بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رزقنا تعظيم الحق وأهله وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة من لا يركع ولا يخضع إلا لربه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أعظم من دعا إلى تعظيم ربه وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه رسالة لكل من لم يعلم:
حكم الانحناء
عند السلام والتحية لكبير السن كالأب وغيره
فيها أسوق الحجة والبرهان والدليل القاطع على حرمة هذا الانحناء فقط لا التقبيل فإن الانحناء شيء والتقبيل شيء آخر فإن التقبيل جائز بشروطه كما سيأتي إن شاء الله في نهاية هذا المنشور، وقد ركزت في هذا المنشور على فتاوى أهل العلم العارفين حتى لا نترك مجالاً لمن تجرد للحق إلا أن يتق الله سبحانه وتعالى فلا يتجرأ على هذا الفعل
فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل:
إليك أخي الكريم حكم الانحناء للسلام أو لغير السلام مما ألفه الناس من العادات:
الانحناء: إن كان لمجرد التحية فإنه حرام سيما إنْ صَاحَبه تعظيم ولا أظن أحدا يفعله بدون تعظيم لأنه لا دافع يجعله ينحني إلا التعظيم وإن كان للعبادة فإنه شرك عياذاً بالله، والغالب عند من يفعل ذلك الأول بقصد التحية مع التعظيم لا العبادة
والدليل على حرمته حديثٌ هو الأصل في هذه المسألة ألا وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : " لا " . قال : أفيلتزمه ويقبله ؟ قال : " لا " . قال : أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال : " نعم " . رواه الترمذي قال الألباني في المشكاة برقم 4680 ( حسن أو صحيح ) وكذا حسنه لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (160).
وإليك يا طالب الحق كلام أهل العلم وفتاويهم في هذه المسألة:
قال ابن تيمية : ( وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال : لا ، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل ) مجموع الفتاوى (1/377)
قال ابن القيم في كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ص637): في قول الله تعالى: "{وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً}[البقرة: 58]. قال السدي : هو باب من أبواب بيت المقدس. وكذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: والسجود بمعنى الركوع. وأصل السجود: الانحناء لمن تعظمه. فكل منحن لشيء تعظيما له فهو ساجد، قاله ابن جرير وغيره، قلت: وعلى هذا فانحناء المتلاقيين عند السلام، أحدهما لصاحبه من السجود المحرم، وفيه نهى صريح عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. "انتهى
وجاء في كتاب" المورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال" لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ص 314) " واعلم أن هؤلاء المشركين لا يرضون من هذا وأمثاله بمجرد الموالاة والنصرة دون عبادتهم وتسويتهم لهم بالله في التعظيم والإجلال والتودد إليهم. فمن ذلك الانحناء لهم والإشارة باليد إلى أشرف أعضاء السجود وهو الجبهة والأنف وكل ذلك من خصائص الإلهية" انتهى.
وفي شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (3/ شرح حديث 888) " والانحناء أشد وأعظم لأن فيه نوعا من الخضوع لغير الله عز وجل بمثل ما يفعل لله في الركوع فهو منهي عنه ولكنه يصافحه وهذا كاف إلا إذا كان هناك سبب فإن المعانقة أو التقبيل لا بأس به كأن كان قادما من سفر أو نحو ذلك.
