رسالة عاجلة إلى من أعرض عن طلب العلم وقنع بالجهل
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الجد والإجتهاد فيما يكسب العز والرفعة،ويزيد في النباهة وعلو القدر له راحة العاقل ، والتواني عنه عادة الجاهل .
والجاهل لو عرف نقيصة الجهل ، لفزع إلى العلم ولكن لا يرضى بالجهل إلا من هانت عليه نفسه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه ، فإن احتاج إلى من يصحبه فليكن صاحبا صالحا لينا،تقيا،ورعا،ذكيا،كثير الخير،قليل الشر، نصوحا يكره المداهنة ، ولعلى هذا الوصف أعز من الكبريت الأحمر ، ولكن كما قال عليه الصلاة والسلام (( سددوا وقاربوا).في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال الزرنوجي-رحمه الله- : ((وأما اختيار الشريك فينبغي أن يختار المجد الورع ، وصاحب الطبع المستقيم ، والمتفهم ، ويفر من الكسلان والمعطل والمكثار والمفسد والفتان)) ..اه. (أنظرتعليم المتعلم ص8).
أيهما خير؟
وقال رحمه الله: ((...والله لأن تموت طالبا للعلم خير من تعيش قانعا بالجهل قال : وإلى متى يحصل ذلك ؟ قال ما حسنت بك الحياة ))...اه . (أنظر الفقيه والمتفقه 2/166)
وقال رحمه الله: ((العلم أجل من أن يشتغل بغيره ))..اه . (أنظر الفقيه والمتفقه 2/184)
أيهما خير : ذل التعلم أم ذل الجهل؟
قال الأصمعي-رحمه الله-: ((من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقى في ذل الجهل أبدا)). (أنظر تهذيب الكمال للمزي 18/388).
ذم السلف في من ترك طلب العلم وهو قادر عليه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ((ويلحق الذم من تبين له الحق فتركه ، أو من قصر في طلبه ، حتى لم يتبين له ، أو أعرض عن طلب معرفته لهوى أو لكسل أو نحوه )).. اه .انظر الإقتضاء ص(6/85).
احذر الصاحب الكسلان والمؤذي
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه :(( اعتزل ما يؤذيك ، وعليك بالخليل الصالح ، وقل ما تجده وشاور في أمرك ، الذين يخافون الله عز وجل)) . ( اسناده صحيح رواه البيهقي "8996"والزهد لإبن المبارك "1399").
ولقد أحسن الشاعرحيث قال :
تجنب صديق السوء واصرم حباله وان لم تجد عنه محيصا فداره
وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه تنل منه صفو الود ما لم تماره
هل تريد ان تكون شريفا ؟
وقال الشافعي-رحمه الله-: ((من أراد الدنيا فعليه بالعلم،ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم)).
وقال رحمه الله:((من لا يحب العلم فلا خير فيه،ولا يكون بينك وبينه صداقة ولا معرفة)).
وقال رحمه الله:((العلم مروءة من لا مروءة له)).
انظر:تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
شرطي التعريف لمحمد بن عبد الرحمن أبو حامد الشافعي ص162.
وقال مالك بن دينار-رحمه الله–:((الناس أجناس كأجناس الطير،الحمام مع الحمام،والغراب مع الغراب،والبط مع البط،والصعو مع الصعو)).إسناده صحيح،انظر الإبانة لإبن بطه512.
قال أبو موسى كان الله في عونه:وطالب العلم مع طالب العلم،والحازم مع الحازم،والفارغ مع الفارغ.
وقال الزهري-رحمه الله-: كان من مضى من علمائنا يقولون : ((الإعتصام بالسنة نجاة ’ والعلم يقبض قبضا سريعا ’ وفي نعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله)) .( رواه بسند صحيح الدارمي في مقدمة سننه ) .
إحذر من إعراضك عن طلب العلم فهذا هو التساهل الذي ذمه السلف وعدوه لعبا بالدين
قال أبو موسى-عفا الله عنه-: والقائل بهذه المقولة هو الإمام مالك رحمه الله ، كما ذكر ذلك عنه الأصبهاني في الحجة في بيان محجة .(1/224).
قال الشيخ المفضال الثبت محمد بن مانع الآنسي متعه الله بالعافية معلقا : ((التساهل في أمر الدين يوقع في الشر والإنحراف ، وهكذا التساهل في أخذ العلم ،" يحضر أو لا يحضر" " يحفض أو لا يحفض" فيبقى جاهلا،وهكذا يبقى متساهلا في الأخذ بالسنة ، فلا يدري إلا وقد وقع في البدعة والضلالة والشر،قال الله تعالى:(يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ).)).
قال الإمام ابن كثير-رحمه الله-: ((أي بجد وحرص وإجتهاد .(أنظر تفسيره للآية ). )).
المصاب بالغفلة والمغتر بطول المهلة فيه شبه بالأنعام
المعرض عن طلب العلم لم يرد الله به خيرا
قال أبو بكر الآجري-رحمه الله-: ((الحديث يدل على أنه من لم يتفقه في دينه فلا خير فيه)) ..اه.( أنظر شرح الأربعين له) .
قال أبو المظفر السمعاني-رحمه الله-: ((غير أن الحق عزيز ، والدين غريب والزمان مفتن ، ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور)). اه .( أنظرالإنتصار لأصحاب الحديث ص 26) .
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وذرياته وأزواجه وصحابته الميامين وسلم تسليما كثيرا.
كتبه : الفقيـــــر إلــى الله عــــز وجـــــل
أبو موسى العربي الجزائري
كان الله له في
الدارين
بمدينة وادي سوف –الجزائر- بتاريخ 30 رجب 1435 ه .
تعليق