إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى)حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه (6)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى)حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه (6)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يُحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..............وبعد،

    فأقدّم بين يدي إخواني طلبة العلم هذه الفوائد الذهبية من شرح الأربعين النووية لشيخنا العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- اقتطفتها من ذلك الكتاب الماتع (شرح الأربعين النووية).

    هذا ، وأسال الله أن ينفعنا جميعا بهذه الفوائد وأن يجزي شيخنا خيرا ويبارك فيه وفي علمه.


    وستكون هذه الفوائد على شكل سلسلة:

    -------------------------------


    (الحديث السادس)


    قال الإمام البخاري -رحمه الله-:

    حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر قال: سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله–صلى الله عليه وسلم- يقول:((إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). وأخرجه مسلم.

    الشرح:

    . هذا الحديث جاء عن جماعة منهم: جابر، وابن عباس، وابن عمر، وعمار، وابن مسعود، وأصح ما في الباب حديث النعمان هذا.
    .................................................. ............
    . قد علمت أن هذا الحديث أحد الأحاديث الثلاثة التي قال الإمام أحمد –رحمه الله- أن مدار الإسلام عليها.
    .................................................. ............
    . النعمان بن بشير هذا حديثه، وقد جاء عن بشير بن سعد والد النعمان ولم يثبت عنه، ذكرناه في ((ضعيف مفاريد الصحابة))، أما صحبة بشير فثابتة يقيناً، وهو الذي أتى بولده نعمان إلى النبي–صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إني نحلت ابني هذا شيئاً، فقال:((أكُلَّ ولدك نحلْتَه؟))، قال: لا، قال:((فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم لا تشهدني على جور))، وفي رواية:((على زور))، فأنكر النبي–صلى الله عليه وسلم- ذلك، وأمره أن يرجع في عطائه ذلك.
    .................................................. ............
    . سؤال: من هي زوجة بشير بن سعد، والدة النعمان التي سألت بشيرً أن يخص ولدها النعمان منه بعطية دون إخوانه؟

    جواب: عمرة بنت رواحة أُخت عبد الله بن رواحة وهي مترجمة في((الإصابة)).
    .................................................. ............
    . قوله:((الحلال بيّن والحرام بيّن))، ثبت أن النبي–صلى الله عليه وسلم- قال:((الحلال ما أحله الله والحرام ما حرم الله))، وإنما النبي–صلى الله عليه وسلم- هو المبلغ عن الله، فقوله عنه:{ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}[الأعراف:157]، أي: أنه يبلغ ذلك.
    .................................................. ............
    . إن الحلال بَيِّنٌ مَعْرُوْفٌ لديكم، مثل: بهيمة الأنعام، وشرب الماء، وأكل الخبز، وأكل اللحم، وسائر الفواكه مما هو حلال لا يعتريه تحريم،

    والحرام بَيِّنٌ، مثل: الخمر، والخنزير، والميتة، والدم، وفي اللباس: من الحرير لمن ليس به حكة، ولبس الذهب للرجال، ومن البيوع: النجش، والغرر، والربا.
    .................................................. ............
    . وما توفي النبي–صلى الله عليه وسلم- حتى اكتمل الدين((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))، فالنبي–صلى الله عليه وسلم- قد بَيَّنَ الحلال والحرام، إما بَيَّنَهُ الله في كتابه نصَّاً، وإما بَيَّنَهُ النبي–صلى الله عليه وسلم- للدلالة على أنه نبي، أمره الله بالبيان، قال تعالى:{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}[المائدة:67]،

    وقال:{والنجم إذا هوى(1)ما ضل صاحبكم وما غوى(2)وما ينطق عن الهوى(3)إن هو إلا وحي يوحى}[النجم:1-4]،

    وقال–صلى الله عليه وسلم-:((اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج من هذا اللسان إلا حق))،

    وقال–صلى الله عليه وسلم-:((يوشك أن يجلس أحدكم على أريكته يقول ما جاء عن الله أخذناه ألا وإن ما جئت به وحي يوحى...))، الحديث، عن أبي واقد وغيره، وهو صحيح،

    الشاهد من هذا: أن الحلال بين والحرام بين، الزنا واضح، وقتل النفس التي حرم الله تحريمه واضح، والكذب، والغش، وغير ذلك من المحرمات واضحة.

