أسئلة و أجوبة في مسائل الإيمان و الكفر و العذر بالجهل من شرح الشيخ بن باز -رحمه الله- لكتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- .
السائل : الله يحسن عملك ، قول المؤلف-رحمه الله- :" قد يقولها و هو جاهل ولا يعذر بالجهل"
الشيخ : لأنه بين المسلمين و عنده أهل العلم و الكتاب و السنة قريب ، أهل التساهل.
السائل : هذه تحمل على المفرط الله يحسن إليك ؟
الشيخ : هذه على الإنسان الذي يستطيع العلم و لم يبالي .
السائل : الإختلاف في مسألة العذر بالجهل هل من المسائل الخلافية ؟
الشيخ : مسألة عظيمة ، والأصل فيها أنه لا يعذر من كان بين المسلمين ، من بلغه القرآن والسنة ، ما يعذر.
الله جل وعلا قال :" هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ " و قال " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "، من بلغه القرآن والسنة غير معذور ، إنما أوتي من تساهله وعدم مبالاته .
السائل: لكن هل يقال هذه مسألة خلافية ؟
الشيخ: ماهي خلافية إلا في الدقائق التي قد تخفى مثل قصة الذي قال لأهله أحرقوني .
السائل : كثير من المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟
الشيخ: إقامة الدليل يعني ، كل على حسب حاله .
السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟
الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟!
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .
السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟
الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عند العامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.
السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !
الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
الشيخ: يحكم عليه بالشرك ، ويعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
و قال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ".
ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل الله العافية.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ بعض الناس اليوم يقول : إن الحاكمية هي أخص خصائص الألوهية يا شيخ .
الشيخ : لا ، أخصها ترك الشرك ، الحاكمية من الفروع ، من فروع الأحكام ، يجب على الحاكم أن يحكم بالشرع ، (والحكم بغير الشرع )فيه تفصيل ، إن حكم عن عمد و استحلال كفر و إن حكم بهوى و رشوة صار معصية و منكر و كفرأصغر ، هذه من الشرائع و تدخل في توحيد العبادة .
السائل : تدخل يا شيخ في الربوبية و الألوهية ؟
الشيخ : تختلف ، تختلف ، تارة تدخل في الكفر و تارة تدخل في المعاصي و الكفر الدون الأكبر مثلها مثل الزنا و مثلها مثل شرب الخمر ، إن استحلها صار كفرا و إن لم يستحلها صار معصية .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، الحكم بغير ما أنزل الله يشترط الاعتقاد حتى يكفر ؟
الشيخ : أي نعم ، لو حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون كفر دون كفر ، مادام ما لم سيتحله ، من أجل أن يثبت في الملك ، أو من فلان أو فلان و هو يعلم أنه ظالم يكون معصية و كفر دون كفر.
السائل : و الذي جعل القوانين؟
الشيخ : ولو و لو ، مادام أنه لم يستحله فهو كفر دون كفر فإن استحله كفر كفراً أكبر ، و هكذا الزنا ، لو زنا بمئة امرأة ما يكفر حتى يستحله ، و لو قتل مئة قتيل و لم يستحل لم يكفر ، قصة الذي قتل تسع و تسعين قتيل ثم كمل المئة !
السائل : أحسن الله إليك إذا استحل الحكم يعتبر طاغوت؟
الشيخ : كافر ، طاغوت كافر ، يسمى طاغوت و لو لم يستحل إذا حكم بغير ما أنزل الله و لو لم يستحل...
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ ، من استدل على كفر حكم بغير ما أنزل الله على أنه يختلف عن الزنا و الأحكام الأخرى بالآيات .
الشيخ : لا لا ، ما علينا ، مثل ماصرح الصحابة ابن عباس و غيره ، كفر دون كفر ، لو أن إنسان حكم لأخيه أو لأمه أو لأبيه أو صديقه و مال في الحكم و هو يعلم أنه مايل في الحكم ، يكفر ؟!
السائل : لكن إذا كان على مستوى الأمة كلها ؟
الشيخ : و لو ، المعصية تعظم ، إذا حكم لاثنين أكبر ثم إذا حكم لثلاثة أكبر و إذا حكم لعشرة أكبر .
السائل : قول ابن عباس : "كفر دون كفر و ظلم دون ظلم" ما المراد به؟
الشيخ : يعني الحكم بغير ما أنزل الله من غير استحلال .
السائل : و إن زنا و إن سرق ؟
الشيخ : كذلك ، و أن زنى و إن سرق تدخل في المعصية ، منافية لكمال الإيمان .
