المتساقطون في طريق الدعوة السلفية للشيخ عبد الملك الرمضاني
سئل الشيخ عبد المالك الرمضاني: عن الدعوة السلفية وأحوال المتساقطين . فقال حفظه الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
حسب ما جاء في السؤال فإنه من الواضح جدا ما نراه اليوم من تساقط كثير من المنتسبين إلى الدعوة السلفية من صفوفها وبيان عوار الكثير منهم ووضوح أن ما كانوا فيه من الانتساب لهذه الدعوة كان فيه من الدخن ما فيه، وهذا لا شك أمر يحز في النفس ويحزن المخلص لهذه الدعوة،المحب للخير أن ينتشر ، والذي يكره للباطل أن يظهر،ذلك أن صاحب السنة يحب السنة وأهلها وينصرها وينتصر لهم،إذ الحب في الله والبغض في الله..بل أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وما نراه اليوم من تأثر كثير من الدعاة المنتسبين للدعوة السلفية لبعض المناهج الغريبة عن هذا المنهج القويم،منهج هذه الدعوة المباركة،في الحقيقة هو من إفرازات النفس الأمارة بالسوء وذلك أن الرجل إما أن يخطئ وإما أن يخطأ عليه،فإن أخطئ عليه لا شك أننا ندعوا الذي أخطأ عليه أن يتوب وأن يستسمحه وأن يرجع إلى الله عز وجل وأن يعلم أن الأمور كما قال عز وجل:(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الانبياء:47)فالأمر جلل وليس بهين يوم القيامة لأن الناس يحاسبون على كل شيئ , وأعظم شيئ ما يكون بين الظالم والمظلوم وقد قال الله تعالى :(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)(الفرقان:27) وأظلم الظلم الشرك ومن الظلم أيضا أن يظلم المرء أخاه،وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنه يقتص يوم القيامة من الشاة القرناء للشاة الجلحاء فإذا كان -سبحان الله-الحيوان البهيم يقتص له ممن أصابه بغير حق فكيف ببني آدم، وقد رزقهم الله تبارك وتعالى العقول وأنزل عليهم الكتب وبين لهم الشرائع والله تعالى يقول:(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)(البلد:10) أي عرفه الخير وعرفه الشر وقال تعالى:( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ)(لأعراف: من الآية168) والنصوص في هذا كثيرة جدا،لكن الظلم مرتع وخيم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما روى ذلك البخاري ومسلم.
وأما الذي أخطأ فعليه أن يتوب ويرجع،والذي يلاحظ أن كثيرا ممن ينتسبون في رئاسة هذه الدعوة اليوم،كان سقوطهم إلى غير نهوض بسبب أنه عز عليهم أن يتوبوا ويرجعوا، وأنا أذكر أمرا أراه مهما جدا، ألا وهو أن الجيل الذي مضى وقد ذهب كثير منه إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ، أي توفي كثير من شيوخ هذه الدعوة المباركة، ذاك الجيل نحسبه على الصفاء والنقاء ،
وقد ظهر من بركة دعوته ما لا يجهله أحد إن شاء الله تبارك وتعالى بل ذهبوا وقد تركوا هذه الدعوة بارزة ظاهرة منتصرة والحمد لله ،حتى نافقها البعيد عنها والغريب عنها،وصار يجامل أهلها ويتظاهر أنه منها، يعني ما تستمعون اليوم من قطبية سلفية ، سرورية سلفية، بنائية سلفية ، أمر يستدعي الاستغراب لكنه واقع، هؤلاء لما أظهر الله تعالى الدعوة السلفية ما وسعهم إلا أن يجاملوها وأن يحشروا أنفسهم فيها وهي تقول لهم دعـني أو دعوني
هذا الحاصل الذي نراه اليوم، لكن هذا بعد الله عز وجل بسبب جهود أولئك العلماء، وأنا أظن أن الإنسان ترسخ قدمه في هذه الدعوة المباركة، ويثبت عوده وتشتد دعوته وتقوى، أولاً بسبب إخلاصه لهذه الدعوة وأنه لا يدعو لنفسه ولم يفكر يوما ما أنه يركب هذه الدعوة أو أن هذه الدعوة تحمله ، بل هو يحمل أعباء الدعوة ويبلغها، ولكن أناسا أرادوا أن تخدمهم الدعوة وأن تحملهم الدعوة وأن يكتب لهم البروز والظهور بسبب أنهم منتسبون لهذه الدعوة ففضحهم الله ، أنا لا أفسر إلا بهذا صراحةًً، وهذا يظهر جلياً - سبحان الله - وإلا الدعوة السلفية من أوضح الدعوات وأبينها وأثبتها، الدعوات كلها متباينة في مناهجها وإن كانت تنتسب لمنهج واحد ولكن سرعان ما يظهر تباينهم ويلعن بعضهم بعضا، والدعوات الأخرى يأتي زمان ينسخ بعضها بعضا، فيكونون على طريقة ثم يصبحون على طريقة، في كل يوم يتجردون من الأصول التي كانوا عليها من قبل أو كانوا يوالون ويعادون عليها.
