الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي
يطعن في الشيخ الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن من علامات أهل الأهواء والبدع حربهم الضروس على أهل السنة، فهم لا يهدءون ولا تقر لهم عين حتى يترك أهل السنة السنة ويرتموا في أحضان أهل البدع كحالهم.
ومما نشروه في هذه الأزمان عن إمام من أئمة السنة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي، قول الشيخ ربيع : سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني، وقد تولى كبر هذه الحرب وهذه الأكاذيب الضال عبدالرزاق الشايجي أهلكه الله، ويتناقل أقواله من هو مثله في اتباع الهوى.
ومن يكن الغراب له دليلا …. يمر به على جيف الكلاب
وقد أجاب الشيخ ربيع –حفظه الله- قديماً عن هذا الكلام وعن زعم أهل الأهواء أنه طعن في الشيخ الألباني، ولكنها حمية وغيرة كاذبة تدل عليه مواقفهم المشهورة من طعنهم في الشيخ الألباني ووقوفهم مع خصوم الشيخ الألباني وتلاميذه.
والشيخ ربيع حفظه الله معروف عنه دفاعه المستميت عن أهل السنة جميعا وعلى رأسهم الشيخ الألباني، فهو الذي وقف في وجه الحداد وأتباعه وهو الذي رد على عبداللطيف باشميل وحذر منه، وقد كانت أكثر ثورة هؤلاء الحدادية على الشيخ ناصر الدين الألباني، ولم نر من أهل الأهواء كتابا واحدا أو شريطا واحدا في ذبهم عن الشيخ الألباني.
ولكن هؤلاء كما قلت سابقا وأقوله الآن :
إنه يصدق فيكم تماما قول القائل :(( أتسألون عن دم البعوض وتقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
نعم ينطبق عليكم تماما، فأنتم تمسكتم بهذه الكلمة وتريدون من ورائها إسقاط الشيخ ربيع وتبديعه وتضليله، ونحن إذا عرضنا عليكم ضلالات سيد قطب وأباطيله من تكفيره للمجتمعات وقوله بخلق القرآن وأن الدين والفن صنوان وسبه لأصحاب رسول الله وثنائه على ثورة ابن سبأ على عثمان، وقوله إن الإسلام يصوغ من المسيحية والاشتراكية مزيجا كاملا، وضلالات غيره من أهل البدع أخذتم تتعذرون وتكذبون وتجمعون الحسنات وتردون الحق وتسبون أهله وأصحابه.
فالموازين عندكم على أهوائكم والمقاييس على ما تشتهون فمن كان على منهجكم التكفيري القطبي لا يضره ذنب بل ولا كفر أما من كان على منهج أهل السنة ومحارب لأهل البدع بشتى فرقهم وطوائفهم فحسناته عندكم مهدورة وتبنون مما تظنون أنه خطأ جبلا عظيما.
أترون القذاة في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم.
ولكن الله سبحانه وعد عباده بالنصر والعاقبة والتمكين وأن حزبه هم الغالبون، وجعل الصغار والعذاب على من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع غير سبيل المؤمنين.
والآن سأنقل الجواب عن تلك الشبهة بنصه:
((أما قولهم:. {سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني }.
نقول بأن الشيخ ربيع كان في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له.
ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ ربيع مأخوذة من الألباني فقال مفنداً لهذه الدعوى التي لا يقصد منها الخصوم إلا الطعن، إننا عرفنا السلفية والحمد لله من قبل أن نعرف الشيخ الألباني ويقصد بذلك ما عليه علماء المنهج السلفي في هذه البلاد الطيبة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وتلامذته والشيخ القرعاوي رحمه الله وتلامذته.
وأن الشيخ يخالفهم في بعض الفتاوى وإن كان مجتهداً فإن الشيخ ربيع يرى أن الصواب في هذه المسائل مع علماء هذه البلاد ومن هنا قال أن سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني.
ولقد بلغت هذه الكلمة الشيخ الألباني وتلامذته فلم يغضبهم ذلك بل قالوا قول العقلاء المنصفين أن هذه وجهة نظر وليس فيها طعن والحمد لله.
ثم كيف يصدق العاقل أن هؤلاء الخصوم للمنهج السلفي وأهله قد غضبوا لأهله وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها انتصاراً لأهله.
فالعاقل إذا شاهد قبورياً يغضب لابن تيمية ويدعي على مثل ابن باز وابن عثيمين وأمثالهما أنهم يسبون ابن تيمية فلا يصدقهم أبداً. وإذا سمع رافضياً يزمجر غضباً لأبي بكر وعمر فلا يصدقه أحدٌ أبداً حتى يلج الجمل في سم الخياط، وهكذا خصوم الشيخ ربيع وأمثاله لا يصدقون في غضبهم لابن باز وابن عثيمين والألباني ولا يصدقون في مدحهم وإن قالوا القصائد الرنانة في مدحهم وهذا مقتضى العقول والفطر السليمة ومناهجهم ومواقفهم وتربيتهم كلها تؤيد ذلك.))
فلا تهزنك أخي السلفي تهويشات وشبه هؤلاء الحزبيين، فإنهم لن يرضوا عنكم حتى تتبعوا ملتهم، وتكونوا من أهل الضلال والبدع.
((ثناء الشيخ ربيع على الشيخ ناصر الدين الألباني))
سأنقل هنا الذي أجده من كلام الشيخ ربيع المدخلي في الثناء على الإمام السلفي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حتى يعرفوا ما هو موقف الشيخ ربيع من شيخه الشيخ ناصر رحمه الله...
وقبل ذلك فسأنقل رد الشيخ ربيع على نفس تلك الشبهة التي تكلم به أبو السفالات في مقاله الأخير...
قال الشيخ في دفع بغي عدنان إجابة على سؤال وجه إليه هذا نصه:
السؤال العشرون :
ما تعليقكم حفظكم الله على قوله الآتي – أحسن الله إليكم - :
« والله العظيم قال هذا الرجل المتكبر على الألباني قال : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني، فكيف يرضى بالتحاكم ؟ كيف يرضى، ما يرضى ؟ ».
الجـواب :
((أقول نحن يربطنا بالألباني عقيدة ومنهج، ونحن نجلُّه ونحترمه لعقيدته وعلمه ومنهجه الصحيح، وتصديه لأهل الباطل ولأهل البدع ورميُ أهل البدع إياه عن قوسٍ واحدة ؛ لأنه تصدى لأباطيلهم، وكر عليها بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نعرف هذا له.
وهذا الكلام الذي قلته : " سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني " :
قلته في خلال الدفاع عنه، ورد الطعون عليه، وهذا شريط مسجل فليسمعه من يريد أن يعرف الحقيقة وهو منتشر.
وهل عدنان يردد هذا الكلام صادقاً ؟ ومن منطلق الغيرة على السنة وعلى الألباني، أو هو استغلالٌ ماكر، إن التصاقه بالألباني استغلالٌ ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن منهج الألباني.
لأن منهج الألباني محاربة البدع صغيرها وكبيرها، وهذا يدافع عنها ويضع القواعد لحماية أهل البدع، ويمشي مع أهل البدع ويمشي مع الحزبيين، بل يمشي في ظني مع أشد أعداء الألباني، ورأيت شيئاً في كلام عدنان يدل على هذه الصلة، ومنها أنهم يمدونه بأشرطة لا يمكن أن يعلمها، موجودة عند أناسٍ من رؤوس الحدادية الذين سبوا الألباني سباً شديداً وافتروا عليه، وأنه عدوٌ لمحمد ابن عبد الوهاب وعدوٌ لدعوته وعدوٌ لهذه الدولة و وإلى آخره، هؤلاء يمدونه بمعلومات لا يعرفها أعرف أنها من عندهم، وما سمعنا له كلمة لا في شريط ولا في كتاب يواجه بـها هؤلاء الذين يعادون الألباني.
