إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم الإسلام في الأعياد الوطنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الإسلام في الأعياد الوطنية

    حكم الإسلام في الأعياد الوطنية


    دعوة للتأمل ....
    فتح الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الفتوحات، ولم يتخذ أيِّاً منها عيداً!! وفتح القادة المسلمون ( الخلفاء الراشدون وغيرهم ) الفتوحات الكثيرة، ولم يتخذوا - ولا من بعدهم - تلك الفتوحات عيداً..
    أليس ذلك كافٍ في ضرورة الاتباع ، والبعد عن الابتداع؟!!
    ================
    الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الداعي إلى طاعة ربه، المحذر عين الغلو والبدع والمعاصي، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين وأما بعد:

    أيها المسلمون :
    ففي هذه الأيام من آخر الزمان إنتشرت البدع والمحدثات والمعاصي والمنكرات والأهواء والحزبيات ، ووسائل الاضلال والغوايات، ومن ذلك ما يسمى بأعياد الثورات والحكومات ،
    كعيد سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ....الخ
    هذا في اليمن .
    وأخيراٍ ما يُطالب به أحزاب المشترك بعيد خاص بهم بمناسبة يوم الخروج على أهل الولايات في شهر فبراير.
    والبلدان الاسلامية الأخرى لها مثل ذلك
    ،
    والأُمَّة الإسلامية إذا حرصَتْ على هذه الأعياد المُحْدَثة ضَعُف في قلبها مكانةُ الأعياد الشرعية؛ وهكذا الأُمَّة الإسلامية إذا رُبِّيت على غير الأعمال المشروعة قلَّت رغبتها في المشروع.

    ولذلك قيل: "ما ابْتَدع قومٌ بدعة إلاَّ نزَعَ الله عنهم من السُّنة مثْلَها"؛ (انظر للفائدة: "الاقتضاء" 1/ 483).

    فمع كون الإحتفال بمثل هذه الأعياد من البدع والمحدثات فهو أيضاٍ من التشبه بأعياد الكفار والمشركين ، أضف الى ذلك ما يحصل في هذا اليوم (الوطني) من ممارسات وسلوكيات منحرفة وخاطئة توجب التحذير الشديد والإنكار الأكيد لهذه الخزعبلات وماتحويه من المنكرات.
    وإلا فمن يرضى بما حصل في كثير من الشوارع الرئيسة من تعطيل للحركة المرورية بالساعات وانتهاك وتعدٍ على الحرمات والنساء المسلمات من قبل قطعان الشباب الهائجة المائجة.

    والمسألة ليست فقط محصوره في كونه يوم أو عيد بل الأمر أشد من ذلك فهذا اليوم هو مخالف للاسلام ليس في كونه عيدا بدعيا فقط بل هو احياء لعقيدة الوطنية والتي تساوي بين المسلم والكافر في الوطن فتجد في مثل هذا العيد الوثني يتقارب المسلم والرافضي ويتوادون من أجل الوطن ففي هذا اليوم تتحقق عقيدة الولاء من أجل الوطن وهي عقيدة كفرية لا شك كما ان من أسس الوطنية هي الانتماء والتبعية بالجنسية وهذا أمر يتنافى مع العقيدة الاسلامية فمن لوازم ما يسمى بالتابعية الوطنية أو الجنسية موالاة أهل الكفر والاشراك مثل الروافض عليهم من الله ما يستحقون ،فلا يَجوز الاحتفال بالأيام الوطنية ، وإن لم يُقصَد بها القُربة والطاعة ، إلا أن فيها مضاهاة للأعياد الشرعية .
    فقد جَعَل بعضهم الوطن وثناً وإلها يُعبد من دون الله !
    وبعضهم قدّم حبّ الوطن على حُب الله ورسوله ، بل جَعَل بعضهم الوطن هو المحبوب الأول والأخير ! على حدّ قول القائل :
    وطني الحبيب وهل أُحِبّ سواه ؟!"


