إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقتطفات من السيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقتطفات من السيرة

    مقتطفات من السيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصل الله وسلم على خاتم الأنبيا والمرسلين سيدنا وقدوتنا وشفيعنا محمد بن عبدالله صل الله عليه وعلى آله وسلم وبعد هذه مقتطفات من السيرة على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    نسبه الشريف
    صل الله عليه وآله وسلم

    محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وعدنان من ذرية إسماعيل بن براهيم عليهم السلام

    أمه _ آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب وكلاب الجد الخامس لنبي صل الله عليه وسلم من جهة أبيه ،فأبوه وأمه من أصل واحد يجتمعان في كلاب

    وفاة أبيه
    صل الله عليه وآله وسلم

    توفي والده قبل ولادته صل الله عليه وسلم بالمدينة راجعاً من الشام وآمنة حاملة برسول الله صل الله عليه وسلم
    مولده صل الله عليه وسلم ولد بشعب بني هاشم في مكة صبيحة يوم الإثنين التاسع ويقال الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل
    وكانت قابلته الشفاء بنت عمرو أم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بولادته فجاء عبد المطلب مستبشراً مسروراً وحمله فادخله الكعبة وشكر الله ودعاه وسماه محمداً رجاء أن يحمد وعق عنه

    مراضعه
    صل الله عليه وآله وسلم

    أول من أرضعه بعد أمه ثويبة مولاة أبي لهب وكان من عادة العرب أن يلتمسو المراضع لمواليدهم في البوادي حتى تشتدأعصابهم ويتقنو اللسان العربي فاحتضنته حليمة بنت أبي ذؤيب بن سعد وقد حلت البركات على أهل هذا البيت مدة وجوده بينهم صل الله عليه وسلم حتى اكتملت مدة الرضاع وفطمته جاءت به إلى امه وطلبت منها أن تتركه عندهم حتى يغلظ فرضيت أمه ورجعتبه حليمة مستبشرة مسرورة وبقي عندها بعد ذالك نحو السنتين ثم وقعت حادثة غريبة

    حادثة شق الصدر

    قال أنس رضي الله عنه إن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه أي ضمه وجمعه ثم أعاده في مكانه
    وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (مرضعته) فقالو إن محمد قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره

    إلى أمه الحنون

    رجع النبي صل الله عليه وآله وسلم بعد هذه الحادثة إلى أمه وأسرته وبقي نحو السنتين ثم سافر مع أمه إلى المدينة لزيارت أخوال أبيه بني عدي بن النجار ولما وصلت آمنة الأبواء عائدة من المدينة إلى مكة أدركتها المنية فماتت بها ودفنت هناك وحضنته مولاة أبيه أم أيمن بركة الحبشية رضي الله عنها

    كفالة جده عبد المطلب

    عادبه صل الله عليه وسلم جده عبدالمطلب إلى مكة وقد تكفل برعايته فكان يعظم قدره ويقدمه على أولاده ويكرمه غاية الإكرام ويجلسه على فراشه الخاص الذي لم يكن أحد يجلس عليه غيره وكان يعتقد أن له شأناً عظيماً في المستقبل ولاكنه توفي بعد سنتين حين كان عمره صل الله عليه وسلم ثمان سنوات

    كفالة عمه أبوطالب

    قام بكفالته بعد ذالك عمه أبو طالب شقيق أبيه بوصية خاصة من عبدالمطلب وأختصه بفضل الرحمة والمودة وكان مقلاً من المال فبارك الله في قليله وكان رسول الله صل الله عليه وسلم مثل القناعة والصبر يكتفي بماقدر الله له

    سفره إلى الشام

    ولما بلغ صل الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة ارتحل به أبوطالب تاجراً إلى الشام فلما نزل الركب قريباً من مدينة بصرى خرج إليهم أحد كبار رهبان النصارى وهو بحيرة الراهب فتخلل في الركب حتى وصل إلى النبي صل الله عليه وسلم فأخذ بيده فقال ( هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين قالو وما علمك بذالك ،، قال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولاشجر إلاخر ساجداً ولايسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتابنا ثم أكرمهم بالضيافة وسأل أبا طالب أن يرده ولا يقدم به إلى الشام خوفاً عليه من اليهود فرده أبوطالب إلى مكة

    حرب الفجار

    حدثت حين كان عمرالنبي صل الله عليه وسلم عشرين سنة وقعت في سوق عكاظ بين قريش وكنانة من جهة وبين قبائل قيس عيلان من جهة أخرى وكان صل الله عليه وسلم يجهز النبل لأعمامه وسميت بذالك لأنها حدثت في الشهر الحرام

    حلف الفضول

    حصلت بين خمسة من بطون قريش حيث اجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان تعاقدوا أن لايجدوا بمكة مضلوماً إلا قامو معه وحتى ترد عيله مظلمته وقد حضر رسول الله صل الله عليه وسلم هذا الحلف

    يتابع بإذن الله تعالى
    راجع كتاب السيرة
    كتبه أبوعامر عبدالهادي الهميمي
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالهادي الهميمي; الساعة 28-11-2015, 09:47 PM.

