كلمة لأخينا الفاضل
فؤاد مسعـــــــــــــــــــــــــود وادي رحمه الله
لإخوانه من الجنوب عندما قاموا بزيارته
أثناء قدومه من اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:ـــــــ
أولًا: جزاكم الله خيرًا على زيارتكم هذه أسأل الله أن يؤجركم ويجعل هذه الزيارة في ميزان حسناتكم.وتذكيرًا لنفسي أولاً ولإخواني ثانيًا ببعض فوائد وثمار هذه الزيارة إن شاء الله منها قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال زار رجل أخ له في قرية فأرصد الله على مدرجته ملكاً فقال له سأله أين تذهب قال أريد زيارة أخٍ لي في قرية قال له هل لك من نعمة تربها أو حاجة تربها إليه قال لا إلا إني أحببته في الله قال فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته ومنها قول أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال دخلت مسجد دمشق فإذا الناس جلوس وإذا بفتى شاب برَّاق الثنايا والناس حوله فإذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن رأيه فقلت من
هذا فقالوا هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد أتيته وهجَّرت للمسجد فوجدته قد سبقني بالتهجير قال فلما قضيت صلاتي أتيت من قبل وجهه فقلت له فوالله إني لأحبك في الله قال فأخذ بمجمع ردائي ثم جبذني إليه فقال آلله فقلت آلله قال آلله قلت آلله قال آلله قلت آلله قال أما إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال وجبت محبتي للمتحابيين فيَّ والمتبادرين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتجالسين فيَّ .رواه الإمام أحمد رحمه الله .
وأدلت المحبة كثيرة أنتم لعلكم أدراى مني بها
منها حديث أبي هريرة في مسلم سبعة يظلهم الله في ظله منها رجلان تحابَّا في الله وحديث أبي هريرة كذالك في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي . وهذا الأجر العظيم والثواب العظيم الذين يظلهم الله عز وجل في ظله ما ثبت إلا في أشياء معدودة منها هؤلاء السبع ومنها هذا الحديث ومنها كذالك حديث من فرَّج عن معسر أظله الله يوم القيامة في ظله فجزاكم الله خيرًا و هو ما بيني وبينكم أي شيء دنيوي لتكون الزيارة في الدنيا إنما الزيارة كانت لله ومن أجل الله سبحانه وتعالى ومجالس الذكر ومجالس العلم فيها خير كثير وفيها هدى كما دل عليه حديت النبي صلى الله عليه وسلم وجبت محبتي للمتجالسين فيَّ وقول أبي الدرداء رضي الله عنه ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ورفعة في درجاتكم خيرُ من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قال ما هي يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل وغير ذالك من الأحاديث والآيات في ذالك
ثم أوصي نفسي أولآ وإخواني بالرفق خاصةً مع مايحصل من حال الشباب معروف الآن والدعوة الآن لا تزال ضعيفة فيَرفَقُ بعضنا ببعض إن شاء الله نتزاور في الله ويشد بعضنا بعضآ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضآ .ونتآخا في الله ونتزاور ويشد بعضنا بعض الآن صار الإخوة قليل مع هذه الفتن مجموعة قليلة في مدينة كذا ومجموعة قليلة في مدينة كذا متفرقون أسأل الله أن يجمع شملهم ويكفينا شر هذه الفتنة ويفرج عنا وإلا أصبح من زمان كنا في غربة والآن إشتدت الغربة أكتر من الأول فنسأل الله أن يفَرِّج , وهذه سنة الله في خلقه ما يمكن يعني الإنسان أن يأتي ويكون على الحق ويكون على هدى ويجد الأمور هكذا أمامه ميسرة وسهلة لابد أن يجد يعني فتنة تصده أو شبهة أو شهوة أو شيء من ذالك (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) يقول الله عز وجل (ألم أحسب الناس أن يتركو ا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) تم يقول بعد ذالك تسلية لهؤلاء باعتبار أن الألم حاصل مهما يكون لابد من حصول الألم وحصول الشدة والفتنة ثم يقول بعد ذالك( من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله ءلات وهو السميع العليم )يعني لابد من الانقطاع عن هذا العالم مهما يكون الإنسان لا يُرضِي