إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حــديث يجـب أن نفهم معـناه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حــديث يجـب أن نفهم معـناه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
    من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
    ] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
    ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
    ] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً]
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
    إننا نسمع كثيرمن الناس يتلفضون بكلمات دون فهم معناها ومن هذه الكلمات
    1 ــ الدين يسر
    2 ــ االإيمان في القلب
    3 ــ الله غفور رحيم
    4 ــ أنتم متشددون
    وهناك الكثير من الكـــلام لكن أحببنا أن نقف مع هذه الكلمات ونبين معنها ونسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين . هنا سأذكر الموضوع رقم واحد وهو ((الدين يسر ))وسأذكر ماتبقى من المواضيع في رسائل أخرى إن شاء الله ، ثبت في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
    ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) البخاري (39) ومسلم (2816)
    قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
    " ما أعظم هذا الحديث وأجمعه للخير والوصايا النافعة والأصول الجامعة ، فقد أسّس صلّى الله عليه وسلم في أوله هذا الأصل الكبير ، فقال: ( إن الدين يسر ) أي : ميسر مسهل في عقائده وأخلاقه وأعماله ، وفي أفعاله وتُروكه :
    فإن عقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشره : هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب ، وتوصِّل مقتديها إلى أجلِّ غاية وأفضل مطلوب .
    وأخلاقه وأعماله أكمل الأخلاق وأصلح الأعمال ، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة ، وبفواتها يفوت الصلاح كله ، وهي كلها ميسرة مسهلة ، كل مكلف يرى نفسه قادراً عليها لا تشق عليه ولا تكلفه .
    عقائده صحيحة بسيطة ، تقبلها العقول السليمة ، والفطر المستقيمة .
    وفرائضه أسهل شيء :
    أما الصلوات الخمس : فإنها تتكرر كل يوم وليلة خمس مرات في أوقات مناسبة لها ، وتمم اللطيف الخبير سهولتها بإيجاب الجماعة والاجتماع لها ؛ فإن الاجتماع في العبادات من المنشطات والمسهلات لها ، ورتب عليها من خير الدين وصلاح الإيمان وثواب الله العاجل والآجل ما يوجب للمؤمن أن يستحليها ، ويحمد الله على فرضه لها على العباد ؛ إذ لا غنى لهم عنها .
    وأما الزكاة : فإنها لا تجب على فقير ليس عنده نصاب زكوي ، وإنما تجب على الأغنياء تتميماً لدينهم وإسلامهم ، وتنمية لأموالهم وأخلاقهم ، ودفعاً للآفات عنهم وعن أموالهم ، وتطهيراً لهم من السيئات ، ومواساة لمحاويجهم ، وقياماً لمصالحهم الكلية ، وهي مع ذلك جزءٌ يسير جداً بالنسبة إلى ما أعطاهم الله من المال والرزق .
    وأما الصيام : فإن المفروض شهر واحد من كل عام ، يجتمع فيه المسلمون كلهم ، فيتركون فيه شهواتهم الأصلية - من طعام وشراب ونكاح - في النهار , ويعوضهم الله على ذلك من فضله وإحسانه تتميم دينهم وإيمانهم ، وزيادة كمالهم ، وأجره العظيم ، وبره العميم ، وغير ذلك مما رتبه على الصيام من الخير الكثير ، ويكون سبباً لحصول التقوى التي ترجع إلى فعل الخيرات كلها ، وترك المنكرات .
    وأما الحج : فإن الله لم يفرضه إلا على المستطيع ، وفي العمر مرة واحدة ، وفيه من المنافع الكثيرة الدينية والدنيوية ما لا يمكن تعداده ، قال تعالى: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) الحجّ/28, أي: دينية ودنيوية.
    ثم بعد ذلك بقية شرائع الإسلام التي هي في غاية السهولة الراجعة لأداء حق الله وحق عباده . فهي في نفسها ميسرة ، قال تعالى : ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/185، ومع ذلك إذا عرض للعبد عارض مرض أو سفر أو غيرهما ، رتب على ذلك من التخفيفات ، وسقوط بعض الواجبات ، أو صفاتها وهيئتها ما هو معروف إذا نظر العبد إلى الأعمال الموظفة على العباد في اليوم والليلة المتنوعة من فرض ونفل ، وصلاة وصيام وصدقة وغيرها ، وأراد أن يقتدي فيها بأكمل الخلق وإمامهم محمد صلّى الله عليه وسلم ، رأى ذلك غير شاق عليه ، ولا مانع له عن مصالح دنياه ، بل يتمكن معه من أداء الحقوق كلها : حقّ الله ، وحقّ النفس ، وحقّ الأهل والأصحاب ، وحقّ كلّ من له حقّ على الإنسان برفق وسهولة .
    وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا بما علَّمه للأمة وأرشدهم إليه ، بل غلا وأوغل في العبادات : فإن الدين يغلبه ، وآخر أمره العجز والانقطاع ، ولهذا قال : ( ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه )
    فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو ولم يقتصد : غلبه الدين ، واستحسر ، ورجع القهقرى . أمر صلّى الله عليه وسلم بالقصد ، وحثّ عليه فقال : ( والقصد القصد تبلغوا )
    ثم وصى صلّى الله عليه وسلم بالتسديد والمقاربة، وتقوية النفوس بالبشارة بالخير، وعدم اليأس.
    فالتسديد: أن يقول الإنسان القول السديد ، ويعمل العمل السديد ، ويسلك الطريق الرشيد ، وهو الإصابة في أقواله وأفعاله من كل وجه ، فإن لم يدرك السداد من كل وجه فليتق الله ما استطاع ، وليقارب الغرض ، فمن لم يدرك الصواب كله فليكتف بالمقاربة ، ومن عجز عن العمل كله فليعمل منه ما يستطيعه .
    ويؤخذ من هذا أصل نافع دلّ عليه أيضاً قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16, وقوله صلّى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم ) والمسائل المبنية على هذا الأصل لا تنحصر .
    وفي حديث آخر : ( يسِّروا ، ولا تعسروا ، وبَشِّروا ، ولا تنفروا ) .
    ثم ختم الحديث بوصية خفيفة على النفوس ، وهي في غاية النفع فقال : ( واستعينوا بالغدوة والروحة ، وشيء من الدُّلجة ) الأوقات الثلاثة كما أنها السبب الوحيد لقطع المسافات القريبة والبعيدة في الأسفار الحسِّية ، مع راحة المسافر ، وراحة راحلته ، ووصوله براحة وسهولة ، فهي السبب الوحيد لقطع السفر الأخروي ، وسلوك الصراط المستقيم ، والسير إلى الله سيراً جميلاً ، فمتى أخذ العامل نفسه ، وشغلها بالخير والأعمال الصالحة المناسبة لوقته - أوّل نهاره وآخر نهاره وشيئاً من ليله ، وخصوصاً آخر الليل - حصل له من الخير ومن الباقيات الصالحات أكمل حظ وأوفر نصيب ، ونال السعادة والفوز والفلاح وتم له النجاح في راحة وطمأنينة ، مع حصول مقاصده الدنيوية ، وأغراضه النفسية .
    وهذا من أكبر الأدلة على رحمة الله بعباده بهذا الدين الذي هو مادة السعادة الأبدية ؛ إذ نصبه لعباده ، وأوضحه على ألسنة رسله ، وجعله ميسراً مسهلاً ، وأعان عليه من كل وجه ، ولطف بالعاملين ، وحفظهم من القواطع والعوائق .
    فعلمت بهذا : أنه يؤخذ من هذا الحديث العظيم عدة قواعد :
    القاعدة الأولى : التيسير الشامل للشريعة على وجه العموم .
    القاعدة الثانية : المشقة تجلب التيسير وقت حصولها .
    القاعدة الثالثة : إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم.
    القاعدة الرابعة : تنشيط أهل الأعمال ، وتبشيرهم بالخير والثواب المرتب على الأعمال . .
    القاعدة الخامسة : الوصية الجامعة في كيفية السير والسلوك إلى الله ، التي تغني عن كل شيء ولا يغني عنها شيء .
    فصلوات الله وسلامه على من أوتي جوامع الكلم ونوافعها " انتهى.
    " بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار " (ص/77-80)
    وسؤل الشيخ إبن العثيمين رحمه الله

