إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ الشرك وخطره ] موضوع متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ الشرك وخطره ] موضوع متجدد

    [ الشرك وخطره ]


    إنَّ الحَمدَ للهِ نحمَدهُ ونَسْتعِينهُ ونَسْتغفِرهُ ونَعُوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنْفُسِنَا ومِن سَيِّئاتِ أعْمَالنَا ، منْ يَهْدهِ اللهُ فَلَا مُضلَّ لَهُ ومنْ يُضلِلْ فلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهدُ أنْ لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريْكَ لَهُ ، وأشْهدُ أنَّ مُحمَّداً عَبدهُ ورسُولهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران :102].
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1].
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب : 70 ،71 ].
    أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وعلى آلهِ وسلَّم وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ .

    ثم أما:- فلا يوجد معصية ولا ذنب ولا فساد ولا شر أشر وأقبح وأعظم وأكبر من الشرك الأكبر ولهذا ألقيت هذه المحاضر في مسحد السلام بمدينة هرجسا من بلاد الصومال من أجل الحذر والتحذير من الشرك الجمعة الموافق [٢٣/ ذي الحجة ١٤٣٥هـ ] ثم زدت عليها بعضا ما يحتاج إليه أسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم والمستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .تعريف الشرك: في اللغة المشاركة والمصاحبة وخلاف الانفاد .
    وفي الشرع: دعوة غير الله معه أو صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج والخوف والتوكل والرجاء والدعاء والذبح والحلف والاستغاثة والخشوع والخضوع والاستعاذة والاستعانة والمحبة .
    تحريم الشرك .


    الآيات في التحذير من الشرك كثيرة ومعروفة إنما نذكر طرفاً منها:
    قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف : 33] .
    في هذه الكريمة تحريم الشرك والنهي عنه سواء كان صغيراً أو كبيراً .

    قال العلامة السعدي رحمه الله:﴿ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ أي: حجة، بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد. والشركُ هو أن يشرك مع اللّه في عبادته أحد من الخلق، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير اللّه، ونحو ذلك ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه، فكل هذه قد حرمها اللّه، ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة، ولما فيها من الظلم والتجري على اللّه، والاستطالة على عباد اللّه، وتغيير دين اللّه وشرعه اهـ.
    وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾[لقمان : 13].
    في هذه الآية الكريمة أن الشرك محرم وأنه أظلم الظلم وأغظمه وأشده وأشره .


  • #2
    وقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء : 36].
    فيها وجوب التوحيد وتحريم الشرك من جميع أنواعه وأشكاله وصور ووسائله الموصلة إليه .
    قال الشيخ العلامة ناصر السعدي رحمه الله: يأمر تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، وهو الدخول تحت رق عبوديته، والانقياد لأوامره ونواهيه، محبة وذلا وإخلاصا له، في جميع العبادات الظاهرة والباطنة وينهى عن الشرك به شيئا لا شركا أصغر ولا أكبر، لا ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا غيرهم من المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بل الواجب المتعين إخلاص العبادة لمن له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وله التدبير الكامل الذي لا يشركه ولا يعينه عليه أحد اهـ.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم أحسن الله إليك وبارك فيك

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة تابتي جيلالي مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم أحسن الله إليك وبارك فيك
        آمين وأنت جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك

        تعليق


        • #5
          وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 22] .
          الأنداد جمع ند وهو: الشريك والنظير والمثيل والعديل .
          قال السعدي رحمه الله: ﴿ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ﴾أي: نظراء وأشباها من المخلوقين، فتعبدونهم كما تعبدون الله، وتحبونهم كما تحبون الله، وهم مثلكم، مخلوقون، مرزوقون مدبرون، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، ﴿ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ أن الله ليس له شريك، ولا نظير، لا في الخلق، والرزق، والتدبير، ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب، وأسفه السفه اهـ.