الناس على حساب دينه إنما يبقى على ما هو عليه من الخير والهدى والحق ما دام أنه متيقن أنه على الهدى والحق يبقى على ما هو عليه ويترك إرضاء الناس مهما يكون ومهما كانت شدة المخالفة يبقى على الحق مادام أنه متيقن على ما منَّ الله به عليه هو الحق وباعتبار ما حصل في هذه الفتنة الأخيرة نتواصى أن الإنسان يتعلم يزداد من العلم والبصيرة فمراتب الدعوة معروفة يعني مراتب الدين العلم تم العمل ... جهاد النفس مراتب جهاد النفس العلم تم العمل تم الدعوة ثم الصبر الصبر على الأذى فلابد من العلم أولاً العلم قبل القول والعمل والإنسان مادام تيسرت الأمور ، الأخوة والحمد لله موجودين عندكم في الجنوب هناك من يسر الله له طلب العلم في دماج فبها و نعمت هي أفضل مكان نراه على وجه الأرض بالنسبة لطلب العلم يعني ليس للبقعة أو شيء من ذالك ربما أفضل مكان لطلب العلم والله أعلم حتى في سائر اليمن ما في مكان مثلها أو في السعودية أو الجامعة الإسلامية أو غيرها ما في مكان مثلها فمن تيسر له الذهاب هناك فبها ونعمت ومن لم يتيسر فعند إخوانه هنا الأخ خالد إن شاء الله يذهب للأبرق هناك وخليفة هنا في سبها, براك من تيسر له عندهم فبها ونعمت ومن لم يتسر فعند الأخوة وأنصحكم أن الإنسان ما يغفل عن العلم ، الدنيا تأخذ الناس يعني وقت الإنسان ضائع أكثره في أشياء يعني حتى لو كان مثلاً في شيء يفيده يعود عليه بالنفع ولو أنه دنيوي طيب لكن في نوم وغفلة وإعراض هذا يعني شيء يرتى له وهذا غالب الشباب الآن صار حالهم هكذا إلا ما رحم الله عز وجل والإنسان يحاول أن يملأ وقته في ذكر الله إذا ما شغلت وقتك في الحق تشغلك بالباطل فهذا هو الذي نتواصى به ، بداية بالعلم ثم الرفق خاصتةً مع هؤلاء الناس يعني حصل بهم جهل شديد وتقليد أعمى تربوا عليه من زمان وتربينا عليه حتى نحن من زمان ولكن الحمد لله سلمنا الله من ذالك ,عندما ذهبنا إلى هناك الحمد لله علمونا على إتباع الدليل والحجة وترك التقليد ,وهذا الذي ينبغي للإنسان يكون يقول الله عز وجل (إتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكرون ) ويقول سبحانه لأهل النار (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل )
ويقول سبحانه للذي يترك نبي الله عز وجل والأنبياء ويتبع الكبراء (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) والذي ينبغي للإنسان هو إتباع الدليل إتباع الحجة والدليل وترك التقليد .
التقليد هو إتباع من ليس بحجة بغير حجة , كل من بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس بحجة وإذا اتبعته بغير حجة فهذا يعتبر تقليد , والتقليد حرمه أهل العلم محرم بالأدلة الشرعية وهذا الذي ينبغي للإنسان وإذا قدَّر الله لواحد تناقش مع بعض هؤلاء يسلك معه الرفق باعتبار ما حصل فيهم من جهل شديد جهل شديد بالأدلة وتربوا على التقليد فالإنسان يحاول يرفق معهم قدر الإمكان وأدلة الرفق يعني معلومة عندكم إن شاء الله ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه ) ( ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله ) وكان عادة النبي عليه الصلاة والسلام يسلك الرفق أصلًا مع الجهال الأعراب كما جاء عن أنس رضي الله عنه في الصحيحين أن أعرابيًا جاء للنبي عليه الصلاة والسلام جبده من ردائه جبدة شديدة قال أنس حتى رأيت أثر الرداء على عاتقه فالتفت إليه النبي عليه الصلاة والسلام وتبسم فقال ذالك الإعرابي مر لي ... من مال الله الذي عندك فأعطاه النبي عليه الصلاة والسلام وما قال له شيء , هذا الذي ينبغي بالرفق العلم الحجة ثم الرفق بالدعوة ( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
بعد ذالك إن يسر الله من اهتدى على يديك الحمد لله ومن بقي وعاند هده الله نسأل الله عز وجل أن يصلحهم ويهديهم هذا و جزاكم الله خيرآ .
كانت هذه الكلمة لأخينا البطل فؤاد مسعود وادي رحمه الله عند زيارتنا له وبعض الأخوة من الجنوب
للإستماع والتحميل للمادة الصوتية من هنا
https://www.dropbox.com/s/2jdk9jseqc...D8%A8.mp3?dl=1