أما الدعوة السلفية منذ أن خلق الله تعالى لها أهلا ًوهي والحمد لله على الثبات والاستقامة،طبعا العبرة ليس بصواب وخطأ الأفراد، لكن العبرة بثبات الدعوة نفسها وثبات رموزها أو شيوخها الذين يقعدون لها ويأصلون دائما ويجددون لها هذا الدين.
إذن فهؤلاء الذين سقطوا وظهر عوار دعوتهم، حقيقة أكبر الأسباب في عدم إخلاصهم لهذا الدين وقد جربنا عن كثير منهم، تسمع أحدهم يقول:كيف يسأل بعض الناس علماء خارج بلدنا وأنا شيخ السلفية بين أظهرهم؟ هذا كيف يقال أنه مخلص لهذه الدعوة؟ والغريب أنه يقول هذا المنكر والزور في وضح النهار، مما يدل على أن الموازين قد انقلبت عليه هذا المسكين وإلا ما كان يفوه بها ، ولولا سكر السلطة وسكر التسلط والترؤس ما أظنه قائلها، لكن سبحان الله للترؤس سكر - كما يذكر ابن القيم رحمه الله -أعظم من سكر حمي الكؤوس،هذا يذكره ابن القيم في كتابه الفوائد،الترؤس مصيبة،الترؤس مصيبة كبيرة ولهذا يحسن للإنسان أن يتطلع إلى خبايا النفوس حتى يعالج من نفسه ما كان من الأدواء ، وإلا تصاب مقلته ويتلفظ بما يقتله وهو لا يدري أنه يقضي على نفسه، فهذا الصنف ملاحظ . وصنف آخر في جهة المتابعة، قد يكون فيه إخلاص ، لكنه مقصر في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم،والله تعالى كما تعلمون يعطي على هذين الأصلين العظيمين على الإخلاص له والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن شأن الإخلاص أعظم،فلهذا نقول من ظُلم من قِبل من ينتقده يحتسب لله عز وجل وليعلم أنه ليس أول من أوذي وأن الأنبياء هم أفضل الأولياء عند البشر مع ذلك فإنهم أوذوا وأصيبوا بما لا يخفى عليكم،فمن باب أولى أن يصاب غيرهم، والدرب واحد والجهاد واحد والله تعالى يقول:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت:69 فالذين أوذوا يصبرون والذين يؤذون إخوانهم يذكرون قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(الأحزاب:58)
والإنسان الوجل الخائف الذي يقرأ القرءان بقلب حي،هذا حقيقة يخاف مثل هذه النصوص أما الذي خفت فيه نور هذه المخافة من الله عز وجل وذهب بهاؤها من وجهه هذا يتقلب في أموره كيف يشاء والله المستعان. وأما الذين حقيقة أخطأوا وظلموا هذه الدعوة وانتسبوا إليها ظلما وزورا فلا بد أن يفتضحوا ولا بد لعصبة الحق أن يجاهدوهم وأن يبينوا ما هم عليه حماية لهذا الدين وليست أعراضهم أولى بالحماية من عرض الدين وإلا فإن الله تعالى سيفضحهم والله الموفق
من شريط"المتساقطون في طريق الدعوة" من سلسلة لقاءات منهجية مع مشايخ الدعوة السلفية بالجزائر الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله وسدد خطاه .