    والحلال مثل: أكل الطعام الطيب، ومثل أكل الخبز الطيب الذي من كسب حلال واضح، الحَلُّ واضح، سواء كان في الأشربة، أو في اللباس، أو في البيع أو في الشراء، أو الأنكحة.
    .................................................. ............
    . وهناك أمور متشابهة مثل: شراب النبيذ، فقد اختلفوا فيها، بغض النظر عن الراجح.

    في الأطعمة مثل: لحم الخيل، ولحم الضبع(1)،

    وفي اللباس مثل: لباس المعصفر اشتبه على بعضهم، وكذلك بعض الألبسة مثل خاتم الحديد اختلف فيه بعضهم، والصحيح جواز لبس خاتم الحديد، لاسيما النساء.
    .................................................. ............
    . قوله:(( فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرعى فيه))، ابن مسعود ثبت عنه هذا الحديث في رجل دعا آخر لطعام وطعامه ذلك مختلط بحلال وحرام، قال ابن مسعود: لكم الهناء وعليهم الإثم، أذن لهم بالأكل في مثل هذا، أما إن علم ألإنسان أنه حرام صرف وهو متأكد من ذلك، فهنا يبتعد، لا ينبغي أن يأكل من هذا الطعام الذي هو من حرام صرف، مثلاً ذهب واشتغل في الربا في البنك وعنده دخل من هنا ومن هنا أو لا تدري من أين طعامه ذلك؟ تأكل والإثم عليه، ولك الهنا.
    .................................................. ............
    . قوله:((وبينهما أمور مشتبهات))، يدل على أن هذه المشتبهة ليس معناه أنها لا تُعلم البتة، ولكن يعلمها أهل العلم،

    وأهل العلم ما هم أكثر الناس، بل أقل الناس، وأكثر الناس هم العامة، ولكن الموفق من الذين لا يعلمونها هم الذين يبتعدون عنها، وما أشكل عليهم سألوا فيه أهل الذكر، وقد تشكل بعض الأمور على العالم.
    .................................................. ............
    . أبو بكر –رضي الله عنه- كان له مملوك يأتيه بالخراج، ويوم من الأيام أتاه بطعام، وقال له: هذا الطعام كنت تكهنت في الجاهلية وما أحسن الكهانة، غير أني خدعته فوجدني اليوم، فأعطاني فاشتريت هذا الطعام، فأدخل أبو بكر يده في فيه، وقاء كل ما في بطنه، سواء من حق ذلك المملوك أو من غيره، والحديث عن عائشة.
    .................................................. ............
    . وثبت من حديث الحسن بن علي، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة))،
    وهذا من ترك الشبهات.
    .................................................. ............
    . مرّ بنا قريباً في [كتاب اللقطة] حديث أنس، وأبي هريرة:((لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها))، فهو ما هو متيقن أنها من الصدقة، قد تكون من الصدقة وقد تكون من غيرها، لكنه ترك ذلك إستبراءً، وتجنباً للشبهات :((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)).
    .................................................. ............
    . وقوله:((ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام))، معنى ذلك: أن الذي يقع في الشبهات، ويتجرأ عليها قد يتجرأ على الحرام يرتكب شبهة بعد شبهة، وما يبالي، فما تدري إلا وقد وقع في الحرام وتجرأ على الحرام.
    .................................................. ............
    . قوله:((كالراعي يرعى حول الحمى))، وهذا معروف، راعي يرعى حول الزرع ما تدري إلا وقد قفزت بعض مواشيه بين الزرع، يوشك أن يقع فيه، يحوم حوله من هذا الجانب ومن هذا الجانب، فالراعي البعيد عن الزرع ما تصل مواشيه إلى الزرع، وإن ذهبت بعض المواشي ما إن تبدأ تمشي إلى الزرع إلا ويراها، فضربت الأمثال في القرآن والسنة لقرب فهمها إلى الأذهان، قال تعالى:{وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43]،
    .................................................. ............
    .هذا باب واسع، مسألة الورع، والإستبراء للدين:

    رجل يقول لك: أبي يعمل في البنك، أو يعمل في الضرائب والجمارك ويرسل لي بعض الأشياء أنا عنها في غنى،
    تقول له: أجتنب هذا، فقد ثبت من حديث جابر أن النبي–صلى الله عليه وسلم- قال:((أيما جسم نبت من السحت فالنار أولى به))،

