سئل شيخنا الوادعي رحمه الله :
س/ هل الانتخابات من الأمور الاجتهادية التي لا نص فيها وهل من يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً أو فاسقاً؟
ج/ الذي يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً فاسقاً، لأنه بهذا يوطد أقدام الشيوعيين والبعثيين والناصريين والمستوردين الآخرين الذين سيأتون على أرضنا الطاهرة التي يقول النبي صلى الله عليه وسلم « الإيمان يمان والحكمة يمانية » مسكين مسكين الذي يقول: إنها مسألة اجتهادية، وأنتم يا أصحاب جمعية الحكمة لماذا تنكرون على الإخوان المسلمين الانتخابات، وأنتم واقعون فيها، فإما أن تتركوا الانتخابات وتنكرون عليهم وإلا فلتسكتوا: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون [ الصف: 2، 3] ويقول ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون [ البقرة: 44 ] وهكذا جمعية الإصلاح، وأنا عازم إن شاء الله على إخراج شريط في ذم المسألة .
وكيف نقول: إنها أمور اجتهادية، فإذا ارتد رجل يمني مسلم، فهل نقول إنه أمر اجتهادي، أم نقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « من بدل دينه فاقتلوه » ، فهل في الديمقراطية أن الرجل المسلم إذا ارتد يقام عليه الحد؟ لا يقام عليه الحد، فكيف يقال: إنه أمر اجتهادي. فالحزبية تعمي وتصم، فمنهم من يقول: واجب، ومنهم من يقول: أمر اجتهادي، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون [ السجدة: 18 ] ويقول سبحانه وتعالى: ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون [ الجاثية: 21 ]، ويقول: سبحانه وتعالى: ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار [ ص: 28 ].
وهؤلاء بجانبهم الخمار والشيوعي والبعثي يدلي برأيه، فوالله لأن تنتخب حماراً يمثلك في مجلس النواب خير من أن تنتخب إشتراكياً، حتى ولو كان يصلي، فالاشتراكية كفر، وأما الأفراد فمن أخذ الاشتراكية مقتنعاً بها ويعرف معناها كافر، وأما إذا كان من أجل الرتب أو الفلوس أو أنه يكره ما الحكومة عليه من الفساد، وما هي عليه من الرشوة إلى غير ذلك، فهذا أضل من حمار أهله، لأنه سيهرب من ظُلم إلى أظلم، وأنتم يا أتباع عبد الله بن سبأ(يعني بهم الشيعة)، أنا آسف أن تقولوا: عندنا حزب الله، فهل توفرت فيكم صفات حزب الله؟ أم أنكم تتمسحون بأتربة الموتى، وتسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتعاونون مع الحزب الاشتراكي على القضاء على أهل السنة.
فلا يظن ظان أننا نتحامل على الإخوان المفلسين، وأننا نقر حزب البعث الذي سيده ميشيل عفلق، أو أننا نقر الحزب الناصري الذي سيده جمال عبد الناصر لا رحمه الله تعالى، أو أننا نقر الحزب الاشتراكي الذي سيده مزدك ثم بعده ماركس ولينين، إلى غير ذلك، والذي قال بعض أفراده وهو ” على عنتر “ لا رحمه الله تعالى وقد كانوا في العبر: لو عارض نظامنها هذا محمداً لبصقنا في وجهه، والحمد لله أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، فنحن ننكر هذه الحزبيات من حيث هي وإنكارنا للحزب الاشتراكي أكبر لأنه معترض على حكمة الله عز وجل: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ الزخرف: 32 ].
يا حبذا يا أيها المخزن لو ذهبت إلى عدن، وسألت إخواننا العدنيين وإخواننا الحضرميين والبيحانيين عما فعل بهم الحزب الاشتراكي خير من أن تفسد عليك دينك، فالحزبيون كلهم دعوتهم مبنية على التلبيس إلا أن الحزب الاشتراكي ما وُفق، فلوا وُفق ما سمى نفسه الحزب الاشتراكي، فقد كره العالم كله الاشتراكية، وعرفوا أنها فساد المجتمعات.
