بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة قيمة
بعنوان :
(( نصائح وتوجيهات في الإحساس بالآخرين لاسيما عند الأزمات ))
لأخينا الفاضل المبارك والواعظ المؤثر
أبي مالك
صابر بن عبود اللحجي ـــ حفظه الله تعالى ـــ
____________________________________
نصائح وتوجيهات في الإحساس بالآخرين لاسيما عند الأزمات
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:ــ في ضل مانعيشه وتمر به البلاد هذه الأيام من ضروف صعبة بسبب الحرب التي أذكى نيرانها الحوثي وحلفاءه والتي كان من نتاجها الأزمات تلو الأزمات فإنه ينبغي على كل واحدٍ منا أن يجسد المقصد الأسمى والغاية الكبرى من الأخوة الإيمانية وهو (الإحساس بالآخر) والتألم لأ لآمه والعمل على تضميد جراحة والجبر لكسره والشد لأزره وذلك بالسؤال عن حاله وإظهار الحزن لأحزانه وتطييب خاطره،وهكذا تثبيته وتصبيره ومد يد العون له والسعي في الترويح عنه وتفريج كربته وإيناس غربته كل هذه المعاني الأخوية كم نحن بحاجة إليها لاسيما في مثل هذه الإيام الحرجة ليحصل بذلك الإحساس بمعاناة الآخر ولكي تتعمق أواصر أخوتنا وتقوى حبال مودتنا
إخوة العقيدة إن الإحساس بالآخر مما حث عليه النبي صلى اللّـه عليه وسلم ورغب فيه فقال (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) أخرجاه من حديث أبي موسى الأشعري
إن الإحساس بالآخرين يكون بحب الخير لهم وهذا دليل على قوة الإيمان وكماله فعن أنس بن مالك مرفوعا (لايؤمن أحدكم حتى يجب لأخيه مايحب لنفسه) أخرجاه من حديث أنس
الإحساس بالآخرين يكون بتنفيس كرباتهم وهذا سبيل إلى تنفيس كربات يوم الفزع الأكبر فقد قال عليه الصلاة والسلام (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) رواه مسلم عن أبي هريرة
الإحساس بالآخرين يكون بإعانتهم وقضاء حوائجهم وهذا يُكسب العبد معونة الله لـه ففي الحديث المتقدم (والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) رواه مسلم
ياقوم إن الإحساس بالآخرين هو دأب المصلحين من الأنبياء والصالحين
هذا نبي الله موسى عليه السلام أحس بمعاناة قومه عند أن أشتدعليهم أذى فرعون وملأه فجعل يصبرهم ويثبتهم كما قال الله سبحانه وتعالى عنه (( يا قوم استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ))
وهذا نبي الله يوسف عليه السلام أحس لأخيه الشقيق ماكان يعانيه من إخوته الباقين لذلك كان أول طلب طلبه من إخوانه بعد أن دخلوا عليه وجهزهم أن قال "أتوني بأخ لكم من ابيكم.."(( فلما جاءوه به ودخل عليه قال له إني أنا أخوك فلاتبتئس بما كانوا يعملون ))
وهذا نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يحس بمعاناة أصحابه جاء في الصحيح أن أبا هريرة جلس في الطريق وقد بلغ به الجوع مبلغا عظيما فمر أبو بكر فسأله عن آية قال ماسألته إلا ليشبعني فلم يفعل وكذلك مر عمر ففعل معه مثل مافعل مع أبي بكر قال فمر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم لي وعرف مافي وجهي ونفسي وقال الحق بي أبا هر… الحديث وفيه أن النبي قال لأبي هريرة أشرب -أي من قدح اللبن -ولم يزل يقول لهٍ ذلك حتى قال أبو هريرة ماأجد له مسلكا. فالشاهد إحساسه صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة الذي كانت نتيجته إطعامه
وهولاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الذين جسدوا الإحساس بالآخر في حياتهم تجسيدا بليغا عند أن هاجر المهاجرون إلى المدينة أستقبلهم الأنصار بصدور رحبة وأحاسيس جياشة حتى قال سعد ابن الربيع الأنصاري لعبد الرحمن بن عوف إن لي داران خذ واحدا منهما وإن لي زوجتان أطلق إحداهما فتكمل عدتها فتتزوجها فقال له عبدالرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق
فلنتأسى بهولاء الأعلام فنحس ونستشعر لما جرى ويجري لإخواننا لاسيما ونحن أهل اليمن الذين أمتدح النبي صلى الله عليه وسلم قبائل منا لتجسيدهم مبدأ الإحساس بالآخر
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الأشعريين أذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ماعندهم من طعام في إناء واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية فهم مني وأنا منهم)