  • #2
    مقتطفات من السيرة

    مقتطفات من السيرة
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصل الله وسلم على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد ابن عبدالله وعلى آله وسلم وبعد هذه مقتطفات من سيرة االمصطفى صل الله عليه وسلم (2)

    حياة العمل

    اعتمد صل الله عليه وسلم على نفسه واستغنى عن الأخرين حيث عمل في راعي الغنم لأهل مكة ولما شب وكبر اشتغل عليه الصلاة والسلام بالتجارة
    ومن ذالك سفره إلى الشام وتجارته بمال خديجة حيث عرضت خديجة رضي الله عنها على النبي صل الله عليه وسلم أن يخرج بمالها إلى الشام تاجراً وخرج صل الله عليه وسلم مع غلامها ميسرة فباع وأبتاع وربح ربحاً عظيماً وحصل لها من البركة مالم يحصل من قبل ثم رجع إلى مكة مؤديا الأمانة

    زواجه بخديجة بنت خويلد رضي الله عنها،

    لما رأت خديجة من الأمانة والبركة وقص عليها غلامها ميسرة ما رأى من النبي صل الله عليه وسلم من كرم الشمائل وبعض المعجزات مثل تظليل الملكين له في الحر وبعثت خديجة إليه تقول يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها ليتزوجها فتزوجها صل الله عليه وسلم وكان عمره يقارب 25سنة
    وكانت أول أمرأة تزوجها ولم يتزوج غيرها حتى توفاها الله وكل أولاده منها إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية

    بنا البيت وقصة التحكيم

    لما بلغ سنه خمساً وثلاثين جاء سيل جارف صدع جدران الكعبة فقررت قريش إعادة بنائها من جديد وبدأوا بالبناء ولما بلغوا موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يتشرف بوضعه وقررو أن يحكمو أول من يدخل من باب الصفا فمازالوا كذالك حتى أقبل محمد عليه الصلاة والسلام فلما رأوه قالوا هذا محمد الأمين رضينا به حكماً فأمرهم أن يبسطو رداء فوضع الحجر فيه ثم أمر من كل قبيلة رجلاً واحداً يمسك بطرف الرداء ويرفعه فلما وصل الحجر إلى موضعه اخذه النبي صل الله عليه وسلم بيده ووضعه في مكانه،

    مقدمات النبوة،

    في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت أول مابدئ به رسول الله صل الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان
    يخلو بغار حراء فيتحنث الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذالك ثم يرجع إلى خديجة ثم يتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال إقرأ قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال إقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال إقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال ﴿ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ*﴿1﴾*خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِنْ عَلَقٍ*﴿2﴾*ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ*﴿3﴾*ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ*﴿4﴾*عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴿5﴾
    فرجع رسول الله صل الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر ، لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة كلا والله مايخزيك الله ابداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن عم خديجة فقالت خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فسمع من رسول الله صل الله عليه وسلم فقال ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ياليتني فيها جذعاً ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال صل الله عليه وسلم ( أو مخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً) رواه البخاري ومسلم

    القيام بالدعوة ( الدعوة السرية )

    أنزل الله عز وجل قوله تعالى *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ*﴿1﴾*قُمْ فَأَنذِرْ*﴿2﴾*.....
    فبدأ دعوته سراً يعرضها على من يرى فيه الإستعداد لقبولها
    فكان أول من أسلم من النساء أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ومن الرجال أبو بكر الصديق ومن الصبيان علي بن أبي طالب ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهم أجمعين ثم نشط للدعوة أبوبكر الصديق فأسلم على يده عثمان بن عفان ، والزبير بن عوام ، وعبدالرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيدالله ، والأرقم بن أبي الأرقم وهو عاشر عشرة وقد أستخفى النبي صل الله عليه وسلم في داره بالصفا يدعو الناس حتى اكتمل عدد المسلمين أربعين رجلاً وكان أخرهم عمر بن الخطاب خرجو من الدار وصلوا جهرة حول الكعبة
    وما إن أسلم هؤلاء النفر حتى تتابع أشراف قريش يدخلون الإسلام وقد عرف هؤلاء بلقب السابقين الأولين
    وهكذا مرت ثلاثة أعوام والدعوة سرية

