إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حرمة الجدال والمحاماة والمدافعة عن الخائنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرمة الجدال والمحاماة والمدافعة عن الخائنين

    حرمة الجدال والمحاماة عن الخائنين
    وهم الكفار وأهل البدع وأهل الفسق والفجور

    *****

    الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
    إن الذين يتخذون أساليب الحيل والخداع من المدافعين المحامين عن الخائنين والمنحرفين والبغاة الظالمين، طريقاً لصرف الناس عن جهة الحق وموطن العدل إنهم غششة للدين وللمسلمين، ولعل آذانهم تصغي إلى هذه التحذيرات الشديدة، التي تضعهم في صفوف الخائنين الآثمين {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}إلى هؤلاء الذين يتجندون ويجندون الكتاب والإعلاميين والخطباء لإدانة البرءاء سبيلاً إلى نصرة شيخ أو حزب أو جمعية أو لأجل كفالة ونفقة وهذا والله كسب خبيث، يحصلون عليه من الدفاع والمحاورة بالباطل ليخفوا به الحق ، أقول لهم لا تغفلوا عن العقوبة هنا, فربنا يقول: {إنّ الله لا يحب من كان خواناً أثيماً} وأحذرهم بقول النبي صل الله عليه واله وسلم

    " من أعان على خصومة بظلم ، أو يعين على ظلم ، لم يزل في سخط الله حتى ينزع " .
    (صحيح) [هـ ك] عن ابن عمر. الإرواء 2318، الصحيحة 438.


    قال تعالى:
    (( ولا تكن للخائنين خصيما ))
    اي ظهيرا ومعينا.
    وقال تعالى:
    {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ}
    وقال تعالى:
    {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ }

    وقال تعالى: {فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ }
    وقال تعالى:
    (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار))
    سورة هود.
    وقال تعالى:
    (( وما كنت متخذ المضلين عَضدا ))
    سورة الكهف.

    وقال تعالى:
    (( قال ومن ذريتي، قال لا ينال عهدي الظالمين ))
    سورة البقرة..

    ****

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهُ الله في قوله
    :

    {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ}

    أنه لا يجوز الجدال عن الخائن،
    ولا يجوز للإنسان أن يجادل عن نفسه إذا كانت خائنة؛
    لها فى السر أهواء وأفعال باطنة تخفى على الناس، فلا يجوز المجادلة عنها، قال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وقال تعالى:{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}
    ، وقال تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}
    وقد قال تعالى" {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ، فإنه يعتذر عن نفسه بأعذار ويجادل عنها،وهو يبصرها بخلاف ذلك وقال تعالى:{كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} وقال تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
    وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم "أبْغَضُ الرجال إلى الله الألَدُّ الخَصِمُ"،صحيح البخاري فهو يجادل عن نفسه بالباطل، وفيه لدد.أي: ميل واعوجاج عن الحق،
    وهذا على نوعين:
    أحدهما: أن تكون مجادلته وذبه عن نفسه مع الناس،
    والثانى: فيما بينه وبين ربه، بحيث يقيم أعذار نفسه ويظنها محقة وقصدها حسناً، وهي خائنة ظالمة، لها أهواء خفية قد كتمتها حتى لا يعرف بها الرجل حتى يرى وينظر،
    قال شداد بن أوس: إن أخوف ما أخاف عليكم الشهوة الخفية،
    قال أبو داود: هى حب الرياسة.
    وهذا من شأن النفس، حتى إنه يوم القيامة يريد أن يدفع عن نفسه ويجادل الله بالباطل،قال تعالى:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَالله أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} وقال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَالله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}
    .
    وقد جاءت الأحاديث بأن الإنسان يجحد أعماله يوم القيامة، حتى يشهد عليه سمعه وبصره وجوارحه، وقال تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ الله لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ}[فصلت: 22].
    ومن عادة المنافقين المجادلة عن أنفسهم بالكذب والأيمان الفاجرة، وصفهم الله بذلك فى غير موضع.
    وفى قصة تبوك لما رجع النبى صلى الله عليه وسلم، وجاء المنافقون يعتذرون إليه، فجعل يقبل علانيتهم، ويَكِل سرائرهم إلى الله، فلما جاء كعب قال: والله يا رسول الله لو قعدت بين يدي ملك من ملوك الأرض لقدرت أن أخرج من سخطه؛ إنى أوتيت جدلاً، ولكن أخاف إن حدثتك حديث كـذب ترضى به عنى ليوشكن الله أن يسخطك علىّ، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِد
    [أى: تغضب.انظر: المصباح المنير، مادة: وجد]
    علىّ فيه إنى لأرجو فيه عفو الله.
    لا والله ما كان لي من عذر، والله مـا كنت أقوى قـط ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال النبى صلى الله عليه وسلم "أما هذا فقد صدق" يعني: والباقي يكذبون ثم إنه هجره مدة، ثم تاب الله عليه ببركة صدقه.فالاعتذار عن النفس بالباطل والجدال عنها لا يجوز، بل إن أذنب سراً بينه و بين الله اعترف لربه بذنبه، وخضع له بقلبه، وسأله مغفرته وتاب إليه؛ فإنه غفور رحيم تواب، وإن كانت السيئة ظاهرة تاب ظاهرًا،
    وإن أظهر جميلاً وأبطن قبيحاً تاب فى الباطن من القبيح،
    فمن أساء سراً أحسن سراً، ومن أساء علانية أحسن علانية فإن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين.
    المصدر:
    مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الرابع عشر.
    =========

    وقال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى:
    {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً}
    :
    (أي : لأجل الخائنين خصيما : أي مخاصما عنهم مجادلا للمحقين بسببهم وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق ) فتح القدير..