وإخواننا يكلفون أن نتكلم مرة أخرى وإلا فأنا متأكد لو رجع إلى أشرطتي وكتبي لخرجت نسخة كبيرة في التحذير من الانتخابات، لكنها تأتي رسائل من قبل إخواننا: نريد أن تبينوا لنا حكم الله في الانتخابات. وهكذا، ولنا رسالة بعنوان ” فتوى في الوحدة مع الاشتراكية “ فيها خير كثير، آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وأنا آسف أنني أتعب وأتكلم ثم يأتيني أخ ويقول: نريد أن تتكلم في الانتخابات، أو نريد منك أن تذكر لنا قضية الخليج إلى غير ذلك، فلا، والحمد لله الأشرطة منتشرة في الأسواق.
س/ قد يقال: إن فتواكم هذه قد أفتى بعض كبار علماء أهل السنة بغير فتواكم، فلم لا يكون الأمر اجتهادياً وقد قيل هذا؟
ج/ الأمر أن الشيخ الألباني أفتى الجزائريين بجواز الدخول في الانتخابات، ولا بأس أن تنتقب المرأة وتدخل الانتخابات، وهكذا الشيخ ابن باز نشر الإخوان المفلسون فتواهما، وأنا أقول: إنه يجب على الشيخين أن يتقيا الله سبحانه وتعالى ، وأن يتراجعا عن هذه الفتوى التي أضلت كثيراً من أهل السنة، وبحمد الله فأهل السنة لا يقلدون، لأن الله عز وجل يقول في كتابة الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تقف ما ليس لك به علم [ الإسراء: 36 ].
فنحن نقدر أئمتنا كالشيخ الألباني والشيخ ابن باز، وأما الآخرون الذي أفتوا فبين مقلد للشيخ الألباني والشيخ ابن باز، وبين متربي في أحضان الإخوان المسلمون، خرج هذه الأيام أو قبلها بأيام، وبقيت أفكار الإخوان المسلمين في مخه. وأما شخص حزبي كما هو حاصل من كثير ممن أفتى بذلك، فقولوا للإخوان المفلسين: إنني قد أثنيت عليهم في أوئل كتابي ” المصارعة “ بناء على موقفهم في شأن الوحدة عند بعض المسئولين لكن الآن قد تراجعت عن ذلك الثناء لما تقهقروا، وإذا طبع الكتاب إن شاء الله مرة أخرى فسأذكر هذا في الحاشية .
أربعمائة عالم الذين أفتوا بالانتخابات، فأقول: رب العزة يقول في كتابة الكريم: صلى الله عليه وسلم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله [ الأنعام: 116 ] ويقول صلى الله عليه وسلم وقليل من عبادي الشكور[ سبأ: 13 ] ويقول سبحانه وتعالى: صلى الله عليه وسلمولكن أكثرهم لا يعلمون [ الأنعام: 37] فنحن لا نبالي بالكثرة لا في انتخابات ولا بفتوى علماء، بل نبالي بالحق إذا كان الحق ولو مع أصغر وأحد من المسلمين فنقبله، أما أن نكون هيابين انهزاميين، وقد قال الشيخ كذا وكذا فنحن لا نخالفه، فلا، فنحن نَعتبر التقليد محرماً، ولا يجوز التقليد في الدين خصوصاً في مثل هذه المسألة بل يجب علينا أن نسأل العلماء عن الدليل، والأعرابي يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فنحن نبرأ إلى الله من تلك الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وأما الشيخ ابن باز والشيخ الألباني فعليهما أن يتقيا الله سبحانه وتعالى، وأن يرجعا عن هذه الفتوى فإنها أضلت كثيراً من الناس ، وينبغي أن يعرفاً حقيقة الانتخابات وماذا ستؤدي إليه.