سئل الشيخ عبد المالك الرمضاني: عن الدعوة السلفية وأحوال المتساقطين . فقال حفظه الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
حسب ما جاء في السؤال فإنه من الواضح جدا ما نراه اليوم من تساقط كثير من المنتسبين إلى الدعوة السلفية من صفوفها وبيان عوار الكثير منهم ووضوح أن ما كانوا فيه من الانتساب لهذه الدعوة كان فيه من الدخن ما فيه، وهذا لا شك أمر يحز في النفس ويحزن المخلص لهذه الدعوة،المحب للخير أن ينتشر ، والذي يكره للباطل أن يظهر،ذلك أن صاحب السنة يحب السنة وأهلها وينصرها وينتصر لهم،إذ الحب في الله والبغض في الله..بل أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وما نراه اليوم من تأثر كثير من الدعاة المنتسبين للدعوة السلفية لبعض المناهج الغريبة عن هذا المنهج القويم،منهج هذه الدعوة المباركة،في الحقيقة هو من إفرازات النفس الأمارة بالسوء وذلك أن الرجل إما أن يخطئ وإما أن يخطأ عليه،فإن أخطئ عليه لا شك أننا ندعوا الذي أخطأ عليه أن يتوب وأن يستسمحه وأن يرجع إلى الله عز وجل وأن يعلم أن الأمور كما قال عز وجل:(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الانبياء:47)فالأمر جلل وليس بهين يوم القيامة لأن الناس يحاسبون على كل شيئ , وأعظم شيئ ما يكون بين الظالم والمظلوم وقد قال الله تعالى :(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)(الفرقان:27) وأظلم الظلم الشرك ومن الظلم أيضا أن يظلم المرء أخاه،وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنه يقتص يوم القيامة من الشاة القرناء للشاة الجلحاء فإذا كان -سبحان الله-الحيوان البهيم يقتص له ممن أصابه بغير حق فكيف ببني آدم، وقد رزقهم الله تبارك وتعالى العقول وأنزل عليهم الكتب وبين لهم الشرائع والله تعالى يقول:(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)(البلد:10) أي عرفه الخير وعرفه الشر وقال تعالى:( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ)(لأعراف: من الآية168) والنصوص في هذا كثيرة جدا،لكن الظلم مرتع وخيم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما روى ذلك البخاري ومسلم.
وأما الذي أخطأ فعليه أن يتوب ويرجع،والذي يلاحظ أن كثيرا ممن ينتسبون في رئاسة هذه الدعوة اليوم،كان سقوطهم إلى غير نهوض بسبب أنه عز عليهم أن يتوبوا ويرجعوا، وأنا أذكر أمرا أراه مهما جدا، ألا وهو أن الجيل الذي مضى وقد ذهب كثير منه إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ، أي توفي كثير من شيوخ هذه الدعوة المباركة، ذاك الجيل نحسبه على الصفاء والنقاء ،
وقد ظهر من بركة دعوته ما لا يجهله أحد إن شاء الله تبارك وتعالى بل ذهبوا وقد تركوا هذه الدعوة بارزة ظاهرة منتصرة والحمد لله ،حتى نافقها البعيد عنها والغريب عنها،وصار يجامل أهلها ويتظاهر أنه منها، يعني ما تستمعون اليوم من قطبية سلفية ، سرورية سلفية، بنائية سلفية ، أمر يستدعي الاستغراب لكنه واقع، هؤلاء لما أظهر الله تعالى الدعوة السلفية ما وسعهم إلا أن يجاملوها وأن يحشروا أنفسهم فيها وهي تقول لهم دعـني أو دعوني
هذا الحاصل الذي نراه اليوم، لكن هذا بعد الله عز وجل بسبب جهود أولئك العلماء، وأنا أظن أن الإنسان ترسخ قدمه في هذه الدعوة المباركة، ويثبت عوده وتشتد دعوته وتقوى، أولاً بسبب إخلاصه لهذه الدعوة وأنه لا يدعو لنفسه ولم يفكر يوما ما أنه يركب هذه الدعوة أو أن هذه الدعوة تحمله ، بل هو يحمل أعباء الدعوة ويبلغها، ولكن أناسا أرادوا أن تخدمهم الدعوة وأن تحملهم الدعوة وأن يكتب لهم البروز والظهور بسبب أنهم منتسبون لهذه الدعوة ففضحهم الله ، أنا لا أفسر إلا بهذا صراحةًً، وهذا يظهر جلياً - سبحان الله - وإلا الدعوة السلفية من أوضح الدعوات وأبينها وأثبتها، الدعوات كلها متباينة في مناهجها وإن كانت تنتسب لمنهج واحد ولكن سرعان ما يظهر تباينهم ويلعن بعضهم بعضا، والدعوات الأخرى يأتي زمان ينسخ بعضها بعضا، فيكونون على طريقة ثم يصبحون على طريقة، في كل يوم يتجردون من الأصول التي كانوا عليها من قبل أو كانوا يوالون ويعادون عليها.
