إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رساله من الاخ الفاضل عمار الحوباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رساله من الاخ الفاضل عمار الحوباني

    بشارة
    وإشادة طيبة وجميلة لسبب عظيم في المخرج من الفتن لا تُحرم قراءتها
    
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد

    فإنه من المعلوم أن الفتن لها مرارة ولها حرارة وقسوة وإن الموفق من وفقه الله تعالى للعمل بأسباب السلامة وبأسباب الراحة والنجاة والسعادة وإن أسبابها كثيرة نأخذ سبباً من أسبابها وطريقاً سهلاً للمخرج
    منها
    وهو يعتبر مفتاحاً لما غيرها من الأسباب بل هو من أعظم تلك الأسباب والله المعين

    إنه طلب العلم الشرعي تعلماً ودعوة ونشراً واستفادة

    فهو عبادة رفيعة ودلالة سامية وزاد عظيم أيام الفتن

    وله فضل عظيم في المخرج من الفتن
    قال النبي صلى الله عليه وسلم "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ
    وأي عبادة أجل وأعظم من طلب العلم به يُعلم الحلال من الحرام والحق من الباطل والسنة من البدعة والصواب من الخطأ

    فالواجب على المسلم أن يبادر ويجتهد في تحصيلة

    ووالله أنه نجاة كيف لا وإن الفتن يضظرب الناس بها ويتخبطون ويرهقون ولا يعلمون الحق من الباطل

    وذلك المتعلم وحامل لواء العلم يرزقه الله نور العلم الذي يميز فيه الحق وكفا بذلك مفخرة ومخرج لأن هذا هو الذي ترتاح وتسعد به النفوس

    ولذلك يقول الله تعالى" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " أولي الأمر هم أولي العلم والحلم والفقه في الدين والأمراء

    وعند الشبهات والإشكالات تجد صاحب العلم ذا دراية ومعرفه ويقين بالحق
    قال الله "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب"
    فانظر كيف ذم الله أهل العمى وهم أهل الجهل بدين الله والبعيدون عن العلم أنهم يقحمون في الفتن ويزبغون ويهلكون

    وأما حامل العلم وصاحب الفقه في الدين فإنه ذا ثبات به

    الفتن تقسي القلوب وترهقها وتجعلها لا تتلذذ بطاعة الله ولا تلين لكلام الله وصاحب العلم خلاف ذلك
    قال الله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء "

    فأهل العلم وحملته أهل خشية والسبب الإزدياد من العلم والحرص عليه وطلبه

    في حال الفتن يختلط الحق بالباطل ويتذبذب الكثير وأما صاحب العلم فإنه ثابت الجأش بل يرجع إليه ليُبصر بعلمه من أضل من أهل العمى
    قال الله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"

    منقبه لهم أنهم متبصرون اسألوهم ينبئونكم ما أقحمتم فيه من الفتن

    الفتن تعمي وتزيغ ولا يسلم منها إلا طلاب علم الكتاب والسنة
    قال الله تعالى "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب"

    أهل العلم وطلبته أهل خبرة ومعرفة ودراية بالفتن قبل غيرهم فلذلك يستعدون لدفعها وللعمل بأسباب النجاة منها قبل وقوعها
    قال الله تعالى "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنز إليك من ربك هو الحق"
    وكما قال الحسن البصري -رحمه الله- : (إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم , وإذا أدبرت عرفها كل جاهل) .
    . وعن أبي إدريس الخولاني أنه قال : (إنها فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس , إلا من كان يعرفها قبل ذلك)

    وليعلم علم اليقين أن الله إنما ينجي من الفتن أهل العلم ويجعلهم في خير وسلامة
    ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه

    أهل العلم مصباح خير لمن ضل ووقع في الفتن فكن مرشدا لغيرك ومعيناً وذلك بالبدار للعلم وتبليغه
    قال النبي صلى الله عليه وسلم " فوالله لإن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" متفق عليه عن ابن مسعود وضي الله عنه

    تعلم واطلب العلم حتى تهتدي به وتهدي غيرك وتنجيه من الفتن به يأجرك الله
    قال النبي صلى الله عليه وسلم" من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً "رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
    أطلب العلم واجتهد فيه ينجيك الله من أهل الفتن مهما أرادوا بك الشر والإقحام فيها ويحفظك بملائكته ويحرسك بجنده ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم " وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع " رواه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء
    وهذا يشمل حفظهم وحراستهم ولذلك يقول الله تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " والمعقبات هم الملائكة يحفظونه من الأخطار وهذا من كرم الله تعالى
    واعلم أخي المسلم أن طلب العلم لو استمر الناس واجتهدوا بتحصيله وللعمل به ونشره أن تلك نعمة على المسلمين وسلامة لهم من الفتن وأهل الشر

    وأما أن تُرك العلم وضُيع ومات حملته وقلوا أن تلك مصيبة عظيمة لأن بموت حملة العلم وضعف العلم ونشره سبب للفتن والضلال ينتشر الشر والباطل ويذل الناس ويهانون ويقحمون
    ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
    فتزود أخي من العلم واجتهد بتحصيله من أهله وحملته من أهل العلم الصادقين المخلصين من أهل السنة وإياك وأهل الفتن ممن يدعي العلم من أهل الأطماع الدنيوية والذين ليس لهم هم إلا الوصول للكراسي والمناصب وليسوا مبالين بخطر الفتن وحرمة الدماء

    وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ممن هذه دعوته فقال صلى الله عليه وسلم " دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" رواه الشيخان عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه
    والمعنى أنهم دعاة إلى أسباب الفتن الموصلة لنار جهنم أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها ما بطن

    وأخير أوصيك يا أيها المسلم بالتفرغ لطلب العلم ولا تحرم نفسك منه فه والله مخرج وأمان ملجأ وحصن حصين من الفتن فعذ به وهذه هي وصية النبي أعني الفرار بالنفس لأسباب النجاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول"ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يستشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به " رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .

    هذا ما أردت تذكير نفسي وإخواني المسلمين لأننا والله نرى ضياعا وشتاتا وبعدا عن أسباب النجاة من الفتن ممن يريد النجاة من الفتن

    والله أسأل أن يبعدنا عن الفتن وأن يسلمنا منها ومن أهلها والحمد لله رب العالمين
    كتبه /أبو المنذر عمار بن عبد الجليل الحوباني التعزي في تاريخ الثلاثاء 18/ محرم /1436هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن محمد وازع المقداد; الساعة 11-11-2014, 08:47 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أبا المنذر خيرا
    وقال شيخنا علامة اليمن ومحدثها يحيى بن علي الحجوري حفظه الله في "من وسائل الثبات عند الحوالك والمعضلات"
    "..ومن أسباب محافظة العبد على دينه وصدعه بالحق أمام القريب والبعيد، والمحق المبطل، قليلين كانوا أو كثيرين، سواء كانوا محبين أو مبغضين، فيثبت أمامهم بأسباب منها إيمانه بالله عز وجل فإذا علم الله من العبد صحة إيمانه وقوة إيمانه وثبات إيمانه ثبته في الدنيا والثبته في الآخرة.."

    تعليق


    • #3
      جـــزاك الله خيــــرا يا أبــا المنـــذر

      تعليق

      يعمل...
      X