    الجهر بالدعوة

    وبعد ثلاث سنوات من الدعوة أنزل الله قوله تعالى
    ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وقوله تعالى
    ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)
    فصعد صل الله عليه وسلم جبل الصفا ونادى بأعلى صوته قائلاً واصباحاه واصباحاه ثم جعل ينادي بطون قريش فأسرع الناس إليه فلما اجتمعوا قال صل الله عليه وسلم
    (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي) قالوا نعم ماجربنا عليك كذباً قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
    فقال أبو لهب تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ، فأنزل الله تعالى ( تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ*﴿1﴾
    واستمر الرسول صل الله عليه وسلم في دعوته يجهر بها في نواديهم ومجامعهم وجاءت أيام الحج فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم إلى مجامع الحجاج ورحالهم يدعوهم وكان يتبعه أبو لهب يكذبه ويؤذيه وقد واجه المشركون دعوته صل الله عليه وسلم بالاستهزاء والسخرية فكانوا يتهمونه بالسحر تارة وبالجنون تارة وبالكذب والشعر وأوذي أصحابه بصنوف العذاب في سبيل الله كبلال بن رباح وآل ياسروغيرهم رضي الله عنهم اجمعين

    يتابع
    راجع كتاب السيرة
    كتبه أبوعامر عبدالهادي الهميمي
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالهادي الهميمي; الساعة 29-11-2015, 06:10 PM.

    تعليق


    • #3
      مقتطفات من السيرة

      مقتطفات من السيرة
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله رب العالمين وصل الله وسلم على سيد المرسلين نبينا وعلى آله وسلم (3)

      الهجرة إلى الحبشة

      بعدأن تعرض المسلمون للأذى أذن رسول الله صل الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة وقال (لوخرجتم إلى أرض الحبشة فيها ملكاً لايضلم أحدعنده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه)
      فخرج المسلمون في شهر رجب سنة خمس من البعثة وكانوا اثنى عشر رجلاً وأربع نسوة وأقاموا بالحبشة شهري شعبان ورمضان ثم عادوا إلى مكة حينما بلغهم أن النبي صل الله عليه وسلم قد اصطلح مع قريش وسبب هذه الإشاعة إن النبي صل الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد فما بقي أحد من القوم إلا سجد ولما قارب المهاجرون دخول مكة تبين لهم أن إسلام أهل مكة باطل وإنهم لازالوا على الشرك وأنهم قد ازدادو قسوة وشدة على المسلمين فلم يدخلو إلا بجوار أو في استخفاء وأقامو بمكة بعد عودتهم يتلقون الأذى والعذاب فأذن لهم رسول الله صل الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى فهاجر ثلاث وثمانون رجلاً وثمان عشرة إمرأة وبقي رسول الله صل الله عليه وسلم في مكة يدعو إلى الله عز وجل صابراً موقناً بنصرالله وهو يتعرض لأذى قريش
      ولما علمت قريش باستقرار المهاجرين في الحبشة وإيواء ملكها لهم وإكرامه لهم وخافت عواقب ذالك فكونت وفداً من عمرو ابن العاص وعبدالله بن أبي أمية محملين بالهدايا الفاخرة إلى ملك الحبشة وصل الوفد وقدم الهدايا وتكلم عمرو أمام النجاشي وقال إن اناساً من سفهائنا فارقوا ديننا وجاءوا بدين جديد مبتدع لانعرفه نحن ولا أنتم ثم أرسل النجاشي إلى المهاجرين فتكلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وبين حالهم قبل الإسلام وحالهم بعد الإسلام وقرأ شيئاً من القرآن فبكى النجاشي وبكى أساقفته وقال لوفد قريش انطلقا فوالله لا أسلمهم اليكما ابداً ورد عليهم هدايهم .

      الحصار في شعب أبي طالب

      لما رأت قريش بني هاشم وبني المطلب مجمعين على حفظ النبي صل الله عليه وسلم اجتمعوا في خيف بني كنانة واتخذوا قراراً فيه بني هاشم وبني المطلب على أن لاينكحوا إليهم ولا يُنكحوهم ولا يبيعوهم شيئاً ولايبتاعو منهم وكتبو ذالك في صحيفة ثم علقوها في جوف الكعبة تأكيداً لها وانحازو بني هاشم وبنو المطلب في شعب أبي طالب سواء في ذالك مسلمهم وكافرهم إلا أبو لهب واستمر الحصار ثلاث سنوات عانو فيها من الجوع والحرمان حتى أكلو أوراق الشجر وكان يُسمع بكاء أطفالهم وكان رسول الله صل الله عليه وسلم مع ذالك مستمراً في دعوته إلى الله

