إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"غلبة العدو"و"غلبة الرجال"و" قهر الرجال "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "غلبة العدو"و"غلبة الرجال"و" قهر الرجال "

    " قهر الرجال " و "غلبة الرجال" و "غلبة العدو"
    (البخاري في الدعوات، باب: التعوذ من غلبة الرجال).
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه واله وسلم وبعد:
    مما نتواصى به في هذه الأيام العجاف لهو كثرة اللجوء الله بالدعاء والعمل الصالح،لاسيما في آخر الزمان حين يصبح اسعد الناس بالدنيا "لكع ابن لكع"و"هلك الوعول "و"علت التحوت" ونرى "رعاء الشاء يتطاولون" والسفهاء يحكمون والأراذل يتسلطون،وأهل الخير والصلاح ينزوون وفي شعب الجبال يفرون ،ولبيوتهم يقرون وأبوابهم يُغلقون .
    ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً
    فاحرص أخي المسلم على الأكثار من هذا الدعاء الذي بين يديك ففيه سبب لتسلية النفوس .

    فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في دعائه:
    ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل
    وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال)

    وفي رواية النسائي والحاكم:
    (( اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ، و غلبة العدو ، و شماتة الأعداء ))
    ( ن ك ) عن ابن عمرو .
    قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1296 في صحيح الجامع


    تنبيه :لفظة" قهر الرجال" وردت في حديث أخرجه أبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري وقد ضعفها العلامة الألباني لكن مافي الصحيحين يُغني بلفظ " غلبة الرجال" وصحح الألباني لفظة " غلبة العدو". والحمد لله

    الشرح
    قال ابن حجر رحمه الله في الفتح :قوله فكنت أسمعه يكثر أن يقول استدل به على أن هذه الصيغة لا تدل على الدوام ولا الإكثار وإلا لما كان لقوله : يكثر " فائدة وتعقب بأن المراد بالدوام أعم من الفعل والقوة ويظهر لي أن الحاصل أنه لم يعرف لذلك مزيلا ويفيد قوله " يكثر " وقوع ذلك من فعله كثيرا
    فما قهر الرجال ؟

    قهر الرجال في قول كثير من العلماء : ما يصيب الإنسان من قهر وهم وغم بغلبة انتصر عليه بها وهو يعلم أنه على الحق وخصمه على الباطل .
    والمقصود بقهر الرجال أن يتسلطوا على الشخص ويستولوا عليه،
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
    قوله و(غلبة الرجال ) أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا
    قال
    الكرماني: هذا الدعاء من جوامع الكلم ; لأن أنواع الرذائل ثلاثة نفسانية وبدنية وخارجية فالأولى بحسب القوى التي للإنسان وهي ثلاثة العقلية والغضبية والشهوانية فالهم والحزن يتعلق بالعقلية والجبن بالغضبية والبخل بالشهوانية والعجز والكسل بالبدنية والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى والأول عند نقصان عضو ونحوه والضلع والغلبة بالخارجية فالأول مالي والثاني جاهي والدعاء مشتمل على جميع ذلك .

    >>> قال ابن القيم رحمه الله :
    وضلع الدين وقهر الرجال قرينان ، فإن استيلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين ، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال . اهـ .
    والرّجل لا يقهره إلا الرِّجال الأشداء، وقد يكون ذلك بتسلّط عدو أو ظالم لا يستطيع دَفْعَـه . كأن يأخذ ماله أو يعتدي عليه ، فإذا لم يستطع دَفْعَـه أورَث ذلك قهراً وهمّـاً وغمّـاً .
    ولذلك قال الله عز وجل في شأن الكافرين : (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قال القرطبي : دليل على أن غيظهم كان قد اشتدّ .
    وهكذا إذا قُهر الرَّجُل من قبِل الرِجال فإن قلبه يَحمِل الغيظ .


    قال صاحب تحفة الأحوذي:
    وفي بعض النسخ: غلبة الرجال أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا.

    وقال في فيض القدير:
    ضلع الدين وقهر الرجال قرينتان فإن استعلاء الغير إن كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال.

    قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله :
    " ( من غلبة الدين ) : أي كثرته وثقله ، ( وقهر الرجال ) : أي غلبتهم ... " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (4/289) .

    وقال رحمه الله – أيضا - : " ( وغلبة الرجال ) أي : قهرهم وشدة تسلطهم عليه ، والمراد بالرجال الظَّلَمة ، أو الدائنون ، واستعاذ عليه الصلاة والسلام من أن يغلبه الرجال ؛ لما في ذلك من الوهن في النفس " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (4/281) .
    >>وقال العلامة ابن باز رحمه الله:
    هذا دعاء ثابت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-كان يدعو بهذا يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، هذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم-وهذا من دعواته العظيمة ذكرها مسلم وغيرها، فغلبة الدين معروف، يعني ثقل الدين وعجزه عن تسديده، وغلبة الرجال أن يغلبوه في أن يقهروه حتى يقتلوه أو يأخذوا ماله، أو يهينوه ويظلموه إلى غير ذلك، فهو يستعين بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، فالدين إذا عجز عنه يشغل فكره كثيراً ويهمه كثيراً وربما أتعبه أهله أيضاً، أهل الدين بالمطالبات والخصومات وهم لا يعرفون عجزه وحقيقة أمره، وغلبة الرجال لا شك أنها مصيبة عظمى سواء قهروه على قتله أو قهروه على أخذ ماله، أو بعض ماله، أو قهروه على ضربه، أو قهروه على غير ذلك مما يضره فكله شر وكله بلاء عظيم ومصيبة عظيمة، فلهذا شرع الله الاستعاذة من ذلك. انتهى
    http://www.binbaz.org.sa/mat/11439

    قهر الرجال -إذاً- هو استعلاؤهم على الشخص بغير حق، كما يقع من الظلمة وأهل الجور، وكلمة الرجال في الحديث على ظاهرها.

    كتبه:
    أبو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
    اليمن-المحويت
    الثلاثاء, 20 ذي الحجة 1435 هـ

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الخطاب فؤاد السنحاني; الساعة 14-10-2014, 01:48 PM.
يعمل...
X