السائل : لكن الفعل نفسه ما يدل على الإستحلال ، إقامة المحاكم و الدعوة إليها ؟
الشيخ : لا ، ما يكفي ، لو زنا يحكم عليه مستحل؟! ايش ليخرج هذا عن هذا ؟! لو زنا أوتلوط أو شرب الخمر يعتبر كافر؟!
السائل : الذي لا يصلي هل يجوز إطلاق الكفر عليه حتى لا يصلى عليه إذا مات ؟
الشيخ : إذا علم لا يُصلى عليه كافر.
السائل : و يطلق عليه الكفر؟
الشيخ : نعم ، بين الرجل و الكفر ترك الصلاة .
السائل : ما حكم من سب الدين أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : سب الدين كفر بالله ، سب الرسول ، سب الدين ، سب الله ، سب الصحابة جميعاً : كفر مستقل .
السائل: أحسن الله إليكم يا شيخ ، أهل البادية ، يذكر العلماء أن الأعرابي قد يعذر فما هي المسائل التي قد يعذر فيها صاحب البادية ، أم هذا خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم عند بداية الإسلام ؟.
الشيخ: يعذر الأعرابي وغير الأعرابي بالشيء الذي يمكن جهله مثل بعض أركان الصلاة ، بعض أركان الزكاة ، بعض المفطرات .
أما إذا جحد الصلاة رأسا وقال :لا أصلي ، أو جحد الصيام رأسا لا يصوم رمضان ، ما يعذر لأن هذا الشيء معلوم من الدين بالضرورة كل مسلم يعرف هذا أو جحد شيئا مثلا من شروط الحج أو أن عرفة من واجبات الحج ومن أعمال الحج لأنه قد يخفى عليه ، لكن يقر بالحج أنه فرض ، يعني الأمثلة هذه قد تخفى على العامي .
السائل: يُذكر عن بعضهم يا شيخ – أحسن الله إليك – أنه ما يعرف الجنابة وأنه يغتسل منها ؟
الشيخ: يُعلَّم ، العامي قد لا يفهم خصوصا بعض النساء ، يعلَّم ولا يكفر .
السائل: من وصلته كتب منحرفة هل يعذر بالجهل في هذه الحال ، من وصلته كتب مبتدعة يعني ليس فيها توحيد و عقيدة هل يعذر بالجهل ؟
الشيخ: ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع ، وبعض أمور الربا ، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور .
لكن أصل كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة ، هذا لا يخفى على المسلمين ، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة .
السائل: عفا الله عنك ، من قال لا بد أن تتوفر شروط فيمن أًريد تكفيره بعينه وتنتفي الموانع ؟
الشيخ: مثل هذه مثل ما تقدم ، الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء ، يكفر بمجرد وجودها ، لأن وجودها لا يخفى على المسلمين ، معلوم من الدين بالضرورة بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة ، شرط من شروط الزكاة ، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة ، تجب أو لا تجب ، بعض شؤون الحج ، بعض شؤون الصيام ، بعض شؤون المعاملات ، بعض مسائل الربا .
السائل: هؤلاء الذين يستهزؤن باللحى و تقصير الثياب ، هل هذا قد يخفى ؟
الشيخ: قد يخفى نعم ، قد يخفى على بعض الناس ، قد يخفى عليهم وجوب هذا الشيء ،... لكن الإستهزاء حتى بالسنة إذا صار إستهزاء صريح ، إستهزأ بالنوع فقد كفر ، لو استهزأ باسلام الناس فقد كفر نسأل الله العافية.
السائل: الرجل الذي أنكر قدرة الله سبحانه الله و تعالى .
الشيخ: هذا شيء دقيق ، أنكر أن الله يقدر عليه إذا حرق و طحن و ذر في البحر .
السائل: من لا يرى كفر العمل يا شيخ ، يقول لا كفر إلا بالإعتقاد .
الشيخ: هذا لا يقوله إلا إنسان جاهل ، كفر العمل بإجماع المسلمين ، من سجد للصنم كفر أو ذبح لغير الله ، هذا عمل .
السائل:من استهزأ بشيء من شرائع الإسلام ثم تاب هل يلزمه أن ينطق بالشهادتين ؟
الشيخ: لا ، إذا تاب الحمد لله ، التوبة تجب ما قبلها .
السائل: يلزم ينطق بالشهادتين ، يجدد إسلامه؟
الشيخ: لا ، يكفي ،إذا أقر بالمسألة ... يقول بعض الفقهاء أن ينطق الأشياء التي أنكرها ، لكن مثلا إذا قال :"الصلاة ماهي بواجبة" ثما تاب الله عليه يكفي أو إذا قال :"الصوم ماهو واجب" ثم تاب الله عليه يكفي.