      نقض الصحيفة وفك الحصار،

      وبعد نحوثلاث سنوات قدر الله أن ينتهي هذا العدوان فألقى في قلوب خمسة من أشراف قريش أن ينقضوا الصحيفة ويفكو الحصار وهم ( هشام بن عمرو بن الحارث ، وزهير بن أمية المخزومي ، والمطعم بن عدي ، وأبي البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود )
      وحين قامت قريش في أنديتهم قام زهير بن أمية وقال يا أهل مكة نحن نأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم وبنو المطلب هلكي لايبيعون ولايبتاعون والله لا أقعد حتى تنشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة وقام باقي الخمسة فأكدو ماقاله واعترض أبوجهل ومن معه وكان أبوطالب في ناحية المسجد فقال أن رسول الله صل الله عليه وسلم اخبره أن الله سلط على صحيفتهم الأرضة فأكلت مافيها من جور وقطيعة وظلم ولم تترك إلا ذكر الله وقال إن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه وإن كان صادقاً رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا قالوا انصفت وقام المطعم بن عدي على إثر رده على أبي جهل ليشق الصحيفة فوجدها قد أكلتها الأرضة إلا
      بسمك اللهم

      عام الحزن

      وفيه وفاة أبي طالب بعد أن خرجوا من الشعب بستة أشهر مرض أبوطالب واستمر به المرض حتى حضرته الوفاة ودخل عليه رسول الله صل الله عليه وسلم وعنده أبوجهل وعبدالله بن أمية فقال رسول الله صل الله عليه وسلم( أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) فقالا يا ابا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالايكلمانه حتى قال أخر ما قال ( هوعلى ملة عبد المطلب فقال النبي صل الله عليه وسلم ( لأستغفرن لك مالم أنه عنك ) فأنزل الله قوله تعالى
      ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)
      وكانة وفاته سنة عشر من النبوة
      وفاة خديجة رضي الله عنها ولم يندمل جرح رسول الله صل الله عليه وسلم على وفاة عمه أبي طالب حتى توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة بعدخمسين يوماً من وفاة أبي طالب

      زواجه صل الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة رضي الله عنها

      وفي شوال بعد الشهر الذي توفية فيه خديجة تزوج رسول الله صل الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة رضي الله عنها ثم تزوج عائشة رضي الله عنها بمكة وهي بنت ست سنين ودخل بها في المدينة وهي بنت تسع سنين ..

      يتابع
      راجع كتاب السيرة
      كتبه أبوعامر عبدالهادي الهميمي

      تعليق


      • #4
        مقتطفات من السيرة

        مقتطفات من السيرة (4)
        بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم

        الرسول في الطائف صل الله عليه وسلم
        وفي ضروف الظلم والقهر قصد رسول الله صل الله عليه وسلم الطائف ماشياً على قدمية ومعه مولاه زيد بن حارثة ولما وصل قصد سادة ثقيف وأشرافهم فدعاهم إلى الله ولاكنهم ردوا عليه بالسخرية والاستهزاء واغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى ادمو عقبية وكان زيد يقيه بنفسه ويدافع عنه حتى ألجأوه إلى بستان فدخله واستظل بظله ودعابه ثم خرج رسول الله صل الله عليه وسلم وفي طريقه إلى مكة وهو حزين مهموم أظلته سحابة فيها جبريل ومعه ملك الجبال فرفع رأسه فناداه جبريل وقال إن الله بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت ثم سلم ملك الجبال وقال إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال صل الله عليه وسلم ( بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لايشرك به شيئاً )
        ثم دخل مكة رسول الله صل الله عليه وسلم بحوار المطعم بن عدي

        بعض الآيات التي حدثت في مكة

        شق القمر :
        سألت قريش رسول الله صل الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر وقد انشق فرقتين حتى رأوا مابينهما فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ( إشهدوا) فقال المشركون هذا سحر ابن أبي كبشة
        الإسراء والمعراج:
        حيث اسرى برسول الله صل الله عليه وسلم بجسده وروحه من مكة ليلاً إلى بيت المقدس على دابة يقال لها البراق وفي بيت المقدس صلى ركعتين أم فيها الأنبياء ثم عرج به من بيت المقدس إلى السماء وفي المعراج فرضت عليه الصلوات الخمس ثم رجع من ليلته إلى مكة فلما أصبح في قومه وأخبرهم اشتد تكذيبهم له وسعى رجال إلى أبي بكر الصديق وأخبروه الخبر فقال ( إن كان قال ذالك فقد صدق )فسمي بذالك الصديق وقام الكفار يمتحنون رسول الله صل الله عليه وسلم فسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فوصفه لهم وسألوه عن عير لهم قادمة من الشام فأخبرهم بعددها وأموالها ووقت قدومها وعن البعير الذي يقدمها

