إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النهي عن التفاخر بالأحساب والأنساب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النهي عن التفاخر بالأحساب والأنساب

    النهي عن التفاخر بالأحساب والأنساب
    إن مما بعث به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هدم أمور الجاهلية المذمومة ومنها الفخر بالأحساب لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:"إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن [1]" ولحديث أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة[2]" . ومر رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال (ما تقولون في هذا)؟قالوا :حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع.قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال (ما تقولون في هذا)؟قالوا :حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع . فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا[3]".
    قال الشاعر :
    إذا افتخرت بأقوام لهم شرف*قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
    ومن الأحاديث التي فيها النهي عن الفخر بالنسب حديث أبي بن كعب رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قال انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتسب على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان - حتى عد تسعة – فمن أنت لا أم لك قال أنا فلان بن فلان ابن الإسلام قال فأوحى الله إلى موسى عليه السلام إن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي - أو المنتسب – إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة [4]"
    قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وَبَعْضُ النَّاسِ يَتْرُكُ الصِّفَاتِ الْمَطْلُوبَةَ الَّتِي هِيَ سَبَبٌ لِحُصُولِ الرُّتَبِ الْعَالِيَةِ اتِّكَالًا عَلَى حَسَبِهِ وَنَسَبِهِ ، وَفِعْلِ آبَائِهِ فَهَذَا أَعْمَى فَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ :
    لَسْنَا وَإِنْ كَـرُمَتْ أَوَائِلُنَا*أَبَدًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ
    نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا تَبْنِي*وَنَفْعَــلُ مِثْلَ مَا فَعَلُـوا
    وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ .
    وَقَدْ أَحْسَنَ الْقَائِلُ فِي قَوْلِهِ :
    يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ كُنْ أَخَا أَدَبِ*مِنْ عَجَمٍ كُنْت أَوْ مِنْ الْعَرَبِ
    إنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُـولُ هَأَنَذَا*لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ كَانَ أَبِي
    وَأَحْسَنَ ابْنُ الرُّومِيِّ فِي قَوْلِهِ :
    فَلَا تَفْتَخِرْ إلَّا بِمَا أَنْتَ فَاعِلٌ وَلَا تَحْسَبَنَّ الْمَجْدَ يُورَثُ بِالنَّسَبِ
    فَلَا لَا يَسُودُ الْمَرْءُ إلَّا بِفِعْلِهِ وَإِنْ عَدَّ آبَاءً كِـرَامًا ذَوِي حَسَبِ
    إذَا الْعُودُ لَمْ يُثْمِرْ وَإِنْ كَانَ شُعْبَةً مِنْ الثَّمَرَاتِ اعْتَدَّهُ النَّاسُ فِي الْحَطَبِ
    وَقَدْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي صِحَاحِهِ فِي عَصَمَ : وَقَوْلُهُ : مَا وَرَاءَك يَا عِصَامُ ؟
    هُوَ اسْمُ حَاجِبِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَفِي الْمَثَلِ كُنْ عِصَامِيًّا وَلَا تَكُنْ عِظَامِيًّا يُرِيدُونَ بِهِ قَوْلُهُ : نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ.اهـ
    وقال سلمان الفارسي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ :
    أبي الإسلام لا أب لي سواه*إذا افتخروا بقيس أو تميم
    قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :"ومن تلبيسه- أي إبليس- عليهم أن يكون لأحدهم نسب معروف فيغتر بنسبه فيقول أنا من أولاد أبي بكر وهذا يقول أنا من أولاد علي وهذا يقول أنا شريف من أولاد الحسن أو الحسين أو يقول أنا قريب النسب من فلان العالم أو من فلان الزاهد . وهؤلاء يبنون أمرهم على أمرين :أحدهما:أنهم يقولون من أحب إنسانا حشر معه أحب أولاده وأهله . والثاني:أن هؤلاء لهم شفاعة وأحق من شفعوا فيه أهلهم وأولادهم.وكلا الأمرين غلط . أما المحبة فليست محبة الله عز وجل كمحبة الآدميين وإنما يحب من أطاعه فإن أهل الكتاب من أولاد يعقوب لم ينتفعوا بآبائهم . وأما الشفاعة فقد قال الله تعالى {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} الأنبياء :28. ولما أراد نوح حمل ابنه في السفينة قيل له :{إنه ليس من أهلك}هود:46. ولم يشفع إبراهيم في أبيه ولا نبينا في أمه وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفاطمة رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهَا "لا أغني عنك من الله شيئا [5]"ومن ظن أنه ينجو بنجاة أبيه كان كمن ظن أنه يشبع بأكل أبيه [6]هـ


    [1] - رواه أبو داود رقم 5116 والترمذي رقم 3501, 3955 وحسنه وأخرجه أحمد 16/300 وصححه أحمد شاكر وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصعير 2/119وهو في صحيح الترمذي برقم 2608وفي الصحيحة برقم 2700.
    [2] - رواه مسلم 6/208-209 رقم 934 .
    [3] - سبق تخريجه
    [4] - رواه أحمد 4/128 والبيهقي في الشعب رقم 5133 وهو في صحيح الجامع 1504 والصحيحة 1270.
    [5] - رواه البخاري2753ومسلم 2.6.
    [6] تلبيس إبليس ص 538-539.