    وإضافة لما يسمى بالأغاني الوطنية واحتفالات الفرق الشعبية وغيرها كثير وكثير.
    وإضافة لذلك الإسراف والتبذير بتخصيص ميزانيات لإقامة المهرجانات والأضواء على المباني والمرتفعات وإشغال الناس بصخب الأغاني ،وتعطيل الأعمال والوظائف ...الخ
    فلو ضم الحكم على هذه الأفعال والممارسات إلى أقوال أهل العلم في اليوم (الوطني) لأصبح القول بالتحريم معتبراً من أكثر من وجه، والله أعلم

    فالواجب على العلماء والدُّعاة وطلبة العلم وعموم المسلمين إنكارُ بدعة عيد الوطن، والإنكارُ على مَن أعان على إقامة هذه الأعياد، والإنكار أيضًا على من يزور ويحضر هذه المناسبات المُحدثة، والأحتفالات المنكرة.
    *****
    يا مسلم إعلم أن (اليوم الوطني) عيد من ناحية اللغة والعرف
    فالعيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أموراً منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات. (من فتاوى اللجنة)

    وقال ابن القيِّم - رحمه الله -: "والعيد: ما يُعتاد مَجِيئه وقصْدُه من مكان وزمان"، وقال أيضًا: "والعيد مأخوذ من الْمُعاودة والاعتياد، فإذا كان اسْمًا فهو الْمَكان الذي يُقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة، أو لغيرها؛ اهـ ("إغاثة اللَّهفان 1/ 298 - 300).
    وهذا الوصف ينطبق على ما يحصل في هذا اليوم سواء قلنا إنه عيد ديني أو عيد دنيوي ، فهو عيد من ناحية اللغة.

    وقال الشيخ عبدالرحمن السعديُّ - رحمه الله -: "سُمِّي عيدًا لأنَّه يعود ويتكرَّر، ولم يزَل الناسُ من آدم وإلى أن تقوم السَّاعة وهم يتَّخِذون يومًا للفرح والسُّرور، وأصل العيد للفرح والسُّرور، ولكنَّ أعياد الكفار للفرح والسُّرور فقط؛ لأنَّهم بِمَنْزلة البهائم، يأكلون كما تأكل الأنعام، والنار مثوًى لَهم.
    ولكن مِن فضل الله ومنَّتِه على المؤمنين جعل عيدَهم عبادة؛ لأنَّه فرَحٌ بعبادة الله تعالى وفضلِه ومِنَّتِه عليهم، فشرع لَهم عيد الفطر؛ ليشكروا الله على ما مَنَّ عليهم به من صيام رمضان وقيامه، وإكمال العِدَّة، وليكبِّروه، وشرع لهم عيد النَّحر؛ ليشكروا الله على ما مَنَّ به من الحجِّ وبَهيمة الأنعام، ففرَحُهم في عيدهم عبادة؛ لأنَّه فرحٌ في عبادة الله، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]؛ ("التعليقات على عمدة الأحكام"، جَمَعها ولَخَّصها الشيخ عبدالله العوهلي، ص 201).
    ********

    وقد ذكر شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: أنَّ أكثر مَن يَحْرص على مثل هذه البِدَع - يعني: إحياء أيام معيَّنة، كيوم المولد النبويِّ، ومثل بَدْر وحُنَين وغيرها - إنَّما تَجِدهم حريصين على هذه البِدَع مع فتورهم في أمْر الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنَّما هم بِمَنْزِلة من يحلِّي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتَّبِعه، وبِمَنْزلة من يُزَخرف المسجد ولا يصلِّي فيه، أو يصلِّي فيه قليلاً، وبِمَنْزلة من يتَّخِذ المسابيح والسجَّادات المُزَخرفة... إلخ.

    وذكر شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - ("الاقتضاء"، 2/ 618)، أنَّ النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت له وقائع متعدِّدة وخُطَب وعهود ووقائع في أيام متعدِّدة، مثل يوم بدر وحُنَين، والخندق وفَتْح مكَّة، ووقت هِجْرته ودخوله المدينة، ولم يتَّخِذ يومًا من هذه الأيام عيدًا؛ انتهى.
    **************

    حكم ( العيد / اليوم الوطني )

    للشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله


    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .

    أما بعد :ـ فإن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً ، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دين لم يأذن به الله ، والواقع أصدق شاهد ، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق ، إذ العيد اسم لما يعود مجيؤه ويتكرر سواء كان عائداً يعود السنة أو الشهر أو الأسبوع كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

    ولما كان للنفوس من الولع بالعيد ما لا يخفى لا يوجد طائفة من الناس إلا ولهم عيد أو أعياد يظهرون فيه السرور والفرح ومتطلبات النفوس شرعاً وطبعاً من عبادات وغيرها ، ولهذا لما أنكر أبو بكر الصديق رضي الله عنه على الجويريتين الغناء يوم العيد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" دعهما ياأبا بكر فإن لكل قوم عيداً ، وهذا عيدنا أهل الإسلام " .