عرضت هذه المقولة على تلاميذ الألباني.
أما تلاميذ الألباني قالوا : " هذا لا شيء فيه ".
وعدنان يريد أن يهوّل ويريد الفتنة، وهذا من الأدلة أنه يتقصد الفتنة قصداً ويتقصد التحريش تقصداً.
وإلا لو كان صادقاً حبه واحترامه للألباني لرد على أعدائه الذين ألفوا فيه الكتب يطعنون فيه ويقولون أنه يطعن في دعوة محمد بن عبد الوهاب ويطعن ويطعن إلى آخره، ويعرفهم أسميهم له :
" با شميل، موسى الدويش، العسكر " يرد عليهم، وغيرهم من الذين كتبوا وأعلنوا، يرد عليهم الآن إن كان صادقاً وإن كان شجاعاً، وإن كانت الدنيا فتنة، الدنيا لا تهز ظفره يرد عليهم، فإن لم يرد عليهم فهو صديقهم ومتمالىء معهم ويمدونه بالمعلومات التي أظن أنهم أمدوه بـها، فإن سكت ولم يرد عليهم فالأمر كما ذكرت أنا. ))
وقال الشيخ ربيع في كتابه أضواء إسلامية عمن تكلم على سيد قطب في مسألة تكفير المجتمعات:
((وقاومه العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، وكثير من علماء المسلمين)).
وقال في رده على بكر أبي زيد في الحد الفاصل:
((أقول: إني أرسلت الكتاب المذكور إلى عدد من العلماء ومنهم شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ زيد محمد هادي المدخلي والشيخ أحمد يحيى نجمي، والشيخ بكر أبو زيد راغبا في إبداء ملاحظاتـهم على أخطاء إن كانت حصلت مني، كما هو شأن البشر الذين لم تعط العصمة لأحد منهم إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ ولم أطلب من أحد منهم القضاء على هذا الكتاب المبارك الذي امتاز والحمد لله بالصدع بالحق ونصرته ودحض الباطل وإزهاقه)).
وقال في الحد الفاصل فيمن انتقد سيد قطب:
((وانتقده الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في وحدة الوجود))
وقال أيضا في الحد الفاصل:
((أولا: إني لست الرجل الوحيد الذي أدان سيدا بالقول بوحدة الوجود، فإن هناك علماء قد أدانوه بالقول بوحدة الوجود ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.))
وقال في بيان فساد المعيار:
((وقد أطلق علماء المسلمين هذا اللقب على كثير من العلماء ومنهم ابن عباس حبر الأمة، ولعل هذا هو وجه إطلاق مثل سماحة الشيخ ابن باز والعلامة الألباني وغيرهما من العلماء لقب دكتور على من يحمل هذا اللقب)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار خلال حديثه عن كتاب الباعث الحثيث :
((أقول عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء وأخشى أنك لم تعرف من الكتاب إلا العنوان فهذا الكتاب أنا والحمد لله من أعرف الناس به فقد درسته في الجامعة الإسلامية على يدي الشيخين الألباني ثم الشيخ عبد الغفار حسن، وحفظت لعلي أكثره، ثم درسته في قسم الدراسات بجامعة أم القرى على يدي الشيخ محمد أمين المصري)).
وقال في بيان فساد المعيار:
((1 ـ هكذا ساق هذا الكلام الكثير الطويل ولم يأت بحجة واحدة لإعادة هيبة الصحيح، اللهم إلا إذا تسامحنا فسمينا الافتراء والكذب حجة وهو ما افتراه هو أو أحد أحلاس حزبيته أو خرافته على ربيع من الطعن في الشيخ الألباني الذي يحاربه الحزبيون ويحاربون كل إخوانه وتلاميذه من أهل المنهج السلفي، ويسقطون منازلهم وفتاواهم في كل حادثة، ويلتفون حول أئمة الضلال والبدع ينصرونهم وينصرون حزبيتهم وفتاواهم القائمة على الجهل والهوى ومحاربة أهل السنة، ومحاولة إسقاطهم وإسقاط فتاواهم ويتظاهرون تظاهراً كاذباً ـ يعرفه كل من عرف حقيقتهم وحقيقة واقعهم ومناهجهم الفاسدة ـ باحترام بعض علماء السنة كسماحة الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين لمآرب سياسية خسيسة، كتصيد الشباب السلفي بذلك، ثم إسقاط من عداهم بحيث لو مات هؤلاء الثلاثة لا يبقى في الساحة إلا من أسقطوهم باسم الجهل بالواقع وباسم العمالة والجاسوسية وغيرها من الطعون الخبيثة التي يتحاشاها حتى أعداء الإسلام ويأنفون منها.
وكل السلفيين والحمد لله يعرفون تقدير ربيع لعلماء المنهج السلفي وطلابه وتقدير الألباني وغيره والذب عنهم، وهذه كتبه وأشرطته ومواقفه واضحة وضوح الشمس في ذلك، فلا تظن أيها النكرة أنك قد نلت مأربك الهابط بمثل هذه الأكذوبة التي لا يقل إسنادك فيها عن أسانيد الروافض والخرافيين من أحلاس التصوف)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار:
((2 ـ كذبه علي بما نسبه إليَّ من طعن في محدث العصر الشيخ الألباني)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار:
((أما توثيق يزيد بن محمد بن عبد الصمد فهو معارض بجرح أبي حاتم وهو جرح مفسر من إمام من أئمة الجرح والتعديل، هذا ما أدى إليه البحث، والمسألة معروضة على أهل الحديث أمثال سماحة العلامة الشيخ ابن باز والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والحق ضالة المؤمن.))
وقال فيه أيضا:
((ثالثاً : أنا ولله الحمد من دهر أنكر منهج الموازنات على من يستخدمه للدفاع عن أهل البدع، ثم لما طُرحت المؤلفات وانتشرت الدعايات لهذا المنهج الباطل ألجئت إلى التأليف في دحضه، فألفت كتابين فكان فيهما من الحجج والبراهين ما يثلج صدور أهل السنة المعاصرين ولله الحمد، وقد أيدوه لأنه الحق ومنهج السلف، وعلى رأس المؤيدين الشيخ ابن باز والألباني والفوزان والعباد.
وقد شرق به أهل البدع الذين يتمسحون بمنهج السلف ويتظاهرون باحترام علماء السنة المعاصرين أو بعضهم، وواقعهم بخلاف ذلك وكتب شيخهم مشحونة بطعنهم وتشويههم)).
وفيه أيضا:
((ثالثاً : فيما يتعلق بمنهج النقد، فقد ذكرت غير مرة تأييد علماء السنة في هذا العصر لمنهج النقد الذي وضحته في عدد من كتبي، مثل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز السلمان والشيخ الألباني والشيخ أحمد بن يحيى النجمي والشيخ زيد بن محمد هادي.
فليرجع من شاء إلى مقدمة كتابي (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ومقدمة كتابي (النصر العزيز) ليتأكد من هذا، وليتأكد أن هذا هو منهج أهل السنة والجماعة الذي ساروا عليه في النقد في كتب الرجال وفي كتب العقائد وغيرها، وأنه لا يمكن التمييز بين أهل الحق والباطل والسنة والبدعة، ولا التمييز بين صحيح الأحاديث وضعيفها إلا بهذا المنهج؛ بل لا يذاد عن الإسلام والسنة إلا به.