  • #2
    أفضلية القرشية على غيرها من النساء

    أفضلية القرشية على غيرها من النساء
    لقد ضربت المرأة القرشية أروع المثل في الماضي والحاضر فهي خير نساء العرب بشهادة نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وذلك بشفقتها على أطفالها ورحمتها لهم ورعايتها لحقوق زوجها واهتمامها به وصيانتها لعرضه.
    فقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قال : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: « نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه [1]على الطفل وأرعاه[2]على الزوج في ذات يده[3]» يقول أبو هريرة على إثر هذا ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط [4].
    وسبب هذا الحديث هو:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَلِي عِيَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هذا الحديث. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : فيه فضيلة نساء قريش وفضل هذه الخصال وهي الحنوة على الأولاد والشفقة عليهم وحسن تربيتهم والقيام عليهم إذا كانوا يتامى ونحو ذلك ؛ مراعاة حق الزوج في ماله وحفظه والأمانة فيه وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذ لك 0 معنى ركبن الإبل نساء العرب ولهذا قال أبو هريرة في الحديث لم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط والمقصود أن نساء قريش خير نساء العرب اهـ ونقل ابن بطال رحمه الله تعالى في شرحه صحيح البخاري قول المهلب: إنما يركب الإبل نساء العرب، ونساء قريش من العرب، فنساء قريش خير نساء العرب، وقد أخبر عليه السلام بما استوجبن ذلك، وهو حنوهن على أولادهن، ومراعاتهن لأزواجهن، وحفظهن لأموالهم، وإنما ذلك لكرم نفوسهن، وقلة غائلتهن لمن عاشرهن وطهارتهن من مكايدة الأزواج ومشاحنتهن.اهـ وقال العراقي في كتابه (طرح التثريب) شارحا حديث« نساء قريش خير نساء..." قال :فِيهِ تَفْضِيلُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ عَلَى غَيْرِهِنَّ وَقَوْلُهُ "رَكِبْنَ الْإِبِلَ" إشَارَةٌ إلَى الْعَرَبِ ؛ لِأَنَّهُمْ الَّذِينَ يُعْهَدُ عِنْدَهُمْ رُكُوبُ الْإِبِلِ فَعَبَّرَ بِرُكُوبِ الْإِبِلِ عَنْ الْعَرَبِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ الْعَرَبَ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِنَّ فَيُسْتَفَادُ بِذَلِكَ تَفْضِيلُهُنَّ مُطْلَقًا [5].اهـ .
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري :وَقَدْ عُرِفَ أَنَّ الْعَرَب خَيْر مِنْ غَيْرهمْ مُطْلَقًا فِي الْجُمْلَة فَيُسْتَفَاد مِنْهُ تَفْضِيلهنَّ مُطْلَقًا عَلَى نِسَاء غَيْرهنَّ مُطْلَقًا...وَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى نِكَاح الْأَشْرَاف خُصُوصًا الْقُرَشِيَّات ، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ نَسَبهَا أَعْلَى تَأَكَّدَ الِاسْتِحْبَاب أ.هـ [6]. وقال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في كتاب قمع المعاند ص 465 :والرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قد رغب المسلمين بالزواج بالقرشية لأن في ذلك مصلحة للزوج : أولا ثم للقرشية: ثانيا فالرجل يحب المرأة التي تمتاز بالفضائل والمرأة إذا عرف قدرها وخيرها تسابق الصلحاء من المؤمنين على الزواج بها اهـ. كيف لا تكون كذلك وقد تربت في بيئة كريمة سادها الإيمان والهدوء والخلق العظيم .
    قال صاحب كتاب فقه السنة :ومن المزايا التي ينبغي توفرها في المرأة المخطوبة أن تكون من بيئة كريمة معروفة باعتدال المزاج، وهدوء الأعصاب، والبعد عن الانحرافات النفسية، فإنها أجدر أن تكون حانية على ولدها، راعية لحق زوجها.اهـ . فإذا كانت القرشية كذلك فلا ينبغي أن يتبع ولي أمرها هواه , ويعجب بكبره فيظلم نفسه ويظلم غيره فالرجل العاقل يختار لابنته أو أخته أو قريبته رجلا صالحا يعينها على الخير والتقى ولا يشترط مع ذلك الحسب أو النسب أما إذا توفر ذلك فهو مرغب فيه. ولشيخ الإسلام ابن تيمية الله تعالى كما في مجموع فتاواه (31/ 382 -383)فائدة قل أن يتنبه لها وهي قوله:وَلَمْ تَتَمَكَّنْ الصَّحَابَةُ مِنْ سَبْيِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ؛ كَمَا تَمَكَّنُوا مِنْ سَبْيِ نِسَاءِ طَوَائِفَ مِنْ الْعَرَبِ ؛ وَلِهَذَا لَمْ يُسْتَرَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ .اهـ.



    [1] - أحناء: أكثره شفقة.
    [2] - أرعاه: أحفظه واصون لما له بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق.
    [3] - ذات اليد: المال يقال فلان قليل ذات اليد:.
    [4] - رواه مسلم(2527)
    [5] قال شيخنا عثمان السالمي سلمه الله :لا يسلم له مطلقا لأن الله يقول:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}والتفضيل يكون بالتقوى والعمل الصالح سواء كان غنيا أو فقيرا .
    [6] - الفتح 9/155 عند حديث رقم 5082 )