السائل: أحسن الله إليك ، الذي لم يأتي بشروط لا إله إلا الله السبعة ؟
الشيخ: إذا كان يؤمن بمعناها أو لم يعرف الشروط ، إذا كان يعرف معناها :لا معبود بحق إلا الله و لو لم يعرف الشروط ، العامي قد لا يعرف الشروط ، المهم أنه يؤمن بالله وحده و أنه معبود بحق و أن ما سواه باطل ، يكفي .
السائل: الذي ينفي بعض الصفات أو كلها يكفر يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه تفصيل ، لا ، تقام عليه الحجة لأنه قد يجهل بعض الصفات ، يبين له ما دل عليه القرآن و السنة ، يكفر إذا جحد الرحمن أو العزيز أو الحكيم أو القدوس أو الملك ، إذا كان عامي يُبين له ما جاء به القرآن و جائت به السنة الصحيحة.
السائل: إذا كان يؤلها يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه خلاف التأويل ، مثل الأشاعرة و غيرهم ، منهم من يكفرهم و منهم من لا يكفرهم ، التأويل فيه شبهة ، بخلاف المعتزلة و الجهمية كفار لأنهم أنكروا الصفات بالكلية و أنكروا الأسماء و الصفات جميعاً نسأل الله العافية .
السائل: يا شيخ جملة من المعاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟
الشيخ: هذا من جهلهم ،عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
السائل: يا شيخ مسألة قيام الحجة ؟
الشيخ: بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "،"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" ، "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ "
قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في كل شيء ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم و ينهاهم آذوه ، نسأل الله العافية .
السائل: حديث الرجل الذي قال إذا مت حرقوني ؟
الشيخ: هذا جهل بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة ، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله ، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال .
السائل: سجود معاذ للنبي عليه الصلاة و السلام؟
الشيخ: هذا إن صح في صحته نظر ، لكن معاذ لو صح ظن أن هذا إذا جاز لكبار قادة المشركين هناك فالنبي أفضل ، هذا له شبهة في أول الإسلام ، لكن استقر الدين وعرف أن السجود لله ،وإذا كان هذا أشكل على معاذ في أول الأمر لكن بعدين ما عليه شبهة.
السائل: أحسن الله إليك ، أئمة بعض الفرق المنحرفة الذين يقولون وصلنا إلى مرتبة اليقين فلا تلزمنا العبادات ؟
الشيخ: هذا ... ، بإجماع أهل العلم من قال تسقط العبادات فقد كفر بإجماع أهل العلم إلا إذا جن و أصابه الجنون .
السائل: أحسن الله إليك ، من وقع في شرك هل يلزمه الشهادتين أم يكفي التوبة ؟
الشيخ: إن كان نطق بالشاهدتين يكفي التوبة مما فعل و إذا نطق بهما كما قال بعض أهل العلماء لا بأس ...و إلا المقصود التوبة تحصل بالرجوع عما أخطأ فيه ، إن كان بدعاء الأموات تاب إلى الله بذلك ، إن كان بالذبح لغير الله تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بترك الصلاة تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بجحد الصيام و هكذا ، الشيء الذي كفر به يدخل في الإسلام بالإقرار به و إذا أتى بالشهادين زيادة =زيادة خير كما قال بعض أهل العلم لكن الصحيح أنه يدخل في الإسلام بالإقرار بالشيء الذي جحده أولا و صار به كافراً ، مثلا أنكر وجوب الصلاة نقول إذا تاب إلى الله و أقر بوجوبها دخل في الإسلام ، أنكر تحريم الزنا ، نقول إذا تاب إلى الله و أقر بأن الزنا حرام=دخل في الإسلام ولو ما كرر الشهادة لأن الشهادة ما أنكرها .
السائل: و عباد القبور كذلك؟
الشيخ: و عباد القبور كذلك إذا تابوا إلى الله و اعترفوا أن الله مستحق للعبادة و أنه لا يجوز دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات دخلوا في الإسلام .
السائل: أحسن الله إليك ، الخفاء و الوضوح لا يتغير باختلاف الأزمنة و الأمكنة ؟
الشيخ: لا يتغير ، كلما عظم الجهل زاد الخفاء ، كلما اشتدت غربة الإسلام زاد الخفاء ، لكن مادام بين المسلمين و يسمع القرآن و يسمع السنة فقد بُلغ ، الله قال :"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" القرآن بلغ ، و يقول سبحانه:"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " هو بلغه القرآن و يتوب إلى الله تعالى و يفعل كذا بل يخاصم و يضارب الله و ما يطيع و ما يقبل الفائدة ، أهل القبور الآن صعب التفاهم معهم في التوحيد إلا بشدة ، ما يرضون التفاهم معهم ، يرون أنهم على حق ، نسأل الله العافية .