فإن قال قائل كيف يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينحني له مع قول الله تعالى في إخوة يوسف لما دخلوا عليه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا)؟
فالجواب: عن هذا أنه في شريعة سابقة وشريعتنا الإسلامية قد نسخته ومنعت منه فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وإن لم يرد بذلك العبادة أو ينحني فإن الانحناء منع منه الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قابلك أحد يجهل هذا الأمر وانحنى لك فانصحه وأرشده قل له هذا ممنوع لا تنحن ولا تخضع إلا لله وحده وتقبيل اليد لا بأس به إذا كان الرجل أهلا لذلك والله الموفق" انتهى
وهذه مجموعة من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء:
س 3 : هل يحل انحناء الصبي لمن هو أكبر منه سنا في التسليم وفي إن لقيه احتراما وتعظيما له؟
ج 3 : أجمع أهل العلم على أن الانحناء لا يجوز لأحد من المخلوقين ؛ لأنه لا يكون إلا لله تعالى ؛ تعظيما له سبحانه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه لغير الله ، فقد سأله رجل كما في حديث أنس رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله : الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال : " لا رواه التزمذي وابن ماجه.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س2: هل من الإسلام إذا سلم أحد على أخيه أن ينحني له تعظيما، أو يخلع نعليه وينحني له تعظيما؛ لأن هذا كله من عادة آبائنا، ولذلك أرجو منكم بيانا شافيا من فضلكم؟
ج2: لا يجوز الانحناء عند السلام ولا خلع النعلين له.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س3: انخرطنا في نادي من نوادي الكاراتيه بأمريكا ، وقال المدرب: أنه يجب أن تنحني عندما ينحني لك هو، فرفضنا وشرحنا له ذلك في ديننا فوافق ولكن قال: على أن نحني فقط الرأس، لأنه هو يبدؤك بالانحناء فلا بد أن ترد تحيته فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
ج3: لا يجوز الانحناء تحية للمسلم ولا للكافر لا بالجزء الأعلى من البدن ولا بالرأس؛ لأن الانحناء تحية عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س 5 : فضيلة الشيخ : أنتم تعلمون أن التحية لها دور كبير في حياتنا وحياة آبائنا ، إلا أنها تختلف في نيجيريا عما يأمر به الإسلام ، ما هي التحية التي أمرنا الله بها ، وهي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ؟
ج 5 : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام بين المسلمين ؛ لما في ذلك من المصالح العظيمة ، وذلك بقول : (السلام عليكم) ، وإن زاد (ورحمة الله وبركاته) فهو أكمل ، ويرد عليه بمثل ذلك ، قال تعالى : سورة النساء الآية 86 وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ويكون السلام بالمصافحة أيضا مع التحية المذكورة وهو أفضل ، ويكون السلام المذكور أيضا مع المعانقة بالنسبة للقادم من السفر ، وأما الانحناء فلا يجوز ؛ لأنه ركوع ، والركوع عبادة لا تجوز إلا لله عز وجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س1 : عندنا في المنطقة عادة السلام جلوس حتى الواحد لو كان واقفا يجلس أو يجعل الرجل اليمنى أخفض من اليسرى ، وينحني بجسمه وهذا الرمز يقال : احترام ، ما حكم هذه الظاهرة في الإسلام؟
ج1 : لا يجوز الانحناء في السلام ؛ لأن ذلك ركوع ، والركوع عبادة لا تجوز إلا لله ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2728),سنن ابن ماجه الأدب (3702). قيل له : يا رسول الله : الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال : "لا ، وسواء انحنى له قائما أو جالسا فهو حرام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
تنبيه:
يجوز تقبيل يد الأب وأهل العلم ومن له فضل بدون انحناء بشروط ذكرها الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم(160) وهي:
1- أن لا يتخذ عادة بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى تلامذته , ويتطبع هؤلاء على التبرك بذلك , فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن قبلت يده , فإنما كان ذلك على الندرة , وما كان كذلك , فلا يجوز أن يجعل سنة مستمرة , كما هو معلوم من القواعد الفقهية.
2- أن لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته لنفسه ,كما هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم.
3- أن لا يؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة , كسنة المصافحة , فإنها مشروعة بفعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقوله , وهي سبب شرعي لتساقط ذنوب المتصافحين ,كما روي في غير ما حديث واحد , فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر أحسن أحواله أنه جائز. انتهى .
وممن قال بالجواز بشروطه العثيمين رحمه الله ضمن اجابته على سؤال الانحناء فقال: وأما تقبيل يد الأب أو الأم أو الأخ الكبير أو العالم أو الشيخ الكبير احتراماً، فهذا لا بأس به ولا إشكال فيه. انتهى.
وفي الختام أسأل الله أن يشرح صدرك للحق ويهدينا وإياك صراطاً مستقيماً.
جمع الفقير إلى ربه/
أبي بلال
مصطفى بن محمد النعمي.