    تعليق


    • #3
      موقف أهل السنة من أهل بيت النبوة

      موقف أهل السنة من أهل بيت النبوة

      إن من أهم مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة مسألة محبة أهل بيت النبوة واحترامهم وأداء حقوقهم لما لهم من فضل في كتاب الله وسنة رسوله من ذلك قوله I :) إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً( (الأحزاب: من الآية33) قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على غرر من مآثرهم والاعتناء بشأنهم»[1]. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى :"فقد فضل الله أهل بيت رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذه الآية بأمرهم بما هم أهله مما يوجب طهارتهم وذهاب الرجس عنهم وذلك بطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم « أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي[2]» وقال أيضا في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:« أذكر كم الله في أهل بيتي«: وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكر ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع عن ظلمهم .[3]»أ.هـ وقال محمد صديق حسن خان رحمه الله:«حفظ رتبتهم في الإسلام وتعظيمهم وحبهم في الدين وصون عظيم عزهم في الأمة وتقديمهم على غيرهم في المجلس والكلام والخطاب والمشي والقعود والقيام وبذل الأموال لهم ونصرتهم في مقابلة أعدائهم والتمسك بهم إن كانوا أهل علم وتقوى[4]» أهـ وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض جميعا [5]» وعن زيد بن أرقم t قال:قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:« إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما [6]» وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي[7]».و قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».[8] وقال أبو بكر t: «ارقبوا محمدا في أهل بيته .والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي» [9] . وقال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله :«وإذا كنت توالي المسلمين فأهل بيت النبوة في مقدمتهم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في صحيح مسلم :«تركت فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله فيه الهدى والنور وحث ورغب على كتاب الله ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» ومن استقام منهم في هذا الزمن فهو يعتبر من أهل البيت لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول :«يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما» ويقول :«إن اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي»أما الذي انتقل من شين التشيع إلى شين الشيوعية فالإسلام منه بريء {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }آل عمران 85. فهذا أمر خطير أن يكون من أهل بيت النبوة ثم لا ندري إلا وقد أصبح بعثيا في شين الشيوعية لأن البعثية هي وليدة الشيوعية أو أصبح ناصريا فالناصرية أيضا وليدة الشيوعية كما هو معروف من سيرة جمال عبد الناصر لا رحمه الله. فمن تمسك منهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينبغي أن نعرف له فضله[10]». وقال أيضا في كتابه تحفة المجيب: فأهل بيت النبوة نحبهم حبًا شرعيًا ونعترف بفضائلهم حتى من كان موجودًا الآن وهو مستقيم يجب أن نحترمه ونرعى حقه، ونعرف له منْزلته وقربه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.أما الذي أصبح يسب الدعاة إلى الله ويقول: هؤلاء وهّابية جاءوا بدين جديد، وهو لا يعرف شيئًا عن الدين، وقلبه معلق بالمحكمة، ولصّ من اللصوص في اختلاس أموال الناس. فقد كان هناك حاكم ( بالصفراء) يأكل أموال القبائل، فقيل له: حرام عليك! فقال: لا، فالقبيلي يقول: هو يهودي ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول: امرأته طالق ما يفعل، ويفعل، والقبيلي يقول كذا وكذا، فأموالهم حلال لنا. وأعظم من هذا أن المهدي صاحب " المواهب " يعتبر بلاد اليمن بلادًا خراجية بمعنى أنّها ملكهم لأنّهم طهروها من المطرفيّة[11].اهـ.


      [1]- الصواعق المحرقة على أهل البدع والزندقة ص 223 .

      [2]- رواه مسلم 155/146 رقم 2408 عن زيد بن أرقم t .

      [3]- منهاج السنة 7/318

      [4]- الدين الخالص 3/509 .

      [5]- رواه أحمد 5/181-182 عن زيد بن ثابت t وصححه مصطفى بن العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة ص 248 .

      [6]- رواه الترمذي 5/622 رقم 3788 وهو في الصحيحة 4/356- 357

      ([7]) رواه أحمد 1/207 وحسنه العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة ص 445 .

      [8]- رواه (البخاري 11/182-183 رقم 6357 ومسلم 4/107- 108 رقم 406

      [9]- رواه البخاري 7/121رقم3751 , 3712

      [10] - غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة 1/453 .قلت :فإذا وجد من أهل السنة من يبغص أهل بيت النبوة فذلك ناتج عن جهله ومن تعمد ذلك فإنه شاذ لا يقر على مخالفته الحق الذي عليه السلفيون .فكلام العلماء واضح وإن حصل من البعض تقصير في تطبيق المحبة والنفور عند سماع فضائل أهل البيت يقال له أين اتباع الكتاب والسنة عند من يأخذ منهما ما يوافق هواه ويرد ما يخالفه .

      [11] - فبعض الزيود إذا رأوا سنيا يتكلم على بعض الهاشميين الذين يعملون السحر والشعوذة أو ينتمون إلى أحزاب ملحدة أو منحرفة يظن أنه ناصبي قد نصب العداء لأهل البيت .

      تعليق


      • #4
        عدم الانتفاع بالحسب والنسب في الآخرة إن فقد العمل الصالح

        عدم الانتفاع بالحسب والنسب في الآخرة إن فقد العمل الصالح
        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه .
        اما بعد:فانه عندما نفكر ونسأل أنفسنا عن سبب وقوعنا في الخطأ نجد الجواب هو:أن ذلك بسبب تساهلنا في معرفة السبب وعدم البحث عنه .والذين يترفعون على الناس بأحسابهم وأنسابهم ويحتقرون من دونهم في ذلك, لو قرؤوا بعض الآيات والأحاديث التي تدل على أنهم لا ينتفعون بمجرد الحسب والنسب لعرفوا أن سبب وقوعهم في الكبر والعجب والفخر هو الجهل والغفلة ,فيوم القيامة لا ينتفع ذوي الأحساب بأحسابهم ولا ذوي الأنساب بأنسابهم إذا لم يوفقوا للعمل الصالح .قال الله تعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَفَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَوَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} (المؤمنون: 101-103)
        وقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"...ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه [1]".
        وعن أبيهريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : سئل منأكرم الناسقال " أكرمهمأتقاهم[2] ".وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبته في أيام التشريق "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا أبلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [3]" وعن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جهارا غير سر يقول ألا إن آل أبي فلان ليسوا بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين [4]". قال صاحب تحفة الأحوذي في شرحه لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ قال :أَيْ لَمْ يُقَدِّمْهُ نَسَبُهُ ، يَعْنِي لَمْ يَجْبُرْ نَقِيصَتَهُ لِكَوْنِهِ نَسِيبًا فِي قَوْمِهِ إِذْ لَا يَحْصُلُ التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالنَّسَبِ بَلْ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ . قَالَ تَعَالَى)إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ(وَشَاهِدُ ذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ عُلَمَاءِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ لَا أَنْسَابَ لَهُمْ يُتَفَاخَرُ بِهَا ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ مَوَالٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ هُمْ سَادَاتُ الْأُمَّةِ وَيَنَابِيعُ الرَّحْمَةِ ، وَذَوُو الْأَنْسَابِ الْعَلِيَّةِ الَّذِينَ لَيْسُوا كَذَلِكَ فِي مَوَاطِنِ جَهْلِهِمْ نَسْيًا مَنْسِيًّا ، وَلِذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :" إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الدِّينِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " كَذَا قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ وَقَدْ صَدَقَ الْقَارِي .اهـ
        وقال الطيبي :" لا أوالي أحدا بالقرابة وإنما أحب الله لحقه الواجب على العباد وأحب صالح المؤمنين لوجه الله وأوالي من أوالي بالإيمان والصلاح سواء كان من ذوي رحمة أم لا " اهـ
        وجاء في الصحيح وغيره عن أبي هريرة t أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال:» يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله يا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما[5]«. وصدق القائل :
        لعمرك ما الإنسان إلا ابن دينه * فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
        فقد رفع الإسلام سلمان فارس * وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
        فلا يقول المسلم : أنا علوي أو حسني أو حسيني ، وليس له تقوى ، فإن ذلك لا ينفعه قال تعالى)يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ( [ الشعراء : 88 - 89 ] .
        وقال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لفاطمة : « يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي لا أغني عنك من الله شيئا [6]» .
        قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :وَقَدْ جَاءَ الشَّرْع بِالتَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مُعْظَم الْأَحْكَام ، وَأَنَّ التَّفَاضُل الْحَقِيقِيّ بَيْنَهمْ إِنَّمَا هُوَ بِالتَّقْوَى ، فَلَا يُفِيد الشَّرِيف النَّسَب نَسَبه إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْل التَّقْوَى،وَيَنْتَفِع الْوَضِيع النَّسَب بِالتَّقْوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى)إِنَّ أَكْرَمكُمْ عِنْدَ اللَّه أَتْقَاكُمْ ( اهـ
        فالأدلة واضحة وصحيحة صريحة أنه لا ينتفع الإنسان بنسبه وحسبه إذا فقد العمل الصالح ؛لأن في ذلك ضعة في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: »إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي ، وليس كذلك ، إن أوليائي منكم المتقون ، من كانوا ، وحيث كانوا ، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت ، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها كما يكفأن الإناء في البطحاء[7]«. وعن أبي هريرة أن الرسول r قال : » إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون ، وإن كان نسب أقرب من نسب ، لا يأتي الناس بالأعمال ، وتأتون بالدنيا تحملونها على أرقابكم وتقولون : يا محمد ، فأقول هكذا . وأعرض في عطفيه[8]«.