وأخيراً فلقد طعن الشيخ الألباني مرات في منهج الموازنات وبَيَّن أن منهج النقد الصحيح عند أهل السنة هو الذي يسير عليه ربيع بن هادي.
ومن آخر ما صدع به الشيخ الألباني في هذا الصدد النص الآتي :
ثم نقل الشيخ نص كلام الألباني....))
وقال في نفس الكتاب السابق:
((وللشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ كتاب سماه (التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل) استدرك فيه على العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني أحاديث وآثاراً صرح الشيخ الألباني بأنه لم يقف عليها حين كتابته لهذا التخريج العظيم (إرواء الغليل) فلم يهوِّل عليه الشيخ صالح ؛ بل استدرك عليه بكل وقار وأدب واحترام، والشيء من معدنه لا يستغرب)).
وقال في كتاب النصر العزيز:
(( المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ورد في ضمن سؤال وجه إلى العلامة المحدث السلفي الأثري الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني ما مفاده :
((أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخ ومن ذكر معه أنه على الخط السلفي؟
فأجاب الشيخ ـ حفظه الله ـ :
أولاً : بمقدمة قال فيها : ((نحن بلا شك نحمد الله ـ عز وجل ـ أن سخَّر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ؛ دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي، الذي قلَّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين [الشيخ ربيع والشيخ مقبل] الداعيين إلى الكتاب والسنة، وماكان عليه السلف الصالح، ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح؛ هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شئ من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـ إما جاهل فيُعَلَّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره،ونطلب من الله ـ عز وجل ـ إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره)).
وقال في النصر العزيز:
((فقد كان من حظنا جميعاً تلقي العلم على علماء لم يحصل على الأخذ عنهم إلا لقليل ممن التحق بالجامعة الإسلامية في سنواتها الأولى فكان من هؤلاء ……:
3 ـ وفي مادة الحديث، محدث العصر المعروف بعلمه وفضله، وسعة صدره في نقاش أهل الشبه، وصاحب المنهج السليم في التصفية والتربية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقد غرس في قلوب طلابه حب السنة والعمل بها، والذب عنها))
وقال أيضا في النصر العزيز:
((ولابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وابن باز والألباني مسائل نخالفهم فيها وابن عثيمين والفوزان وهم عندنا من أئمة الإسلام)).
وقال في أيضا:
((1ـ إن الخلاف الواقع بين عبد الرحمن وبين علماء المنهج السلفي وعلى رأسهم الشيخ ابن باز والشيخ الألباني إنما هو في تحريم التفرق أو جوازه، فالكتاب والسنة والإجماع وما عليه أهل المنهج السلفي ومنهم ابن باز والألباني تحريم التفرق والتحزب في هذه الأمة وفي غيرها من أتباع الأنبياء وحتى كثير من الخرافيين يحرمون هذا التفرق والتحزب)).
وقال أيضا:
((ثالثاً- أنك ألفت كتباً عديدة في السياسة وفقه الواقع لك فيها آراء كثيرة خارجة عن منهج الكتاب والسنة وينتقدك فيها كثير من العلماء وطلاب العلم ومنهم الشيخ الألباني فكم من الأشرطة انتقد فيها سياستك ودعوتك وقد صرح غير مرة بأنك تسير في أقوالك ومواقفك على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة)).
وقال في انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية:
((وأنا أسأل عدنان، لماذا آثرت ذكر سيد قطب على الكثير من أئمة الإسلام والسنة حقاً، ومنهم مالك وأحمد والأوزاعي والشافعي والآجـري واللالكائي وابن خزيمة وابن جرير وعبد الغني المقدسي وابن القيـم وابـن عبــد الهادي ومحمد بن عبد الوهاب وأبناؤه وتلاميذه والشيخ السعدي والشيخ ابن باز وإخوانه والألباني والشوكاني والصنعاني ومحمد حامد الفقي وعبد الرحمن الوكيل ومحمد خليل هراس وعبد الرزاق حمزة وأبو السمح وعلماء أهل الحديث في الهند وباكستان وغير هؤلاء من أهل السنة المحضة؟)).
وقال فيه أيضا:
((لماذا نسيت علماء السنة الذين هم عقيدةً ومنهجاً وواقعاً أعظم الناس تأصيلاً صحيحاً، وأعظم الناس وقوفاً في وجه ما تذكر، ومنهم الشيخ العلامة الألباني، فهو الذي علم الناس فعلاً الحرب على الانتخابات والانقلابات والإضرابات، لا سيد قطب ولا غيره من أهل البدع، وما عرفنا الألباني إلا وهو ضد هذه الضلالات)).
وقال في معرض رده على عدنان:
((تضخم هذه الأصول وتدعي أن الأمة ضلت بفقدانها، فنحن لا نؤمن بهذه الأصول والأمة من قرون لا تعرفها بما فيها أهل الحديث الطائفة المنصورة،
فنحن الآن وهم من قبلنا وشيوخ السلفيين المعاصرين بما فيهم الألباني وابن باز ضالون بفقدان هذه الأصول، لأنهم لم يعرفوها ولا حاولوا إخراج الناس من الضلال بهذه الأصول، إن كانوا فهموها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لكنهم كتموها.!!!!!
أليست هذه الدعاوى تفوق دعاوى الجهمية والمعتزلة والصوفية وغيرهم من أهل البدع)).
وقال في دفع بغي عدنان:
((فإن الألباني يُحسد، ولكن يحسده أهل الشر من أهل البدع والمتعصبين للمذهبية العمياء، وأما أهل السنة فهم يعتزون به، ومنهم ربيع ويتمنون الألوف من أمثاله في الدنيا، فلا يحسدونه ولا يحسدون ابن باز ولا يحسدون أحداً من أعلام السنة، إنما يعتزون بـهم ويؤازرونهم ويناصرونهم ويشجعونهم على حمل لواء السنة، وعدنان على ماذا يحسد ؟ على ماذا يحسد ؟)).
وقال أيضا في المصدر السابق:
((الحمد لله الدعوة السلفية انتشرت في الأرض وامتلأت أوروبا وأمريكا بكثيرٍ من الشباب السلفي السائر على منهج السلف، والسبب في هذا –ولله الحمد- جهود السلفيين في العالم من المملكة وعلى رأسهم ابن باز، بجامعاتهم ومدارسهم ونشرهم للكتب في العالم، وجهود الشيخ الألباني وتلاميذه وجهود إخواننا أهل الحديث والسلفيين في الهند وباكستان وبنجلاديش و السودان وغيرها منتشرين في دول أوربا وأمريكا ينشرون دعوة الله – تبارك وتعالى )).
وقال في رده على الغزالي:
((ومن شاء استيفاء هذا البحث فعليه أن يرجع إلى كتاب ((الآيات البينات في عدم سماع الأموات)) للعلامة نعمان الآلوسي بتحقيق العلامة ناصر الدين الألباني فإنه كتاب قيم وزاده قيمة تقديم الشيخ الألباني له وتحقيقه وتخريج أحاديثه وإضافاته العلمية القيمة جزاهما الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.))
وقال في شريط التمسك بالمنهج السلفي:
((وأنا كنت أراقب وأرصد امتداد هذه الدعوة السلفية في العالم، كان أهل الجزائر يتجهون إلى الشيخ ابن باز وإلى الشيخ ابن عثيمين وإلى الشيخ الألباني إلى أئمة المنهج السلفي يكاد يطبق أهل الجزائر على هذا المنهج)).