          وقال تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [الأنعام : 151].
          فيها تحريم الشرك من جميع أنواعه .
          قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ﴿ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ وكأن في الكلام محذوفًا دل عليه السياق، وتقديره: وأوصاكم ﴿ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ ؛ ولهذا قال في آخر الآية: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ اهـ.
          وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله:في أضواء البيان الظاهر في قوله :﴿ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ﴾، أنه مضمن معنى ما وصاكم به فعلاً ، أو تركا . لأن كلا من ترك الواجب ، وفعل الحرام حرام ، فالمعنى وصاكم ألا تشركوا ، وأن تحسنوا بالوالدين إحساناً وقد بين تعالى أن هذا هو المراد بقوله : ﴿ ذلكم وَصَّاكُمْ بِهِ ﴾[ الأنعام : 151 ] الآية .
          وقال العلامة السعدي رحمه الله: ﴿ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ أي: لا قليلا ولا كثيرا وحقيقة الشرك بالله: أن يعبد المخلوق كما يعبد الله، أو يعظم كما يعظم الله، أويصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية، وإذا ترك العبد الشرك كله صار موحدا، مخلصا لله في جميع أحواله، فهذا حق الله على عباده، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا اهـ.

          تعليق


          • #6
            قال تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[يونس : 106].
            فيها تحريم الشرك سواء كان صغيراً أو كبيراً .
            قال العلامة السعدي رحمه الله:وهذا وصف لكل مخلوق، أنه لا ينفع ولا يضر، وإنما النافع الضار، هو الله تعالى ﴿ فَإِنْ فَعَلْتَ ﴾ بأن دعوت من دون الله، ما لا ينفعك ولا يضرك ﴿ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ أي: الضارين أنفسهم بإهلاكها، وهذا الظلم هو الشرك كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ فإذا كان خير الخلق، لو دعا مع الله غيره، لكان من الظالمين المشركين فكيف بغيره؟!! اهـ.

            تعليق


            • #7
              وقال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (*) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا ﴾ [الإسراء : 22 ، 23].
              فيها دليل على وجوب توحيد الله وتحريم الشرك وخطره وأن المشرك مذموم مخذول قبيح .

              قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: والمراد المكلفون من الأمة، لا تجعل أيها المكلف في عبادتك ربك له شريكًا ﴿ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا ﴾ على إشراكك ﴿ مَخْذُولا ﴾ لأن الرب تعالى لا ينصرك، بل يكلك إلى الذي عبدت معه، وهو لا يملك لك ضرًا ولا نفعًا؛ لأن مالك الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له اهـ.

              تعليق


              • #8
                وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾ [الإسراء : 39].
                فيها تحريم الشرك وأنه سبب عذاب جهنم والعياذ بالله وأنه سبب اللوم والدحر والمهانة والذل .
                قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: مُبْعَدا مقصيا في النار، ولكن أخلص العبادة لله الواحد القهَّار، فتنجو من عذابه اهـ .
                وقال العلامة السعدي رحمه الله: أي: خالدا مخلدا فإنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ﴿ مَلُومًا مَدْحُورًا ﴾ أي: قد لحقتك اللائمة واللعنة والذم من الله وملائكته والناس أجمعين اهـ.

                تعليق


                • #9
                  وقال تعالى: ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [النحل : 51].
                  في هذه الآية الكريمة تحريم الشرك لأنه هو المعبود بحق وحده لا شريك .
                  قال الشيخ العلامة السعدي رحمه الله:﴿ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ أي: تجعلون له شريكا في إلهيته، وهو ﴿ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ متوحد في الأوصاف العظيمة متفرد بالأفعال كلها فكما أنه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله، فلتوحِّدوه في عبادته، ولهذا قال: ﴿ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ أي: خافوني وامتثلوا أمري، واجتنبوا نهيي من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات، فإنها كلها لله تعالى مملوكة اهـ.