        [1] - رواه مسلم رقم 2699.عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
        [2] - سبق تخريجه .
        [3] - رواه أحمد5/411 والبيهقي في الشعب 5137.وهو في الصحيحة برقم 2700.
        [4] - رواه البخاري 5990 ومسلم برقم 215 .
        [5] - رواه البخاري 3527.
        [6] - سبق تخريجه .
        [7] - رواه أحمد (5/235) وغيره عن معاذ بن جبل وهو في الصحيح المسند من دلائل النبوة . للإمام الوادعي.
        [8]- رواه ابن أبي عاصم برقم (219) والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (300) .

        تعليق


        • #5
          ذم العصبية

          ذم العصبية
          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه .
          اما بعد:فإن من الطامات العظام والمحزيات الجسام ما ابتلي به كثير من ابناء جلدتنا بتطبيق العنصرية المقيتة والدعوة إليها حتى في زواج بناتهم ومولياتهم فلا يزوجون إلا من يماثلهم في النسب حتى ولو كان فاسقا أو مجرما أو ملحدا ,المهم عندهم أن يكون الخاطب منهم لا من غيرهم من المسلمين,فأصبحت النعرة العنصرية والعصبية البغيضة والطبقية الطائفية المسيطرة على أفكارهم وأفهامهم, أعظم أسباب موانع الزواج والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول:"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير[1]"
          يقول الشيخ عبد العزيز المسند:نعم إن المبادرة إلى الزواج والسماحة في الوسيلة لتحقيقه وقاية وإصلاح للأخلاق وصيانة للنشء من الانزلاق في أخطاء يعود وبالها على العائلة بكاملها ,والأسرة كلها والمجتمع عامة. ولن يكون ذلك فساد خاصا,أو فتنة بين اثنين ,ولكنه شر يعم كل البلاد بجميع أفرادها .وقد قال رجل للحسن بن علي رضي الله عنه :إن لي بنية ,فمن ترانى أزوجها ؟فأجابه :زوجها لمن يتقي الله فإن أحبها أكرمها ولإن أبغضها لم يظلمها. وقيل له :فلان خطب إلينا فلانة .فسألهم أهو موسر من عقل ودين ؟قالوا نعم قال إذا فزوجوه[2].اهـ. وصدق القائل في قوله :
          وما كرم ولو شرفت جدود * ولكن التقي هو الكريم
          فكم من أناس يأتيهم الشاب الكفؤ ليخطب ابنتهم فيرفضونه لاعتقادهم أنه أقل منهم نسبا وأدنى منهم منزلة وإن كانت المخطوبة موافقة على من يخطبها محبة له,ويرضون بمن يساويهم في النسب وإن كان من شر خلق الله وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :" لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح[3]" بل ان بعضهم يغذي دائما هذا المرض الخطير في قلوب أبنائه وأسرته ليتعاونوا معه على الإثم والعدوان والفرقة والعصيان والظلم والطغيان حتى يصبحوا جميعا حربا على الفضيلة مشجعين للرذيلة تاركين وراءهم كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال الله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء :1.وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :" لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ[4]"وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لأبي ذر حين عير رجلا بأمه :"يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ [5]".
          وأنشد محمد بن عبد الله البغدادي :
          أيها الطالب فخراً بالنسب *** إنما الناس لأم ولأب
          هل تراهم خلقوا من فضة *** أو حديد أو نحاس أو ذهب
          أو ترى فضلهم في خلقهم *** هل سوى لحم وعظم وعصب
          إنما الفضل بعلمٍ راجــع *** وبأخلاق كرامٍ وأدب
          ذاك من فاخــر الناس به *** فاق من فاخر منهم وغلب
          وإنني أنصح البنات الهاشميات بعدم التعصب للعادات والتقاليد فكم من فتاة تعيش في أوساطنا كما تعيش ملايين الفتيات في العالم العربي والإسلامي وكل واحدة منهن تنتظر السعادة وتحلم ببيت يخصها تستقل فيه مع زوج كريم طيب لتتربع على عرش المسؤولية وتستعد لتربية الأولاد وتتمتع بما في الحياة مما أحله الله لعباده الصالحين من النعم,ولكن بعض الهاشميات يتصفن بالتعصب الطائفي أو المذهبي فلا تريد أن تتزوج إلا بهاشمي وإن كان رافضيا وهذه العنصرية والمذهبية كانتا سبب تنغيص حياتها وضيق صدرها وحزنها على نفسها لضياع شبابها ,فقد أنعم الله على المئات وربما الآلاف ممن تعرفهن بالزواج والبيوت السعيدة والأطفال وغير ذلك من النعم فما تفيق بعض النساء من تعصبها إلا بعد ضياع زهرة عمرها.
          وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال لرجل وهو يعظه:« اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك [6]»فأيام الشباب والصحة هي أيام السعادة واللذة والراحة فمن فوتت على نفسها الفرصة لا ينفعها التمني بعد التفريط في زمن الفرصة فما بعد الشباب إلا الهرم وما بعد الصحة إلا السقم .
          فإذا عرفت الشابة قيمة الحياة والمقصود من النعم، جعلتها وسائل إلى خيري الدنيا والآخرة، وتمتعت بِهَا عاجلاً، واستفادة منها آجلاً.
          وقد جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال:"نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا[7] كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ [8]".
          قال المناوي في شرح الجامع الصغير:لأن بهما ما يتكامل التنعم بالنعم ومن لا يعرف قدر النعم بوجدانها عرف بوجود فقدانها.اهـ.
          وصدق القائل :
          مر الشباب ولم أقـدر أرجعه * ولم أحيِّيه إلا بعد ما انصرفا
          والمرء يجهل قدر الشيء يملكه*حتى إذا فـاته إمكانه عرفا
          فيا أيها الفتاة العفيفة إياك أن تتعصبي للعادة السقيمة واسمعي ما أقول لك :
          يا بنت فـاطمة البتول تمهـلي * أنت الجريح ولا جريح سواك
          لا ترفضي الزوج الكـريم تعصبا * إيـاك أن تتعصـتبي إيــاك
          وصلي اللهم وبارك على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.