وقال في إجابة له في شريط على سؤال:
((إن الشيخ الألباني – رحمه الله – إمام كبير في السلفية والسنة ومحاربة البدع، وقدم جهودا عظيمة لهذه الأمة، مما تعجز أن تقوم به الدول، وقد أنشأت كثير من الدول مشروعات لخدمة السنة، لكنها عجزت أن تلحق بهذا الرجل، الذي هيأه الله لتجديد الدين في هذا العصر، ولقد كان الشيخ الألباني مع علماء الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ ابن باز على غاية من المحبة والتواد والتواصل ولم يطعن بعضهم في بعض بل زكى بعضهم بعضا وأيد بعضهم بعضا،ولقد كانت الأحزاب تتمسح به لتكسب من وراءه جماعات وجماعات و أشياء أخر، ولما مات قام هؤلاء ينسبونه إلى الإرجاء ! والشيخ الألباني معروف بمحاربة البدع من كبيرها إلى صغيرها ومن ألفها إلى يائها ويؤلف كثيرا من الكتب فألف كتابا في الصلاة وتعرض لبدع الصلاة وألف كتابا في الحج وتعرض لبدع الحج و ألف كتابا في الجنائز وتعرض لبدع الجنائز، ويفند هذه البدع ويحاربها أشد الحرب، كما حارب الفرق وانحرافاتها من الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة، وحارب الإرجاء بالأخص محاربة لا هوادة فيها ولم يجامل فيه لا الطحاوي ولا ابن أبي العز السلفي – رحمهم الله – وهذه كتبه وأشرطته تنضح بمحاربة هذه المناهج الفاسدة كما حارب البدع الأخرى، ولما مات الألباني – رحمه الله – وثب القطبيون الذين جندوا أنفسهم لمحاربة المنهج السلفي ومن يرفع رايته، فإن هؤلاء القطبيين اتباع سيد قطب الذي يقول بالحلول وبوحدة الوجود ويرفع راية الرفض وراية الخوارج، بل كل ما ترونه من الفتن والدماء والمشاكل التي في العالم الإسلامي اليوم كلها تنبثق من منهج هذا الرجل، ومع هذا كله، ينتصرون له، ويطعنون في إمام السنة ويرمونه بالإرجاء ! أما سيد قطب فعنده كل هذه البدع وما هو أشد منها مما هو أخبث من الإرجاء بمراحل ومراحل فلم ينتقدوه بل استماتوا في الذب عنه، ولم يقبلوا أحدا أن ينتقده ! أرأيتم لو أن هؤلاء يحبون الحق وينتصرون له أيدافعون عن سيد قطب ويحاربون من أجله ثم يذهبون إلى إمام السنة ويرمونه بالإرجاء ؟ فهؤلاء أهل الأهواء قد أثاروا الفتن، أما المشايخ في الرياض الفوزان والمفتي من أئمة السلفية وهم إخوان للألباني، والجميع متفقون في محاربة الإرجاء، وكلهم يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد والإيمان يزيد وينقص، يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان، فأما المرجئة الآن فهم يملؤون الأرض، فلماذا لم يحاربوا هؤلاء الذين يخرجون العمل من الإيمان ويقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص و إن إيمان أفسق الناس وأفجرهم كإيمان جبريل – عليه السلام – !؟ فهذا كله مما يحاربه الألباني وتلاميذه، لكن وللأسف تراهم يصيحون المرجئة الإرجاء! وكل هذا دجل منهم وكذب وما هذا إلا تفريقاً للسلفيين وضرب بعضهم ببعض ونصرة لمنهج سيد قطب الذي يعتبر من أخطر المناهج منهجا، فقد ضم في منهجه كل أصول الفساد وأصول الضلال فقد رفع راية الخروج وراية الجبر وراية التصوف وراية المعتزلة وراية الرفض وما ترك أصلا من أصول السنة ألا دمره وقام على أنقاضه هذه الأصول الفاسدة ومع هذا فهو مقدس ومنهجه مقدس عندهم وكتبه مقدسة فإياكم ثم إياكم إن كنتم تريدون الله والدار الآخرة ونصرة الإسلام أن تنطوي عليكم ألاعيب هؤلاء و خداعهم. لأنهم والله ما نصروا الحق، بل قد وضعوا المناهج لمحاربة أهل السنة كمنهج الموازنات وغيرها من المناهج الفاسدة التي تؤيد الباطل وتحمي أهلها وتؤيد البدع وتحمي أهلها، وتناهض منهج أهل السنة والجماعة، ولقد اخترعوا من البدع والأصول الفاسدة ما لم يخطر ببال أشد الفرق بعداً عن الإسلام وعتواً في الضلال، فانتبه من هؤلاء، فإنهم والله ما ركضوا لنصرة الإسلام ولو ركضوا لنصرة الإسلام ما فعلوا هذه الأفاعيل، وأعود فأقول إن الألباني ليس بمرجئ، وإخوانه في الرياض وفي غيرها من السلفيين في العالم كلهم على منهج واحد في حرب البدع بما فيها الإرجاء، وقد بينت لكم أن الألباني مع أهل السنة والجماعة في أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية إلى آخر ما يتصل بهذا الأصل وما ينافيه، فكيف يعد مرجئاً ! ما هذا إلا افتراء وكذب وانتصار للباطل وأهله فحذار حذار من أن تنخدع بهؤلاء.))
وبهذا يظهر لنا موقف علمائنا بعضهم من بعض، ويظهر لنا جليا موقف الشيخ العلامة ربيع المدخلي من شيخه العلامة محمد ناصر الدين الألباني، فما رأى رحمه الله من الشيخ ولا رأى الشيخ ربيع من شيخه إلا كل تقدير واحترام، وتبـادلا في حياتهما الود والنصيحة والذب كلٌّ عن أخيه.
وإن كان قد يحصل منهما انتقاد للآخر فإنما هو نصح وإرشاد وتوجيه، لا قدح ولا ثلب ولا تنقيص، لذلك تجد أن ملاحظات كل منهما على أخيه تدبج بالثناء وتطرز بالتبجيل.
وأختم مقالي هذا بنقل بعض ثناء الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني على تلميذه العلامة ربيع بن هادي المدخلي.
(( ثناء العلامة المحدث الألباني على الشيخ ربيع المدخلي))
جاء في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني) مايلي :
وجه سؤال إلى الشيخ الألباني ما مفاده : انه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين / ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
((نحن بلا شك نحمد الله _ عز وجل _ أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين ( الشيخ ربيع والشيخ مقبل) الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لايخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى …
إما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله _ عز وجل _ إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره)).
ثم قال الشيخ _ رحمه الله _ : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
وأيضاً جاء في شريط ( الموازنات بدعة العصر للألباني) المزيد من الثناء على الشيخ ربيع، حيث قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية :
((وباختصار أقول إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لايردُّون بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً إنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب أما أنه لايوازن فهذا كلام هزيل جداً لايقوله إلا أحد رجلين إما جاهل فينبغي أن يتعلم وإما رجل مغرض فهذا لاسبيل لنا عليه إلا أن ندعوا الله له أن يهديه سواء الصراط.))
وقال أيضاً معلقاً على خاتمة كتاب ( العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم):
" كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شئ من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خيراً أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام ".
هذا آخر ما تيسر لي جمعه والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.
يطعن في الشيخ الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإن من علامات أهل الأهواء والبدع حربهم الضروس على أهل السنة، فهم لا يهدءون ولا تقر لهم عين حتى يترك أهل السنة السنة ويرتموا في أحضان أهل البدع كحالهم.
