سؤال للشيخ يحيى حفظه الله تعالى
صفات الجيش الذي يخرج من عدن أبين بعيدًا عن التكفيريين(1)
السؤال: يوجد عندنا يا شيخ! جماعة التكفير، يدعون أنهم هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفًا هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، فيقولون: نحن هذا الجيش.
سؤالنا: ما هي أهم صفات هذا الجيش، علمًا بأن الإعلام يحذر منهم؟
الإجابة:
إن ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾; [آل عمران:101]،
ويقول عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾; [آل عمران:103]،
وقال تبارك وتعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾; [آل عمران:104]،
ويقول جل شأنه: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾; [الحج:41]،
ويقول جل ذكره مبينًا ذلك الطريق القويم: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾; [النور:55].
وجاء من حديث معاوية رضي الله عنه وجماعة من الصحابة رضوان الله عليهم أنه عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تزال طائفة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة».
فمن هذه الأدلة التي سبق ذكرها مع حديث معاوية رضي الله عنه تتبين سمات تلك الطائفة، وأولئك الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ابن عباس رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، وإن كانت بعض طرقه قد أعلت في العلل المتناهية لابن الجوزي، وفي الكامل لابن عدي، لكن سند الحديث في مسند أحمد صحيح، والحديث فيه: «هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، والخير يطلق على الاستقامة وعلى السنة وعلى العلم والتعليم، ولا يطلق الخير على الفوضى والجهل والفتن، ففي الصحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكر لهم ذلك الخير، قال: هل بعد هذا الشر من خير؟ قال: «نعم وفيه دخن»، فأبان عليه الصلاة والسلام أن ذلك الخير (فيه دخن) وبين الدخن فيه: «أناس يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»،
فهل من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التسرع في تكفير المسلمين حتى نطبق عليهم حديث ابن عباس؟! فهو القائل عليه الصلاة والسلام: «من قال لأخيه: يا كافر! فإن كان كما قال وإلا حار عليه»(2).
وهكذا البعد عن العلم والتعليم، هل من سمات الطائفة المنصورة إلا أنها منصورة بالحق، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾; [الحديد:16]، فأبان الله في هذه الآية أن القرآن هو الحق،
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: «اكتب، فوالذي نفسي بيده! لا يخرج من هذا اللسان إلا حقًا»،
وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾; [النجم:3-4]،
فالحق القرآن والسنة، والنصر بهما كما تقدم ذكر بعض الأدلة على ذلك،
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾; [غافر:51]. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾; [الحج:40]،
وما أحد نصر دين الله بأكثر من نصره بالعلم والتعليم على بصيرة ونور، أما الجهل فإنه يؤدي بصاحبه إلى الحماقة، ويؤدي بصاحبه إلى الزيغ، وكم ترى من الأدلة في القرآن والسنة في ذم الجهل والجاهلين، حتى جاء في مسند أحمد وفي غيره من حديث أبي واقد الليثي بسند لا بأس به، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مر هو وأصحابه إلى حنين معهم بعض المسلمين الجدد بأناس يعلّقون سيوفهم على شجرة للبركة، قالوا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «الله أكبر! إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قال بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾;»،
وربنا يقول: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾; [الأحقاف:21-23].
فاستبان من هذه الأدلة ضرر الجهل على المسلمين،
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وأصاب أخرى أمسكت الماء فنفع الله بها الناس سقوا منها وزرعوا، وأصاب أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به»،
وأنت لو تأملت في هذا الحديث النبوي العظيم، رأيت مثالًا للجاهلين عجيبًا، فمثله كمثل الأرض المجدبة التي لا تنفع، لا للسكنى ولا للمرعى.
وجماعة الجهاد هداهم الله، لا ترفع رأسًا للعلم، وعلاقتهم أصيلة الإخوان المسلمين الذين عمدتهم الطيش، وعدم الرجوع إلى الأدلة وعدم الرجوع إلى أهل العلم، فما يصدق حديث ابن عباس إلا على السلف الصالح، وعلى أهل الكتاب والسنة، وعلى أهل العلم والتعليم الجادين في ذلك لا على الجاهلين.
وانظروا إلى الحديث بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، مع حديث: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» كذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه، الخيرية، وكذا حديث: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) إسبال المنن على أسئلة عدن أبين، بتاريخ: الأربعاء 28 شعبان 1422ه.. دماج - دار الحديث.
(2) رواه البخاري رقم (3508)، ومسلم رقم (61).