          [1] - تقدم .
          [2] - الزواج والمهور ص36.
          [3] - رواه ابن ماجة وهو في الصحيحة.
          [4] - رواه البخاري 1297 ومسلم 103 .
          [5] - رواه البخاري 30 ومسلم 1661.
          [6] - رواه الحاكم والبيهقي في الشعب وغيرهما وهو في صحيح الجامع وصحيح الترغيب.
          [7] - مغبون فيهما : مخدوع وذو خسران فيهما.
          [8] - رواه البخاري ( 4837 ) ومسلم ( 2820 )

          تعليق


          • #6
            ذم التمسك بالعادة القبيحة وتضييع الغيرة الصحيحة

            ذم التمسك بالعادة القبيحة وتضييع الغيرة الصحيحة
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه .
            اما بعد:فإن الناظر إلى أحوال بعض الهاشميين سرعان ما يتملكه الهم والحزن والاكتئاب لما يرى أنهم قد تركوا المجال لنسائهم اللائي حرمن الزواج وتمسكوا بعادات سيئة ,فكم من فتاة قد كبر سنها وذبل شبابها أصبحت عانسا مع العوانس بسبب عادة لا يقرها العقل ولا النقل,ولقد كان الأوائل من أهل بيت النبوة فيهم الحشمة والغيرة والشهامة والرحمة والحرص على الشرف وكانوا يزوجون الصالحين من غير الهاشميين .
            قال لبيد بن ربيعة العامري :
            ذهب الذين يعاش في أكنافهـم ،،،وبقيت في نسل كجلد الأجرب
            يتحـدثون مخـافـة ومـلاذة ،،،ويعـاب قائلهم وإن لم يشغب
            وقال أبو نعيم لكني أقول :
            ذهب الناس فاستقلوا وصرنا خلفا في أراذل النسناس
            في أناس نعدهم من عديد فإذا فتشوا فليسوا بناس
            كلما جئت أبتغي النيل منهم بدروني قبل السؤال بياس
            وبكوا لي حتى تمنيت أني منهم قد افلت رأسا براس
            وقلت :فكيف لو أدرك السلف الصالح من نحن بين ظهرانيهم اليوم وما أحدثوه من عادات مضرة بالمجتمع في هذا الزمان ؟!
            ففي سؤال تم توجيهه لإحدى النساء والتي تعدت سن الزواج عن الأسباب الكاملة وراء هذا الأمر رغم أنها على درجة من الجمال والأدب والنسب فقالت :المسألة باختصار شديد أنني أنتمي إلى إحدى القبائل العريقة وهي ككل القبائل لها معايير خاصة في مسألة الزواج ,ومن المستحيل من يتزوج منا من عنده نقص في هذه المعايير ,ولو بقدر يسير ,ومن هذه المعايير معيار المفاضلة في النسب- بمعنى أنه لا يتزوج من قبيلتنا من ينتمي إلى قبيلة أقل نسبا منا- ,وإن كنت لا أعرف هذه الأمور ,إلا أن الآباء والأجداد يتمسكون بها وهي بالنسبة لهم أهم من أي شيء في الحياة...إن معيار المفاضلة هذا هو الذي عصف بحياتي ومستقبلي كامرأة من حقها أن تنال حقها في الحياة وتشبع رغبتها في تكوين أسرة وبيت وتنعم بالأمومة...[1]هـ
            قلت :لقد أصبح بعض الرجال يمنع موليته عن الزواج الشرعي ويتركها تختلط بالرجال في الأسواق والوظائف وتتنقل في سيارات الاجرة في المدن من شارع الى شارع ومن مكان الى اخر وهذا الصنف يظهر الغيرة على حسبه ونسبه في ثوب أن ابنته لا تتزوج إلا ممن يساويها في ذلك وهو غير صادق بدليل أنه يترك لها مجال الاختلاط بالرجال ومعلوم شؤم الاختلاط عند الشرفاء الغيورين على أعراضهم لأنه شر محض .
            وعلى هؤلاء ينطبق قول الشاعر :
            معيب على الإنسان ينسى عيوبه ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى
            فلو كان ذا عقل لما عاب غيره وفيه عيوب لو رءاها بها اكتفى
            .فما أكثر الهاشميات وغيرهن من بنات القبائل في اليمن اللائي يتعلمن ويعملن مع الرجال في الإعلام وفي السياسة وفي المصانع والبنوك وغير ذلك مما لا يجوز لهن العمل فيه شرعا .كل ذلك بسبب ضعف الإيمان والبعد عن التمسك بالكتاب والسنة وكثرة المعاصي .
            وصدق الشاعر في قوله :
            ومن رعى غنما في أرض مسبعة وغاب عنها تولى رعيها الأسد
            ولهذا ترى بعض الناس يحافظ على نظافة ملابسه أكثر من محافظته على عرضه وشرفه ,وهذا مثله كمثل من أهمل بناته وأخواته وتركهن يجبن في الأسواق ويختلطن بالرجال ومع ذلك فهو يفتخر أنهن متعلمات.والصحيح أنهن تعلمن في الثانوية والجامعات بجانب الرجال الجهل والانحطاط.والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول :"إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ [2]".
            وقال الشاعر :
            أرى حللا تصان على الرجال وأعـراضا تذل فـلا تصان
            يقـولـون الزمـان به فساد وهم فسدوا وما فسد الزمان
            وَقَالَ أَبُو دُلَفٍ الْعِجْلِيُّ:
            إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا وتستح مخلوقا فما شئت فاصنع