        بيعة العقبة الأولى

        بينما رسول الله صل الله عليه وسلم يدعو القبائل الوافدة للحج إلى الله تعالى إذا برهط من الخزرج عند العقبة فدعاهم إلى الله فأجابوا دعوته فلما قدموا المدينة ذكروا لأهلها النبي صل الله عليه وسلم حتى إذا كان العام المقبل حضر اثنا عشر رجلاً من الأنصار فلقوا لنبي صل الله عليه وسلم بالعقبة فبايعوه وانصرفوا بعد البيعة وبعث معهم مصعب بن عمير وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام

        بيعة العقبة الثانية

        لما فشا الإسلام في المدينة بين الأنصار رأو أن يأتو النبي صل الله عليه وسلم سراً وواعدوه وسط اليالي التشريق فوافوه ليلاً عند العقبة وكانو سبعين رجلاً معهم امرأنين فبايعوه على النصرة

        الهجرة إلى المدينة

        لما تمت البيعة الثانية تتابع المسلمون في الهجرة وكانوا يتسللون خيفة من قريش،حتى هاجر عمر بن الخطاب فخرج علناً وتحدى قريشاً ورجع إلى المدينة من كان بأرض الحبشة ولم يبق بمكة إلا القليل ولما رأت قريش أن المسلمين يهاجرون إلى المدينة اجتمعوا في دار الندوة وقد حضر هذا الإجتماع إبليس في صورة شيخ من أهل نجد وبعد تدارس الرأي قال أبو جهل أرى أن نأخذ من كل قبيلة شاباً ونعطى كلاً منهما سيفاً صارماً ثم يصمدو إليه ويضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل فلايقدر بنو عبدمناف على حرب قريش فيرضون بالدية فقال إبليس هذا الرأي الذي لا أرى غيره فأوحى الله إلى رسوله بذالك فأمر صل الله عليه وسلم ابن عمه علياً بأن ينام في فراشه ويتغطى ببرده ثم خرج صل الله عليه وسلم من بينهم وأخذ حفنة من تراب فذرها على رؤسهم وهويتلو قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} (سورة يس آية ٩)
        ومضى إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأخبره بالهجرة وأخبره باصطحابه في الهجرة فبكى رضي الله عنه من الفرح وأستأجر عبدالله بن اريقط وكان مشركاً ليدلهم الطريق وعهد إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتخلف بعده بمكة ليؤدي عن رسول صل الله عليه وسلم الودائع وعمد إلى غار ثور ودخل أبوبكر قبل رسول الله صل الله عليه وسلم حتى إذا كان فيه شيء يصيبه ولا يصيب رسول الله صل الله عليه وسلم فنظفه فوجد فيه ثقباً فسدها بشق إزاره
        وبقي جحر أوجحرين ألقمهما رجليه ثم دخل رسول الله صل الله عليه وسلم فنام في حجره ولدغ أبوبكر في رجله لكنه لم يتحرك لمكان رسول الله صل الله عليه وسلم فسقطت دموعه على وجه رسول الله فأستيقظ وسأله فقال لدغت فداك أبي وأمي يارسول الله فتفل رسول الله صل الله عليه وسلم عليهافذهب الألم
        وكان عبدالله بن أبي بكر يأتي بالأخبار ليلاً لرسول الله صل الله عليه وسلم وأسماء تأتيهم بالطعام وعامر بن فهيرة يأتي بالغنم على إثرهما ليمحوهما ويسقي رسول الله صل الله عليه وسلم وصاحبه من لبنها
        ووصل المشركون إلى الغار فخاف أبوبكر وقال يارسول الله ( لونظر أحدهم إلى موضع قدمه لرآنا ) (فقال صل الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ضنك بإثنين الله ثالثهما )
        وأعلنت قريش عن جائزة مقدارها مائة بعير لمن يأتي برسول الله حياً أوميتاً ،،وأقام رسول الله صل الله عليه وسلم وصاحبه بالغار ثلاثة أيام وبعدها خرجا
        وتلقاهم عبدالله بن أريقط ليدلهما على المدينة ومعه راحلتين لأبي بكر ركب رسول الله صل الله عليه وسلم أحدى الراحلتين بثمنها
        وفي يوم الإثنين الثامن من شهر ربيع الأول نزل رسول الله صل الله عليه سلم بقباء وبقي بها أربعة أيام
        وأسس خلالها مسجد قباء ثم خرج رسول الله صل الله عليه وسلم يوم الجمعة نحو المدينة وقد خرج أهل المدينة لاستقباله وارتجت البيوت والسكك بالتحميد وكان رسول الله صل الله عليه وسلم لايمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام ناقته ويقولون هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة فكان يقول لهم خلوا سبيلها فإنها مأمورة حتى وصلت الناقة قرب دار أبي أيوب الأنصاري فبركت فنزل عنها رسول الله صل الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب الرحل فوضعه في بيته