    وقد منّ الله على المسلمين بما شرعه لهم على لسان نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم من العيدين الإسلاميين العظيمين الشريفين الذين يفوقان أي عيد كان ، وهما:" عيد الفطر " و " عيد الأضحى " ولا عيد للمسلمين سنوياً سواهما ، وكل واحد من هذين العيدين شرع شكر الله تعالى على أداء ركن عظيم من أركان الإسلام .

    فـ" عيد الفطر" أوجبه الله تعالى على المسلمين وشرعه ومنّ به عليهم شكراً لله تعالى على توفيقه إياهم لإكمال صيام رمضان وما شرع فيه من قيام ليله وغير ذلك من القربات والطاعات المنقسمة إلى فرض كالصلاة وصدقة الفطر وإلى مندوب وهو ماسوى ذلك من القربات المشروعة فيه ، وللجميع من المزايا ومزيد المثوبة ما لا يعلمه إلا الله تعالى

    و " عيد الأضحى " شرع شكراً لله تعالى على أداء ركن آخر من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام ، وقد فرض الله فيه صلاة العيد ، وشرع فيه وفي أيام التشريق ذبح القرابين من الضحايا والهدايا التي المقصود منها طاعة الله تعالى والإحسان إلى النفس والأهل بالأكل والتوسع والهدية للجيران والصدقة على المساكين ،وشرع فيه وفي أيام التشريق وفي عيد الفطر من التكبير والتهليل والتحميد ما لا يخفى ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :" يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب " وفي حديث آخر زيادة " وذكر لله تعالى "

    كما منّ تعالى بشرعه إظهار السرور والفرح ولابروز بأحسن مظهر وأكمل نظافة والامبساط والفراغ في ذلك اليوم والتهاني بذلك العيد والراحة من الأعمال توفيراً للسرور والأنس وغير ذلك وكل ذلك يدخل في مسمى العيد حتى أذن فيه بتعاطي شيء من اللعب المباح في حق من لهم ميل إليه كالجويريات والحبشة الذين لهم من الولع باللعب ما ليس لغيرهم , كما أقر فيه صلى الله عليه وسلم الجويريتين على الغناء المباح بين يديه صلى الله عليه وسلم : وأقر الحبشة على اللعب بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد ، وبذلك يعرف أن المسلمين لم يخلوا بحمد الله في السنة من عيد ، بل شرع لهم عيدان اثنان ، اشتمل كل واحد من العيدين من العبادات والعادات من الفرح والامبساط ومظهر مزيد التآلف والتواد والتهاني به بينهم ودعاء بعضهم لبعض على ما لم يشتمل عليه سواهما من الأعياد .

    وتعيين يوم ثالث من السنة للمسلمين فيه عدة محاذير شرعية :


    " أحدها " المضاهات بذلك للأعياد الشرعية .

    " المحذور الثاني " : أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلاً ، وتحريم ذلك معلوم بالبراهين والأدلة القاطعة من الكتاب والسنة ، وليس تحريم ذلك من باب التحريم المجرد ، بل هو من باب تحريم البدع في الدين ، وتحريم شرع دين لم يأذن به الله كما يأتي إن شاء الله بأوضح من هذا ، وهو أغلظ وأفضع من المحرمات الشهوانية ونحوها .

    وقد ألف شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه في تحريم مشابهة الكفار ولا سيما في أعيادهم سفراً ضخماً سماه " اقتضاء الصراط المستقيم ، في مخالفة أصحاب الجحيم " ذكر فيه تحريم مشابهة الكفار بالأدلة : من الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والآثار ، والإعتبار ، فذكر من الآيات القرآنية ما ينيف على ثلاثين آية ، وقرر بعد كل آية وجه دلالتها على ذلك , ثم ذكر من الأحاديث النبوية الدالة على تحريم مشابهة أهل الكتاب ما يقارب مائة حديث ، وأعقب كل حديث بذكر وجه دلالته على ذلك ، ثم ذكر الإجماع على التحريم ، ثم ذكر الآثار .


    ثم ذكر من الاعتبار ما في بعضه الكفاية ، فما أجل هذا الكتاب وأكبر فائدته في هذا الباب .

