إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( نصحية قيمة من الشيخ الفاضل: أبي عمرو علي بن محمد الربيعي اليافعي ﻹخوانه أهل السنة فإنهم غرباء ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( نصحية قيمة من الشيخ الفاضل: أبي عمرو علي بن محمد الربيعي اليافعي ﻹخوانه أهل السنة فإنهم غرباء ))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نصحية قيمة من الشيخ الفاضل:
    أبي عمرو علي بن محمد الربيعي اليافعي ـــ حفظه الله ـــ
    ﻹخوانه أهل السنة فإنهم غرباء
    ...................
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من
    شرور أنفسنا وسيئات أعملنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن ﻻ إله إﻻ الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ' أما بعد :
    فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء .
    قال عياض: وأصل الغربة البعد وبه سمي الغريب لبعد داره.
    قال القرطبي : فإن مقصوده أن اﻹسلام نشأ في أول أمره في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر فأخبرنا به صلى الله عليه وسلم أنه سيلحقه من الضعف واﻹختلال حتى ﻻ يبقى إﻻ في آحاد وقلة كابتدائه . أنتهى كلامه.
    قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى : استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء .
    وروى ابن أبي شيبة من طريق عبده عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة رضي الله عنها كانت تتمثل ببيت لبيد : ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد اﻷجرب .
    فقالت عائشة : رحم الله لبيدا فكيف لو رأى زماننا هذا ؟ قال عروة : رحم الله أم المؤمنين عائشة فكيف لو أدركت زماننا هذا ؟ قال هشام : رحم الله أبي فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ .
    وأخرج هذا اﻷثر غير ابن أبي شيبة بزيادة ما ذكرنا.
    ونحن نقول: رحم الله سلفنا الصالح كيف لو أدركوا زماننا هذا ؟ فقد صار أهل السنة غرباء واﻷعداء يتكالبون عليهم ويرمونهم بقوس واحد .
    قال أبو العباس بن السراج : وا أسفى على بغداد ! فقيل له : ما حملك على فراقها ؟ قال : أقام بها أخي إسماعيل خمسين سنة فلما توفي ورفعت جنازته سمعت رجلا على باب الدرب يقول ﻵخر : من هذا الميت ؟ قال : غريب كان ها هنا ! فقلت : إنا لله بعد طول مقام أخي بها واشتهاره بالعلم والتجارة يقال له : غريب كان هاهنا ، فحملتني هذه الكلمة على اﻹنصراف إلى الوطن ،
    قال الذهبي : كان أخوه إسماعيل السراج ثقة عالما مختصا بأحمد بن حنبل ،أنتهى السير.
    إذا كان هذا العالم غريبا في ذالكم الزمان المملؤ بالعلماء فكيف زماننا يا أهل السنة.
    قال أبو حازم سلمة بن دينار : اشتدت مؤونة الدين والدنيا قيل : وكيف ذاك يا أبا حازم ؟ قال : أما الدين فلا تجد عليه أعوانا وأما الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منها إﻻ وجدت فاجرا قد سبقك إليه.
    ﻻ نظن أيها الغرباء أن أبا حازم يتحدت عن زماننا هذا بل يحكي عن زمانه هو، زمن القرون المفضلة .
    وعن يوسف بن أسباط قال : قال سفيان الثوري : إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة فابعث إليه بالسلام وإذا بلغك عن آخر بالمغرب صاحب سنة فابعث إليه بالسلام فقد قل أهل السنة والجماعة. رواه أبو نعيم
    هذا في زمن الثوري صار أهل السنة قليلين .
    قال إبراهيم الحربي لجماعة عنده : من تعدون الغريب في زمانكم ؟ فقال رجل : الغريب من نأى عن وطنه ، وقال آخر : الغريب من فارق أحبابه ، فقال إبراهيم : الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين ، إن أمر بمعروف آزروه وإن نهى عن منكر أعانوه ، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه ثم ماتوا وتركوه ،.
    وهل هناك غربة أشد من هذه ؟ عندما تكون في زمان ﻻ
    تجد من يعينك على الخير وﻻ يناصرك .