        يتابع
        راجع كتاب السيرة
        كتبه أبوعامر عبدالهادي الهميمي

        تعليق


        • #5
          مقتطفات من السيرة_ 5

          بسم الله الرحمن الحيم
          الحمدلله رب العالمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
          بنا المسجد


          أمر النبي صل الله عليه وسلم ببناء المسجد وتقدم في ذالك تشجيعاً لأصحابه وكان صل الله عليه وسلم يحمل الحجارة ويقول صل الله عليه وسلم( اللهم لاعيش إلاعيش الآخرة فأغفر للأنصار والمهاجرة) وبنى بجواره الحجرات ليسكن ازواجه رضي الله عنهم


          المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار


          فقال صل الله عليه وسلم للمهاحرين والأنصار( تأخوا فالله أخوين أخوين ) وكان من حب الأنصار الإخوانهم المهاجرين إنهم أعرضوا عليهم أموالهم ومساكنهم
          وأضهر المهاجرين لإخوانهم الأنصار العفة والوفاء


          غزوات الرسول صل الله عليه وسلم


          غزوة بدر ،،


          هي أول معركة فاصلة بين مشركي قريش والمسلمين
          وسببها إن رسول الله صل الله عليه وسلم أراد عيراً لقريش
          وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم بثلاث مائة من أصحابه معهم سبعين بعيراً يتعاقبونها وفرساً واحداً وعلم أبوسفيان بخروج رسول الله صل الله عليه وسلم فأرسل إلى قريش يخبرهم الخبر فاستعدت قريش ثم آن أبوسفيان استطاع أن ينجو بالقافلة فأرسل إلى قريش يخبرهم بنجاتهاويطلب منهم العودة إلى مكة وهم الناس بالرجوع ولاكن أبى ذالك أبوجهل استكباراً فقال ( والله لانرجع حتى نرد بدراً فنقيم عليه ثلاث فننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها


          وفي صباح يوم الجمعه السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة ترآى الجمعان فدعا رسول الله صل الله عليه وسلم ربه ( اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحداك وتكذب رسولك اللهم فنصر الذي وعتني اللهم أحنهم الغداة ) ثم بدأت المعركة وتقدم رسول الله صل الله عليه وسلم يتلو قوله تعالى{سيهزم الجميع ويولون الدبر}
          وأخذ حفنة من الحصباء ورمى بها وجوه المشركين وهو يقول( شاهت الوجوه ) فما من مشرك إلا وأصاب عينيه ومنخريه من تلك الحفنة ثم أمر أصحابه فقال( شدوا ) فشد المسلمون ونصرتهم الملائكة تضرب فوق الأعناق وتضرب منهم كل بنان
          وقتل في هذه المعركة أربعة عشر رجلاً من المسلمين دفنو في ساحة بدر وأما المشركون فقتل منهم سبعون رجلاً منهم أبوجهل وأسر سبعون معظمهم من صناديد قريش ولما رجع صل الله عليه وسلم إلى المدينة استشار أصحابه في الأسرى أشار أبوبكر رضي الله عنه بأخذ الفدية وأشار عمر رضي الله عنه بقتلهم فقرر رسول الله صل الله عليه وسلم أخذ الفدية




          غزوة أحد


          حدثة في شوال السنة الثالثة للهجرة حيث أرادت قريش أن تأخذ بثار قتلى بدر
          وتجهز قريش بثلاثة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب ومعهم نسائهم تحرضهم على القتال


          وخير رسول الله صل الله عليه وسلم أصحابه في الخروج إليهم أو البقاء في المدينة وقتالهم داخلها فرغب أكثر الصحابة في الخروج


          خرج رسول الله صل الله عليه وسلم في ألف مقاتل وفي أثناء الطريق أنسحب المنافق عبدالله بن أُبي بن سلول بثلث الجيش


          وعند جبل أحد جهز رسول الله صل الله عليه وسلم جيشه وعين خمسين رجل من الرماة على جبل الرماة وأمرهم أن لا يتركوا أماكنهم سواء أنتصر المسلمون أو إنهزموا


          بدأت المعركة وشد المسلمين على المشركين وقتل أثناء المعركة أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه سيد الشهداء
          قتله وحشي


