بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد ، فقد أوقفت على فائدة قيمة نفيسة من أحد الإخوة المباركين ، من ضمن بدائع العلامة الأصولي ابن عثيمين رحمة الله عليه ، هي من درره النادرة الوقوع ، والتي يستفيد منها الكبير والصغير ، فكتبه ممتلئة بمثل هذه الدرر ، لمن تيسر له الغوص فيها لالتقاطها والانتفاع بها ،
فأحببت أن أتحف بها القراء الكرام لما فيها من توجيه وتنبيه ؛
▪سأل أحدهم الشيخ بن العثيمين عن حكم الأناشيد الإسلامية ، وكان من ضمن السؤال أن قال السائل : إن الشباب الملتزم يكثر من سماعها ، فاستوقفت الشيخ ابن العثيمين كلمة (ملتزم) .
▪نص السؤال :
فضيلة الشيخ! انتشر في هذه الفترة عند بعض الشباب ما يسمى بالأناشيد الإسلامية، وأحياناً يكثر الشباب الملتزم منها لدرجة مفرطة، ما رأيك فيها؟
أجاب الشيخ :
أولاً أنت قلت لي : الشباب الملتزم، من أعطاك هذه العبارة؟
▪السائل : نحسبه من الشباب الملتزم
الشيخ : لا أقصد هذا، ولا أقصد تزكيته من عدمها، لكن كلمة الملتزم إطلاقها على الإنسان الطيب ليس صحيحاً
اقرأ قول الله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) أم التزموا؟
طيب اقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(قل آمنت بالله ثم استقم)
فأرجو من إخواننا أن يبدلوا هذه الكلمة ؛ لأن هذا هو الذي جاء في القرآن والسنة على أن كلمة ملتزم عند الفقهاء لها معنى آخر، يقولون: "ملتزم" من التزم أحكام الإسلام ولو كان يهودياً أو نصرانياً، فيسمون أهل الذمة ملتزمين
اقرأ كتاب الحدود في الفقه تجد أنه يجب الحد على كل بالغ عاقل ملتزم عالم بالتحريم، قالوا: والملتزم هو المسلم واليهودي والنصراني (أهل الذمة)
خذها معك وأدها إلى أصحابها
غيِّر (ملتزم) إلى (مستقيم)
اتباعاً للقرآن والسنة
واحترازاً مما اصطلح عليه الفقهاء في كتبهم ) اهـ
من [لقاء الباب المفتوح ص : 18 (232)]
تعليق