س/ هل أفتى أحد الشيخين بجواز الحزبية؟
ج/ كلاهما ينهيان عن الحزبية، وكما قلنا: فإننا نقدر هذين العالمين، لكنهما أخطأ في هذا وأضلا كثيراً من الناس بسبب هذه الفتوى.
ملاحظة من أحد الإخوة يقول: إن الأخ حسين بن شعيب سأل الشيخ سفرالحوالي فقال له: إن الشيخ ابن باز خُدع في السؤال حول الانتخابات وقال له بهذا أيضاً الشيخ ناصر العمر.
قال أبو عبد الرحمن: أنا أخبرني أخ أنه وصل إلى الشيخ وسأله عن الانتخابات؟
فقال حرام لا تجوز، وهذا الأخ لا أدري أهو عدني أم حضرمي، لكن الآن نحن نتكلم عن الفتوى التي نشرها الإخوان المفلسون، وأما الآخرون فهم متربون في أحضان الإخوان المفلسين، فأنا لا أبالي إلا بفتوى الشيخين، وبعض الناس مقلد لأحد المشايخ.
س/ يقول: إن دخول الانتخابات يعتبر من تخفيف الشر أو الأخذ بأخف الضررين أو أخف المفسدتين فهل هذا الكلام يتفق مع الكتاب والسنة؟
ج/ لسنا مفوضين في دين الله حتى نقول: هذا نعمله وذاك لا نعمله، وما أكثر القضايا التي يُدلي بها على النبي صلى الله عليه وسلم ويأبى، ففي الصحيحين عن أنس أنه جاء ثلاثة نفر إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أفتر، وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأُخبر بذلك فقال لهم: « أنتم القائلون كذا وكذا، قالوا : نعم قال: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني » .
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حبلاً وقد دخل المسجد فقال: « ما هذا؟ قالوا: لبعض نسائك، تثبت به إذا تعبت، فقال: مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون » فنحن لسنا مفوضين في دين الله صلى الله عليه وسلم بل يجب أن تكون الوسيلة شرعية، ولسنا نقول: كما يقول الشيوعيون: ” الغاية تبرر الوسيلة “ بل نقول: يجب أن تكون الوسيلة شرعية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم .
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:67]
فالله سبحانه وتعالى قد عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم : (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى* وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى [ عبس: 1-4 ] لما أتاه عبد الله بن أم مكتوم وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم كبار قريش فأراد أن يتألفهم ويريد أن يؤخر عبد الله بن أم مكتوم فأنزل الله العتاب.
فقد عاتب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لما استحسن وأخذ بقول أبي بكر, على أن يأخذوا الفداء، وكان عمر قد نصحهم على ألا يأخذوا هذا، فأنزل الله الآية.
وأيضاً كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : فاطرد عنا هؤلاء الأعبد، فهمّ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليتألف كفار قريش فأنزل الله سبحانه وتعالى:(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطرهم فتكون من الظالمين [ الأنعام: 52 ] وقوله تعالى: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا....الاية [ الكهف: 28 ] وقد عرفتم إلا ماذا انتهت المعتزلة، وأفراخ المعتزلة، كالرازي الذين يقول في تفسيره: كل شيء في تفسيره إلا التفسير، والذي لعله تداركته الرحمة الإلهية فتاب قبل موته فقال:
نهاية إقدام العقول عقال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنــا
وهكذا الشهرستاني يعترف بالحيرة فيقول: وغاية سعي العالمين ضلال
وغاية دنيانا أذى ووبال
سوى أن جمعنا فيه قيل وقــالوا
لعمري لقد طفت المعاهد كلها
فلم أر إلا واضعاً كف حائر
فتعقبه محمد بن إسماعيل الأمير ونعم ما قال: وسيرت طرفي بين تلك المعالم
على ذقن أو قارعاً سن نادم
لعلك أهملت الطواف بمعهد الـ
فما حار من يهدي بهدي محمد
ـرسول ومن والاه من كل عالم
ولست تراه قارعاً سن نادم
يكفينا كتاب الله وما جاء به النبي
س/ هل الانتخابات من الأمور الاجتهادية التي لا نص فيها وهل من يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً أو فاسقاً؟
ج/ الذي يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً فاسقاً، لأنه بهذا يوطد أقدام الشيوعيين والبعثيين والناصريين والمستوردين الآخرين الذين سيأتون على أرضنا الطاهرة التي يقول النبي صلى الله عليه وسلم « الإيمان يمان والحكمة يمانية » مسكين مسكين الذي يقول: إنها مسألة اجتهادية، وأنتم يا أصحاب جمعية الحكمة لماذا تنكرون على الإخوان المسلمين الانتخابات، وأنتم واقعون فيها، فإما أن تتركوا الانتخابات وتنكرون عليهم وإلا فلتسكتوا: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون [ الصف: 2، 3] ويقول ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون [ البقرة: 44 ] وهكذا جمعية الإصلاح، وأنا عازم إن شاء الله على إخراج شريط في ذم المسألة .