أما الدعوة السلفية منذ أن خلق الله تعالى لها أهلا ًوهي والحمد لله على الثبات والاستقامة،طبعا العبرة ليس بصواب وخطأ الأفراد، لكن العبرة بثبات الدعوة نفسها وثبات رموزها أو شيوخها الذين يقعدون لها ويأصلون دائما ويجددون لها هذا الدين.
إذن فهؤلاء الذين سقطوا وظهر عوار دعوتهم، حقيقة أكبر الأسباب في عدم إخلاصهم لهذا الدين وقد جربنا عن كثير منهم، تسمع أحدهم يقول:كيف يسأل بعض الناس علماء خارج بلدنا وأنا شيخ السلفية بين أظهرهم؟ هذا كيف يقال أنه مخلص لهذه الدعوة؟ والغريب أنه يقول هذا المنكر والزور في وضح النهار، مما يدل على أن الموازين قد انقلبت عليه هذا المسكين وإلا ما كان يفوه بها ، ولولا سكر السلطة وسكر التسلط والترؤس ما أظنه قائلها، لكن سبحان الله للترؤس سكر - كما يذكر ابن القيم رحمه الله -أعظم من سكر حمي الكؤوس،هذا يذكره ابن القيم في كتابه الفوائد،الترؤس مصيبة،الترؤس مصيبة كبيرة ولهذا يحسن للإنسان أن يتطلع إلى خبايا النفوس حتى يعالج من نفسه ما كان من الأدواء ، وإلا تصاب مقلته ويتلفظ بما يقتله وهو لا يدري أنه يقضي على نفسه، فهذا الصنف ملاحظ . وصنف آخر في جهة المتابعة، قد يكون فيه إخلاص ، لكنه مقصر في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم،والله تعالى كما تعلمون يعطي على هذين الأصلين العظيمين على الإخلاص له والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، لكن شأن الإخلاص أعظم،فلهذا نقول من ظُلم من قِبل من ينتقده يحتسب لله عز وجل وليعلم أنه ليس أول من أوذي وأن الأنبياء هم أفضل الأولياء عند البشر مع ذلك فإنهم أوذوا وأصيبوا بما لا يخفى عليكم،فمن باب أولى أن يصاب غيرهم، والدرب واحد والجهاد واحد والله تعالى يقول:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت:69 فالذين أوذوا يصبرون والذين يؤذون إخوانهم يذكرون قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)(الأحزاب:58)
والإنسان الوجل الخائف الذي يقرأ القرءان بقلب حي،هذا حقيقة يخاف مثل هذه النصوص أما الذي خفت فيه نور هذه المخافة من الله عز وجل وذهب بهاؤها من وجهه هذا يتقلب في أموره كيف يشاء والله المستعان. وأما الذين حقيقة أخطأوا وظلموا هذه الدعوة وانتسبوا إليها ظلما وزورا فلا بد أن يفتضحوا ولا بد لعصبة الحق أن يجاهدوهم وأن يبينوا ما هم عليه حماية لهذا الدين وليست أعراضهم أولى بالحماية من عرض الدين وإلا فإن الله تعالى سيفضحهم والله الموفق
من شريط"المتساقطون في طريق الدعوة" من سلسلة لقاءات منهجية مع مشايخ الدعوة السلفية بالجزائر الشيخ عبد المالك الرمضاني حفظه الله وسدد خطاه .
تعليق