السائل: الكلام هذا في التوحيد فقط أم حتى في المسائل المكفرة من البدع كالجهمية ؟
الشيخ: المسائل التي ما تكفر أمرها أسهل ، المقصود المسائل المكفرة .
السائل: مثلا الجهمية يا شيخ ، يعم الحكم على العوام أم فيه تفصيل يا شيخ ؟
الشيخ: عوامهم معهم إذا كانوا معتقدين دينهم ،عوامهم مثل عوام اليهود و النصارى معهم ، إنما الشيء الذي قد يخفى مثل عموم القدرة ، مثل قصة الذي أمر أهله أن يحرقوه ، ظن أنه إذا حرق و ذري في يوم عاصف أنه يفوت و سلم فأمر الله الأرض و البحر أن يجمع ما فيه ثم قال ما حملك على هذا قال خوفك يا رب فتجاوز الله عنه .
السائل: الذين لم تصل إليهم الدعوة الآن حكمهم مثل أهل الفترة ؟
الشيخ: ليسوا بمسلمين و لا كفار ، هذا أمرهم إلى الله ، أهل الفترة أمرهم إلى الله ما هم مسلمين .
السائل: لكن الآن نقول أن هناك أناس لم تصلهم الدعوة؟
الشيخ: الله أعلم ، ممكن ، قد يكون هناك في بلدان إفريقيا أو بلدان أمريكا ، الله أعلم .
السائل: من كان بين المسلمين و يسمع القرآن هل يتصور أنه يمتحن يوم القيامة ؟
الشيخ: ما معنى يمتحن يوم القيامة؟
السائل: يمتحن في الموقف كأهل الفترات.
الشيخ: الذي ما بلغه الإسلام يُمتحن و الذي بلغه الإسلام ما يمتحن ، قد قامت عليه الحجة .
السائل: إذا كان بين المسلمين يا شيخ؟
الشيخ: هذا أمره إلى الله ، عندنا ما نحكم عليه أنه قامت عليه الحجة ، أمره إلى الله هو أعلم به سبحانه و تعالى ، لكن عندنا من قامت عليه الحجة بالقرآن و السنة .
السائل: هل يوجد من يموت و لم تبلغه الدعوة؟
الشيخ: قد يوجد في إفريقيا .
السائل: قول رسول الله : "لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل"
الشيخ: ...هذا ما يلزم الأفراد هذا يلزم الجهات ، ما يلزم الأفراد ، أنه كل فرد قامت عليه الحجة ، الله يقول :" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " إذا ما وصله خبر الرسول و لا خبر القرآن ما قامت عليه الحجة .
السائل: ...ينر عليهم مباشرة...؟
الشيخ: تنصحهم و تعلمهم فإذا تابوا و هداهم الله فالحمد لله و إن أبوْا فهم كفار.
السائل: مفسدتهم كبيرة الضرب و التفجير و كذا
الشيخ: لا لا، بالدعوة و بالتوجيه فإذا أصروا يقتلوا قتلا عند ولي الأمر، إذا كان هناك ولي أمر مسلم و هم بين يديه يدعوهم إلى الله فإن أقروا بالحق و تركوا دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات و إلا قتلوا.
السائل: فيه جماعة من معاصرين يقولون أنه لا يكفر الشخص إذا قال الكفر أو فعله إلا إذا قصد بقلبه .
الشيخ: لا غلط والله ، يكفر يالقول و باللسان و بالعمل، بالقلب و اللسان و العمل ، إلا إذا أكره مع الطمئنينة ، إذا أكره بالضرب أو بالتهديد بالقتل و قلبه مطمئن ، مثل ما فعل عمار بن ياسر و ابن مسعود و غيرهم مما فعلوا ، بلال و غيرهم فوافقوهم لكن مع طمئنينة القلب ، مع كون القلب مطمئن بالإيمان ، موحداً لله عز و جل ، قالوا محمد كاذب و ماهو برسول ليدفعوا عنهم الضرب ...
السائل: يحصرون الكفر بالجحود يا شيخ أحسن الله إليكم ، يقولون لا يكفر الرجل إلا إذا قصد الخروج من الإسلام بفعله أو بقوله ؟
الشيخ: يُعلّم يُعلّم ، هذا جاهل يُعلّم ، الكفر يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالعمل ، الذين قالوا "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء " كفروا بالقول ، نسأل الله العافية.
السائل: هذا هو الأصل العام للإرجاء يقولون لا يكون الكفر إلا بالقلب ؟
الشيخ: الكفر يكون بالقلب و اللسان و العمل عند جميع العلماء ، أقرأوا باب حكم المرتد .