وكيف نقول: إنها أمور اجتهادية، فإذا ارتد رجل يمني مسلم، فهل نقول إنه أمر اجتهادي، أم نقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « من بدل دينه فاقتلوه » ، فهل في الديمقراطية أن الرجل المسلم إذا ارتد يقام عليه الحد؟ لا يقام عليه الحد، فكيف يقال: إنه أمر اجتهادي. فالحزبية تعمي وتصم، فمنهم من يقول: واجب، ومنهم من يقول: أمر اجتهادي، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون [ السجدة: 18 ] ويقول سبحانه وتعالى: ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون [ الجاثية: 21 ]، ويقول: سبحانه وتعالى: ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار [ ص: 28 ].
وهؤلاء بجانبهم الخمار والشيوعي والبعثي يدلي برأيه، فوالله لأن تنتخب حماراً يمثلك في مجلس النواب خير من أن تنتخب إشتراكياً، حتى ولو كان يصلي، فالاشتراكية كفر، وأما الأفراد فمن أخذ الاشتراكية مقتنعاً بها ويعرف معناها كافر، وأما إذا كان من أجل الرتب أو الفلوس أو أنه يكره ما الحكومة عليه من الفساد، وما هي عليه من الرشوة إلى غير ذلك، فهذا أضل من حمار أهله، لأنه سيهرب من ظُلم إلى أظلم، وأنتم يا أتباع عبد الله بن سبأ(يعني بهم الشيعة)، أنا آسف أن تقولوا: عندنا حزب الله، فهل توفرت فيكم صفات حزب الله؟ أم أنكم تتمسحون بأتربة الموتى، وتسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتعاونون مع الحزب الاشتراكي على القضاء على أهل السنة.
فلا يظن ظان أننا نتحامل على الإخوان المفلسين، وأننا نقر حزب البعث الذي سيده ميشيل عفلق، أو أننا نقر الحزب الناصري الذي سيده جمال عبد الناصر لا رحمه الله تعالى، أو أننا نقر الحزب الاشتراكي الذي سيده مزدك ثم بعده ماركس ولينين، إلى غير ذلك، والذي قال بعض أفراده وهو ” على عنتر “ لا رحمه الله تعالى وقد كانوا في العبر: لو عارض نظامنها هذا محمداً لبصقنا في وجهه، والحمد لله أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، فنحن ننكر هذه الحزبيات من حيث هي وإنكارنا للحزب الاشتراكي أكبر لأنه معترض على حكمة الله عز وجل: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ الزخرف: 32 ].
يا حبذا يا أيها المخزن لو ذهبت إلى عدن، وسألت إخواننا العدنيين وإخواننا الحضرميين والبيحانيين عما فعل بهم الحزب الاشتراكي خير من أن تفسد عليك دينك، فالحزبيون كلهم دعوتهم مبنية على التلبيس إلا أن الحزب الاشتراكي ما وُفق، فلوا وُفق ما سمى نفسه الحزب الاشتراكي، فقد كره العالم كله الاشتراكية، وعرفوا أنها فساد المجتمعات.
