بسم الله الرحمن الرحيم
حسن الظن
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، أحمده حمد الشاكرين، وأثني عليه بما هو أهله، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، وعلى آله وصحبه، وكل من دعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
حسن الظن
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، أحمده حمد الشاكرين، وأثني عليه بما هو أهله، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، وعلى آله وصحبه، وكل من دعا بدعوته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أمــا بـــعــد
قال تعالى :( مالَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) (28) سورة النجم .
وقال تعالى : ( ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) (12) سورة الحجرات . عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ " انظر الجامع الصحيح (7984 )
ورواه الترمذي من حديث ابن عمر ورواه ابويعلى وغيره من حديث البراء وفي الجامع الصحيح قال رواع(٤)والصواب رواه ع يعني أبا يعلىوأخرج البيهقي في الشعب عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ مَا لَمْ يَأْتِكِ مَا يَغْلِبُكَ ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهُ فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا ، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدَيْهِ ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ ، فَكَثِّرْ فِي اكْتِسَابِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ ، وَعُدَّةٌ عِنْدَ عَظِيمِ الْبَلَاءِ ، وَلَا تَهَاوَنْ بِالْحَلِفِ فَيُهِينَكَ اللَّهُ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَمْ يَكُنْ حَتَّى يَكُونَ ، وَلَا تَضَعْ حَدِيثَكَ إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَإِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ " وَقَدْ رُوِّينَا بَعْضَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
الدر المنثور( 6/99)وقد قال الله عز وجل (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وفي الحديث (إياكم وما يتعذر منه) وفي صحيح مسلم من حديث عمرو ابن العاص ومن حديث أبي هريرة (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) فاياك أخي أن تنطق بالكلمة لا تلقي لها بالا تهوي بك في النار واعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وقد خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقذف الشيطان في قلب الصحابيين الذين رأياه مع زوجته صفية لما كان معتكفا فاسرعا في المشي مهابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسيآ الظن به فيهلكا فقال لهما على رسلكما أي لا تسرعان أنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله يعني كبر عليهما أن يظنا برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فبين رسول الله صلى الله عليه أن السبب في سؤ الظن الشيطان وأنه لا يسلم الإنسان من وسوسته والمعصوم من عصم الله فقال (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ) فالامر خطير جدا لذلك قال الله عز وجل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ) بل يجب على الأخ أن يدفع عن عرض أخيه ما استطاع وفي هذا أحاديث كثيره
وهذه الدرجة العظمى بين الإخوة
ثم الدرجة الأقل أن تحافظ على اصطناع المودة ولو لم توجد قال الله عز وجل (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) وقال الله عز وجل (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) لذا أمر الله بافشاء السلام ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا ادلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ) وقال صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) وكذلك التباعد سبب في ذهاب المودة وقد تفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات يتتبعون الظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن تفرقكم من الشيطان ) والأحاديث كثيرة جدا ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحببت أحدا أن تخبره أنك تحبه ليكون أمكن في صلة الأخوة ثم قبل ذلك اختيار الكلمة الطيبة والرفق وفي الحديث (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ثم
الدرجة الثالثة في الأخوة سلامة الصدر من الكبر والاحتقار ففي الحديث (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) ولما كان سلامة الصدر لا يسلم منها أحدا قال الله عز وجل (إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) ولذلك لما نزل قوله تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله رفع عن أمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) لذلك قال الله عز وجل (إن بعض الظن إثم) وهو الظن الذي يكون منه العمل وهو التجسس والتحسس والذي يكون منه الكلام وهو الغيبة والنميمة قبل التثبت جمعا بين الآية والحديث
ورغم هذا ينبغي للمسلم أن يسلم صدره من الخش والظن لأن الظن من الشيطان وهو كذب لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )
والدرجة الرابعة في الأخوة سلامة الأخ لاخية من الأذى الظاهر باليد أو باللسان وحفظ حرمة عرضه ودمه وماله ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ولذلك جاء في الحديث (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه) قال الله عز وجل (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) وقال الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذين آذوا موسى فبرأة الله مما قالوا وكان وكان عند الله وجيها ) وقال صلى الله عليه وسلم (شر الناس عند الله الالد الخصم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافق من علاماته (إذا خاصم فجر) فاحفظ لسانك من إخوانك من الفحش والسب واللعن فإن كان الأخ استحق ذلك من باب الجرح والتعديل أو من باب الردع أو من باب اتقى شره فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه أو شره) فقد يترك وقد يحذر منه ويهجر وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ( لا أرى فلانا وفلانا يعلمان من ديننا شيئا ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (إنك رجل فيك جاهلية) وقال صلى الله عليه وسلم (بئس أخو العشيرة ) وغيرها من الأحاديث وهذه الدرجة الخامسة في حق الأخوة ولذلك جاء في الحديث المشهور (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) قال كيف انصره ظالما قال (تحجزه عن الظلم ) أو قال الشر ويدخل في هذا إرشاد الضال والنصيحة ففي الحديث (وإذا استنصحك فانصح له ) بل قال رسول الله صلى الله عليه (الدين النصيحة ) بل ويدخل في هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
نسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوبنا ويجمع كلمتنا على الحق وأن يذهب عنا نزغات الشيطان ووسواسه ولا يجعلنا فتنة للذين كفروا وأن يغفر لنا ويرحمنا إنه سميع مجيب .