ومما نشروه في هذه الأزمان عن إمام من أئمة السنة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي، قول الشيخ ربيع : سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني، وقد تولى كبر هذه الحرب وهذه الأكاذيب الضال عبدالرزاق الشايجي أهلكه الله، ويتناقل أقواله من هو مثله في اتباع الهوى.
ومن يكن الغراب له دليلا …. يمر به على جيف الكلاب
وقد أجاب الشيخ ربيع –حفظه الله- قديماً عن هذا الكلام وعن زعم أهل الأهواء أنه طعن في الشيخ الألباني، ولكنها حمية وغيرة كاذبة تدل عليه مواقفهم المشهورة من طعنهم في الشيخ الألباني ووقوفهم مع خصوم الشيخ الألباني وتلاميذه.
والشيخ ربيع حفظه الله معروف عنه دفاعه المستميت عن أهل السنة جميعا وعلى رأسهم الشيخ الألباني، فهو الذي وقف في وجه الحداد وأتباعه وهو الذي رد على عبداللطيف باشميل وحذر منه، وقد كانت أكثر ثورة هؤلاء الحدادية على الشيخ ناصر الدين الألباني، ولم نر من أهل الأهواء كتابا واحدا أو شريطا واحدا في ذبهم عن الشيخ الألباني.
ولكن هؤلاء كما قلت سابقا وأقوله الآن :
إنه يصدق فيكم تماما قول القائل :(( أتسألون عن دم البعوض وتقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
نعم ينطبق عليكم تماما، فأنتم تمسكتم بهذه الكلمة وتريدون من ورائها إسقاط الشيخ ربيع وتبديعه وتضليله، ونحن إذا عرضنا عليكم ضلالات سيد قطب وأباطيله من تكفيره للمجتمعات وقوله بخلق القرآن وأن الدين والفن صنوان وسبه لأصحاب رسول الله وثنائه على ثورة ابن سبأ على عثمان، وقوله إن الإسلام يصوغ من المسيحية والاشتراكية مزيجا كاملا، وضلالات غيره من أهل البدع أخذتم تتعذرون وتكذبون وتجمعون الحسنات وتردون الحق وتسبون أهله وأصحابه.
فالموازين عندكم على أهوائكم والمقاييس على ما تشتهون فمن كان على منهجكم التكفيري القطبي لا يضره ذنب بل ولا كفر أما من كان على منهج أهل السنة ومحارب لأهل البدع بشتى فرقهم وطوائفهم فحسناته عندكم مهدورة وتبنون مما تظنون أنه خطأ جبلا عظيما.
أترون القذاة في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم.
ولكن الله سبحانه وعد عباده بالنصر والعاقبة والتمكين وأن حزبه هم الغالبون، وجعل الصغار والعذاب على من خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع غير سبيل المؤمنين.
والآن سأنقل الجواب عن تلك الشبهة بنصه:
((أما قولهم:. {سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني }.
نقول بأن الشيخ ربيع كان في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له.
ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ ربيع مأخوذة من الألباني فقال مفنداً لهذه الدعوى التي لا يقصد منها الخصوم إلا الطعن، إننا عرفنا السلفية والحمد لله من قبل أن نعرف الشيخ الألباني ويقصد بذلك ما عليه علماء المنهج السلفي في هذه البلاد الطيبة وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وتلامذته والشيخ القرعاوي رحمه الله وتلامذته.
وأن الشيخ يخالفهم في بعض الفتاوى وإن كان مجتهداً فإن الشيخ ربيع يرى أن الصواب في هذه المسائل مع علماء هذه البلاد ومن هنا قال أن سلفيتنا أقوى من سلفية الشيخ الألباني.
ولقد بلغت هذه الكلمة الشيخ الألباني وتلامذته فلم يغضبهم ذلك بل قالوا قول العقلاء المنصفين أن هذه وجهة نظر وليس فيها طعن والحمد لله.
ثم كيف يصدق العاقل أن هؤلاء الخصوم للمنهج السلفي وأهله قد غضبوا لأهله وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها انتصاراً لأهله.
فالعاقل إذا شاهد قبورياً يغضب لابن تيمية ويدعي على مثل ابن باز وابن عثيمين وأمثالهما أنهم يسبون ابن تيمية فلا يصدقهم أبداً. وإذا سمع رافضياً يزمجر غضباً لأبي بكر وعمر فلا يصدقه أحدٌ أبداً حتى يلج الجمل في سم الخياط، وهكذا خصوم الشيخ ربيع وأمثاله لا يصدقون في غضبهم لابن باز وابن عثيمين والألباني ولا يصدقون في مدحهم وإن قالوا القصائد الرنانة في مدحهم وهذا مقتضى العقول والفطر السليمة ومناهجهم ومواقفهم وتربيتهم كلها تؤيد ذلك.))
فلا تهزنك أخي السلفي تهويشات وشبه هؤلاء الحزبيين، فإنهم لن يرضوا عنكم حتى تتبعوا ملتهم، وتكونوا من أهل الضلال والبدع.
((ثناء الشيخ ربيع على الشيخ ناصر الدين الألباني))
سأنقل هنا الذي أجده من كلام الشيخ ربيع المدخلي في الثناء على الإمام السلفي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حتى يعرفوا ما هو موقف الشيخ ربيع من شيخه الشيخ ناصر رحمه الله...
وقبل ذلك فسأنقل رد الشيخ ربيع على نفس تلك الشبهة التي تكلم به أبو السفالات في مقاله الأخير...
قال الشيخ في دفع بغي عدنان إجابة على سؤال وجه إليه هذا نصه:
السؤال العشرون :
ما تعليقكم حفظكم الله على قوله الآتي – أحسن الله إليكم - :
« والله العظيم قال هذا الرجل المتكبر على الألباني قال : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني، فكيف يرضى بالتحاكم ؟ كيف يرضى، ما يرضى ؟ ».
الجـواب :
((أقول نحن يربطنا بالألباني عقيدة ومنهج، ونحن نجلُّه ونحترمه لعقيدته وعلمه ومنهجه الصحيح، وتصديه لأهل الباطل ولأهل البدع ورميُ أهل البدع إياه عن قوسٍ واحدة ؛ لأنه تصدى لأباطيلهم، وكر عليها بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نعرف هذا له.
وهذا الكلام الذي قلته : " سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني " :
قلته في خلال الدفاع عنه، ورد الطعون عليه، وهذا شريط مسجل فليسمعه من يريد أن يعرف الحقيقة وهو منتشر.
وهل عدنان يردد هذا الكلام صادقاً ؟ ومن منطلق الغيرة على السنة وعلى الألباني، أو هو استغلالٌ ماكر، إن التصاقه بالألباني استغلالٌ ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن منهج الألباني.
لأن منهج الألباني محاربة البدع صغيرها وكبيرها، وهذا يدافع عنها ويضع القواعد لحماية أهل البدع، ويمشي مع أهل البدع ويمشي مع الحزبيين، بل يمشي في ظني مع أشد أعداء الألباني، ورأيت شيئاً في كلام عدنان يدل على هذه الصلة، ومنها أنهم يمدونه بأشرطة لا يمكن أن يعلمها، موجودة عند أناسٍ من رؤوس الحدادية الذين سبوا الألباني سباً شديداً وافتروا عليه، وأنه عدوٌ لمحمد ابن عبد الوهاب وعدوٌ لدعوته وعدوٌ لهذه الدولة و وإلى آخره، هؤلاء يمدونه بمعلومات لا يعرفها أعرف أنها من عندهم، وما سمعنا له كلمة لا في شريط ولا في كتاب يواجه بـها هؤلاء الذين يعادون الألباني.