          وفر المشركون مهزومين واخطا الرماة حيث نزلوا من الجبل ليأخذو من الغنيمة ولم يبق منهم إلا عشرة منهم إنتهز خالد ابن الوليد الفرصة وانقض على باقي الرماة واستدار على المسلمين وأصبحو في كرب عظيم وسقط رسول الله صل الله عليه وسلم في الحفرة وأصيبت رباعيته وجرحت شفته السفلى وشجت جبهته ورأسه ودخلت حلقتان من المغفر في وجنتيه وفاء إليه عدد من المسلمين ليدافعوا عنه


          وكان الواء بيدمصعب بن عميرفقطعت يده اليمنى فأخذه باليسرى فقطعت فضمه إلى صدره حتى قتل رضي الله عنه


          أجتمع المسلمون حول رسول الله صل الله عليه وسلم فأنسحب بهم إلى جبل أحد والم يتجرء المشركون على التقدم والمواجهة وإنما بقوا في ساحة القتال يمثلون بالقتلى وبقرت هند بنت عتبة عن بطن حمزة حتى اخرجت كبد حمزة ولاكتها


          تقدم أُبي بن خلف متغطرساً إلى المسلمين يزعم أنه يقتل محمداً صل الله عليه وسلم فطعنه رسول الله صل الله عليه وسلم برمح في ترقوته فتدحرج عن فرسه ورجع على قريش وهو يخور خوار الثور حتى مات


          أنسحب المشركون ونزل المسلمون إلى ساحة القتال يتفقدو الجرحى والقتلى وبلغ قتلى المسلمين سبعين رجلاً رضي الله عنهم وقد دفن الإثنين والثلاثة في قبر واحد


          ياتبع
          راجع كتاب السيرة

          تعليق


          • #6
            مقتطفات من السيرة ٦

            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمدلله رب العالمين وصل الله وسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وسلم

            غزوة الأحزاب


            سببها إن نفر من زعماء اليهود حرضو قريش وغطفان على حرب رسول الله صل الله عليه وسلم وواعدوهم بالنصرة


            وسمع رسول الله صل الله عليه وسلم خبر تجمعهم وتحركهم إلى المدينة فاستشار أصحابه فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه حفر الخندق


            ووكل رسول الله صل الله عليه وسلم إلى كل عشرة رجال يحفروا أربعين ذراعاً واشترك معهم صل الله عليه وسلم في الحفر وحمل التراب رجال وكابدوا أنواع المشقة مع شدة الجوع والبرد


            وقعت أثناء حفر الخندق بعض الآيات منها رأى جابر رضي الله عنه شدة جوع رسول الله صل الله عليه وسلم فذبح بهيمة عناقاً وطحنت امرأته صاعاً من الشعير ثم دعا رسول الله صل الله عليه وسلم سراً في نفر من أصحابه فقام رسول الله بجميع أهل الخندق وهم ألف فأكلو وشبعوا ومازالت البرمة تغط والعجين يخبز


            ومنها عرضت للبراء وأصحابه صخرة فنزل رسول الله صل الله عليه وسلم وقال بسم الله ثم ضرب ضربة بالمعول فقطع منها قطعة وخرج منها ضوء فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام ثم ضرب الثانية وبشر بفتح فارس ثم الثالثة وبشر بفتح اليمن وانقطعت الصخرة


            وكان المؤمنون يواصلون العمل وإن لأحدهم حاجة استأذن رسول الله صل الله عليه وسلم فإن أذن له ذهب وقضى حاجته وعاد وأما المنافقون فإن أحدهم يورى بقليل من العمل ثم يذهب إلى أهله بدون استئذان


            وصلت قريش في اربعة آلاف وغطفان غي ستة آلاف وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف من المسلمين


            تفاجأ المشركون بالخندق واضطرو إلى فرض الحصار على المدينة


            وكان المشركون يحاولون عبور الخندق ولاكن المسلمين كانو يرشقونهم بالنبال وقداستطاع بعضهم
            عبور الخندي فتصدى لهم المسلمون
            أصبح المسلمون محاصرين من أمامهم المشركين ومن خلفهم المنافقين واليهود وقد عظم البلاء وفزع رسول الله يدعو ربه ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم ) وقال بعض الصحابة هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر فقال صل الله عليه وسلم قولو ( اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا )


            استجاب الله دعوة رسوله وعباده المؤمنين فساق إلى رسوله نُعيم بن مسعود الغطفاني وبعد أن هداه الله للإسلام وكان صديقاً لقريش ولليهود فقال يارسول الله إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت قال ( خذ عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة ) واستطاع نُعيم بحيلة أن يفرق بين المشركين واليهود وغطفان


            أرسل الله عزوجل على المشركين ريحاً وجنوداً من الملئكة فزلزلوهم وقذفوا في قلويهم الرعب وكفأت الريح قدورهم وقلعت خيامهم وضربهم البرد القارس حتى لم يقر لهم قرار فارتحلوا ومنه قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( الآن نغزوهم ولايغزونا )