كتبها أخوكم
أبوعبد الله رائد بن عبد الله الغتنيني الحضرمي
ــ عفا الله عنه ــ
وقال تعالى : ( ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) (12) سورة الحجرات . عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ " انظر الجامع الصحيح (7984 )
ورواه الترمذي من حديث ابن عمر ورواه ابويعلى وغيره من حديث البراء وفي الجامع الصحيح قال رواع(٤)والصواب رواه ع يعني أبا يعلىوأخرج البيهقي في الشعب عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ مَا لَمْ يَأْتِكِ مَا يَغْلِبُكَ ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهُ فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا ، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدَيْهِ ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ ، فَكَثِّرْ فِي اكْتِسَابِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ ، وَعُدَّةٌ عِنْدَ عَظِيمِ الْبَلَاءِ ، وَلَا تَهَاوَنْ بِالْحَلِفِ فَيُهِينَكَ اللَّهُ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَمْ يَكُنْ حَتَّى يَكُونَ ، وَلَا تَضَعْ حَدِيثَكَ إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَإِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ " وَقَدْ رُوِّينَا بَعْضَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
الدر المنثور( 6/99)وقد قال الله عز وجل (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وفي الحديث (إياكم وما يتعذر منه) وفي صحيح مسلم من حديث عمرو ابن العاص ومن حديث أبي هريرة (فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه) فاياك أخي أن تنطق بالكلمة لا تلقي لها بالا تهوي بك في النار واعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وقد خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقذف الشيطان في قلب الصحابيين الذين رأياه مع زوجته صفية لما كان معتكفا فاسرعا في المشي مهابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسيآ الظن به فيهلكا فقال لهما على رسلكما أي لا تسرعان أنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله يعني كبر عليهما أن يظنا برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فبين رسول الله صلى الله عليه أن السبب في سؤ الظن الشيطان وأنه لا يسلم الإنسان من وسوسته والمعصوم من عصم الله فقال (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ) فالامر خطير جدا لذلك قال الله عز وجل (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ) بل يجب على الأخ أن يدفع عن عرض أخيه ما استطاع وفي هذا أحاديث كثيره
وهذه الدرجة العظمى بين الإخوة
ثم الدرجة الأقل أن تحافظ على اصطناع المودة ولو لم توجد قال الله عز وجل (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) وقال الله عز وجل (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) لذا أمر الله بافشاء السلام ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا ادلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم ) وقال صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) وكذلك التباعد سبب في ذهاب المودة وقد تفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات يتتبعون الظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن تفرقكم من الشيطان ) والأحاديث كثيرة جدا ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحببت أحدا أن تخبره أنك تحبه ليكون أمكن في صلة الأخوة ثم قبل ذلك اختيار الكلمة الطيبة والرفق وفي الحديث (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ثم
الدرجة الثالثة في الأخوة سلامة الصدر من الكبر والاحتقار ففي الحديث (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) ولما كان سلامة الصدر لا يسلم منها أحدا قال الله عز وجل (إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) ولذلك لما نزل قوله تعالى (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله رفع عن أمتي ما حدثت بها أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) لذلك قال الله عز وجل (إن بعض الظن إثم) وهو الظن الذي يكون منه العمل وهو التجسس والتحسس والذي يكون منه الكلام وهو الغيبة والنميمة قبل التثبت جمعا بين الآية والحديث
ورغم هذا ينبغي للمسلم أن يسلم صدره من الخش والظن لأن الظن من الشيطان وهو كذب لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )
والدرجة الرابعة في الأخوة سلامة الأخ لاخية من الأذى الظاهر باليد أو باللسان وحفظ حرمة عرضه ودمه وماله ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ولذلك جاء في الحديث (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه) قال الله عز وجل (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) وقال الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذين آذوا موسى فبرأة الله مما قالوا وكان وكان عند الله وجيها ) وقال صلى الله عليه وسلم (شر الناس عند الله الالد الخصم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافق من علاماته (إذا خاصم فجر) فاحفظ لسانك من إخوانك من الفحش والسب واللعن فإن كان الأخ استحق ذلك من باب الجرح والتعديل أو من باب الردع أو من باب اتقى شره فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه أو شره) فقد يترك وقد يحذر منه ويهجر وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ( لا أرى فلانا وفلانا يعلمان من ديننا شيئا ) وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر (إنك رجل فيك جاهلية) وقال صلى الله عليه وسلم (بئس أخو العشيرة ) وغيرها من الأحاديث وهذه الدرجة الخامسة في حق الأخوة ولذلك جاء في الحديث المشهور (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) قال كيف انصره ظالما قال (تحجزه عن الظلم ) أو قال الشر ويدخل في هذا إرشاد الضال والنصيحة ففي الحديث (وإذا استنصحك فانصح له ) بل قال رسول الله صلى الله عليه (الدين النصيحة ) بل ويدخل في هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
نسأل الله عز وجل أن يؤلف بين قلوبنا ويجمع كلمتنا على الحق وأن يذهب عنا نزغات الشيطان ووسواسه ولا يجعلنا فتنة للذين كفروا وأن يغفر لنا ويرحمنا إنه سميع مجيب .
كتبها أخوكم
أبوعبد الله رائد بن عبد الله الغتنيني الحضرمي
ــ عفا الله عنه ــ
تعليق