عرضت هذه المقولة على تلاميذ الألباني.
أما تلاميذ الألباني قالوا : " هذا لا شيء فيه ".
وعدنان يريد أن يهوّل ويريد الفتنة، وهذا من الأدلة أنه يتقصد الفتنة قصداً ويتقصد التحريش تقصداً.
وإلا لو كان صادقاً حبه واحترامه للألباني لرد على أعدائه الذين ألفوا فيه الكتب يطعنون فيه ويقولون أنه يطعن في دعوة محمد بن عبد الوهاب ويطعن ويطعن إلى آخره، ويعرفهم أسميهم له :
" با شميل، موسى الدويش، العسكر " يرد عليهم، وغيرهم من الذين كتبوا وأعلنوا، يرد عليهم الآن إن كان صادقاً وإن كان شجاعاً، وإن كانت الدنيا فتنة، الدنيا لا تهز ظفره يرد عليهم، فإن لم يرد عليهم فهو صديقهم ومتمالىء معهم ويمدونه بالمعلومات التي أظن أنهم أمدوه بـها، فإن سكت ولم يرد عليهم فالأمر كما ذكرت أنا. ))
وقال الشيخ ربيع في كتابه أضواء إسلامية عمن تكلم على سيد قطب في مسألة تكفير المجتمعات:
((وقاومه العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، وكثير من علماء المسلمين)).
وقال في رده على بكر أبي زيد في الحد الفاصل:
((أقول: إني أرسلت الكتاب المذكور إلى عدد من العلماء ومنهم شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ محمد أمان الجامي، والشيخ زيد محمد هادي المدخلي والشيخ أحمد يحيى نجمي، والشيخ بكر أبو زيد راغبا في إبداء ملاحظاتـهم على أخطاء إن كانت حصلت مني، كما هو شأن البشر الذين لم تعط العصمة لأحد منهم إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ ولم أطلب من أحد منهم القضاء على هذا الكتاب المبارك الذي امتاز والحمد لله بالصدع بالحق ونصرته ودحض الباطل وإزهاقه)).
وقال في الحد الفاصل فيمن انتقد سيد قطب:
((وانتقده الشيخ السلفي محمد ناصر الدين الألباني في وحدة الوجود))
وقال أيضا في الحد الفاصل:
((أولا: إني لست الرجل الوحيد الذي أدان سيدا بالقول بوحدة الوجود، فإن هناك علماء قد أدانوه بالقول بوحدة الوجود ومنهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.))
وقال في بيان فساد المعيار:
((وقد أطلق علماء المسلمين هذا اللقب على كثير من العلماء ومنهم ابن عباس حبر الأمة، ولعل هذا هو وجه إطلاق مثل سماحة الشيخ ابن باز والعلامة الألباني وغيرهما من العلماء لقب دكتور على من يحمل هذا اللقب)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار خلال حديثه عن كتاب الباعث الحثيث :
((أقول عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء وأخشى أنك لم تعرف من الكتاب إلا العنوان فهذا الكتاب أنا والحمد لله من أعرف الناس به فقد درسته في الجامعة الإسلامية على يدي الشيخين الألباني ثم الشيخ عبد الغفار حسن، وحفظت لعلي أكثره، ثم درسته في قسم الدراسات بجامعة أم القرى على يدي الشيخ محمد أمين المصري)).
وقال في بيان فساد المعيار:
((1 ـ هكذا ساق هذا الكلام الكثير الطويل ولم يأت بحجة واحدة لإعادة هيبة الصحيح، اللهم إلا إذا تسامحنا فسمينا الافتراء والكذب حجة وهو ما افتراه هو أو أحد أحلاس حزبيته أو خرافته على ربيع من الطعن في الشيخ الألباني الذي يحاربه الحزبيون ويحاربون كل إخوانه وتلاميذه من أهل المنهج السلفي، ويسقطون منازلهم وفتاواهم في كل حادثة، ويلتفون حول أئمة الضلال والبدع ينصرونهم وينصرون حزبيتهم وفتاواهم القائمة على الجهل والهوى ومحاربة أهل السنة، ومحاولة إسقاطهم وإسقاط فتاواهم ويتظاهرون تظاهراً كاذباً ـ يعرفه كل من عرف حقيقتهم وحقيقة واقعهم ومناهجهم الفاسدة ـ باحترام بعض علماء السنة كسماحة الشيخ ابن باز والألباني وابن عثيمين لمآرب سياسية خسيسة، كتصيد الشباب السلفي بذلك، ثم إسقاط من عداهم بحيث لو مات هؤلاء الثلاثة لا يبقى في الساحة إلا من أسقطوهم باسم الجهل بالواقع وباسم العمالة والجاسوسية وغيرها من الطعون الخبيثة التي يتحاشاها حتى أعداء الإسلام ويأنفون منها.
وكل السلفيين والحمد لله يعرفون تقدير ربيع لعلماء المنهج السلفي وطلابه وتقدير الألباني وغيره والذب عنهم، وهذه كتبه وأشرطته ومواقفه واضحة وضوح الشمس في ذلك، فلا تظن أيها النكرة أنك قد نلت مأربك الهابط بمثل هذه الأكذوبة التي لا يقل إسنادك فيها عن أسانيد الروافض والخرافيين من أحلاس التصوف)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار:
((2 ـ كذبه علي بما نسبه إليَّ من طعن في محدث العصر الشيخ الألباني)).
وقال أيضا في بيان فساد المعيار:
((أما توثيق يزيد بن محمد بن عبد الصمد فهو معارض بجرح أبي حاتم وهو جرح مفسر من إمام من أئمة الجرح والتعديل، هذا ما أدى إليه البحث، والمسألة معروضة على أهل الحديث أمثال سماحة العلامة الشيخ ابن باز والعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والحق ضالة المؤمن.))
وقال فيه أيضا:
((ثالثاً : أنا ولله الحمد من دهر أنكر منهج الموازنات على من يستخدمه للدفاع عن أهل البدع، ثم لما طُرحت المؤلفات وانتشرت الدعايات لهذا المنهج الباطل ألجئت إلى التأليف في دحضه، فألفت كتابين فكان فيهما من الحجج والبراهين ما يثلج صدور أهل السنة المعاصرين ولله الحمد، وقد أيدوه لأنه الحق ومنهج السلف، وعلى رأس المؤيدين الشيخ ابن باز والألباني والفوزان والعباد.
وقد شرق به أهل البدع الذين يتمسحون بمنهج السلف ويتظاهرون باحترام علماء السنة المعاصرين أو بعضهم، وواقعهم بخلاف ذلك وكتب شيخهم مشحونة بطعنهم وتشويههم)).
وفيه أيضا:
((ثالثاً : فيما يتعلق بمنهج النقد، فقد ذكرت غير مرة تأييد علماء السنة في هذا العصر لمنهج النقد الذي وضحته في عدد من كتبي، مثل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز السلمان والشيخ الألباني والشيخ أحمد بن يحيى النجمي والشيخ زيد بن محمد هادي.
فليرجع من شاء إلى مقدمة كتابي (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ومقدمة كتابي (النصر العزيز) ليتأكد من هذا، وليتأكد أن هذا هو منهج أهل السنة والجماعة الذي ساروا عليه في النقد في كتب الرجال وفي كتب العقائد وغيرها، وأنه لا يمكن التمييز بين أهل الحق والباطل والسنة والبدعة، ولا التمييز بين صحيح الأحاديث وضعيفها إلا بهذا المنهج؛ بل لا يذاد عن الإسلام والسنة إلا به.