مسجد عمر بن الخطاب قصيعر حضرموت 17/رمضان/1437هـ
الحمد لله الذي رزقنا تعظيم الحق وأهله وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة من لا يركع ولا يخضع إلا لربه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أعظم من دعا إلى تعظيم ربه وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه رسالة لكل من لم يعلم:
حكم الانحناء
عند السلام والتحية لكبير السن كالأب وغيره
فيها أسوق الحجة والبرهان والدليل القاطع على حرمة هذا الانحناء فقط لا التقبيل فإن الانحناء شيء والتقبيل شيء آخر فإن التقبيل جائز بشروطه كما سيأتي إن شاء الله في نهاية هذا المنشور، وقد ركزت في هذا المنشور على فتاوى أهل العلم العارفين حتى لا نترك مجالاً لمن تجرد للحق إلا أن يتق الله سبحانه وتعالى فلا يتجرأ على هذا الفعل
فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل:
إليك أخي الكريم حكم الانحناء للسلام أو لغير السلام مما ألفه الناس من العادات:
الانحناء: إن كان لمجرد التحية فإنه حرام سيما إنْ صَاحَبه تعظيم ولا أظن أحدا يفعله بدون تعظيم لأنه لا دافع يجعله ينحني إلا التعظيم وإن كان للعبادة فإنه شرك عياذاً بالله، والغالب عند من يفعل ذلك الأول بقصد التحية مع التعظيم لا العبادة
والدليل على حرمته حديثٌ هو الأصل في هذه المسألة ألا وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : " لا " . قال : أفيلتزمه ويقبله ؟ قال : " لا " . قال : أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال : " نعم " . رواه الترمذي قال الألباني في المشكاة برقم 4680 ( حسن أو صحيح ) وكذا حسنه لشواهده كما في السلسلة الصحيحة (160).
وإليك يا طالب الحق كلام أهل العلم وفتاويهم في هذه المسألة:
قال ابن تيمية : ( وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال : لا ، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل ) مجموع الفتاوى (1/377)
قال ابن القيم في كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ص637): في قول الله تعالى: "{وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً}[البقرة: 58]. قال السدي : هو باب من أبواب بيت المقدس. وكذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: والسجود بمعنى الركوع. وأصل السجود: الانحناء لمن تعظمه. فكل منحن لشيء تعظيما له فهو ساجد، قاله ابن جرير وغيره، قلت: وعلى هذا فانحناء المتلاقيين عند السلام، أحدهما لصاحبه من السجود المحرم، وفيه نهى صريح عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. "انتهى
وجاء في كتاب" المورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال" لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ص 314) " واعلم أن هؤلاء المشركين لا يرضون من هذا وأمثاله بمجرد الموالاة والنصرة دون عبادتهم وتسويتهم لهم بالله في التعظيم والإجلال والتودد إليهم. فمن ذلك الانحناء لهم والإشارة باليد إلى أشرف أعضاء السجود وهو الجبهة والأنف وكل ذلك من خصائص الإلهية" انتهى.
وفي شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (3/ شرح حديث 888) " والانحناء أشد وأعظم لأن فيه نوعا من الخضوع لغير الله عز وجل بمثل ما يفعل لله في الركوع فهو منهي عنه ولكنه يصافحه وهذا كاف إلا إذا كان هناك سبب فإن المعانقة أو التقبيل لا بأس به كأن كان قادما من سفر أو نحو ذلك.