            عمرة الحديبية
            ورأى رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام وهو بالمدينة أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين ملحقين رؤوسهم ومقصرين )
            فأخبر بذالك المسلمين وأنه يريد العمرة وخرج رسول الله صل الله عليه وسلم يوم الإثنين غرة ذالقعدة سنة ٦ هجرية في ألف واربعمائة من المسلمين وساق الهدي ليعلم الناس أنه لم يخرج محارباً بل معتمراً فلما بلغ ذا الحليفة قلد الهدي واحرم بالعمرة ثم سار حتى نزل الحديبية سمعت قريش بخروج رسول الله صل الله عليه وسلم فقالت والله لا يدخلها علينا عنوة ابداً لاتتحدث بذالك عنا العرب) وحاولت قريش مفاوضة رسول الله صل الله عليه وسلم من دخول مكة وأرسلت عدة أشخاص ولاكن لم تفلح المفاوضات
            وأرسل رسول الله صل الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة ليؤكد لقريش أنه ماجاء إلا للعمرة ولما وصل عثمان إلى قريش عرضوا عليه أن يطوف بالبيت فأبى أن يطوف ورسول الله صل الله عليه وسلم ممنوع من دخول الحرم وجست قريش عثمان ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيمابينهم ثم يرسلو معه الجواب وشاع بين المسلمين أنه قتل
            سمع المسلمون بمقتل عثمان فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ( لانبرح حتى نناجز القوم ) ودعاء الناس وهو تحت الشجرة أن يبايعوه القتال فبايعوه ولما انتهت البيعة جاء عثمان رضي الله عنه وسميت هذه البيعة (بيعة الرضوان)


            سمعت قريش بهذه البيعة فداخلهم رعب عظيم فأرسلوا سهيل بن عمرو لعقد صلح مع رسول الله صل الله عليه وسلم فجاء وتكلم كلاماً طويلاً وقبل رسول الله صل الله عليه وسلم الشروط التالية


            1)أن يرجع رسول الله صل الله عليه وسلم مع المسلمين هذا العام ولايدخل مكة ويدخلها العام القادم فيقيم بها ثلاثة أيام ولايكون معه سلاح إلا السيوف في القراب
            2) أن توضع الحرب بين الفريقين عشر سنين
            3)من أراد أن يدخل في عهد محمد دخل فيه
            ومن اراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه
            4)من التجاء من قريش إلى المسلمين يرده المسلمون إلى قريش ومن التجاء من المسلمين إلى قريش لاترده قريش
            ولما فرغ رسول الله من الصلح قال للمسلمين قوموا فانحروا فما قام أحد حتى قالها ثلاث مرات فما قام احد فدخل على أم سلمة وذكرلها ذالك فأشارت إليه أن يقوم هو فينحر بدنة ويحلق رأسه ولا يكلم أحداً ففعل فلما رأى المسلمون ذالك قاموا فنحروا وحلقوا وتحللوا من إحرامهم


            مكاتبة الملوك والإمراء


            ولما عاد رسول الله صل الله عليه وسلم من عمرة الحديبية وقد أبرم الصلح مع قريش وأمن جانبهم ، بدأ بإرسال الكتب إلى الملوك ولإمراء يدعوهم إلى الإسلام فكتب إلى النجاشي ملك الحبشة وكتب إلى المقوقس ملك الإسكندرية وكتب إلى كسرى ملك الفرس وإلى قيصر ملك الروم وغيرهم من الملوك والإمراء


            عمرة القضاء
            وفي ذالقعدة سنة سبع للهجرة خرج رسول الله صل الله عليه وسلم للعمرة التي تم الإتفاق عليها في صلح الحديبية وساق معه ستين بدنة وحمل معه السلاح حذراً من غدر قريش وأحرم من ذي الحليفة حتى إذا كان قريباً من مكة وضع سلاحه وجعل عليه بعض الصحابة وتقدم بسلاح الراكب السيوف في القراب وكان المشركون يقولون
            يقدم عليكم أصحاب محمد قد وهنتهم حمى يثرب فأمر أصحابه أن يضطبعوا ويرملوا في الأشواط الثلاثة الأولى وقال صل الله عليه وسلم ( رحم الله امرءاً أراهم اليوم من نفسه قوة ) فلما رأى المشركرن ذالك قالوا هؤلاء اجلد من كذا وكذا وأقام الرسول صل الله عليه وسلم بمكة ثلاثة أيام

            راجع كتاب السيرة

            والحمدلله رب العالمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدا بهداه وسلم تسليماً

            تعليق

            يعمل...
            X