بسم الله الرحمن الرحيم
✏تفريغ نصيحة الشيخ الفاضل أبي عبد الله محمد بن عبد الله باجمال حفظه الله تعالى
وهي بعنوان:
التوجيه الأغر
للسلفيين في الهند وسريلانكا بالثبات والصبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن باب المناصرة لأهل الحق والمساندة لهم طلب بعض اخواننا كلمة مختصرة توجيهية وارشادية لما يحصل لكثير من أهل السنة والجماعة في بلاد الهند وخصوصا في "المليبار" وهكذا ايضا في سريلانكا وهكذا ايضا في غيرها من البلاد الإسلامية والعربية والعجمية من الاتهامات الباطلة والافتراءات العاطلة والأقوال المزيفة والأباطيل المختلقة على أهل السنة والجماعة.
واننا نوصي أنفسنا ومن يسمع؛ بالصبر على الحق فهذا طريق النجاة والسلامة كما قال الله سبحانه:ِ (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
[سور العصر: 1-3]
فنتواصى بالصبر على الحق ونتواصى بالصبر على العمل به وبالصبر على ترك الباطل وبالصبر على أقدار الله عز وجل.
وليعلم أهل الحق أن الحق محارب وأن أهله محاربون :
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
[سورة الصف: 8]
(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)
[سورة النساء: 89]
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقٌّ)
[سورة البقرة: 109]
(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)
[سورة القلم: 9]
فأهل الحق محاربون وهذه سنة الله عز وجل سائرة وماضية (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)
[سورة الفرقان: 20]
فالثبات على الحق والدعوة إلى الحق وبيان الحق وإيضاح الحق
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)
[سورة الانفال: 42]
وهذه التهم والافتراءات والأباطيل لها فترة ثم تنكشف وتزول ويعرف الناس حقائق تلك الإشاعات وتلك الذائعات، ألم يرموا أنبياء الله بأنهم سحرة وأنهم مجانيين وأنهم كهنة وأنهم كذابون وأنهم مفترون وأنهم مسحورون ؟! إلى غير ذلك من الأقاويل التي يريدون بها صرف الناس عن الحق لكن من تمسك بالحق وعض به واستأنس به قلبه فإنه يرى سعادته في ذلك وانشراح صدره في ذلك وبهجته في ذلك ولو أخرجك من أخرجك وعاداك من عاداك فإن هذه سنة الله عز وجل
(كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ* وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)
[سورة الطور: 52- 55]
وهكذا كم هموا بإخراج من قوم من الأنبياء وعدد من الأنبياء
قال الله سبحانه:
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)
[سورة النمل: 56]
وهكذا في شأن شعيب:
(قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِين َ* قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)
[سورة الأعراف: 88-89]
وهكذا قال الله عز وجل:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ* وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)
[سورة ابراهيم: 13-14]
وهكذا في شأن موسى عليه السلام:
(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
[سورة القصص: 21]
وهكذا في شأن نبينا عليه الصلاة والسلام:
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ)
[سورة محمد: 13]
هذه سنة الله عز وجل كائنة وماضية وسائر في ابتلاء أهل الحق وتمحيصهم فلابد من الابتلاء فلا مفر منه ولابد من التمحيص لا مخلص منه:
(وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)
[سورة آل عمران: 141]
الله عز وجل أوصى نبيه:
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ* إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
[سورة النحل: 127-128]
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لابن عم عبد الله بن عباس:
(وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)*رواه الترمذي
فلابد من حصول الابتلاء ولابد من الصبر؛ الإبتلاء وإن الله عز وجل ليبتلي العبد إذا أحب:
(َإِنَّ اللَّهَ، إِذَا أَحَبَّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ. فَمَنْ رَضِيَ، فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ، فَلَهُ السُّخْطُ) حديث محمود بن لبيد ، وحديث أنس ؛والحديث صحيح بشواهده.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(إِن َّالرَّجُلَ لِتَكُونَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ،*فَمَا يَبْلُغُهَا*بِعَمَلٍ، فَلا يَزَالُ اللَّهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا)
وهذا حديث صحيح وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فالذي نتواصى به هو الصبر كما أمر الله عز وجل بذلك: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
فالذي نتواصى به هو الصبر ، وهكذا وصية لقمان لابنه:
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
[سورة لقمان: 17]
فلابد من الصبر ؛فنوصيهم بالصبر وأن يربطوا على قلوبهم وأن يعتبروا بسيرة أنبياءهم وبسيرة علماءهم وبما حصل لهم من كيد ومكر وطرد وتشريد وتعذيب وربط وقتل إلى غير ذلك ؛وهذه طريق الجنة هي بذلك محفوفة والله عز وجل يعلي درجة من يشاء بما شاء.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا واياهم صبرا على هذا الحق وعلى هذا الدين حتى نلقاه .
سبحانك وبحمدك لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
فرغها: ساجد بن نصر الدين بن أنصار السريلانكي أصلح الله سريرته
بتاريخ:السبت, 18 شوال 1437 هـ*
والحمد لله رب العالمين.