فإن قال قائل كيف يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينحني له مع قول الله تعالى في إخوة يوسف لما دخلوا عليه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا)؟
فالجواب: عن هذا أنه في شريعة سابقة وشريعتنا الإسلامية قد نسخته ومنعت منه فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وإن لم يرد بذلك العبادة أو ينحني فإن الانحناء منع منه الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قابلك أحد يجهل هذا الأمر وانحنى لك فانصحه وأرشده قل له هذا ممنوع لا تنحن ولا تخضع إلا لله وحده وتقبيل اليد لا بأس به إذا كان الرجل أهلا لذلك والله الموفق" انتهى
وهذه مجموعة من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء:
س 3 : هل يحل انحناء الصبي لمن هو أكبر منه سنا في التسليم وفي إن لقيه احتراما وتعظيما له؟
ج 3 : أجمع أهل العلم على أن الانحناء لا يجوز لأحد من المخلوقين ؛ لأنه لا يكون إلا لله تعالى ؛ تعظيما له سبحانه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه لغير الله ، فقد سأله رجل كما في حديث أنس رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله : الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال : " لا رواه التزمذي وابن ماجه.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س2: هل من الإسلام إذا سلم أحد على أخيه أن ينحني له تعظيما، أو يخلع نعليه وينحني له تعظيما؛ لأن هذا كله من عادة آبائنا، ولذلك أرجو منكم بيانا شافيا من فضلكم؟
ج2: لا يجوز الانحناء عند السلام ولا خلع النعلين له.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س3: انخرطنا في نادي من نوادي الكاراتيه بأمريكا ، وقال المدرب: أنه يجب أن تنحني عندما ينحني لك هو، فرفضنا وشرحنا له ذلك في ديننا فوافق ولكن قال: على أن نحني فقط الرأس، لأنه هو يبدؤك بالانحناء فلا بد أن ترد تحيته فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
ج3: لا يجوز الانحناء تحية للمسلم ولا للكافر لا بالجزء الأعلى من البدن ولا بالرأس؛ لأن الانحناء تحية عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س 5 : فضيلة الشيخ : أنتم تعلمون أن التحية لها دور كبير في حياتنا وحياة آبائنا ، إلا أنها تختلف في نيجيريا عما يأمر به الإسلام ، ما هي التحية التي أمرنا الله بها ، وهي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ؟
ج 5 : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام بين المسلمين ؛ لما في ذلك من المصالح العظيمة ، وذلك بقول : (السلام عليكم) ، وإن زاد (ورحمة الله وبركاته) فهو أكمل ، ويرد عليه بمثل ذلك ، قال تعالى : سورة النساء الآية 86 وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ويكون السلام بالمصافحة أيضا مع التحية المذكورة وهو أفضل ، ويكون السلام المذكور أيضا مع المعانقة بالنسبة للقادم من السفر ، وأما الانحناء فلا يجوز ؛ لأنه ركوع ، والركوع عبادة لا تجوز إلا لله عز وجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
س1 : عندنا في المنطقة عادة السلام جلوس حتى الواحد لو كان واقفا يجلس أو يجعل الرجل اليمنى أخفض من اليسرى ، وينحني بجسمه وهذا الرمز يقال : احترام ، ما حكم هذه الظاهرة في الإسلام؟
ج1 : لا يجوز الانحناء في السلام ؛ لأن ذلك ركوع ، والركوع عبادة لا تجوز إلا لله ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2728),سنن ابن ماجه الأدب (3702). قيل له : يا رسول الله : الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال : "لا ، وسواء انحنى له قائما أو جالسا فهو حرام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
تنبيه:
يجوز تقبيل يد الأب وأهل العلم ومن له فضل بدون انحناء بشروط ذكرها الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم(160) وهي:
1- أن لا يتخذ عادة بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى تلامذته , ويتطبع هؤلاء على التبرك بذلك , فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن قبلت يده , فإنما كان ذلك على الندرة , وما كان كذلك , فلا يجوز أن يجعل سنة مستمرة , كما هو معلوم من القواعد الفقهية.
2- أن لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته لنفسه ,كما هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم.
3- أن لا يؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة , كسنة المصافحة , فإنها مشروعة بفعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقوله , وهي سبب شرعي لتساقط ذنوب المتصافحين ,كما روي في غير ما حديث واحد , فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمر أحسن أحواله أنه جائز. انتهى .
وممن قال بالجواز بشروطه العثيمين رحمه الله ضمن اجابته على سؤال الانحناء فقال: وأما تقبيل يد الأب أو الأم أو الأخ الكبير أو العالم أو الشيخ الكبير احتراماً، فهذا لا بأس به ولا إشكال فيه. انتهى.
وفي الختام أسأل الله أن يشرح صدرك للحق ويهدينا وإياك صراطاً مستقيماً.
جمع الفقير إلى ربه/
أبي بلال
مصطفى بن محمد النعمي.
مسجد عمر بن الخطاب قصيعر حضرموت 17/رمضان/1437هـ