينظرون}

    23-ثبوت نزول الله الى سماء الدنيا بمايليق به
    أخرج البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{ ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير ..... الحديث}

    24-اثبان الفرح والضحك لله تعالى
    اخرج البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{لله أشد فرحا من توبة عبده من أحدكم... الحديث}{يضحك الله الى رجلين يقتل احدهما الأخر كلاهما يدخل الجنة...}

    25-اثبات العجب لله
    اخرج أحمد وابن ماجد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{عجب ربنا من عباده وقرب غيره....الحديث}

    26-اثبات الرجل والقدم لله سبحانه
    اخرج البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لاتزال جهنم يلقى فيها وهي تقول :هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها رجله}وفي رواية{عليها قدمه فينزوي بعضها الى بعض فتقول :قط قط}

    27-اثبات النداء والصوت لله تعالى
    اخرج البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول{يقول تعالى : يااادم فيقول: لبيك وسعديك فينادي بصوت: ان الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا الى النار....}{ مامنكم من أحد الا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه حاجب ولاترجمان}

    28- الصفات قد تكون ذاتية باعتبار اصلها فعليه باعتبار آحادها

    أولاً: صفات الله عز وجل تنقسم إلى: صفات خبرية, صفات معنوية. الصفات الخبرية: مثل الوجه، واليد، والعين، والساق، والقدم, هذه لم يزل الله تعالى ولا يزال متصفاً بها. الصفات المعنوية: منها ما يتجدد أفرادُه، ومنها ما لا يتجدد، فالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، هذه لا تتجدد أفرادها، ولم يزل ولا يزال عليماً بكل شيء، ولم يزل ولا يزال قادراً على كل شيء، ولم يزل ولا يزال سميعاً بصيراً, هذه لا يمكن أن نقول: إنها صفة فعلية، لا في أصلها ولا في آحادها. هناك صفات قسم ثالث: صفات معنوية لكنها فعلية باعتبار تجدد آحادها. فالكلام مثلاً تتجدد آحاده، تكليم الله لموسى كان في وقت موسى، وتكليم الله تعالى لمحمد عليه الصلاة والسلام كان في وقت محمد؛ أي أن الكلام الثاني ليس هو الكلام الأول، فهنا أفراده تتجدد، ولهذا نقول: هو صفة ذاتية باعتبار أصله؛ أي: باعتبار أن الله لم يزل ولا يزل متكلماً، وباعتبار أفراده وآحاده يكون صفة فعلية. أما النزول إلى السماء الدنيا فإنها صفة فعلية فقط، لأنه ينزل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا مخلوقة حادثة بعد أن لم تكن، فيكون النزول صفة فعلية فقط، لكن جنس الفعل وأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً، هذه صفة ذاتية.

    29- الفرق بين الاسم والصفة

    فأسماء الله ما سمى به نفسه: كالعزيز والحكيم والقدير والسميع والبصير، هذه يقال لها: أسماء،
    والصفات: السمع، البصر، العلم، القدرة، وما أشبه ذلك، هذا الفرق بينهما. نور(1/112).

    30- كل أسماء الله تعالى دالة على الذات والصفة، حتى كلمة الجلالة (الله) فإنها تدل على الذات وعلى الألوهية، فهو سبحانه الإله الذي يُدعى ويُعبد ويُخضع له، ويستحق العبادة بجميع أنواعها، كما قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (سورة الحـج:62) وهكذا بقية الأسماء فكلها أسماء وصفات.

    31- حفظ الأسماء الحسنى والعمل بمقتضاها يدخل الجنة
    جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة» وفي لفظ «من حفظها دخل الجنة»،

    32-اسماء الله ليست محصورة بعدد

    عن ابْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي . إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " . قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : " بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا " . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ دَوَّنَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مُسْنَدِهِ .

    33-والله قدر وعلم كل ماهو كائن الى يوم القيامة
    قال تعالى:
    {الم تعلم أن الله يعلم مافي السماء والأرض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير}{ماأصاب من مصيبة في الأرض ولافي أنفسكم الافي كتاب من قبل أن نبرأها...}

    نكتفي بهذا القدر المختصر والله أسأل أن يجعل فيه البركة ويجعلها في ميزان الحسنات وصلى الله على نبينا محمد وأاله وصحبه أجمعين .

    جمعه ولخصه أبومقبل يونس العدني
    1437/10/16 للهجرة في مكة حرسها الله

  • #2
    النصح في شرعنا لأبي مقبل يونس العدني

    {النصيحة في شرعنا}

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أمابعد:

    فإن منزلة النصح في دين الله كمنزلة القلب للجسد بل وأعظم من ذلك : سماه النبي صلى الله عليه وسلم 《الدين》بقوله 《الدين النصيحة》للدلالة على منزلته العالية في دين الله؛
    النصيحة في القرآن الكريم وردت صفة من صفات الأنبياء عليهم السلام والصالحين,
    النصيحة في القرآن الكريم وردت صفة من صفات الأنبياء عليهم السلام والصالحين, ولها الفضل والدلالة على الخير, قال تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام:{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فهذا شأن الرسول وصفته أن يكون فصيحاً ناصحاً عالماً بالله

    وجاء عن صالح عليه السلام: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}

    وعن شعيب عليه السلام: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ}

    فمعنى الآية: أي: وظيفتي تبليغكم, ببيان توحيده, وأوامره, ونواهيه. على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم

    وجاء في تفسير الآيات السابقات: هذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغ والنصح والأمانة

    فمهمة الأنبياء عليهم السلام هي إرشاد الناس ونصحهم, وهذه المهمة هي ميراث الأنبياء عليهم السلام فقد قال علية الصلاة والسلام : "... إن العلماء ورثةُ الأنبياء, إنَّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"

    وقال تعالى: موجهاً نبيه بأن يخبر بأن دعوته التي يقوم بها والطريقة التي يسير عليها في النصح للناس هي طريقته وأتباعه من بعده قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...}

    قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآية: وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسولـه حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله

    قال تعالى:{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ }

    فبين سبحانه أنه قد يعذر في بعض الحالات في التخلف عن الجهاد لأسباب بيَّنها ولكن لا يعذر المرء في عدم النصح لله ورسولـه.