    رجل دعاك وما عنده دخل إلا من هذا الحرام فقط، وأنت متأكد أنه أتى به من حرام، فاجتنب هذا، وإن كان هو الآثم مباشرة، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

    رجل من المسلمين دعاك لطعام وعنده مالٌ خليط من هذا ومن هذا وأنت لا تدري أين الحلال من الحرام، فتأكل والإثم عليه كما قال ابن مسعود: له الإثم، ولكم الهناء،

    مسلم دعاك لا تدري ماله حلال، أم حرام، تأكل، ولا يلزم أن تسأل: أهو من دخلٍ حلال، أم حرام.
    .................................................. ............
    . قوله:((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه))، حتى في العِرض الذي ما يتقي الشبهات في العِرض، العِرض هو موطن الذم والمدح، يعرض نفسه للذم، وقد يعرض عرضه لألسن الناس ، كما قيل:

    مقالة السوء إلى أهلها******أسرع من سائل منحدرِ

    ومن دعا الناس إلى ذمِّهِ******ذموه بالحق وبالباطلِ
    .................................................. ............
    . النبي–صلى الله عليه وسلم- امرأته صفية جاءت تزوره في المعتكف، فقام معها يقلبها إلى البيت فمر بعض الصحابة-رضوان الله عليهم-فقال:((على رسلكما إنما صفية))، قالوا: سبحان الله! يا رسول الله، قال:((خشيت أن يقذف الشيطان في قلوبكم شرَّا))، أو قال:((شيئاً))،
    استدلوا بهذا الحديث على تبرئة العرض وأن الإنسان ينبغي أن يبرأ عرضه،

    والإنسان الذي لا يبالي بما يحصل منه يسمى(ماجن) كما في ((مختار الصحاح))، يقولون: الماجن الذي لا يبالي بشيء يحصل منه، وأن الذي يبرأ عرضه يعتبر صيانة هذا الصائن لعلمه، الصائن لعرضه، الصائن لشرفه صيانةً، فالصائن لعرضه عكس الماجن الذي ما يبالي.
    .................................................. ............
    . يستدلون بقصة يوسف –عليه السلام- أنه ما رضي أن يخرج من السجن حتى يتبين أنه برئ من التهمة، ولاسيما طالب العلم، فإن الناس ما ينظرون إلى أقواله فقط، بل ينظرون إلى أفعاله، وإلى نهجه، وإلى طريقته، فصيانة العرض للمسلم مطلوب ولطالب العلم آكد.
    .................................................. ............
    . قوله:((ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه))، ((إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه))، والله عز وجل حرم محرمات لا يجوز الاعتداء عليها وانتهاكها، وأباح أموراً لا يجوز تحريمها.
    .................................................. ............
    . قوله:((ألا وإن في الجسد مضغة))، المضغة: هي القلب، كما هو مبين في الحديث،
    والمضغة: هي اللقمة الممضوغة سواء كان من اللحم، أو نحو ذلك، يقال له: مضغة،((إذا صلحت صلح الجسد كله))، فعلم فضل القلب على سائر الجوارح، وأن العقل في القلب، وإن كان فيه ارتباط بينه وبين الدماغ كما ذكره ابن القيم –رحمه الله-، قال الله عز وجل:{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}[الحج: 46]،
    .................................................. ............
    . العقل في القلب، والخور والجبن أيضاً في القلب، قال تعالى:{سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب} [آل عمران:151] ،

    والشجاعة في القلب
    :{وليربط على قلوبكم وليثبت به الأقدام} [الأنفال:11]،

    والخشية في القلب،
    قال تعالى:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} [الحديد: 16]،

    والقسوة في القلب،
    قال تعالى:{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة: 74]،

    ونزول الوحي على قلب النبي–صلى الله عليه وسلم-،
    قال تعالى:{نزل به الروح الأمين(193)على قلبك لتكون من المنذرين} [الشعراء: 193-194]،

    ونظرُ الله إلى القلب،
    ثبت في مسلم من حديث أبي هريرة، أن النبي–صلى الله عليه وسلم-قال:((إن الله لا ينظر إلى وجوهكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))،

    والزيغ في القلب،
    قال تعالى:{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} [آل عمران: 8]، وهكذا قول الله تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين} [الصف: 5]،

