إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النكير على من منع دخول الصبيان إلى المساجد ( لأبي الحارث إبراهيم البرجي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النكير على من منع دخول الصبيان إلى المساجد ( لأبي الحارث إبراهيم البرجي )



    النكير على من منع دخول

    الصبيان إلى المساجد










    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102]
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70 - 71]
    أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار أيها الناس:
    قد كثر هذه الأيام وخاصة في شهر رمضان منع الأولاد الصغار من دخول المساجد، وأداء الصلاة فيها بحجة أنهم لايميزون، أو لا يدركون هذه العبادة في هذا السن، واعتمادهم في ذلك على حديث أخرجه ابن ماجة [ 1/ 253 ] من طريق الحارث بن نبهان حدثنا عتبة بن يقظان عن أبى سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا:"
    جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراركم وبيعكم وخصوماتكم، ودفع أصواتكم ، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع"
    قال في الزوائد:"
    إسناده ضعيف، فإن الحارث بن نبهان متفق على ضعفه".
    ولذلك قال ابن كثير[ 3/293]:
    " وفي إسناده ضعف". وأشار إلى ذلك ابن المنذر وقال [1/ 120]:" ورواه الطبراني في الكبير" عن أبى الدرداء وأبي أمامة وواثلة، ورواه في الكبير أيضا بتقديم وتأخير من رواية مكحول عن معاذ ولم يسمع منه".
    قلت: وفي طريق الطبرانى الأول العلاء بن كثير الليثي الشامي، وهو ضعيف كما في "المجمع" [2/26]، ولذلك أيضا أورده ابن الجوزى في " الواهيات"، وقال لا يصح . وقال قال ابن حجر في " تخريج الهداية" : له طرق وأسانيد كلها واهية". وقال عبد الحق الإشبيلي:" لا أصل له".
    "كذا في الفيض".
    وقد بوب الإمام الألباني رحمه الله في كتابه الماتع أحكام المساجد باب:
    [5] إدخال الصبيان، وفيه أحاديث:
    1ـ قال أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه:" بينا نحن في المسجد جلوس إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهى على عاتقه، يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى على عاتقه حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها".
    الحديث أخرجه أبو داود[1/145]، والنسائى [1/116ـ 117] والزيادة الأولى له، وأحمد[5/ 303] عن الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن عمرو بن سليم الزرقى عنه.
    وأخرجه البخارى[516]، ومسلم [543] بزيادة: وهو يؤم الناس في المسجد.
    قال الإمام الألبانى رحمه الله فقه الحديث:
    والحديث ترجم له النسائى بما ترجمنا له فقال:
    " إدخال الصبيان المساجد".
    وقد أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح [1/469] فقال:
    " واستدل به على جواز إدخال الصبيان المساجد". وقال بدر الدين العيني في العمدة [2/501]، ومن فوائد هذا الحديث جواز إدخال الصغار المساجد.
    مسألة: حمل الصبي في الصلاة:
    ذهب جمهور العلماء إلى جوازه، وهو قول الشافعي وأبي ثور، واستدلوا بحديث أبي قتادة الذي في الباب، وخالف أبو حنيفة، فقال بفساد صلاته .
    والراجح قول الجمهور، وانظر: " الأوسط":[3/277].
    قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح عمدة الأحكام [ 1/ 272]:
    فؤائد الحديث:
    1ـ جواز حمل الصبي ووضعه في الصلاة ما لم تتحقق نجاسته .
    2ـ أن العمل المشابه لذلك لا يبطل الصلاة.
    3ـ حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم و ملاطفته لصبيان.
    4ـ يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها.
    قال فضيلة الشيخ ابن بسام حفظه الله في شرح عمدة الأحكام:[ 1/ 272ـ 273 ]:
    المعنى الإجمالى:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم على جانب كبير من العطف واللطف والرحمة والرأفة فكان يتودد إلى الصغار والكبار، والأغنياء والفقراء.
    ولا أدل على أخلاقه الكريمة، من حمله إحدى حفيداته وهو في الصلاة حيث يجعلها على عاتقه إذا قام، فإذا ركع أو سجد وضعها في الأرض، ففي هذا السماح الكريم، تشريع وتسهيل للأمة المحمدية.
    الحديث الثاني: قال أبو بكرة الثقفي رضي الله عنه:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه، فيرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعا رفيقا لئلا يصرع، فعل ذلك غير مرة، فلما قضى صلاته ضمه إليه وقبله، فقالوا يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد؟ قال: إنه ريحانتى من الدنيا،إن ابنى هذا سيد، وعسى الله تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". وهذا إسناده جيد متصل بالسماع.
    الحديث أخرجه أحمد [ 5/ 51 ] حدثنا عفان ، حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن: أخبرنى أبو بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.....الخ .
    وأخرجه في موضع آخر [ 5/ 44 ] حدثنا هاشم حدثنا المبارك حدثنا الحسن حدثنا أبوبكرة به نحوه.
    وأخرجه الطيالسي [ ص118ـ 874 ] حدثنا ابن فضالة به نحوه.