منقول
السائل : الله يحسن عملك ، قول المؤلف-رحمه الله- :" قد يقولها و هو جاهل ولا يعذر بالجهل"
الشيخ : لأنه بين المسلمين و عنده أهل العلم و الكتاب و السنة قريب ، أهل التساهل.
السائل : هذه تحمل على المفرط الله يحسن إليك ؟
الشيخ : هذه على الإنسان الذي يستطيع العلم و لم يبالي .
السائل : الإختلاف في مسألة العذر بالجهل هل من المسائل الخلافية ؟
الشيخ : مسألة عظيمة ، والأصل فيها أنه لا يعذر من كان بين المسلمين ، من بلغه القرآن والسنة ، ما يعذر.
الله جل وعلا قال :" هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ " و قال " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "، من بلغه القرآن والسنة غير معذور ، إنما أوتي من تساهله وعدم مبالاته .
السائل: لكن هل يقال هذه مسألة خلافية ؟
الشيخ: ماهي خلافية إلا في الدقائق التي قد تخفى مثل قصة الذي قال لأهله أحرقوني .
السائل : كثير من المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟
الشيخ: إقامة الدليل يعني ، كل على حسب حاله .
السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟
الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟!
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .
السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟
الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عند العامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.
السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !
الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
الشيخ: يحكم عليه بالشرك ، ويعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
و قال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ".
ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل الله العافية.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ بعض الناس اليوم يقول : إن الحاكمية هي أخص خصائص الألوهية يا شيخ .
الشيخ : لا ، أخصها ترك الشرك ، الحاكمية من الفروع ، من فروع الأحكام ، يجب على الحاكم أن يحكم بالشرع ، (والحكم بغير الشرع )فيه تفصيل ، إن حكم عن عمد و استحلال كفر و إن حكم بهوى و رشوة صار معصية و منكر و كفرأصغر ، هذه من الشرائع و تدخل في توحيد العبادة .
السائل : تدخل يا شيخ في الربوبية و الألوهية ؟
الشيخ : تختلف ، تختلف ، تارة تدخل في الكفر و تارة تدخل في المعاصي و الكفر الدون الأكبر مثلها مثل الزنا و مثلها مثل شرب الخمر ، إن استحلها صار كفرا و إن لم يستحلها صار معصية .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، الحكم بغير ما أنزل الله يشترط الاعتقاد حتى يكفر ؟
الشيخ : أي نعم ، لو حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون كفر دون كفر ، مادام ما لم سيتحله ، من أجل أن يثبت في الملك ، أو من فلان أو فلان و هو يعلم أنه ظالم يكون معصية و كفر دون كفر.
السائل : و الذي جعل القوانين؟
الشيخ : ولو و لو ، مادام أنه لم يستحله فهو كفر دون كفر فإن استحله كفر كفراً أكبر ، و هكذا الزنا ، لو زنا بمئة امرأة ما يكفر حتى يستحله ، و لو قتل مئة قتيل و لم يستحل لم يكفر ، قصة الذي قتل تسع و تسعين قتيل ثم كمل المئة !
السائل : أحسن الله إليك إذا استحل الحكم يعتبر طاغوت؟
الشيخ : كافر ، طاغوت كافر ، يسمى طاغوت و لو لم يستحل إذا حكم بغير ما أنزل الله و لو لم يستحل...
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ ، من استدل على كفر حكم بغير ما أنزل الله على أنه يختلف عن الزنا و الأحكام الأخرى بالآيات .
الشيخ : لا لا ، ما علينا ، مثل ماصرح الصحابة ابن عباس و غيره ، كفر دون كفر ، لو أن إنسان حكم لأخيه أو لأمه أو لأبيه أو صديقه و مال في الحكم و هو يعلم أنه مايل في الحكم ، يكفر ؟!
السائل : لكن إذا كان على مستوى الأمة كلها ؟
الشيخ : و لو ، المعصية تعظم ، إذا حكم لاثنين أكبر ثم إذا حكم لثلاثة أكبر و إذا حكم لعشرة أكبر .
السائل : قول ابن عباس : "كفر دون كفر و ظلم دون ظلم" ما المراد به؟
الشيخ : يعني الحكم بغير ما أنزل الله من غير استحلال .
السائل : و إن زنا و إن سرق ؟
الشيخ : كذلك ، و أن زنى و إن سرق تدخل في المعصية ، منافية لكمال الإيمان .
السائل : لكن الفعل نفسه ما يدل على الإستحلال ، إقامة المحاكم و الدعوة إليها ؟
الشيخ : لا ، ما يكفي ، لو زنا يحكم عليه مستحل؟! ايش ليخرج هذا عن هذا ؟! لو زنا أوتلوط أو شرب الخمر يعتبر كافر؟!