وأخيراً فلقد طعن الشيخ الألباني مرات في منهج الموازنات وبَيَّن أن منهج النقد الصحيح عند أهل السنة هو الذي يسير عليه ربيع بن هادي.
ومن آخر ما صدع به الشيخ الألباني في هذا الصدد النص الآتي :
ثم نقل الشيخ نص كلام الألباني....))
وقال في نفس الكتاب السابق:
((وللشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ كتاب سماه (التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل) استدرك فيه على العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني أحاديث وآثاراً صرح الشيخ الألباني بأنه لم يقف عليها حين كتابته لهذا التخريج العظيم (إرواء الغليل) فلم يهوِّل عليه الشيخ صالح ؛ بل استدرك عليه بكل وقار وأدب واحترام، والشيء من معدنه لا يستغرب)).
وقال في كتاب النصر العزيز:
(( المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ورد في ضمن سؤال وجه إلى العلامة المحدث السلفي الأثري الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني ما مفاده :
((أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخ ومن ذكر معه أنه على الخط السلفي؟
فأجاب الشيخ ـ حفظه الله ـ :
أولاً : بمقدمة قال فيها : ((نحن بلا شك نحمد الله ـ عز وجل ـ أن سخَّر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ؛ دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي، الذي قلَّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين [الشيخ ربيع والشيخ مقبل] الداعيين إلى الكتاب والسنة، وماكان عليه السلف الصالح، ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح؛ هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شئ من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـ إما جاهل فيُعَلَّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره،ونطلب من الله ـ عز وجل ـ إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره)).
وقال في النصر العزيز:
((فقد كان من حظنا جميعاً تلقي العلم على علماء لم يحصل على الأخذ عنهم إلا لقليل ممن التحق بالجامعة الإسلامية في سنواتها الأولى فكان من هؤلاء ……:
3 ـ وفي مادة الحديث، محدث العصر المعروف بعلمه وفضله، وسعة صدره في نقاش أهل الشبه، وصاحب المنهج السليم في التصفية والتربية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقد غرس في قلوب طلابه حب السنة والعمل بها، والذب عنها))
وقال أيضا في النصر العزيز:
((ولابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وابن باز والألباني مسائل نخالفهم فيها وابن عثيمين والفوزان وهم عندنا من أئمة الإسلام)).
وقال في أيضا:
((1ـ إن الخلاف الواقع بين عبد الرحمن وبين علماء المنهج السلفي وعلى رأسهم الشيخ ابن باز والشيخ الألباني إنما هو في تحريم التفرق أو جوازه، فالكتاب والسنة والإجماع وما عليه أهل المنهج السلفي ومنهم ابن باز والألباني تحريم التفرق والتحزب في هذه الأمة وفي غيرها من أتباع الأنبياء وحتى كثير من الخرافيين يحرمون هذا التفرق والتحزب)).
وقال أيضا:
((ثالثاً- أنك ألفت كتباً عديدة في السياسة وفقه الواقع لك فيها آراء كثيرة خارجة عن منهج الكتاب والسنة وينتقدك فيها كثير من العلماء وطلاب العلم ومنهم الشيخ الألباني فكم من الأشرطة انتقد فيها سياستك ودعوتك وقد صرح غير مرة بأنك تسير في أقوالك ومواقفك على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة)).
وقال في انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية:
((وأنا أسأل عدنان، لماذا آثرت ذكر سيد قطب على الكثير من أئمة الإسلام والسنة حقاً، ومنهم مالك وأحمد والأوزاعي والشافعي والآجـري واللالكائي وابن خزيمة وابن جرير وعبد الغني المقدسي وابن القيـم وابـن عبــد الهادي ومحمد بن عبد الوهاب وأبناؤه وتلاميذه والشيخ السعدي والشيخ ابن باز وإخوانه والألباني والشوكاني والصنعاني ومحمد حامد الفقي وعبد الرحمن الوكيل ومحمد خليل هراس وعبد الرزاق حمزة وأبو السمح وعلماء أهل الحديث في الهند وباكستان وغير هؤلاء من أهل السنة المحضة؟)).
وقال فيه أيضا:
((لماذا نسيت علماء السنة الذين هم عقيدةً ومنهجاً وواقعاً أعظم الناس تأصيلاً صحيحاً، وأعظم الناس وقوفاً في وجه ما تذكر، ومنهم الشيخ العلامة الألباني، فهو الذي علم الناس فعلاً الحرب على الانتخابات والانقلابات والإضرابات، لا سيد قطب ولا غيره من أهل البدع، وما عرفنا الألباني إلا وهو ضد هذه الضلالات)).
وقال في معرض رده على عدنان:
((تضخم هذه الأصول وتدعي أن الأمة ضلت بفقدانها، فنحن لا نؤمن بهذه الأصول والأمة من قرون لا تعرفها بما فيها أهل الحديث الطائفة المنصورة،
فنحن الآن وهم من قبلنا وشيوخ السلفيين المعاصرين بما فيهم الألباني وابن باز ضالون بفقدان هذه الأصول، لأنهم لم يعرفوها ولا حاولوا إخراج الناس من الضلال بهذه الأصول، إن كانوا فهموها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لكنهم كتموها.!!!!!
أليست هذه الدعاوى تفوق دعاوى الجهمية والمعتزلة والصوفية وغيرهم من أهل البدع)).
وقال في دفع بغي عدنان:
((فإن الألباني يُحسد، ولكن يحسده أهل الشر من أهل البدع والمتعصبين للمذهبية العمياء، وأما أهل السنة فهم يعتزون به، ومنهم ربيع ويتمنون الألوف من أمثاله في الدنيا، فلا يحسدونه ولا يحسدون ابن باز ولا يحسدون أحداً من أعلام السنة، إنما يعتزون بـهم ويؤازرونهم ويناصرونهم ويشجعونهم على حمل لواء السنة، وعدنان على ماذا يحسد ؟ على ماذا يحسد ؟)).
وقال أيضا في المصدر السابق:
((الحمد لله الدعوة السلفية انتشرت في الأرض وامتلأت أوروبا وأمريكا بكثيرٍ من الشباب السلفي السائر على منهج السلف، والسبب في هذا –ولله الحمد- جهود السلفيين في العالم من المملكة وعلى رأسهم ابن باز، بجامعاتهم ومدارسهم ونشرهم للكتب في العالم، وجهود الشيخ الألباني وتلاميذه وجهود إخواننا أهل الحديث والسلفيين في الهند وباكستان وبنجلاديش و السودان وغيرها منتشرين في دول أوربا وأمريكا ينشرون دعوة الله – تبارك وتعالى )).
وقال في رده على الغزالي:
((ومن شاء استيفاء هذا البحث فعليه أن يرجع إلى كتاب ((الآيات البينات في عدم سماع الأموات)) للعلامة نعمان الآلوسي بتحقيق العلامة ناصر الدين الألباني فإنه كتاب قيم وزاده قيمة تقديم الشيخ الألباني له وتحقيقه وتخريج أحاديثه وإضافاته العلمية القيمة جزاهما الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.))
وقال في شريط التمسك بالمنهج السلفي:
((وأنا كنت أراقب وأرصد امتداد هذه الدعوة السلفية في العالم، كان أهل الجزائر يتجهون إلى الشيخ ابن باز وإلى الشيخ ابن عثيمين وإلى الشيخ الألباني إلى أئمة المنهج السلفي يكاد يطبق أهل الجزائر على هذا المنهج)).