    فيجب على أهل السنة والجماعة أن يتراحموا فيما بينهم وأن يتناصروا ويعضد بعضهم بعضا فموسى عليه السلام احتاج ﻷخيه هارون وقال كما أخبر الله عنه ‏(واجعل لي وزيرا من
    أهلي، هارون أخي،أشدد به أزري، وأشركه في أمري ‏)
    وقال الله تعالى : ‏( قال سنشد عضدك بأخيك ‏) .
    وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بداية غربة
    الإسلام يبحث عن المناصرين ويقول : من يؤيني من ينصرني وله الجنة ،
    وروى البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
    وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى اﻷشعري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فشبك بين أصابعه
    .وقد ذكر شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية رحمه الله تعالى هذين الحديثين في العقيدة الواسطية فبين أن العمل بهذين
    الحديثين من عقيدة أهل السنة فالسني للسني كالجسد الواحد يسهر لسهره ويتألم ﻷلمه ويفرح لفرحه ويكون السني للسني كالبنيان أقوياء ﻻ يستطيع اﻷعداء تفكيكهم ويحصل بهم النفع
    والنصر والتمكين .
    وإنما أثنى الله تعالى عن الصحابة ورضي عنهم بسب صفاتهم الحميدة ومنها التحابب والتناصر وتطبيق حديث‏( ﻻ يؤمن أحدكم حتى يحب ﻷخيه ما يحبه لنفسه ‏) متفق عليه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
    وروى اﻹمام مسلم في صحيحه عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا : والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها فقال أبوبكر الصديق : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن
    كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم أبوبكر فقال : يا إخواتاه أغضبتكم قالوا : ﻻ ، يغفر الله لك يا أخي .
    ما أجمل هذا التواضع والتحابب والتآخي وصفا القلوب !
    لما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و اﻷنصار وآخى بين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قال سعد لعبد الرحمن إني أكثر اﻷنصار ماﻻ فأقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبها إليك فسمها لي أطلقها فإذا أنقضت عدتها فتزوجها قال : بارك الله لك في أهلك ومالك أين سوقكم ؟ فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إﻻ ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ثم جاء يوما وبه أثر صفرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مهيم؟ قال : تزوجت
    ، قال : كم سقت إليها ؟ قال : نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب ، فقال : أولم ولو بشاة . رواه البخاري.
    فتأمل أيها السني الغريب في هذه القصة هذا يبذل نصف ماله وأجمل النساء عنده واﻵخر عفيف متعفف فالكل قمة في القناعة والجود والكرم والتحابب والترابط .
    فأهل السنة الغرباء في هذا الزمان ما أحوجهم أن يتدبروا هذه القصص ﻷن نحن في زمان اشتدت فيه الغربة على أهل السنة فالكفار يتأمرون عليهم من جهة وبعض المسلمين ﻻ
    يقبلونهم وﻻ يناصرونهم بل صار السني غريبا حتى بين أهله وأقاربه .
    سبحانك وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    ✒ كتبه : أخوكم أبوعمرو علي بن محمد الربيعي اليافعي.
    يوم السبت 23 صفر 1437 هجرية.

  • #2
    جزاك الله خيراً أبا عمرو على هذه النصيحة التي ترفع الهمم فقد كان السلف رضي الله عنهم يدعون الله عزوجل ويقولون اللهم اجعلنا من الغرباء.
    وهذا كلام للأخ أبو الخطاب السنحاني .أشد الناس غربة.
    ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبى التمسك بالسنه اذا رغب عنها الناس وترك ما احدثوه وان كان هو المعروف عندهم وتجريد التوحيد وان انكر ذلك اكثر الناس،وترك الانتساب الى احد غير الله ورسوله لا شيخ ولا طريقه ولا مذهب ولا طائفه بل هؤلاء الغرباء منتسبون الى الله بالعبوديه له وحده ولى رسوله بالاتباع لما جاء يه وحده وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا واكثر الناس بل كلهم لائم لهم فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم اهل شذوذ وبدعه ومفارقه للسواد الاعظم ...بل الاسلام الذى كان عليه رسول الله واصحابه هو اليوم اشد غربه منه فى اول ظهوره وان كانت اعلامه ورسومه الظاهره مشهوره معروفه فالاسلام الحقيقى غريب جدا واهله غرباء اشد الغربه بين الناس.

    تعليق


    • #3
      نصيحة تثلج الصدور وتطمئن القلوب وترفع الهمم فجزاك الله خيرا ابا عمرو وبارك الله فيك وفي علمك ونفع بك وجزا الله كاتب وناقل هذه النصيحة خيرا احمد بن سعيد اليافعي

      تعليق

      يعمل...
      X