    الحديث الثالث:
    قال أنس بن مالك رضي الله عنه " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبى مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة".
    أخرجه مسلم [2/44 ] ،والدار قطني[156] ،والبيهقي [ 2/ 393 ] ،وأحمد [ 3/ 153 ـ 156 ] من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى به .
    وأكد ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه به."
    هذا من حديث أنس رضي الله عنه أيضا.
    أخرجه البخاري [ 2 / 161 ] ، ومسلم أيضا، وابن ماجه [ 1 / 313 ] ، والبيهقى أيضا، وأحمد [ 3 / 109 ] من طرق عن سعيد بن أبي عروبة قال: حدثنا قتادة عنه به. وله شاهد من حديث أبي قتادة في البخاري وغيره.
    قال الإمام الألباني رحمه الله فقه الحديث:
    وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغار يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره، بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله.
    ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم، فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه من الذكر وقراءة القرءان والتكبير والتحميد والتسبيح أثر قويا في نفوسهم من حيث لا يشعرون لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها، ومن هذا القبيل الأذان في أذن المولود [1] كما ذكر ذلك ابن القيم في تحفة المولود. ثم قال رحمه الله:" وأما كبار الأطفال فتأثرهم بذلك واضح مسلم، غير أنه إذا وجد فيهم من يلعب في المساجد ويركض، فعلى آبائهم وأولياء أمرهم تأديبهم وتربيتهم، أو على القيم والخادم أن يطردهم"اه بتصرف .
    وقد سئل العلامة الفوزان حفظه الله:
    ما حكم أخذ المرأة أطفالها إلى المساجد؟
    أخذ الأطفال للمسجد فيه تفصيل: فإن كانوا يبلغون سن السابعة، فإنه يذهب بهم إلى المسجد من أجل تمرينهم على الصلاة وتربيتهم عليها وتصح منهم نافلة، وإن كان دون السابعة، فإنه لا يذهب بهم إلى المسجد، إلا إذا أمن من أذاهم للمصلين، وإساءتهم إلى المسجد، أو تنجيسه بأن أمكن ضبطهم، وكان هناك حاجة إلى الذهاب، كأن يخاف عليهم إذا بقوا في البيت. [ المنتقى : 2 / 263 ].
    قلت : وعلى هذا فإنه يجوز إدخال الصبيان إلى المساجد، ومن منع فعليه بالدليل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مقام البيان، كما هو معلوم من القاعدة أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، إلا لأمور اقتضت الحاجة أو دعت إليها، فإنه يجوز تأخير البيان إلى وقت الحاجة.
    فكان الواجب علينا الانقياد لهذه النصوص والأخذ بها، والعمل بها، وعدم معارضتها بقول أحد من الناس كبر أو صغر، كما قال الإمام مالك رحمه الله:
    كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مصداق قول الله تعالى:[ وماءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا] [ الحشر: 7 ]، وكما في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما:" ما أمرتكم فأتوا منه مااستطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه".
    فليتق الله امرئ في نفسه، ولا يلوى النصوص عن ظاهرها إلا بقرينة صحيحة، أو دليل يخصصها أو يقيدها كماهو معلوم من أصول الفقه، وقواعد الإسلام الكلية، التى عليها مدار الشريعة الإسلامية والسنة المحمدية والله جلا وعلا يقول في كتابه الكريم:[ يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم والوالدين والاقربين إن يكن غنيا أو فقير فالله أولى بهما ولا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا] [ النساء: 135].
    وكما قيل:
    من اتخذ الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب
    وما أحسن ما قال القائل:
    العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
    ماالعلم نصبك للخلاف سفاهة بين رسول وبين رأى فقيه
    كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذرا من التمثيل والتشبيه
    فإن الفقه في الدين يتحقق بحفظ القرآن والسنة ومعرفة معانيها، وما أحسن قول القائل:
    كل العلوم سوى القرءان مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذلك وسواس الشياطين
    فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وإنما أنا قاسم والله معطى" متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه وأخرجه الترميذى من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
    فنسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يلهمنا رشدنا، والعمل بكتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
    سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.

    [1]وقد تراجع الشيخ عن تصحيح الحديث وبين ضعفه.
    ......................................

    كتبه: أبوالحارث إبراهيم بن علي بن بوجملين البرجي الجزائري
    يوم الثلاثاء الموافق 8 رمضان 1435 ه .

  • #2
    جزاك الله خيرا جمع طيب، وهنا عندنا ينكرون اشد الإنكار على إتيان الصبيان للمساجد، وتجدهم يتساهلون في إتيان البدع في المساجد

    تعليق

    يعمل...
    X