صفات الجيش الذي يخرج من عدن أبين بعيدًا عن التكفيريين(1)
السؤال: يوجد عندنا يا شيخ! جماعة التكفير، يدعون أنهم هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفًا هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، فيقولون: نحن هذا الجيش.
سؤالنا: ما هي أهم صفات هذا الجيش، علمًا بأن الإعلام يحذر منهم؟
الإجابة:
إن ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾; [آل عمران:101]،
ويقول عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾; [آل عمران:103]،
وقال تبارك وتعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾; [آل عمران:104]،
ويقول جل شأنه: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾; [الحج:41]،
ويقول جل ذكره مبينًا ذلك الطريق القويم: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾; [النور:55].
وجاء من حديث معاوية رضي الله عنه وجماعة من الصحابة رضوان الله عليهم أنه عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تزال طائفة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة».
فمن هذه الأدلة التي سبق ذكرها مع حديث معاوية رضي الله عنه تتبين سمات تلك الطائفة، وأولئك الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ابن عباس رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، وإن كانت بعض طرقه قد أعلت في العلل المتناهية لابن الجوزي، وفي الكامل لابن عدي، لكن سند الحديث في مسند أحمد صحيح، والحديث فيه: «هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، والخير يطلق على الاستقامة وعلى السنة وعلى العلم والتعليم، ولا يطلق الخير على الفوضى والجهل والفتن، ففي الصحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكر لهم ذلك الخير، قال: هل بعد هذا الشر من خير؟ قال: «نعم وفيه دخن»، فأبان عليه الصلاة والسلام أن ذلك الخير (فيه دخن) وبين الدخن فيه: «أناس يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»،
فهل من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التسرع في تكفير المسلمين حتى نطبق عليهم حديث ابن عباس؟! فهو القائل عليه الصلاة والسلام: «من قال لأخيه: يا كافر! فإن كان كما قال وإلا حار عليه»(2).
وهكذا البعد عن العلم والتعليم، هل من سمات الطائفة المنصورة إلا أنها منصورة بالحق، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾; [الحديد:16]، فأبان الله في هذه الآية أن القرآن هو الحق،
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: «اكتب، فوالذي نفسي بيده! لا يخرج من هذا اللسان إلا حقًا»،
وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾; [النجم:3-4]،
فالحق القرآن والسنة، والنصر بهما كما تقدم ذكر بعض الأدلة على ذلك،
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾; [غافر:51]. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾; [الحج:40]،
وما أحد نصر دين الله بأكثر من نصره بالعلم والتعليم على بصيرة ونور، أما الجهل فإنه يؤدي بصاحبه إلى الحماقة، ويؤدي بصاحبه إلى الزيغ، وكم ترى من الأدلة في القرآن والسنة في ذم الجهل والجاهلين، حتى جاء في مسند أحمد وفي غيره من حديث أبي واقد الليثي بسند لا بأس به، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مر هو وأصحابه إلى حنين معهم بعض المسلمين الجدد بأناس يعلّقون سيوفهم على شجرة للبركة، قالوا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «الله أكبر! إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قال بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾;»،
وربنا يقول: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾; [الأحقاف:21-23].
فاستبان من هذه الأدلة ضرر الجهل على المسلمين،
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وأصاب أخرى أمسكت الماء فنفع الله بها الناس سقوا منها وزرعوا، وأصاب أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به»،
وأنت لو تأملت في هذا الحديث النبوي العظيم، رأيت مثالًا للجاهلين عجيبًا، فمثله كمثل الأرض المجدبة التي لا تنفع، لا للسكنى ولا للمرعى.
وجماعة الجهاد هداهم الله، لا ترفع رأسًا للعلم، وعلاقتهم أصيلة الإخوان المسلمين الذين عمدتهم الطيش، وعدم الرجوع إلى الأدلة وعدم الرجوع إلى أهل العلم، فما يصدق حديث ابن عباس إلا على السلف الصالح، وعلى أهل الكتاب والسنة، وعلى أهل العلم والتعليم الجادين في ذلك لا على الجاهلين.
وانظروا إلى الحديث بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هم خير من بيني وبينهم من الأقيال»، مع حديث: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» كذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه، الخيرية، وكذا حديث: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه.
*/حاشية/ـــــــــــــــــــــ
(1) إسبال المنن على أسئلة عدن أبين، بتاريخ: الأربعاء 28 شعبان 1422ه.. دماج - دار الحديث.
(2) رواه البخاري رقم (3508)، ومسلم رقم (61).
تعليق