    " المحذور الثالث" : أن ذلك اليوم الذي عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهرجان الذي هو عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهراجان الذي هو عيد الفرس المجوس ، فيكون تعيين هذا اليوم وتعظيمه تشبهاً خاصاً ، وهو أبلغ في التحريم من التشبه العام .

    " المحذور الرابع " : ان في ذاك من التعريج على السنة الشمسية وإيثارها على السنة القمرية التي أولها المحرم ما لا يخفى ، ولو ساغ ذلك ـ وليس بسائغ البتة ـ لكان أول يوم من السنة القمرية أولى بذلك، وهذا عدول عما عليه العرب في جاهليتها وإسلامها ، ولا يخفى أن المعتبر في الشريعة المحمدية بالنسبة إلى عباداتها وأحكامها الفتقرة إلى عدد وحساب من عبادات وغيرها هي الأشهر القمرية ، قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ((60) وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما :" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وعقد الإبهام في الثالثة ثم قال : الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين " فوقت العبادات بالأشهر القمرية من الصيام والحج وغير ذلك كالعدد ، وفضل الله الأزمنة بعضها على بعض باعتبار الأشهر القمرية .

    " المحذور الخامس" أن ذلك شرع دين لم يأذن به الله ، فإن جنس العيد الأصل فيه أنه عبادة وقرية إلى الله تعالى ،مع ما اشتمل عليه مما تقدم ذكره ، وقد قال تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (61)

    ــ ثم ذكر نقلا طويلا عن شيخ الاسلام ، ثم ختم بقوله ــ
    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    تحريراً في 19/5/1385هـ)


    =(برقية)=
    صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله الرياض
    بلغني أن هناك يوماً في السنة عند الموظفين والمدارس يسمى يوم النظافة; وقد احتفل به في جدة ، وأبدى لجلالتكم حفظكم الله ، أن تخصيص هذا اليوم والاحتفال به أمر لا يجيزه الشرع حيث يكون بصفة العيد ، ولا عيد لأهل الإسلام غير أعيادهم التي سنها الشرع ، وما سواها فحدث باطل ينهى عنه الإسلام ويمنعه .
    أما النظافة فأمرها معروف ، وهي مطلوبة في كل وقت ، لا تخصص بوقت دون وقت ، قف ، بلغني هذا الخبر وعسى أن لا يكون صحيحاً وغيرتكم للشرع وحمايتكم له تأبى إقرار هذا الشيء وأمثاله تولاكم الله بتوفيقه .

    محمد بن إبراهيم ( ص ـ م ـ 229 في 16/8/1379هـ)
    رحم الله أئمةالدجى وأعلام الهدى ،
    هؤلاء العلماء الربانيون وإلا فلا .

    ========*******========

    *******************************

    حكم الاحتفال باليوم الوطني
    للشيخ ابن باز رحمه الله


    ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لتتبعن سَنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: "فمن!"،
    وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع"، قالوا : يا رسول الله فارس والروم ؟ قال : "فمن!"، والمعنى: فمن المراد إلا أولئك، فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون
    ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين .
    " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 189 ).


    ***************************************


    يقول الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله – "توضيح الأحكام" (2/ 411):
    "وهناك نوعٌ آخَر من الأعياد، وهي أعياد وطنيَّة اتَّخذَتْها الدُّول والحكوماتُ، وهي إمَّا أعيادُ استقلالٍ أو عيد ثورة، أو عيد يعظِّمون فيه ذِكْرى من ذكرياتِهم، ومثلها أعياد الأُسَر والأفراد، مثل عيد ميلادٍ أو عيد شمِّ النَّسيم، أو عيد رأس السنة الميلاديَّة، أو عيد ميلاد زعيمهم، أو عيد الأُمِّ، أو غير ذلك، فهذه كلُّها أعيادٌ جاهلية تحوَّلَت علينا يومَ تَحوَّل علينا الاستعمار السِّياسي والعسكريُّ والفكري، ولم نستطع التحرُّر منه".