وإخواننا يكلفون أن نتكلم مرة أخرى وإلا فأنا متأكد لو رجع إلى أشرطتي وكتبي لخرجت نسخة كبيرة في التحذير من الانتخابات، لكنها تأتي رسائل من قبل إخواننا: نريد أن تبينوا لنا حكم الله في الانتخابات. وهكذا، ولنا رسالة بعنوان ” فتوى في الوحدة مع الاشتراكية “ فيها خير كثير، آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وأنا آسف أنني أتعب وأتكلم ثم يأتيني أخ ويقول: نريد أن تتكلم في الانتخابات، أو نريد منك أن تذكر لنا قضية الخليج إلى غير ذلك، فلا، والحمد لله الأشرطة منتشرة في الأسواق.
س/ قد يقال: إن فتواكم هذه قد أفتى بعض كبار علماء أهل السنة بغير فتواكم، فلم لا يكون الأمر اجتهادياً وقد قيل هذا؟
ج/ الأمر أن الشيخ الألباني أفتى الجزائريين بجواز الدخول في الانتخابات، ولا بأس أن تنتقب المرأة وتدخل الانتخابات، وهكذا الشيخ ابن باز نشر الإخوان المفلسون فتواهما، وأنا أقول: إنه يجب على الشيخين أن يتقيا الله سبحانه وتعالى ، وأن يتراجعا عن هذه الفتوى التي أضلت كثيراً من أهل السنة، وبحمد الله فأهل السنة لا يقلدون، لأن الله عز وجل يقول في كتابة الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تقف ما ليس لك به علم [ الإسراء: 36 ].
فنحن نقدر أئمتنا كالشيخ الألباني والشيخ ابن باز، وأما الآخرون الذي أفتوا فبين مقلد للشيخ الألباني والشيخ ابن باز، وبين متربي في أحضان الإخوان المسلمون، خرج هذه الأيام أو قبلها بأيام، وبقيت أفكار الإخوان المسلمين في مخه. وأما شخص حزبي كما هو حاصل من كثير ممن أفتى بذلك، فقولوا للإخوان المفلسين: إنني قد أثنيت عليهم في أوئل كتابي ” المصارعة “ بناء على موقفهم في شأن الوحدة عند بعض المسئولين لكن الآن قد تراجعت عن ذلك الثناء لما تقهقروا، وإذا طبع الكتاب إن شاء الله مرة أخرى فسأذكر هذا في الحاشية .
أربعمائة عالم الذين أفتوا بالانتخابات، فأقول: رب العزة يقول في كتابة الكريم: صلى الله عليه وسلم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله [ الأنعام: 116 ] ويقول صلى الله عليه وسلم وقليل من عبادي الشكور[ سبأ: 13 ] ويقول سبحانه وتعالى: صلى الله عليه وسلمولكن أكثرهم لا يعلمون [ الأنعام: 37] فنحن لا نبالي بالكثرة لا في انتخابات ولا بفتوى علماء، بل نبالي بالحق إذا كان الحق ولو مع أصغر وأحد من المسلمين فنقبله، أما أن نكون هيابين انهزاميين، وقد قال الشيخ كذا وكذا فنحن لا نخالفه، فلا، فنحن نَعتبر التقليد محرماً، ولا يجوز التقليد في الدين خصوصاً في مثل هذه المسألة بل يجب علينا أن نسأل العلماء عن الدليل، والأعرابي يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فنحن نبرأ إلى الله من تلك الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وأما الشيخ ابن باز والشيخ الألباني فعليهما أن يتقيا الله سبحانه وتعالى، وأن يرجعا عن هذه الفتوى فإنها أضلت كثيراً من الناس ، وينبغي أن يعرفاً حقيقة الانتخابات وماذا ستؤدي إليه.