فياأهل اليمن آن لكم أن تثبتوا للعالم أنكم أهل لتزكيات رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم وذلك بإعمالكم لمبدأ الإحساس بالآخر وما يترتب عليه
فلنحس بمعاناة إخواننا وأخواتنا وأبائنا وأبنائنا في المحافظات المنكوبة
لنحس بحجم الكارثة التي يعاني منها أهل عدن من سفك لدمائهم وانتهاك لأعراضهم وتشريد من البيوت وتخويف وتجويع وتدمير وتخريب
لنحس بمعاناة إخواننا في تعز التي تضرب أحيائها السكنية من قبل الحوثيين صباح مساء بلا هوادة فكم سفكت من دماء وكم شردت من أُُسر
لنحس بمايعانيه أهل لحج مـن ضرب مكثف عليهم وتجويع وتشريد واجتياح كامل للمحافظة وهم مع هذا فقد انتشر فيهم مرض حمى الظنك حتى مات بعض الناس بسبب عدم توفر الجرعة نتيجة للأوضاع
لنحس بما يعانيه إخواننا في أبين ومأرب والضالع
وهكذا بما عاناه ويعانيه إخواننا طلبة العلم الذين هُجّروا من دماج فهم إيضا من المنكوبين علي يدي الرافضة وهم من أعف الناس حيث أنهم لم يمدوا إيديهم إلى أحد لذا ينبغي علينا أن نحس بهم ونستشعر مأساتهم ومعاناتهم
أيها الأحبة إن أحساسنا بمن ذكرنا يكمن في أمور:
1-أنّ من نزح إلينا أعناه بما نستطيع
2-من هو في بلده تواصلنا معه وسألنا عن حاله وعرضنا عليه مانستطيع من المساعدة
3-من كنا نحن وهو في بلد واحدة فليضمد كل واحد منا جرح الآخر وليؤثر كل واحد منا الآخر
ياأهل اليمن يا أرق قلوبا ويا ألين أفئدة ليتفقد كل واحد منكم إخوانه فإن منهم من قال الله عنه يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس إلحافا
ليتفقد كل واحد منكم أرحامه ففي الصحيح مرفوعا (من أحب أن يبسط الله له في رزقه وينسأله في أجله فليصل رحمه)
ليتفقد كل واحد منكم جيرانه ففي الحديث (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع) رواه الطبراني وحسنه الألباني في الصحيحة.
هذه نصيحة وتذكير لي ولمن بلغته رأيت أنّ حاجتها مآسة هذه الإيام
فجردت بناني وكتبتها على عجالة مني قبل صلاة العصر من يوم الأربعاء 2 شعبان 1436ه
والحمد لله رب العالمين
كتبه: أخوكم ومحبكم/ صابر اللحجي
رسالة قيمة
بعنوان :
(( نصائح وتوجيهات في الإحساس بالآخرين لاسيما عند الأزمات ))
لأخينا الفاضل المبارك والواعظ المؤثر
أبي مالك
صابر بن عبود اللحجي ـــ حفظه الله تعالى ـــ
____________________________________
نصائح وتوجيهات في الإحساس بالآخرين لاسيما عند الأزمات
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:ــ في ضل مانعيشه وتمر به البلاد هذه الأيام من ضروف صعبة بسبب الحرب التي أذكى نيرانها الحوثي وحلفاءه والتي كان من نتاجها الأزمات تلو الأزمات فإنه ينبغي على كل واحدٍ منا أن يجسد المقصد الأسمى والغاية الكبرى من الأخوة الإيمانية وهو (الإحساس بالآخر) والتألم لأ لآمه والعمل على تضميد جراحة والجبر لكسره والشد لأزره وذلك بالسؤال عن حاله وإظهار الحزن لأحزانه وتطييب خاطره،وهكذا تثبيته وتصبيره ومد يد العون له والسعي في الترويح عنه وتفريج كربته وإيناس غربته كل هذه المعاني الأخوية كم نحن بحاجة إليها لاسيما في مثل هذه الإيام الحرجة ليحصل بذلك الإحساس بمعاناة الآخر ولكي تتعمق أواصر أخوتنا وتقوى حبال مودتنا
إخوة العقيدة إن الإحساس بالآخر مما حث عليه النبي صلى اللّـه عليه وسلم ورغب فيه فقال (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) أخرجاه من حديث أبي موسى الأشعري
إن الإحساس بالآخرين يكون بحب الخير لهم وهذا دليل على قوة الإيمان وكماله فعن أنس بن مالك مرفوعا (لايؤمن أحدكم حتى يجب لأخيه مايحب لنفسه) أخرجاه من حديث أنس
الإحساس بالآخرين يكون بتنفيس كرباتهم وهذا سبيل إلى تنفيس كربات يوم الفزع الأكبر فقد قال عليه الصلاة والسلام (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) رواه مسلم عن أبي هريرة
الإحساس بالآخرين يكون بإعانتهم وقضاء حوائجهم وهذا يُكسب العبد معونة الله لـه ففي الحديث المتقدم (والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) رواه مسلم
ياقوم إن الإحساس بالآخرين هو دأب المصلحين من الأنبياء والصالحين