    ******
    "قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

    كل من أقام عيداً لأي مناسبة ، سواء كانت هذه المناسبة انتصاراً للمسلمين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، أو انتصاراً لهم فيما بعد ، أو انتصار قومية ؛ فإنه مُبتَدَع ، وقد قَدِمَ النبي عليه الصلاة والسلام المدينة فوجد للأنصار عيدين يلعبون فيهما ، فقال : "إن الله قد أبدلكم بخير منهما عيد الفطر وعيد الأضحى" ، مما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب أن تُحْدِث أمته أعياداً سوى الأعياد الشرعية التي شرعها الله عز وجل .
    مسألة : أسبوع المساجد والشجرة ونحوهما مما يقام ما القول فيها ؟
    أما أسبوع المساجد فبدعة ؛ لأنه يُقام باسْمِ الدِّين ورفع شأن المساجد ، فيكون عبادة تحتاج إقامته إلى دليل ، ولا دليل لذلك .
    وأما أسبوع الشجرة فالظاهر أنه لا يقام على أنه عبادة، فهو أهون، ومع ذلك لا نراه . اهـ .



    ==========================

    ويقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ("الشرح الممتع" 5/ 146):
    "فليس فيه عيدٌ بِمُناسبة مرور ذكرى غزوة بَدْر، ولا غزوة الفَتْح، ولا غيرها من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا، ناهيك بِما يُقام من الأعياد لانتصاراتٍ وهْميَّة، بل إنِّي أعجب لقوم يجعلون أعيادًا للهزائم؛ ذكرى يوم الهزيمة، أو ذكرى احتلال البلد الفلاني للبلد الفلاني، مِمَّا يدلُّ على سفَهِ عقول كثيرٍ من الناس اليوم؛ لأنَّهم لَمَّا حصل لهم شيءٌ من البعد عن دين الإسلام صاروا حتَّى في تصرُّفهم يتصرَّفون تصرُّف السُّفهاء، وليس هناك أعيادٌ لِمناسبة ولادةِ أحدٍ من البشر، حتَّى النبي - عليه الصَّلاة والسَّلام - لا يُشْرَع العيد لمناسبةِ ولادته، وهو أشرف بني آدم، فما بالك بِمَن دونه؟!"؛ انتهى.
    ويقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ("الشرح الممتع" 5/ 147):
    "إذًا كلُّ مَن أقام عيدًا لأيِّ مناسبة، سواء كانت هذه المناسبة انتصارًا للمسلمين في عهد النبي - عليه الصَّلاة والسَّلام - أو انتصارًا لَهم فيما بعد، أو انتصارَ قومه - فإنه مبتدِع"؛ اهـ، وانظر للفائدة (فتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - 16/ 195 - 197).
    .................................................. ..............

    وهذه فتوى للجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ الامام / عبد العزيز بن باز رحمه الله حول حكم الاحتفال باليوم الوطني
    نٌقلت من كتاب " فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء "جمع الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش ( 3 / 59 ـ 61 ) من الطبعة الأولى لمكتبة المعارف بالرياض ورقم الفتوى وهو : ( 9403 ) :


    ( س : أنا إمام أحد المساجد في جدة ، وقد ألقيت خطبة في بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت فيها أن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة من البدع المستحدثة في الدين ، وفي الأسبوع الثاني كانت الخطبة في أسبوع المساجد وكان عنوان الخطبة عمارة المساجد وذكرت فيها العناية بالمساجد وتعميرها وفرشها مستنبطا ذلك من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد الصلاة تقدم إلي أحد المصلين قائلا " يا عمي الشيخ تحدثت إلينا في الأسبوع الماضي عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت أن الاحتفال به بدعة ، احب أن أسألك سؤالا :فقلت له تفضل أجيبك حسب الاستطاعة ، فقال ما هو حكم الشرع في الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعيد مولد الأطفال وعيد الأم وأسبوع الشجرة وأسبوع المرور واليوم الوطني للمملكة وأسبوع المساجد أليست بدعة ، فلماذا تحاربون الاحتفال بمولد الرسول مع العلم انه اعظم رجل عرفته البشرية جمعاء وهو أحق وأهل لذلك ولا تنكرون على هذه الاحتفالات الأخرى بل تشجعونها وخاصة انتم أيها السعوديون .
    فبينت له ذلك مستعينا بالله وقلت له : المقصود من أسبوع المساجد حث المسلمين على نظافتها والعناية بها ، فقال لي انظر إلى الشوارع آيات الله مكتوبة على الورق والقماش ويمزعها الهواء وترمى في الطرقات وأماكن القاذورات أليس هذا حراما وخاصة في أسبوع المساجد ، انظر يا عمي الشيخ إلى هذه القطعة من القماش مكتوب عليها : " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر " مرمية في الحديقة ويصب عليها وايت النفايات : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
    إنني انقل لكم كلام الشخص حرفيا حسب ما تكلم به علي ، وفعلا أخذت القطعة المكتوب عليها وغسلتها وأحرقتها .
    فقال لي يا عمي الشيخ أنا لا أريد منك شيئا إنما الذي أرجوه أن تتكلموا انتم يا خطباء المساجد وأصحاب الكلمة المسموعة ، ولكن انتم يا خطباء السعودية لا تستطيعون ذلك إذا قالت الحكومة هذا حرام قلتم حرام وإذا قالت هذا حلال قلتم حلال وأنت أول واحد تقول لي هذا عمل خير وتشجيع المسلمين إلى فعل الخير أنا لا يمكن اقنع بهذا الكلام إلا بفتوى شرعية من كبار العلماء ولا تنس يا شيخ إن الساكت عن الحق شيطان اخرس والسلام عليك . انتهى .