السائل : الذي لا يصلي هل يجوز إطلاق الكفر عليه حتى لا يصلى عليه إذا مات ؟
الشيخ : إذا علم لا يُصلى عليه كافر.
السائل : و يطلق عليه الكفر؟
الشيخ : نعم ، بين الرجل و الكفر ترك الصلاة .
السائل : ما حكم من سب الدين أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : سب الدين كفر بالله ، سب الرسول ، سب الدين ، سب الله ، سب الصحابة جميعاً : كفر مستقل .
السائل: أحسن الله إليكم يا شيخ ، أهل البادية ، يذكر العلماء أن الأعرابي قد يعذر فما هي المسائل التي قد يعذر فيها صاحب البادية ، أم هذا خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم عند بداية الإسلام ؟.
الشيخ: يعذر الأعرابي وغير الأعرابي بالشيء الذي يمكن جهله مثل بعض أركان الصلاة ، بعض أركان الزكاة ، بعض المفطرات .
أما إذا جحد الصلاة رأسا وقال :لا أصلي ، أو جحد الصيام رأسا لا يصوم رمضان ، ما يعذر لأن هذا الشيء معلوم من الدين بالضرورة كل مسلم يعرف هذا أو جحد شيئا مثلا من شروط الحج أو أن عرفة من واجبات الحج ومن أعمال الحج لأنه قد يخفى عليه ، لكن يقر بالحج أنه فرض ، يعني الأمثلة هذه قد تخفى على العامي .
السائل: يُذكر عن بعضهم يا شيخ – أحسن الله إليك – أنه ما يعرف الجنابة وأنه يغتسل منها ؟
الشيخ: يُعلَّم ، العامي قد لا يفهم خصوصا بعض النساء ، يعلَّم ولا يكفر .
السائل: من وصلته كتب منحرفة هل يعذر بالجهل في هذه الحال ، من وصلته كتب مبتدعة يعني ليس فيها توحيد و عقيدة هل يعذر بالجهل ؟
الشيخ: ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع ، وبعض أمور الربا ، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور .
لكن أصل كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة ، هذا لا يخفى على المسلمين ، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة .
السائل: عفا الله عنك ، من قال لا بد أن تتوفر شروط فيمن أًريد تكفيره بعينه وتنتفي الموانع ؟
الشيخ: مثل هذه مثل ما تقدم ، الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء ، يكفر بمجرد وجودها ، لأن وجودها لا يخفى على المسلمين ، معلوم من الدين بالضرورة بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة ، شرط من شروط الزكاة ، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة ، تجب أو لا تجب ، بعض شؤون الحج ، بعض شؤون الصيام ، بعض شؤون المعاملات ، بعض مسائل الربا .
السائل: هؤلاء الذين يستهزؤن باللحى و تقصير الثياب ، هل هذا قد يخفى ؟
الشيخ: قد يخفى نعم ، قد يخفى على بعض الناس ، قد يخفى عليهم وجوب هذا الشيء ،... لكن الإستهزاء حتى بالسنة إذا صار إستهزاء صريح ، إستهزأ بالنوع فقد كفر ، لو استهزأ باسلام الناس فقد كفر نسأل الله العافية.
السائل: الرجل الذي أنكر قدرة الله سبحانه الله و تعالى .
الشيخ: هذا شيء دقيق ، أنكر أن الله يقدر عليه إذا حرق و طحن و ذر في البحر .
السائل: من لا يرى كفر العمل يا شيخ ، يقول لا كفر إلا بالإعتقاد .
الشيخ: هذا لا يقوله إلا إنسان جاهل ، كفر العمل بإجماع المسلمين ، من سجد للصنم كفر أو ذبح لغير الله ، هذا عمل .
السائل:من استهزأ بشيء من شرائع الإسلام ثم تاب هل يلزمه أن ينطق بالشهادتين ؟
الشيخ: لا ، إذا تاب الحمد لله ، التوبة تجب ما قبلها .
السائل: يلزم ينطق بالشهادتين ، يجدد إسلامه؟
الشيخ: لا ، يكفي ،إذا أقر بالمسألة ... يقول بعض الفقهاء أن ينطق الأشياء التي أنكرها ، لكن مثلا إذا قال :"الصلاة ماهي بواجبة" ثما تاب الله عليه يكفي أو إذا قال :"الصوم ماهو واجب" ثم تاب الله عليه يكفي.