س/ هل أفتى أحد الشيخين بجواز الحزبية؟
ج/ كلاهما ينهيان عن الحزبية، وكما قلنا: فإننا نقدر هذين العالمين، لكنهما أخطأ في هذا وأضلا كثيراً من الناس بسبب هذه الفتوى.
ملاحظة من أحد الإخوة يقول: إن الأخ حسين بن شعيب سأل الشيخ سفرالحوالي فقال له: إن الشيخ ابن باز خُدع في السؤال حول الانتخابات وقال له بهذا أيضاً الشيخ ناصر العمر.
قال أبو عبد الرحمن: أنا أخبرني أخ أنه وصل إلى الشيخ وسأله عن الانتخابات؟
فقال حرام لا تجوز، وهذا الأخ لا أدري أهو عدني أم حضرمي، لكن الآن نحن نتكلم عن الفتوى التي نشرها الإخوان المفلسون، وأما الآخرون فهم متربون في أحضان الإخوان المفلسين، فأنا لا أبالي إلا بفتوى الشيخين، وبعض الناس مقلد لأحد المشايخ.
س/ يقول: إن دخول الانتخابات يعتبر من تخفيف الشر أو الأخذ بأخف الضررين أو أخف المفسدتين فهل هذا الكلام يتفق مع الكتاب والسنة؟
ج/ لسنا مفوضين في دين الله حتى نقول: هذا نعمله وذاك لا نعمله، وما أكثر القضايا التي يُدلي بها على النبي صلى الله عليه وسلم ويأبى، ففي الصحيحين عن أنس أنه جاء ثلاثة نفر إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل ولا أفتر، وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأُخبر بذلك فقال لهم: « أنتم القائلون كذا وكذا، قالوا : نعم قال: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني » .
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم حبلاً وقد دخل المسجد فقال: « ما هذا؟ قالوا: لبعض نسائك، تثبت به إذا تعبت، فقال: مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون » فنحن لسنا مفوضين في دين الله صلى الله عليه وسلم بل يجب أن تكون الوسيلة شرعية، ولسنا نقول: كما يقول الشيوعيون: ” الغاية تبرر الوسيلة “ بل نقول: يجب أن تكون الوسيلة شرعية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم .
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال:67]
فالله سبحانه وتعالى قد عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم : (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى* وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى [ عبس: 1-4 ] لما أتاه عبد الله بن أم مكتوم وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم كبار قريش فأراد أن يتألفهم ويريد أن يؤخر عبد الله بن أم مكتوم فأنزل الله العتاب.
فقد عاتب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لما استحسن وأخذ بقول أبي بكر, على أن يأخذوا الفداء، وكان عمر قد نصحهم على ألا يأخذوا هذا، فأنزل الله الآية.
وأيضاً كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : فاطرد عنا هؤلاء الأعبد، فهمّ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليتألف كفار قريش فأنزل الله سبحانه وتعالى:(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطرهم فتكون من الظالمين [ الأنعام: 52 ] وقوله تعالى: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا....الاية [ الكهف: 28 ] وقد عرفتم إلا ماذا انتهت المعتزلة، وأفراخ المعتزلة، كالرازي الذين يقول في تفسيره: كل شيء في تفسيره إلا التفسير، والذي لعله تداركته الرحمة الإلهية فتاب قبل موته فقال:
نهاية إقدام العقول عقال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنــا
وهكذا الشهرستاني يعترف بالحيرة فيقول: وغاية سعي العالمين ضلال
وغاية دنيانا أذى ووبال
سوى أن جمعنا فيه قيل وقــالوا
لعمري لقد طفت المعاهد كلها
فلم أر إلا واضعاً كف حائر
فتعقبه محمد بن إسماعيل الأمير ونعم ما قال: وسيرت طرفي بين تلك المعالم
على ذقن أو قارعاً سن نادم
لعلك أهملت الطواف بمعهد الـ
فما حار من يهدي بهدي محمد
ـرسول ومن والاه من كل عالم
ولست تراه قارعاً سن نادم
يكفينا كتاب الله وما جاء به النبي
تعليق