    س : بعض الناس يفعلون المخالفات ويقولون إن الدين يسر والمهم ألا تشرك فما توجيهكم ؟
    ج: هذا القول خطأ نقول له إذا لم تقم بالدين فأين الدين الذي تقول عنه إن الدين يسر و معنى الدين يسر انه ما جعله الله دينا للعباد ليس فيه مشقة الصلاة ما فيها مشقة الوضوء ما فيه مشقة الغسل ما فيه مشقة و إذا كانت فيه مشقة فأنت تكون في مرتبة أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمران إبن حصين صلي قائما فإذ لم تستطع فقاعدا فإذ لم تستطع فعلى جنب فهذا الذين نقول إن الدين يسر
    و أما أن يترك بعض الواجبات أو ينتهك بعض المحرمات ثم يقول إن الدين يسر فهذا خطأ فإن ما فعله ليس بدين أصلا .أنتهى
    وما اكثر من يفهم هذا الحديث بغير مفهومه الصحيح هروبا من الحق واتباعا للهوى وما ذلك التفسيرات الا من تلبيس ابليس الذي زين لهم ظنونهم واعمالهم يتحججوا بأن الدين يسر لم يكملوا الحديث فبقية الحديث ( فسددوا وقاربوا) و إختاروا بعض الحديث ممن قاموا بتفسيره خطأ و حسب أهوائهم فضلوا و أضلوا يفعلوا المحرمات و ينتهكوا حدود الله و و يتحججوا بأن الدين يسر لا والله ما أصابوا .

    اسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    والحمد لله رب العالمين
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله زياد المليكي; الساعة 07-12-2014, 08:58 PM.

  • #2
    ((الإيمـان بالـقلــب )) بعض الناس إذا أنكرت عليه في معصية من المعاصي يقول : الإيمان بالقلب هذه كلمة حق أريد بها باطل ، فإذا قال : الإيمان في القلب نقول : والكفر في القلب - أيضًا - ، والنفاق في القلب ، فإذا وجد الإيمان في القلب انبعثت الجوارح على العمل ، والواجب على الإنسان أن لا يقول هذا بل يقول : جزاك الله خيرًا ، وأنا إن شاء الله سوف أعمل ويقبل الحق ولا يعارض ويقول : الإيمان بالقلب ، وفي الحديث : ( إن في الجسد مضغة فإذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ) .في الصحيحين من حديث النعمان ابن بشير ـــ رضي الله عنه ـــ
    فإذا وقر الإيمان في القلب انبعثت الجوارح على العمل ، والمعصية دليل على ضعف الإيمان في القلب فإذا ضعف الإيمان في القلب جاءت المعاصي ، وإذا قوي الإيمان وقوي الإخلاص وقوي الصدق في القلب أحرق الشبهات والشهوات جميعًا . وسئل فضيلة الشيخ ابن باز ــ عليه رحمة الله ـ الإيمان بالقلب يكفي ليكون الإنسان مسلماً؟ الإيمان بالقلب لا يكفي عن الصلاة وغيرها، بل يجب أن يؤمن بقلبه وأن الله واحدٌ لا شريك له، وأنه ربه وخالقه، ويجب أن يخصه بالعبادة سبحانه وتعالى، ويؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، كل هذا لا بد منه، فهذا أصل الدين وأساسه، كما يجب على المكلف أن يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والصراط والميزان، وغير ذلك مما دل عليه القرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة. ولا بد مع ذلك من النطق بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كما أنه لا بد من الصلاة وبقية أمور الدين، فإذا صلى فقد أدى ما عليه، وإن لم يصل كفر؛ لأن ترك الصلاة كفر.