    قال ابن رجب: يعني أن من تخلف عن الجهاد لعذر فلا حرج عليه بشرط أن يكون ناصحاً لله ورسولـه في تخلفه فإن المنافقين كانوا يظهرون الأعذار كاذبين ويتخلفون عن الجهاد من غير نصح لله ورسوله

    وقال أيضاً: وقد ترفع الأعمال كلها عن العبد في بعض الحالات, ولا يرفع عنه النصح لله

    وقد حظيت النصيحة بأهمية عظمى في سنة المصطفى وعظَّم من شأنها ليدرك الناس أهميتها فسماها النبي ديناً.

    فعن تميم الداري أن النبي قال: "الدين النصيحة" قلن: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم"

    وجاء في سنن الترمذي رواية للحديث من طريق أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدين النصيحة ثلاث مرار, قالوا: يارسول الله لمن؟ قال: لله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم"

    وهذا التكرار للدلالة على أهميتها. فقال في تحفة الأحوذي: قولـه الدين النصيحة أي عماد الدين وقوامه هو النصيحة ثلاث مرار أي ذكرها ثلاثاً للتأكيد بها والاهتمام بشأنها

    وقد تناول علماء الحديث هذا الحديث بالشرح مبينين أهميته وعظم مكانته قال ابن رجب: وقد ذكرنا أن هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الفقه وقال الحافظ أبو نعيم: هذا حديث لـه شأن, ذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين

    أما الإمام النووي فقال: هذا حديث عظيم الشأن, وعليه مدار الإسلام... وأما ما قاله جماعات من العلماء: إنه أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه, بل المدار على هذا وحده

    وقد قال الإمام ابن بطال: والنصيحة تسمى ديناً وإسلاماً

    فكرر النبي هذه الكلمة اهتماماً للمقام وإرشاداً للأمة أن يعلموا حق العلم أن الدين كله ظاهره وباطنه منحصر في النصيحة وهي القيام التام بهذه الحقوق الخمسة وبهذه الحقوق يكتمل الدين كله ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط

    أمام الحافظ ابن حجر فقال: قولـه الدين النصيحة يحتمل أن يحمل على المبالغة, أي معظم الدين النصيحة, كما قيل في حديث الحج عرفة ويحتمل أن يحمل على ظاهره لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين

    ومما يدل أيضاً على أهميتها أن النبي اشترط النصيحة لكل مسلم عند المبايعة على الإسلام فعن جرير بن عبدالله رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: "أبايعك على الإسلام, فشرط عليَّ والنصح لكل مسلم"

    وقال ابن حجر في شرح الحديث: التقييد بالمسلم للأغلب, وإلا فالنصح للكافر معتبر بأن يدعى إلى الإسلام ويشار عليه بالصواب إذا استشار..

    ولابد لمن أراد النصح أن يقدم بين يدي نصحه آذاة منها:
    1-أن يختار أحسن الألفاظ للنصح {فبمارحمة من الله لنت لهم...}

    2-أن يتق الله في في نصحه {ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم أن اتقوا الله}وهذا عام لكل الأمور

    3-أن يريد بذلك وجه الله {وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين..}

    4-أن لم يأخذ النصح منك إرسل له شخصا آخر ؛القصد هوالنصح سواء أخذه منك أومن غيرك

    5-اجعل مقدمة طيبة للمنصوح قبل النصح كان تذكره بالآخرة أوسيرة من تقدم من الصالحين ليرق قلبه ويلين
    والتوفيق من الله ؛والله لايضيع جهدك ونيتك الصالحة؛ قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}

    6-وإياك إياك أن يكون نصحك لإسقاطه أوفضيحته فتضل قدم بعد ثبوتها
    والصحابة كانوا ناصحين في ليلهم ونهارهم وكان نصحهم نصحا لاغير

    وفي الصحيحين البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حق المؤمن على المؤمن ست فذكر منها (وإذا استنصحك فانصح له)

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم)

    وفي مسند الإمام أحمد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بالخيف من منى ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين).

    هذه الأحاديث وغيرها تبين مكانة النصيحة في دين الإسلام وهي كذلك دين الأنبياء من قبل كما تقدم فقال تعالى عن نوح { وأنصح لكم }

    وقال عن هود { وأنا لكم ناصح أمين }،

    وقال عن صالح عليهم جميعا الصلاة والسلام { لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم }

    ولكن نحذر ان نزيد في نصحنا الطين بلة كما يقال
    وأعجبتني قول القايل وكان شيخنا يحيى يكرره كثير
    《فمن أزال منكرا بأنكرا كفاسل الخيص ببول أغبرا》
    وتغيير المنكر من النصح ولكن بالطريقة السليمة الموافقه للشرع؛ وتغيير المنكر على أقسام:
    1-أن يغير المنكر بأنكر منه فهذا محرم
    2-أن يغير المنكر بمثله وهذا لايجوز
    3-ان يغير المنكر فقط
    4-أن يغير المنكر بمعروف وخير هذا أفضل الأقسام بلانزاع


    أسأل من الله ان يجعلنا من الناصحين ولايجعلنا من المنفرين انه على كل شيء قدير
    والحمدلله رب العالمين

    جمع ورتب وأعد اخوكم: أبومقبل يونس العدني

    تعليق

    يعمل...
    X