إحذر يامسلم ...
ان يفضحك الله في جوف بيتك
أو في جوف رحلك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله : وبعد:
هذا تحذير مخيف لمن يوسوس له الشيطان اتباع هذا الطريق المُهين.
ألا وهو طريق: اقتناص أخطاء الآخرين ، وأن ذلك من تتبع العورات، خصوصا أن طلاب العلم الشرعي فهم كغيرهم من البشر يخطئ ويصيب،
>>إن الكثير من المسلمين اليوم-إلا من رحمه الكبير المتعال- قد أصيبوا أيها الكرام بداء قتال ومرض عضال،ألا وهو داء تتبع العورات وتشهير الزلات التي يقع فيها إخوانهم من المسلمين!مع غفلتهم عن عيوبهم!.ثم إذا ما حدث بينهم إختلاف أو نشب خلاف إلا وسعى المريض قلباً ولؤماً منهما إلى البحث عن الخطاء والزلات وتتبع السيئات ،كيما ينشرها في المجالس والمنتديات تشهيراً وهتكاً لستر الله على أخيه.
لذا أصبحت مجالسهم-إلا من رحم الله- عامرة بالغيبة والنميمة والاستهزاء واستحقار الآخرين وتتبع أخطائهم،بدل شكر نعم الله جل وعلا،وذكره سبحانه وتعالى،والمدارسة والتذكير بما ينفعهم في الدنيا والآخرة،والله المستعان.
ومن أخطر صور الأزمة وبخاصة في هذا العصر: عصر الاتصالات والإعلام: تتبع عورات الناس بالتحسس والتجسس، والتشهير والفضح. وأصبحت كثير من المجالس تمارس تتبع عورات الناس بقصد وبغير قصد، بل وأحياناً بحسن نيةٍ وبدافع الغيرة؛ كما يزعم أصحابها. وتشعرُ بمبلغ خطورة هذا الامر حين تجد وسائل الإعلام وبخاصة القنوات والصحافة تمارس دوراً كبيراً في هذا الشانئ القبيح، ليس احتساباً، ولكن طمعاً في السبْق الصحفي وقصداً إلى الإثارة، وأقبح به من سبْقٍ إلى غضب الله، وأقبحْ بها من إثارة تثير غضبه سبحانه؟!
أن الغيبة وتتبع عورات الناس والمجاهرة بالمعاصي، إثم كبير، وأن الأصل فى الإسلام العفو والستر، بل إن توجيهات الإسلام جاءت حاسمةٌ فى صيانة حرمات الناس الخاصة، وتحريم التجسس عليهم، وتحريم تتبع عوراتهم،ووجوب سترعوراتهم وزلاتهم.
====
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال:
." يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ (1)الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ(2) وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ(3) فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ(4).
(أخرجه الترمذي (2032)، وحسنه، ووافقه الإمام الوادعي رحمه الله في "الجامع الصحيح" ((3601)/دار الآثار). وأبوداود 4236 وأحمد 18940 والبيهقي الكبرى 10/247 وعبدالرزاق 20251 صححه ابن حبان والألباني ورواه أبو داود عن أبي برزة بقريب من هذا اللفظ
===
غريب الحديث
<1>.وَلَمْ يُفْضِ :أَيْ لَمْ يَصِلْ
<2>.التَّعْيِيرِ: هُوَ التَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ و في رواية: لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِين
<3>العورة : العيب والخلل وسوأة الإنسان ، وكل ما يستحيا منه إذا ظهر
<4>( وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ):أَيْ وَلَوْ كَانَ فِي وَسَطِ مَنْزِلِهِ مُخْفِيًا مِنْ النَّاسِ .
<4>( وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ):أَيْ وَلَوْ كَانَ فِي وَسَطِ مَنْزِلِهِ مُخْفِيًا مِنْ النَّاسِ .
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
وتتبع عورات المسلمين يكون بالتجسس عليهم وكشف ما ستروه من عيوبهم، وأما من جاهر بالمعصية وفضح نفسه بنفسه فليس داخلا في هذا الحديث.
وعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ".
أخرجه أحمد رقم ( 19791) 4/420 ، ورقم ( 19816 ) 4 / 424 ، وأبو داود رقم (4880) 4/270 ، وابن أبى الدنيا فى الصمت رقم( 168) ص 121 ، وأبو يعلى رقم (7423) (13/419 ، ورقم ( 1675 ) 3/ 237 ، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 20953) 10/247 ، والروياني رقم ( 1312 ) 2 / 336 ، وعنده أيضاً من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه رقم ( 305 ) 1/ 219 ، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس رضي الله عنه رقم ( 3778 ) 4/125، وابن حجر في المطالب العالية من حديث البراء بن عازب رقم ( 2589 ) 11/ 484، ورقم ( 2732 ) 12 / 23 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث ابن عباس 8/ 94 وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وقال عنه في موضع آخر 6/ 246 رواه الطبراني في الأوسط وفيه اسماعيل بن شيبة الطائفي وهو ضعيف ، وذكر حديث البراء 8/ 93 وقال عنه : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم ( 7984 ) ، وفي مشكاة المصابيح رقم ( 5044) ، وحسنه في صحيح سنن أبي داود رقم (4880) 4/270 ، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم ( 2340 ) .