وقال في إجابة له في شريط على سؤال:
((إن الشيخ الألباني – رحمه الله – إمام كبير في السلفية والسنة ومحاربة البدع، وقدم جهودا عظيمة لهذه الأمة، مما تعجز أن تقوم به الدول، وقد أنشأت كثير من الدول مشروعات لخدمة السنة، لكنها عجزت أن تلحق بهذا الرجل، الذي هيأه الله لتجديد الدين في هذا العصر، ولقد كان الشيخ الألباني مع علماء الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ ابن باز على غاية من المحبة والتواد والتواصل ولم يطعن بعضهم في بعض بل زكى بعضهم بعضا وأيد بعضهم بعضا،ولقد كانت الأحزاب تتمسح به لتكسب من وراءه جماعات وجماعات و أشياء أخر، ولما مات قام هؤلاء ينسبونه إلى الإرجاء ! والشيخ الألباني معروف بمحاربة البدع من كبيرها إلى صغيرها ومن ألفها إلى يائها ويؤلف كثيرا من الكتب فألف كتابا في الصلاة وتعرض لبدع الصلاة وألف كتابا في الحج وتعرض لبدع الحج و ألف كتابا في الجنائز وتعرض لبدع الجنائز، ويفند هذه البدع ويحاربها أشد الحرب، كما حارب الفرق وانحرافاتها من الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة، وحارب الإرجاء بالأخص محاربة لا هوادة فيها ولم يجامل فيه لا الطحاوي ولا ابن أبي العز السلفي – رحمهم الله – وهذه كتبه وأشرطته تنضح بمحاربة هذه المناهج الفاسدة كما حارب البدع الأخرى، ولما مات الألباني – رحمه الله – وثب القطبيون الذين جندوا أنفسهم لمحاربة المنهج السلفي ومن يرفع رايته، فإن هؤلاء القطبيين اتباع سيد قطب الذي يقول بالحلول وبوحدة الوجود ويرفع راية الرفض وراية الخوارج، بل كل ما ترونه من الفتن والدماء والمشاكل التي في العالم الإسلامي اليوم كلها تنبثق من منهج هذا الرجل، ومع هذا كله، ينتصرون له، ويطعنون في إمام السنة ويرمونه بالإرجاء ! أما سيد قطب فعنده كل هذه البدع وما هو أشد منها مما هو أخبث من الإرجاء بمراحل ومراحل فلم ينتقدوه بل استماتوا في الذب عنه، ولم يقبلوا أحدا أن ينتقده ! أرأيتم لو أن هؤلاء يحبون الحق وينتصرون له أيدافعون عن سيد قطب ويحاربون من أجله ثم يذهبون إلى إمام السنة ويرمونه بالإرجاء ؟ فهؤلاء أهل الأهواء قد أثاروا الفتن، أما المشايخ في الرياض الفوزان والمفتي من أئمة السلفية وهم إخوان للألباني، والجميع متفقون في محاربة الإرجاء، وكلهم يقولون إن الإيمان قول وعمل واعتقاد والإيمان يزيد وينقص، يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان، فأما المرجئة الآن فهم يملؤون الأرض، فلماذا لم يحاربوا هؤلاء الذين يخرجون العمل من الإيمان ويقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص و إن إيمان أفسق الناس وأفجرهم كإيمان جبريل – عليه السلام – !؟ فهذا كله مما يحاربه الألباني وتلاميذه، لكن وللأسف تراهم يصيحون المرجئة الإرجاء! وكل هذا دجل منهم وكذب وما هذا إلا تفريقاً للسلفيين وضرب بعضهم ببعض ونصرة لمنهج سيد قطب الذي يعتبر من أخطر المناهج منهجا، فقد ضم في منهجه كل أصول الفساد وأصول الضلال فقد رفع راية الخروج وراية الجبر وراية التصوف وراية المعتزلة وراية الرفض وما ترك أصلا من أصول السنة ألا دمره وقام على أنقاضه هذه الأصول الفاسدة ومع هذا فهو مقدس ومنهجه مقدس عندهم وكتبه مقدسة فإياكم ثم إياكم إن كنتم تريدون الله والدار الآخرة ونصرة الإسلام أن تنطوي عليكم ألاعيب هؤلاء و خداعهم. لأنهم والله ما نصروا الحق، بل قد وضعوا المناهج لمحاربة أهل السنة كمنهج الموازنات وغيرها من المناهج الفاسدة التي تؤيد الباطل وتحمي أهلها وتؤيد البدع وتحمي أهلها، وتناهض منهج أهل السنة والجماعة، ولقد اخترعوا من البدع والأصول الفاسدة ما لم يخطر ببال أشد الفرق بعداً عن الإسلام وعتواً في الضلال، فانتبه من هؤلاء، فإنهم والله ما ركضوا لنصرة الإسلام ولو ركضوا لنصرة الإسلام ما فعلوا هذه الأفاعيل، وأعود فأقول إن الألباني ليس بمرجئ، وإخوانه في الرياض وفي غيرها من السلفيين في العالم كلهم على منهج واحد في حرب البدع بما فيها الإرجاء، وقد بينت لكم أن الألباني مع أهل السنة والجماعة في أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية إلى آخر ما يتصل بهذا الأصل وما ينافيه، فكيف يعد مرجئاً ! ما هذا إلا افتراء وكذب وانتصار للباطل وأهله فحذار حذار من أن تنخدع بهؤلاء.))
وبهذا يظهر لنا موقف علمائنا بعضهم من بعض، ويظهر لنا جليا موقف الشيخ العلامة ربيع المدخلي من شيخه العلامة محمد ناصر الدين الألباني، فما رأى رحمه الله من الشيخ ولا رأى الشيخ ربيع من شيخه إلا كل تقدير واحترام، وتبـادلا في حياتهما الود والنصيحة والذب كلٌّ عن أخيه.
وإن كان قد يحصل منهما انتقاد للآخر فإنما هو نصح وإرشاد وتوجيه، لا قدح ولا ثلب ولا تنقيص، لذلك تجد أن ملاحظات كل منهما على أخيه تدبج بالثناء وتطرز بالتبجيل.
وأختم مقالي هذا بنقل بعض ثناء الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني على تلميذه العلامة ربيع بن هادي المدخلي.
(( ثناء العلامة المحدث الألباني على الشيخ ربيع المدخلي))
جاء في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني) مايلي :
وجه سؤال إلى الشيخ الألباني ما مفاده : انه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين / ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
((نحن بلا شك نحمد الله _ عز وجل _ أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين ( الشيخ ربيع والشيخ مقبل) الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لايخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى …
إما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله _ عز وجل _ إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره)).
ثم قال الشيخ _ رحمه الله _ : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
وأيضاً جاء في شريط ( الموازنات بدعة العصر للألباني) المزيد من الثناء على الشيخ ربيع، حيث قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية :
((وباختصار أقول إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لايردُّون بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً إنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب أما أنه لايوازن فهذا كلام هزيل جداً لايقوله إلا أحد رجلين إما جاهل فينبغي أن يتعلم وإما رجل مغرض فهذا لاسبيل لنا عليه إلا أن ندعوا الله له أن يهديه سواء الصراط.))
وقال أيضاً معلقاً على خاتمة كتاب ( العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم):
" كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شئ من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خيراً أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام ".
هذا آخر ما تيسر لي جمعه والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.