هذا نبي الله موسى عليه السلام أحس بمعاناة قومه عند أن أشتدعليهم أذى فرعون وملأه فجعل يصبرهم ويثبتهم كما قال الله سبحانه وتعالى عنه (( يا قوم استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ))
وهذا نبي الله يوسف عليه السلام أحس لأخيه الشقيق ماكان يعانيه من إخوته الباقين لذلك كان أول طلب طلبه من إخوانه بعد أن دخلوا عليه وجهزهم أن قال "أتوني بأخ لكم من ابيكم.."(( فلما جاءوه به ودخل عليه قال له إني أنا أخوك فلاتبتئس بما كانوا يعملون ))
وهذا نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يحس بمعاناة أصحابه جاء في الصحيح أن أبا هريرة جلس في الطريق وقد بلغ به الجوع مبلغا عظيما فمر أبو بكر فسأله عن آية قال ماسألته إلا ليشبعني فلم يفعل وكذلك مر عمر ففعل معه مثل مافعل مع أبي بكر قال فمر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم لي وعرف مافي وجهي ونفسي وقال الحق بي أبا هر… الحديث وفيه أن النبي قال لأبي هريرة أشرب -أي من قدح اللبن -ولم يزل يقول لهٍ ذلك حتى قال أبو هريرة ماأجد له مسلكا. فالشاهد إحساسه صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة الذي كانت نتيجته إطعامه
وهولاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم الذين جسدوا الإحساس بالآخر في حياتهم تجسيدا بليغا عند أن هاجر المهاجرون إلى المدينة أستقبلهم الأنصار بصدور رحبة وأحاسيس جياشة حتى قال سعد ابن الربيع الأنصاري لعبد الرحمن بن عوف إن لي داران خذ واحدا منهما وإن لي زوجتان أطلق إحداهما فتكمل عدتها فتتزوجها فقال له عبدالرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق
فلنتأسى بهولاء الأعلام فنحس ونستشعر لما جرى ويجري لإخواننا لاسيما ونحن أهل اليمن الذين أمتدح النبي صلى الله عليه وسلم قبائل منا لتجسيدهم مبدأ الإحساس بالآخر
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الأشعريين أذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ماعندهم من طعام في إناء واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية فهم مني وأنا منهم)
فياأهل اليمن آن لكم أن تثبتوا للعالم أنكم أهل لتزكيات رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم وذلك بإعمالكم لمبدأ الإحساس بالآخر وما يترتب عليه
فلنحس بمعاناة إخواننا وأخواتنا وأبائنا وأبنائنا في المحافظات المنكوبة
لنحس بحجم الكارثة التي يعاني منها أهل عدن من سفك لدمائهم وانتهاك لأعراضهم وتشريد من البيوت وتخويف وتجويع وتدمير وتخريب
لنحس بمعاناة إخواننا في تعز التي تضرب أحيائها السكنية من قبل الحوثيين صباح مساء بلا هوادة فكم سفكت من دماء وكم شردت من أُُسر
لنحس بمايعانيه أهل لحج مـن ضرب مكثف عليهم وتجويع وتشريد واجتياح كامل للمحافظة وهم مع هذا فقد انتشر فيهم مرض حمى الظنك حتى مات بعض الناس بسبب عدم توفر الجرعة نتيجة للأوضاع
لنحس بما يعانيه إخواننا في أبين ومأرب والضالع
وهكذا بما عاناه ويعانيه إخواننا طلبة العلم الذين هُجّروا من دماج فهم إيضا من المنكوبين علي يدي الرافضة وهم من أعف الناس حيث أنهم لم يمدوا إيديهم إلى أحد لذا ينبغي علينا أن نحس بهم ونستشعر مأساتهم ومعاناتهم
أيها الأحبة إن أحساسنا بمن ذكرنا يكمن في أمور:
1-أنّ من نزح إلينا أعناه بما نستطيع
2-من هو في بلده تواصلنا معه وسألنا عن حاله وعرضنا عليه مانستطيع من المساعدة
3-من كنا نحن وهو في بلد واحدة فليضمد كل واحد منا جرح الآخر وليؤثر كل واحد منا الآخر
ياأهل اليمن يا أرق قلوبا ويا ألين أفئدة ليتفقد كل واحد منكم إخوانه فإن منهم من قال الله عنه يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس إلحافا
ليتفقد كل واحد منكم أرحامه ففي الصحيح مرفوعا (من أحب أن يبسط الله له في رزقه وينسأله في أجله فليصل رحمه)
ليتفقد كل واحد منكم جيرانه ففي الحديث (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع) رواه الطبراني وحسنه الألباني في الصحيحة.
هذه نصيحة وتذكير لي ولمن بلغته رأيت أنّ حاجتها مآسة هذه الإيام
فجردت بناني وكتبتها على عجالة مني قبل صلاة العصر من يوم الأربعاء 2 شعبان 1436ه
والحمد لله رب العالمين
كتبه: أخوكم ومحبكم/ صابر اللحجي