    وقال العلامة السعدي -رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى:
    {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً}
    :
    (أي: لا تخاصم عن من عرفت خيانته، من مدّعٍ ما ليس له، أو منكرٍ حقا عليه، سواء علم ذلك أو ظنه. ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل، والنيابة عن المبطل في الخصومات الدينية والحقوق الدنيوية.) تفسير السعدي.

    ويقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)
    ففي الآية ينهانا الله عز وجل أن نجادلَ عن الخائنين، تعلمُ أن إنساناً خانَ أو ظلمَ أو أجرم أو انحرف ثم تحاول تبرئه، وتزينُ فعله، وتردُّ عنه، وتحاولُ أن تقنعَ الناس بأن باطَله حق، وانحرافَه استقامة، وخبثَ نفسِه وسوءَ عملِه حق وصواب وخير، ينهاك الله عن ذلك، أياً كان ذلك الخائن، وفي أي موقع كان، ومهما ظننت أنك ستجد من مصلحةٍ من ورائه، فإن مصلحةَ الوقوف مع الحق أعظمُ من كل مصلحة، ورذيلةَ الوقوف مع الباطلِ وتزيينه لا تساويها خسارة ولا مفسدة، ثم بيّن حقيقةَ الأمر وقبح تصرف هؤلاء وحمقهم، حيث أنهم إذا استطاعوا أن يستخفُوا من الناس، فيزيفوا الحقائق عليهم، ويظهروا أنهم لم يقترفوا إثماً، ولم يتآمروا على أحد، أنهم بذلك ينجون ويصبحون أولياء لله.
    نعم قد تتزيف الحقائقُ على الناس ولكنها لا تتزيف على الله، وسوف يفضحهم يوم القيامة على رؤؤس الأشهاد.
    كذلك يخاطبُ الله أولئك المجادلين بالباطل عن أهل الباطل، عن الخائنين والظالمين والمعتدين، بأي صورةٍ من الجدال، سواءً بكلمات مسجلة أو بمقالة في صحيفة، أو ببرنامج وتحليل في تلفاز، أو حديث في مجلس.
    يخاطبهم ربهم العالمين فيقول:﴿ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ استطعتم أن تخدعوا ضعافَ العقول، وأن تقلبوا الحقائق على الجهال، فصدقوكم واقتنعوا بأن الباطل حق، والمجرم هو المصلح، والمبتدع هو السُني والحزبي هو الجماعة فمَن يجادل الله عنهم يوم القيامة إذا جاءوا وقد كُتبت جميعُ أعمالِهم وألفاظِهم وتصرفاتهم وغدراتهم وفَجَراتِهم؟؟
    مَن الذي يجادل الله عنهم؟ أتاتون أنتم هناك وتجادلون الله تعالى؟ إذاً فلمَ التعب لم يعرض الإنسان نفسه للوم والإثم، ويكون خصماً للحق ومؤيداً للباطل.
    ===========

    {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ }
    قال أبن كثير : أي بما جعلت لي من الجاه والعز والنعمة { فلن أكون ظهيرا} أي معيناً { للمجرمين} أي الكافرين بك، المخالفين لأمرك.
    قال القرطبى فيه مسألتان:
    الأولى: قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} أي من المعرفة والحكم والتوحيد او من الهداية {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} أي عونًا للكافرين الثانيه.

    وقال عطاء بن رباح من اجل التابعين قدرا رحمه الله : فلا يحل لأحد أن يعين ظالما ولا يكتب له ولا يصحبه ، وأنه إن فعل شيئا من ذلك فقد صار معينا للظالمين وقد اورد رحمه الله اثار ضعفها اهل الحديث فى عقوبة معاونة الظلمه لكن معناها صحيح . وكل من اعان الظلمة ارتكب ما نهي الله تعالى عنه في قوله سبحانه وتعالى " ولا تعاونوا على الإثم والعدوان . ( انتهى مختصرا)


    وقال الزمخشرى : رب أعصمني بحق ما أنعمت علي من المغفرة فلن أكون إن عصمتني ظهيرا للمجرمين وأراد بمظاهرة المجرمين إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته، وتكثير سواده، ؛ وإما بمظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم، كمظاهرة الإسرائيلي المؤدية إلي القتل الذي لم يحل له قتله (مختصرا- من خلال القرطبى
    )

    أقوال بعض السلف:
    قال عطاء ( تابعى جليل رحمه الله ) : فلا يحل لأحد أن يعين ظالما ولا يكتب له ولا يصحبه ، وأنه إن فعل شيئا من ذلك فقد صار معينا له

    قال الطاهر بن عاشور: وقد جعل جمهور من السلف هذه الآية حجة على منع إعانة أهل الجور في شيء من أمورهم.

    الخلاصة:
    يا اهل السنة والعلم الشرعي وطلابه يا من انعم الله عليكم باعظم نعمه بعد الاسلام - علم القرآن والسنه والفقه فى الدين وجنبكم مسالك الضالين والمنحرفين ألا تكونوا ظهيرا للمجرمين بالسكوت على أعمالهم او تبريرها أو المحاماة عنهم وستر مثالبهم وتكذيب الصادقين لأجل المجرمين.
    فالمسلم لا يجوز له الدفاع عن الباطل : فعن أنس ، أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال له رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً ، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال تحجزه ، أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره)
    رواه البخار
    ي .
    والله من وراء القصد وهو الهادى الى سواء السبيل ونسال الله الاخلاص
    وَاللهُ أَعْلَمُ. وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّد

    كتبه: أبو الخطاب
    فؤاد بن علي السنحاني

    المحويت ....اليمن

    الأربعاء, 14 جمادي الأول 1436 هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الخطاب فؤاد السنحاني; الساعة 05-03-2015, 03:17 PM.
يعمل...
X