            نعم لقد حرص الإسلام على بقاء المرأة في بيتها وألا تسافر إلا بمحرم ولا تخرج من بيتها إلا لضرورة وبعد أذن أهلها أو زوجها قال تعالى: )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى((الأحزاب: من الآية33) .فإذا خرجت فتخرج وهي محتجبة محتشمة غير مستعطرة لا تمشي وسط الطريق بل في حافتها كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ [3]"وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :"عليكن بحافات الطريق[4]" فكانت المرأة نلتصق بالجدار لشدة الحياء.
            ولا تخرج المراة بلى محرم بجوب الاسواق مثما تريد.
            وصدق الشاعر في قوله :
            كفى حزنا أن المروءة عطلت وأن ذوي الألباب في الناس ضيع
            والمانعون للزواج على قسمين :قسم يمنعون النساء الزواج مع الغيرة عليهن فلا يسمحون لهن بالاختلاط مع الرجال .وقسم يمنعوهن الزواج الشرعي ويتركوا لهن المجال يختطلن بمن شئن ويجالسن من شئن ويعملن ما شئن .فلسنا مع الذين منعوا النساء من الزواج الشرعي مع إبقائهن في البيوت .
            ولكنهم أهون من الذين ضيعوهن بالكلية وتركوهن في الشوارع والأسواق كالبهائم السائبة ومع هذا رضوا بأن يتوظفن مع الرجال في غرفة واحدة ودنسوا أعراضهم من أجل شيء من المال فأين الغيرة وأين العزة والكرامة يا من لا تزوجون بناتكم بصالحي المؤمنين .
            قال الشاعر :
            وما خشيت من الماضي ونكبته إني أخاف على قومي من الآتي
            فبسبب حب المال هانت الأعراض وانعكست الموازين وأصبح والد المرأة يفتخر بأن ابنته متعلمة موظفة ونحن لا نعترض على تعليم النساء عند النساء وتوظيفهن في حدود الشرع وإنما نتكلم عن الذين قد فقدوا الشهامة والمروة وجعلوا الرجال يدرسون نساءهم ثم يتركوهن عاملات بين الرجال فماذا بقي عند هؤلاء من الشرف؟
            وصدق الشاعر حيث قال :
            أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
            أحتال للمال إن أدي فأكسبه ولست للعرض إن أدي بمحتال
            قال الدكتور صالح بن حميد في بعض خطبه :من حرم الغيرة حرم طهر الحياة ,ومن حرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء...فهنالك بيئتان واحدة تنبت الذل وأخرى تنبت العز ,وثمت بيوتا تظلها العفة والحشمة وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر.لا تُحفظ المروءة ولا يسلم العرض إلا حين يعيش الفتى وتعيش الفتاة في بيت محتشم بتعاليم الإسلام وآداب القرآن ملتزم بالستر والحياء...كم للفضيلة من حصن امتنع به أولاد النخوة فكانوا بذلك محصنين ,وكم للرذيلة من صرعى أوردتهم المهالك فكانوا هم الخاسرين . في ظلال الفضيلة عفة وأمان ,وفي مهاوي الرذيلة ذلة وهوان,والرجل هو صاحب القوامة في الأسرة ,وإذا ضعف القوام فسد الأقوم ,وإذا فسد الأقوم خسروا الفضيلة وفقدوا العفة وتاجروا بالأعراض ,وأصبحوا كالمياة في المفازات يلغ فيها كل كلب .ويكدر ماءها كل وارد.[5]اهـ المراد باختصار.
            فيا صاحب الحسب والتسب والأصل والفصل اين ابنتك ؟وأين أختك ؟وكم عمرهما؟ وهل رضيت بزواجهما أم بوظيفتهما إلى جانب الرجال غير المحارم ؟.
            قال الشاعر :
            لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد حصل
            وهاهنا قصة ظريفة نذكرها هنا من باب زيادة الفائدة رواها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي قال : حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا فأنكر فقال القاضي : شهودك . قال :قد أحضرتهم . فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته فقام الشاهد وقال للمرأة : قومي.فقال الزوج :تفعلون ماذا ؟ قال الوكيل : ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتها.فقال الزوج :وإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها .فردت المرأة وأخبرت بما كان من زوجها - فقالت :فإني أشهد القاضي:أن قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة .فقال القاضي:يكتب هذا في مكارم الأخلاق[6].
            فهل اعتبر الذين تتنازلوا عن الغيرة الحميدة والفضيلة وتمسكوا بالعادت القبيحة؟؟.
            قال صاحب كتاب (أخطاء في مفهوم الزواج):وأما أنت أيتها البنت العزيزة الكريمة فاحذري أن تقعي في حبالة التقاليد الفاسدة أو العادات المنحرفة,فأنت الخاسرة الأكبر في ذلك فلا تقدمي المال والجاه والمنصب على الدين القويم والخلق الزكي الكريم.إن كثيرا ما يتطلع إليه الفتياة في زوج المستقبل عرضة للتغير والتحول والضياع والتبديل وعندئذ تخف على الفتاة الشقوة والخسارة ,أما الدين الحق والخلق القويم فإنهما ثابتان ثبوت الرواسي من الجبال .بل الغالب الأعم أنهماينموان ويزدادان رسوخا وقوة هذا هو الغالب .أما النادر في الحالات فهو شاذ .اهـ المراد .