===
كلام العلماء على الحديث
قال القاري في المرقاة:
لا تؤذوا الْمُسْلِمِينَ أَيِ: الْكَامِلِينَ فِي الْإِسْلَامِ، وَهُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِلِسَانِهِمْ وَآمَنُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ مِنَ التَّعْيِيرِ وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ قَدِيمِ الْعَهْدِ، سَوَاءٌ عَلَى تَوْبَتِهِمْ مِنْهُ أَمْ لَا.
وَأَمَّا التَّعْيِيرُ فِي حَالِ الْمُبَاشَرَةِ أَوْ بُعَيْدَهُ قَبْلَ ظُهُورِ التَّوْبَةِ، فَوَاجِبٌ لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا يَجِبُ الْحَدُّ أَوِ التَّعْزِيرُ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَلَا تَتَّبِعُوا: مِنْ بَابِ الِافْتِعَالِ أَيْ لَا تَجَسَّسُوا عَوْرَاتِهِمْ فِيمَا تَجْهَلُونَهَا وَلَا تَكْشِفُوهَا فَمَا تَعْرِفُونَهَا فَإِنَّهُ أَيِ: الشَّأْنُ مَنْ يَتَّبِعْ: بِتَشْدِيدِ التَّاءِ مَجْزُومًا، وَقِيلَ مَرْفُوعًا.
أَيْ مَنْ يَطْلُبُ عَوْرَةَ أَخِيه أَيْ: ظُهُورَ عَيْبِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَيِ: الْكَامِلِ بِخِلَافِ الْفَاسِقِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ الْحَذَرُ وَالتَّحْذِيرُ عَنْهُ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ذَكَرَهُ عَلَى سَبِيلِ الْمُشَاكَلَةِ أَيْ: يَكْشِفُ عُيُوبَهُ، وَمِنْ أَقْبَحِهَا مَنْ تَتَّبَعَ عَوْرَةَ الْأَخِ الْمُسْلِمِ وَهَذَا فِي الْآخِرَةِ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ: مِنْ فَضَحَ كَمَنَعَ أَيْ يَكْشِفُ مَسَاوِيَهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ أَيْ لَوْ كَانَ فِي وَسَطِ مَنْزِلِهِ مَخْفِيًّا مِنَ النَّاسِ قَالَ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. انتهى.
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
"فمن عرف حقيقة نفسه، وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر، ومأوى كل سوء".
مدارج السالكين (1/220)
وإن من شقاوته أيها الأفاضل أن تشغله بما لا ينفعه لا في الدنيا،ولا في الآخرة، بل قد تشغله بما يرجع عليه بالحرمان والخسران،ومن ذلك أن تجعله يصرف وقته في البحث عن عيوب الآخرين والتفتيش عن أسرارهم!وتنسيه عيوبه وزلاته!.
ويقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس، فالأول علامة السعادة، والثاني علامة الشقاوة".
طريق الهجرتين (ص271)
يقول ابن الجوزي –رحمه الله-:
"من عرف الشرع كما ينبغي وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأحوال الصحابة وأكابر العلماء علم أن أكثر الناس على غير الجادة.
وإنما يمشون مع العادة، يتزاورون فيغتاب بعضهم بعضاً،ويطلب كل واحد منهم عورة أخيه، ويحسده إن كانت نعمة، ويشمت به إن كانت مصيبة، ويتكبر عليه إن نصح له،ويخادعه لتحصيل شيء من الدنيا، ويأخذ عليه العثرات إن أمكن".
صيد الخاطر (ص96)
إن الذي يسعى إلى تشويه سمعة المسلمين،ونشر عيوبهم بين الآخرين،والطعن في أعراضهم!لتنفير الناس عنهم،قد غلبته نفسه الأمارة بالسوء!وأعماه حسده وبغضه لإخوانه،حتى نسي!أو تناسى!تحذير نبينا صلى الله عليه وسلم من هذا الخلق المشين!
يقول الإمام ابن حبان –رحمه الله- :
" الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه،فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه،وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه...".
روضة العقلاء (ص 125)
ويقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
""من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس ...". الفوائد (ص 57)
أولم يعلم!!أن من أسباب مرض القلب وقسوته!أن ينشغل عن ذكر الله جل وعلا بذكر عورات الناس!،
يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:"عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء ".
الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا(203)
ألم يبلغه أن الجزاء من جنس العمل؟!،وأن من يعمل سوءا يجز به!،فمن سعى لكشف عيوب أخيه المسلم!عاقبه الله جل وعلا بإظهار عيوبه وكشف عوراته،ومن ستر على إخوانه ستر الله جل جلاله عليه في الدنيا والآخرة،فعن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ الله عَوْرَتَهُ يوم الْقِيَامَةِ،وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ الله عَوْرَتَهُ،حتى يَفْضَحَهُ بها في بَيْتِهِ".رواه ابن ماجه (2546)، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول محمد بن عبد الله بن شاذان -رحمه الله- سمعت زادان المدايني-رحمه الله- يقول:
"رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس، فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب،ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب، اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب".
عيوب النفس لأبي عبد الرحمن السلمي(ص12)
يقول الإمام الخطابي-رحمه الله-:
"وأما نصيحة عامة المسلمين -وهم من عدا ولاة الأمر-، فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم،وكف الأذى عنهم، فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل،وستر عوراتهم وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم،وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم،وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم،وأن يحب لهم ما يجب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه،والذب عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل".
شرح النووي على صحيح مسلم (2/39)
وعليه أن يستحضر عند ذلك إخلاص النية لله جل وعلا، مع مراعاة شروط النصيحة وآدابها،ومن أهمها أن يكون لينا رفيقا بهم، مع حرصه على أن يكون بذل النصح لهم في السر،لأن ذلك أرجى لتحقيق مراده بعون الله تعالى،وهذا الذي كان عليه سلفنا الصالح-رحمهم الله-،
يقول الحافظ ابن رجب -رحمه الله- :
"وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد،وعظوه سرا ".
جامع العلوم و الحكم( ص82)
قيل لمسعر بن كدام –رحمه الله- :"تحب من يخبرك بعيوبك؟،فقال : إنْ نصحني فيما بيني وبينه فنعم،وإنْ قرعني في الملأ فلا".
قوت القلوب لأبي طالب المكي(2/371)
لأن الجهر بالنصيحة أيها الكرام وإظهارها للعلن دون مصلحة راجحة،يعتبر من الفضح والتعيير لا من النصح والتغيير،
يقول الإمام الشافعي–رحمه الله-:
"من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه،ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه".
حلية الأولياء لأبي نعيم( 9/140)
ويقول الإمام الفضيل بن عياض-رحمه الله-:
"المؤمن يستر وينصح،والفاجر يهتك ويُعير".
جامع العلوم و الحكم لابن رجب(ص82)
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-:
"فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح ،وهو أن النصح يقترن به الستر،و التعيير يقترن به الإعلان".
الفرق بين النصيحة و التعيير لابن رجب(ص36)
فعلينا أيها الأفاضل أن نبذل النصح والتذكير فيما بيننا،وأن نشغل أنفسنا بما ينفعنا في الدنيا والآخرة،ولنحذر أشد الحذر من تتبع الهفوات! وترقب الزلات!، فإن الوقت يمضي والساعات تنقضي، وأحدنا لا يعلم متى ينزل الموت بساحته،والله المستعان.
يقول ابن الجوزي-رحمه الله-:
"ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل".
صيد الخاطر ( ص2)
هتك ستر أهل البدع والفجور
سُئِل الإمامُ أحمد - رحمه الله تعالى -: إذا عُلِم من الرجل الفُجور أيُخبَرُ به الناس؟
! قال: "لا؛ بل يُستَر عليه، إلا أن يكون داعيةً". يعني: لفُجُوره.
أيها المسلمون إعلموا رحمكم الله: من كان ضررُه مُتعدِّيًا، وفسادُه باديًا، وأذاه ظاهرًا كمن كان داعيةً إلى بدعةٍ أو فتنةٍ، أو مُروِّجًا لرذيلةٍ، أو مُتعاطيًا للسحر والشعوذة والكِهانة، أو كان مُروّجًا للمُخدِّرات والمُسكِرات والمُنبِّهات والمُفتِّرات، أو كان ساعيًا لشقِّ عصا المُسلمين وتفريقِ جماعتهم وزعزعة استقرارهم وأمنهم، أو كان أمينًا على مصالحِ المُسلمين فخانَهم، أو أمينًا على صدقاتٍ أو أوقاف أو أيتامٍ فخانَ الأمانةَ فلا يحِلُّ السَّترُ عليه ووجبَ رفعُ أمره إلى وليِّ الأمر أو نوَّابه لقطعِ فساده وحماية المُسلمين من إفساده، وليس ذلك من الغِيبة المُحرَّمة؛ بل هو من النصيحة الواجبة.
كتبه:
أبو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
اليمن - المحويت
الخميس, 22 ذي الحجة 1435 هـ
تعليق