    أما الزكاة والصيام والحج وبقية الأمور الواجبة إذا اعتقدها وأنها واجبة، ولكن تساهل فلا يكفر بذلك، بل يكون عاصياً، ويكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً؛ لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد الإيمان بالطاعات والأعمال الصالحات، وينقص بالمعاصي عند أهل السنة والجماعة. الصلاة وحدها خاصة فإن تركها كفر عند كثير من أهل العلم وإن لم يجحد وجوبها، وهو أصح قولي العلماء، بخلاف بقية أمور العبادات، من الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فإن تركها ليس بكفر أكبر على الصحيح، ولكن نقص في الإيمان، وضعف في الإيمان، وكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، فترك الزكاة كبيرة عظيمة، وترك الصيام كبيرة عظيمة، وترك الحج مع الاستطاعة كبيرة عظيمة، ولكن لا يكون كفراً أكبر إذا كان مؤمناً بأن الزكاة حق، وأن الصيام حق، وأن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً حق، ما كذب بذلك ولا أنكر وجوب ذلك، ولكنه تساهل في الفعل، فلا يكون كافراً بذلك على الصحيح. أما الصلاة فإنه إذا تركها يكفر في أصح قولي العلماء كفراً أكبر والعياذ بالله، وإن لم يجحد وجوبها كما تقدم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح، والمرأة مثل الرجل في ذلك: نسأل الله العافية والسلامة.
    ((فتاوى نور على الدرب الجزء الأول))
    وهناك كلام للسلف وأهل السنة في هذه المسألة .

    تعليق


    • #3
      بعض الناس يرتكب بعض المعاصي والذنوب ويقول ((الله غفـــور رحيـــم ))
      فلا شك أن الله تعالى غفور رحيم، وأنه رحيم ودود، وأنه غزيز غفار، ولا شك كذلك أنه سبحانه شديد العقاب، وأنه عزيز ذو انتقام، وأنه ذو عذاب أليم؛ فالعاقل المؤمن الموفق هو من جمع بين الخوف والرجاء؛ فكان على خوف من ربه وخشيه لمولاه، وفي الوقت نفسه يطمع في جزيل عطائه وعظيم عفوه وثوابه، وهكذا كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ كما قال ربنا جل جلاله في وصفهم {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}
      وقد هلك من الناس فريقان: فريق أمنوا مكر الله فانبعثوا في الذنوب والمعاصي اتكالاً منهم على نصوص ما أحسنوا فهمها، وفريق قنطوا من رحمة الله وأيسوا من روح الله فظنوا أن ذنوبهم لا تشملها مغفرة الله ولا تسعها رحمته، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّه خلق الرّحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة. وأرسل في خلقه كلّهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكلّ الّذي عند اللّه من الرّحمة
      وقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـــ رحمه الله ـــ السؤال: بعض الناس يفعل المعاصي، وإذا نُهي عنها يحتج بقوله تعالى: {إن الله غفور رحيم}، فما رأي فضيلتكم في هذا؟
      الإجابة: إذا احتج بهذا، احتججنا عليه بقوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم}، وبقوله تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم}، فإذا أتى بآيات الرجاء يقابل بآيات الوعيد.

      وليس هذا الجواب منه إلا جوابُ المتهاون، فنحن نقول له: اتق الله عز وجل، وقم بما أوجب الله عليك، واسأله المغفرة، لأنه ليس كل أحد يقوم بما أوجب الله عليه يقوم به على وجهه الأكمل.

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب القضاء والقدر.
      التصنيف: العقيدة الإسلامية

      تعليق

      يعمل...
      X