            [1] - انظر القصة في كتاب إرشاد الخاطب والمخطوبة والآداب المطلوبة ص 44-45.
            [2] - رواه البخاري 3484.
            [3] - رواه أبو داود والترمذي و النسائي وابن خزيمة وعيرهم.وهو في صحيح الجامع .
            [4] - رواه أبو داود والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني في صحيح الجامع وفي صحيح أبي داود..
            [5] - انظر كتاب الغيرة على المرأة ص 6164للشيخ عبد الله المانع.
            [6] - جلباب المرأة المسلمة للعلامة الألباني .

            تعليق


            • #7
              خطر التعصب للآباء بالباطل

              خطر التعصب للآباء بالباطل
              لقد أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ليظهر الحق ويزهق الباطل على يديه كما قال تعالى في كتابه الكريم:)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة 33.والصف 9, وقال I:) قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا(الإسراء 81.
              ألا فليعلم كل متعصب للباطل أنه مأخوذ بسيف الحق مهما زين دعواه بالتلبيسات الخفية .
              فالرافضة عند أن تمسكوا ببدعهم وضلالاتهم ادعوا أنهم يتابعون الآباء والأجداد وهذا من جنس فعل أهل الجاهلية الذين:{قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}الزخرف 22-23.فجاءت دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منابذة لما يقوله أهل الجاهلية وينادون به من التعصب للآباء ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن هرقل لما سأل أبا سفيان عن دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:"يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم[1]"
              فالذي منع أبا طالب أن يدخل الإسلام ظنه أن يزدري بآبائه وأجداده وليس كذلك .
              قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى :"من تخيل أن في الإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ازدراء وطعنا منه على آبائه وأجداده وذما لهم وهذا هو الذي منع أبا طالب وأمثاله عن الإسلام استعظموا آباءهم وأجدادهم أن يشهدوا عليهم بالكفر والضلال وأن يختاروا خلاف ما اختار أولئك لأنفسهم ورأوا أنهم إن أسلموا سفهوا أحلام أولئك وضللوا عقولهم ورموهم بأقبح القبائح وهو الكفر والشرك .ولهذا قال أعداء الله لأبي طالب عند الموت أترغبعن ملة عبد المطلب فلم يدعه أعداء الله إلا من هذا الباب لعلمهم بتعظيمه أباه عبد المطلب وأنه إنما حاز الفخر والشرف به فكيف يأتي أمرا يلزم منه غاية تنقصه وذمه!!
              ولهذا قال لو لا أن تكون مسبة على بني عبد المطلب لأقررت بها عينك أو كما قال.
              وهذا شعره يصرح فيه بأنه قد علم وتحقق نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصدقه كقوله:
              ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا
              لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا
              وفي قصيدته اللامية :
              فوالله لولا أن تكون مسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
              لكنا اتبعناه على كل حالة * من الدهر جدا غير قول الهازل
              لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
              والمسبة التي زعم أنها تجر على أشياخه شهادته عليهم بالكفر والضلال وتسفيه الأحلام وتضليل العقول فهذا هو الذي منعه من الإسلام بعد تيقنه[2]"اهـ
              وقال شيخ الإسلام :"بل أبو طالب وغيره كانوا يحبون النبي ويحبون علو كلمته وليس عندهم حسد له وكانوا يعلمون صدقه ولكن كانوا يعلمون أن في متابعته فراق دين آبائهم وذم قريش لهم فما احتملت نفوسهم ترك تلك العادة واحتمال هذا الذم فلم يتركوا الإيمان لعدم العلم بصدق الإيمان به بل لهوى النفس[3] "اهـ
              وقال أيضا : فقد جاء نفر من اليهود إلى النبى فقالوا نشهد إنك لرسول ولم يكونوا مسلمين بذلك لأنهم قالوا ذلك على سبيل الاخبار عما في أنفسهم أي نعلم ونجزم أنك رسول الله قال فلم لا تتبعوني قالوا نخاف من يهود فعلم أن مجرد العلم والإخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للإلتزام والانقياد مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم [4]"
              لقد كان التعصب المقيت سببا رئيسيا عند الرافضة للدفاع عن أبي طالب وأمثاله من الكفار وحربا على الإسلام وأهله ,فلا غرابة في ادعاء الرافضة أن أبا طالب مات على الإسلام واحتجاجهم بحجج واهية كيف لا يكونون كذلك ومؤسس عقيدتهم عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام من أجل المكر والكيد والخديعةبهذا الدين وأهله فقد كان هو وأتباعه سبب وجود الاختلافات والفتن في عهد الصحابة yوقد أخذ الرافضة منهجه وطريقته جيلا بعد جيل حتى وصلت ضلالته إلى بعض أبناء عصرنا هذا من الشيعة الذين جعلوا أنفسهم أبواقا للكفار يقولون ما شاؤوا ويطعنون فيمن شاءوا ويؤيدون أهل الضلال والكفر ويتسترون بستار أهل البيت الأطهار ليوهموا الناس أنهم أتباع لهم وأنصار لمذهبهم كما قال قائلهم :
              دخول النار في حب الوصي * وفي تفضيل أولاد النبي
              أحب إلي مــن جنات عدن * أخلدها بتيم أو عــدي
              وهل محبة أهل البيت إلا تابعة لمحبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن عقيدة الرفض مبنية على الباطل والغلو في الأفاضل لهذا كان حب أهل البيت عند الرفض أحب لهم من الجنة كما يزعمون وكل إناء بما فيه ينضح ,وحاشا الأخيار من أهل بيت النبوة أن تكون الرافضة أتباعا لهم لأن معتقدهم صحيح وإيمانهم طاهر وولاءهم لله ولرسوله وللمؤمنين صادق ولأنهم أهل دين وسنة.ولو كانت متابعة الشيعة لأهل البيت متابعة صحيحة لكانوا مثلهم في الاعتقاد والإيمان والولاء [5].
              قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر جملة من استدلال الرافضة على إسلام أبي طالب وتمسكهم بما نسب إليه من قوله :
              ودعوتني وعلمت أنك صادق * ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
              ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا
              فقال :"إنه نظير ما حكى الله عن كفار قريش{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}النمل 14. فكان كفرهم عناد ومنشؤه من الأنفة والكبر وإلى ذلك أشار أبو طالب بقوله :لولا أن تعيرني قريش [6]"اهـ المراد
              قلت: فما أشبه الليلة بالبارحة فالشبه بين إعراض من بعث فيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والرافضة كبير فهم كما قال العلامة ابن القيم رحمة الله عليه :"سبحان الله ما ذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس الهدى من مشكاتها من الكنوز والذخائر وما ذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطوها وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا...خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التحريف بالتأويلات الباطلة بغير ما يليق...نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها في صدورها والأعجاز وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل المجاز أنزلوا النصوص منـزلة الخليفة العاجز في هذا الزمان له السكةوالخطبة وما له حكم نافذ ولا سلطان [7]".
              وقال شيخ الإسلام :"وأبو طالب إنما كانت محبته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لقرابته منه لا لله وإنما نصره وذب عنه لحمية النسب والقرابة ولهذا لم يتقبل الله ذلك منه وإلا فلو كان ذلك عن إيمان في القلب لتكلم بالشهادتين ضرورة والسبب الذي أوجب نصره للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو الحمية هو الذي أوجب امتناعه من الشهادتين[8]"
              وقال أيضا:" لكن هذا القول حكوه عن الجهم بن صفوان ذكروا أنه قال الإيمان مجرد معرفة القلب وإن لم يقر بلسانه وإشتد نكيرهم لذلك حتى أطلق وكيع بن الجراح وأحمد بن حنبل وغيرهما كفر من قال ذلك فإنه من أقوال الجهمية وقالوا إن فرعون وإبليس وأبا طالب واليهود وأمثالهم عرفوا بقلوبهم وجحدوا بألسنتهم فقد كانوا مؤمنين وذكروا قول الله {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }وقوله {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } وقوله {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } وقالوا إبليس لم يكذب خبرا ولم يجحد فإن الله أمره بلا رسول ولكن عصى واستكبر وكان كافرا من غير تكذيب في الباطن[9]"
              وقال أيضا:" فالمنافقون قالوا مخبرين كاذبين فكانوا كفارا في الباطن وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين فكانوا كفارا في الظاهر والباطن وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد ..لكن إمتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حبا لدين سلفه وكراهة أن يعيره قومه فلما لم يقترن بعلمه الباطن الحب والإنقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمنا [10]"اهـ