    لذا أرجو الفتوى الشرعية في الأعياد المذكورة في الصفحة الأولى مفصلة وبالدليل لكل موضوع على حدة ( والله يحفظكم ) .

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله واله وصحبه .. وبعد :

    جـ : أولا : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .

    ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب او التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار ، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها كأسبوع المرور وتنظيم مواعيد الدراسة والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي الى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم :" من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا حرج فيه بل يكون مشروعا .
    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

    نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي

    الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز )



    وجاء في فتاوى اللجنة : فتوى رقم 9403( 3/59) :

    "ما كان من ذلك مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك : الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني، لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار"
    .................................................. .............
    .................................................. ........................


    من دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - (10 / 11)
    حكم الاحتفال باليوم الوطني وأسبوع الإمام محمد بن عبد الوهاب


    السؤال
    ما حكم الاحتفال باليوم الوطني، وكذلك أيضاً أسبوع للإمام محمد بن عبد الوهاب ، وإذا كانت ليست بدعاً فما الفرق بينها وبين البدع؟

    الجواب
    اليوم الوطني بدعة، أما أسبوع العلماء من الذي قال: إنه بدعة؟! هذا أسبوع تعرض فيه كتبهم، ما هو باحتفال، هذا أسبوع تُعرض فيه الكتب، إذا قيل: أسبوع لكتاب كذا، وأسبوع لكتاب كذا، وهذا الأسبوع يباع فيه كذا، وأسبوع يباع فيه كذا، ليس هذا احتفالاً، هذا معرض للكتب، وبيان ما ألفه فلان، وما طُبع من كتبه، فإذا قيل: أسبوع لـ محمد ، وأسبوع لـ شيخ الإسلام ، وأسبوع لـ ابن عبد السلام ، وأسبوع للقرطبي ، وأسبوع لكذا، تنشر كتبهم، وتباع بين الناس، ليس هذا من البدع، هذا إظهار للكتب وبيع لها ونشر لها بين الناس.
    أما اليوم الوطني، والاحتفال باليوم الوطني، أو بأي يوم، أو بليلة الرغائب كل هذا بدعة، كلها من البدع، وهو تشبه بأعداء الله.

    دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - (17 / 31)

    حكم الأعياد والمناسبات الوطنية والتهنئة بها

    السؤال
    يجري في بعض البلاد أعياد بمناسبة الاستقلال مثلاً، أو بما يسمى بالعيد الوطني، فهل هي أعياد مشروعة أو مباحة، وما حكم التهنئة بها؟ كذلك ما حكم التهنئة بدخول السنة الهجرية؟

    الجواب
    كل هذه الأعياد مبتدعة، وكلها باطلة من موالد أو غيرها، لا يجوز فعلها، ولا الاحتفال بها، بل يجب ترك ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، فالواجب ترك ذلك، أما إذا هنأك إنسان وقال لك: جزاك الله خيراً، نسأل الله التوفيق، فلا بأس به، لكن الأفضل ألا تبدأ بالتهنئة بالعام الجديد أو ما أشبه ذلك، لكن إذا قال لك: مبارك، وجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، فلا بأس إن شاء الله، أما الاحتفال ووجود اجتماعات أو طعام أو ما أشبه ذلك، فلا يجوز.


    مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (16 / 119)
    وسئل فضيلته: ما رأي سماحتكم في الأعياد التي تقام الان، لعيد الميلاد، والعيد الوطني، وغير ذلك؟
    فأجاب فضيلته بقوله:
    أماعيد الميلاد فإن كان المراد ميلاد عيسى بن مريم، عليه الصلاة والسلام، الذي يتخذه النصارى عبادة فإن إقامته للمسلم حرام بلا شك. وهو من أعظم المحرمات، لأنه تعظيم لشعائر الكفر، والإنسان إذا أقامه فهو على خطر.
    وأما إذا كان المراد ميلاد كل شخص بنفسه، فهذا إلى التحريم أقرب منه إلى الكراهة، وكذلك إقامة أعياد المناسبات غير المناسبات الشرعية، والمناسبات الشرعية للأعياد هي: فطر رمضان، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة.

    وقال الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان :

    ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ، وقد وقع في هذه الأدلة من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد اليهود والنصارى .
    ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار ؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان

    : عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار ، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ، ** لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } الأحزاب/21 .

    من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"


    فيا إخوتي في الله, الله الله في التواصي, الله الله في التناصح, فإنا -بإذن الله- لن نهلك ما دمنا نتناصح, وإن سكتنا وسكتنا, وتعاقبت الأجيال, أصبح المعروف منكرًا, والمنكر معروفًا, والسنة بدعة والبدعة سنة, حتى إذا غُيِّرَت, قال الناس, غُيِّرَت السنة, كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه, ولما قيل متى ذاك يا أبا عبدالرحمن؟ قال إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم, وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم, وطُلِبَت الدنيا بعمل الآخرة, وتُفُقِّه لغير الدين.
    فتناصحوا يا رحمكم الله, وتواصوا وناصحوا من ولاه الله أمركم, فإن الظن بهم أنهم يقبلون النصيحة, وأنهم يحبون الخير لشعوبهم, وإذا تناصحتم فأبشروا باثنتين:
    الأولى: أن الغل يخرج من قلوبكم, قال النبي عليه الصلاة والسلام في المجمع الأكبر يوم عرفة: ثلاث لا يغل معهن قلب امرئ مسلم –أي تُخرِج الغل من قلبه- إخلاص العمل لله ، والثانية مناصحة من ولاه الله أمركم، والثالثة: لزوم جماعة المسلمين,فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
    وأما الثانية: فإنه كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود -الذي أخرجه مسلم وغيره- «من أنكر فقد برئ», إذا أنكر بلسانه أو بقلمه أو بلَّغ الأمر؛ فقد برئ, «ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع», فمن أنكر أو كره فهو بين السلامة والبراءة, وأما من سكت ورضي وتابع فإنه لا يبرأ ولا يسلم.
    فيا عباد الله, هذه فتاوى علمائكم منذ خرجت هذه الدولة الطيبة قبل ثلاثة قرون أنه لا يُشرَع أي عيد وأي احتفال إلا بالأعياد الشرعية, وإذا فتح المجال سيأتي من يقول: الاحتفال بالأنبياء وبميلاد الأنبياء أولى من الاحتفال بالأوطان, وسيأتي من يقول: الاحتفال بالحسين وبعلي وبالأولياء والصحابة وآل البيت أولى من الاحتفال بالأوطان, وسيتسع الشق على الراقع, وستكثر الأعياد ويضعف الناس عن الأعياد الشرعية التي يحب الله فيها إظهار الفرح والاجتماع والسرور, فينعكس مراد الله عز وجل.

    وختامًا فهؤلاء السادة الأعلام أعضاء اللجنة الدائمة السابقين واللاحقين والشيخ ابن عثيمين _ أصحاب الفتاوى السابقة _ لا يمكن لمنصف جالسهم وعاشرهم إلا أن يشهد لهم أنهم ممن لا يخاف في الله تعالى لومة لائم وأنهم ممن نصح لأئمة المسلمين وعامتهم بحكمة بالغة وبصيرة ثاقبة ، وأنهم كانوا رحم الله أمواتهم وبارك في أعمار أحيائهم من أهل التقوى والورع ، والله حسيبهم .


    وكتبه: أبو الخطاب فؤاد بن علي السنحاني
    اليمن - المحويت
    21جماد لأولى 1435

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو الخطاب فؤاد السنحاني; الساعة 22-03-2014, 08:01 PM.
يعمل...
X