السائل: أحسن الله إليك ، الذي لم يأتي بشروط لا إله إلا الله السبعة ؟
الشيخ: إذا كان يؤمن بمعناها أو لم يعرف الشروط ، إذا كان يعرف معناها :لا معبود بحق إلا الله و لو لم يعرف الشروط ، العامي قد لا يعرف الشروط ، المهم أنه يؤمن بالله وحده و أنه معبود بحق و أن ما سواه باطل ، يكفي .
السائل: الذي ينفي بعض الصفات أو كلها يكفر يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه تفصيل ، لا ، تقام عليه الحجة لأنه قد يجهل بعض الصفات ، يبين له ما دل عليه القرآن و السنة ، يكفر إذا جحد الرحمن أو العزيز أو الحكيم أو القدوس أو الملك ، إذا كان عامي يُبين له ما جاء به القرآن و جائت به السنة الصحيحة.
السائل: إذا كان يؤلها يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه خلاف التأويل ، مثل الأشاعرة و غيرهم ، منهم من يكفرهم و منهم من لا يكفرهم ، التأويل فيه شبهة ، بخلاف المعتزلة و الجهمية كفار لأنهم أنكروا الصفات بالكلية و أنكروا الأسماء و الصفات جميعاً نسأل الله العافية .
السائل: يا شيخ جملة من المعاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟
الشيخ: هذا من جهلهم ،عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
السائل: يا شيخ مسألة قيام الحجة ؟
الشيخ: بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "،"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" ، "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ "
قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في كل شيء ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم و ينهاهم آذوه ، نسأل الله العافية .
السائل: حديث الرجل الذي قال إذا مت حرقوني ؟
الشيخ: هذا جهل بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة ، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله ، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال .
السائل: سجود معاذ للنبي عليه الصلاة و السلام؟
الشيخ: هذا إن صح في صحته نظر ، لكن معاذ لو صح ظن أن هذا إذا جاز لكبار قادة المشركين هناك فالنبي أفضل ، هذا له شبهة في أول الإسلام ، لكن استقر الدين وعرف أن السجود لله ،وإذا كان هذا أشكل على معاذ في أول الأمر لكن بعدين ما عليه شبهة.
السائل: أحسن الله إليك ، أئمة بعض الفرق المنحرفة الذين يقولون وصلنا إلى مرتبة اليقين فلا تلزمنا العبادات ؟
الشيخ: هذا ... ، بإجماع أهل العلم من قال تسقط العبادات فقد كفر بإجماع أهل العلم إلا إذا جن و أصابه الجنون .
السائل: أحسن الله إليك ، من وقع في شرك هل يلزمه الشهادتين أم يكفي التوبة ؟
الشيخ: إن كان نطق بالشاهدتين يكفي التوبة مما فعل و إذا نطق بهما كما قال بعض أهل العلماء لا بأس ...و إلا المقصود التوبة تحصل بالرجوع عما أخطأ فيه ، إن كان بدعاء الأموات تاب إلى الله بذلك ، إن كان بالذبح لغير الله تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بترك الصلاة تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بجحد الصيام و هكذا ، الشيء الذي كفر به يدخل في الإسلام بالإقرار به و إذا أتى بالشهادين زيادة =زيادة خير كما قال بعض أهل العلم لكن الصحيح أنه يدخل في الإسلام بالإقرار بالشيء الذي جحده أولا و صار به كافراً ، مثلا أنكر وجوب الصلاة نقول إذا تاب إلى الله و أقر بوجوبها دخل في الإسلام ، أنكر تحريم الزنا ، نقول إذا تاب إلى الله و أقر بأن الزنا حرام=دخل في الإسلام ولو ما كرر الشهادة لأن الشهادة ما أنكرها .
السائل: و عباد القبور كذلك؟
الشيخ: و عباد القبور كذلك إذا تابوا إلى الله و اعترفوا أن الله مستحق للعبادة و أنه لا يجوز دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات دخلوا في الإسلام .
السائل: أحسن الله إليك ، الخفاء و الوضوح لا يتغير باختلاف الأزمنة و الأمكنة ؟
الشيخ: لا يتغير ، كلما عظم الجهل زاد الخفاء ، كلما اشتدت غربة الإسلام زاد الخفاء ، لكن مادام بين المسلمين و يسمع القرآن و يسمع السنة فقد بُلغ ، الله قال :"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" القرآن بلغ ، و يقول سبحانه:"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " هو بلغه القرآن و يتوب إلى الله تعالى و يفعل كذا بل يخاصم و يضارب الله و ما يطيع و ما يقبل الفائدة ، أهل القبور الآن صعب التفاهم معهم في التوحيد إلا بشدة ، ما يرضون التفاهم معهم ، يرون أنهم على حق ، نسأل الله العافية .