                  تعليق


                  • #10
                    وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف : 110].
                    الشاهد من الآية تحريم الشرك وأنه منهي في عبادة الله تعالى .
                    قال السعدي رحمه الله: ﴿ وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ أي: لا يرائي بعمله بل يعمله خالصا لوجه الله تعالى، فهذا الذي جمع بين الإخلاص والمتابعة، هو الذي ينال ما يرجو ويطلب، وأما من عدا ذلك، فإنه خاسر في دنياه وأخراه، وقد فاته القرب من مولاه، ونيل رضاه اهـ.

                    تعليق


                    • #11
                      قال تعالى: ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾ [الشعراء : 213].
                      في هذه الكريمة تحريم الشرك وأنه سبب للعذاب والعقاب .

                      وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص : 88].


                      وقال تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف : 40].


                      وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات : 51].
                      الشاهد من هذه الآيات الكريمات تحريم الشرك الأكبر والأصغر .

                      تعليق


                      • #12
                        وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام : 82].
                        ﴿ بِظُلْمٍ ﴾ أي بشرك وفيها دليل على تحريم الشرك الأصغر والأكبر .

                        قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أي: هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك، له، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة اهـ.

                        تعليق


                        • #13
                          وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ لَمَّا نَزَلَتِ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ « لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ ﴿ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ بِشِرْكٍ ، أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لاِبْنِهِ ﴿ يَا بُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ .
                          متفق عليه .

                          وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ » قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ قَالَ « الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ » .
                          متفق عليه .

                          وعَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ رِدْفَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ ، فَقَالَ « يَا مُعَاذُ ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ » قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ « فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا » فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ « لاَ تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا » .
                          متفق عليه .

                          وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
                          رواه مسلم .

                          تعليق


                          • #14
                            فصل الشرك أعظم السيئات
                            قال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة : 81].
                            قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقال أبو هريرة، وأبو وائل، وعطاء، والحسن:
                            ﴿ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ قالوا: أحاط به شركه اهـ. وقال السعدي رحمه الله: ﴿ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ﴾ وهو نكرة في سياق الشرط، فيعم الشرك فما دونه، والمراد به هنا الشرك، بدليل قوله: ﴿ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ أي: أحاطت بعاملها، فلم تدع له منفذا، وهذا لا يكون إلا الشرك، فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته ﴿ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية، وهي حجة عليهم كما ترى، فإنها ظاهرة في الشرك، وهكذا كل مبطل يحتج بآية، أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه اهـ.

                            وقال تعالى: وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل : 90].

                            قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ ﴾ أي بالشرك قاله ابن عباس والنخعي وأبو هريرة ومجاهد وقيس بن سعد والحسن وهو إجماع من أهل التأويل في أن الحسنة لا إله إلا الله وأن السئة الشرك في هذه الآية اهـ.

                            تعليق


                            • #15
                              فصل الشرك أعظم ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
                              قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ﴾ [النساء، الآية: 48].
                              قال العلامة السعدي رحمه الله:أي افترى جرما كبيرا وأي ظلم أعظم ممن سوى المخلوق من تراب الناقص من جميع الوجوه الفقير بذاته من كل وجه الذي لا يملك لنفسه فضلا عمن عبده نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا بالخالق لكل شيء الكامل من جميع الوجوه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع الذي ما من نعمة بالمخلوقين إلا فمنه تعالى فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ اهـ .
                              وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان، الآية:13].
                              قال السعدي رحمه الله: ووجه كونه عظيما، أنه لا أفظع وأبشع ممن سَوَّى المخلوق من تراب، بمالك الرقاب، وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئا، بمن له الأمر كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه، بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم، ودنياهم وأخراهم، وقلوبهم، وأبدانهم، إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو، فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟؟! وهل أعظم ظلما ممن خلقه اللّه لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه الشريفة، فجعلها في أخس المراتب جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئا، فظلم نفسه ظلما كبيرا اهـ.

                              عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهْوَ خَلَقَكَ » .

                              متفق عليه .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X