    والتقليب في القلب،
    قال تعالى:{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} [الأنعام: 110]، والنبي–صلى الله عليه وسلم-يقول:((يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك))،

    والتصريف كذلك على القلوب،


    والطبع على القلب
    ، قال تعالى:{فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} [المنافقون: 3]،

    والمرض في القلب،
    قــــال تـــعـــالـــى:{في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} [البقرة: 10]،

    والغشاوة والختم كذلك،
    قال تعالى:{ختم الله على قلوبهم} [البقرة: 7]،

    والأقفال على القلب،
    قال تعالى:{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24]، ليست على العيون،

    فدل هذا على أن القلب له أهمية عظيمة، وأن القلب إذا تَلِفَ، أو تضرر ذلك على الإنسان نسأل الله العافية، وإن مَرِضَ مَرِضَ صاحِبُهُ، وإن صحَّ وسلم سلم صاحبه، وكما قيل:

    لسان الفتى نصف ونصف فؤاده******فلم يبق إلا صورة اللحم والدمِ

    وكم صامت تراه لك معجباً******زيادته أو نقصه في التكلمِ
    .................................................. ............
    . الحقيقة على أن القلب هو المصيطر على هذه الأجزاء، واللسان تغترف مما في القلب، قال تعالى:{حسداً من عند أنفسهم} [البقرة: 109]،

    فينبغي لكل مسلم أن يعتني بما يدخلُ على قلبه من أمور الإيمان، الإيمان في القلب، قال تعالى:{قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [الحجرات: 14].
    .................................................. ............
    . الإيمان قول، وعمل، واعتقاد بالقلب، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، إذا صلح، صلح الجسد كله، إذا صلح القلب صلحت العينان فلا تنظر إلى ما حرم الله، وصلح اللسان فلا ينطق إلا بما يرضي الله، وصلحت القدمان فلا تمشي إلا إلى ما يرضي الله، وصلحت اليدان، وصلح السمع، وصلحت اللحية، وصلح المطعم والمشرب،
    .................................................. ............
    . وعلى هذا فالذين يقولون: قلوبهم طاهرة، وهم يزاولون الأعمال المحرمة من اختلاط، ونظر إلى النساء الأجنبيات، ومصافحتهن، والتلذذ بحديثهن، والخلوة بهن، وغير ذلك، هؤلاء ما أصابوا، ولا صدقوا، ما صدقوا مع أنفسهم ولا نصحوا لأنفسهم، ولو كانت قلوبهم طاهرة لامتثلوا للدليل ولاستقاموا ولانتفعوا بالقلوب الطاهرة النظيفة، لكن يقولون: قلوبهم طاهرة، ويتجرءون على هذه المعاصي، ويتنكرون لمن نصحهم وأنكر عليهم، وإنما هذه منهم أماني، ومغالطات، والله تعالى يقول:{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به} [النساء: 123].

    ...............................................

    الحاشية:
    (1) لحم الضبع جائز، لحديث جابر أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:((الضبع صيد وفيه شاة))، وهو حديث صحيح، ولحم الخيل حلال، لحديث أسماء أنهم نحروا فرساً في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- فأكلوه، ولباس المعصفر منهي عنه، لحديث عبد الله بن عمرو:((قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى عليه ثوباً معصفراً، فقال:((أبهذا أمرتك أمك؟))، قال أخلعه يا رسول الله؟، قال:((بل أحرقه، إن هذا من لباس الكفار، إن هذا لا يحل لك))، ولباس الحلي للنساء جائز سواء كان محلقاً أو غير محلق لقول الله تعالى:{أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين}، وخاتم الحديد جائز، لحديث:((ألتمس ولو خاتماً من حديد)).

    ...............................................


    .................................................. ............

    بحمد الله تمّت فوائد الحديث السادس

    .................................................. ............

    الحديث السابق من هنا

    .................................................. ............

    والحديث اللاحق من هنا
    .................................................. ............
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 02-07-2009, 02:28 PM.

  • #2
    جزاك الله خير يا أخ علي مثنى وجزا الله الشيخ يحيى خير الجزاء

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم اخى الكريم وبارك الله فيك
      نسئل الله الكريم رب العرش العظيم ان يحفظ شيخنا العلامه يحى بن على الحجورى
      من كل سوء ومكروه

      تعليق

      يعمل...
      X