السائل: الكلام هذا في التوحيد فقط أم حتى في المسائل المكفرة من البدع كالجهمية ؟
الشيخ: المسائل التي ما تكفر أمرها أسهل ، المقصود المسائل المكفرة .
السائل: مثلا الجهمية يا شيخ ، يعم الحكم على العوام أم فيه تفصيل يا شيخ ؟
الشيخ: عوامهم معهم إذا كانوا معتقدين دينهم ،عوامهم مثل عوام اليهود و النصارى معهم ، إنما الشيء الذي قد يخفى مثل عموم القدرة ، مثل قصة الذي أمر أهله أن يحرقوه ، ظن أنه إذا حرق و ذري في يوم عاصف أنه يفوت و سلم فأمر الله الأرض و البحر أن يجمع ما فيه ثم قال ما حملك على هذا قال خوفك يا رب فتجاوز الله عنه .
السائل: الذين لم تصل إليهم الدعوة الآن حكمهم مثل أهل الفترة ؟
الشيخ: ليسوا بمسلمين و لا كفار ، هذا أمرهم إلى الله ، أهل الفترة أمرهم إلى الله ما هم مسلمين .
السائل: لكن الآن نقول أن هناك أناس لم تصلهم الدعوة؟
الشيخ: الله أعلم ، ممكن ، قد يكون هناك في بلدان إفريقيا أو بلدان أمريكا ، الله أعلم .
السائل: من كان بين المسلمين و يسمع القرآن هل يتصور أنه يمتحن يوم القيامة ؟
الشيخ: ما معنى يمتحن يوم القيامة؟
السائل: يمتحن في الموقف كأهل الفترات.
الشيخ: الذي ما بلغه الإسلام يُمتحن و الذي بلغه الإسلام ما يمتحن ، قد قامت عليه الحجة .
السائل: إذا كان بين المسلمين يا شيخ؟
الشيخ: هذا أمره إلى الله ، عندنا ما نحكم عليه أنه قامت عليه الحجة ، أمره إلى الله هو أعلم به سبحانه و تعالى ، لكن عندنا من قامت عليه الحجة بالقرآن و السنة .
السائل: هل يوجد من يموت و لم تبلغه الدعوة؟
الشيخ: قد يوجد في إفريقيا .
السائل: قول رسول الله : "لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل"
الشيخ: ...هذا ما يلزم الأفراد هذا يلزم الجهات ، ما يلزم الأفراد ، أنه كل فرد قامت عليه الحجة ، الله يقول :" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " إذا ما وصله خبر الرسول و لا خبر القرآن ما قامت عليه الحجة .
السائل: ...ينر عليهم مباشرة...؟
الشيخ: تنصحهم و تعلمهم فإذا تابوا و هداهم الله فالحمد لله و إن أبوْا فهم كفار.
السائل: مفسدتهم كبيرة الضرب و التفجير و كذا
الشيخ: لا لا، بالدعوة و بالتوجيه فإذا أصروا يقتلوا قتلا عند ولي الأمر، إذا كان هناك ولي أمر مسلم و هم بين يديه يدعوهم إلى الله فإن أقروا بالحق و تركوا دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات و إلا قتلوا.
السائل: فيه جماعة من معاصرين يقولون أنه لا يكفر الشخص إذا قال الكفر أو فعله إلا إذا قصد بقلبه .
الشيخ: لا غلط والله ، يكفر يالقول و باللسان و بالعمل، بالقلب و اللسان و العمل ، إلا إذا أكره مع الطمئنينة ، إذا أكره بالضرب أو بالتهديد بالقتل و قلبه مطمئن ، مثل ما فعل عمار بن ياسر و ابن مسعود و غيرهم مما فعلوا ، بلال و غيرهم فوافقوهم لكن مع طمئنينة القلب ، مع كون القلب مطمئن بالإيمان ، موحداً لله عز و جل ، قالوا محمد كاذب و ماهو برسول ليدفعوا عنهم الضرب ...
السائل: يحصرون الكفر بالجحود يا شيخ أحسن الله إليكم ، يقولون لا يكفر الرجل إلا إذا قصد الخروج من الإسلام بفعله أو بقوله ؟
الشيخ: يُعلّم يُعلّم ، هذا جاهل يُعلّم ، الكفر يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالعمل ، الذين قالوا "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء " كفروا بالقول ، نسأل الله العافية.
السائل: هذا هو الأصل العام للإرجاء يقولون لا يكون الكفر إلا بالقلب ؟
الشيخ: الكفر يكون بالقلب و اللسان و العمل عند جميع العلماء ، أقرأوا باب حكم المرتد .
منقول
تعليق