              [1] - رواه البخاري7ومسلم 1773.
              [2] - مفتاح دار السعادة 1/337-338.
              [3] - الفتاوى 7/193.
              [4] - المصدر السابق 7/561
              [5] - إن اعتقاد الرافضة في القبور والطواف حولها وغير ذلك من المعتقدات الباطلة ظاهر في كتبهم لا يخفى على العلماء ,وكذلك إيمانهم بإسلام أبي طالب وحكمهم بأنه من أهل الجنة وعدم خروج الموحدين العصاة من النار وغير ذلك مما خالفوا فيه الدين وأهله .
              أما موالاتهم الكفار والملاحدة والمرتدين وبراءتهم من الصحابة وصفوة المسلمين (أهل السنة والجماعة) وادعائهم حب أهل البيت فهي أشهر من نار على علم . فالمشهور أن مبنى التشيع والرفض قائم على دعوى محبة أهل البيت ونصرتهم في الظاهر .
              ومن المعروف أن الروافض حكموا بالردة في نصوصهم على الصحابة وأهل البيت ,فتشيعهم المزعوم ستار لتنفيذ أغراض خبيثة ضد الإسلام وأهله فقد جاء في تفسير العياشي 1/199 والبرهان 1/319 وتفسير الصافي 1/389 عن أبي جعفر قال:"صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة علي والمقداد وسلمان وأبو ذر فقلت فعمار فقال إن كنت تريد الذين لم يد خلهم شيء فهؤلاء الثلاثة "انظر كتاب البراءة من المشركين بين المعنى الشرعي والتأويل الشيعي الباطنى .لعبد الرحمن آل علي ص 143-144.
              [6] - الإصابة 4/117.
              [7] - اجتماع الجيوش الإسلامية ص26 كما في منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة 1/432.
              [8] - الفتاوى 7/553-554.
              [9] - الفتاوى 7/508-509.
              [10] - المصدر السابق 7/561.

              تعليق


              • #8
                وجوب إتباع الرسول

                وجوب إتباع الرسولr

                اعلم أخي المسلم الباحث عن الحقيقة أنه لا يجوز لأحد أن يتبع غير رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال الله Y في كتابه الكريم :{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم(آل عمران 31وقال الله Y:﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب(الحشر 10. وقالI :{فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم(البقرة 137. وثبت عن العرباض بن سارية t أنه قال قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -:«...تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ[1]» ألا وإن أوائل آل بيت النبوة لم يتبعوا غير جدهم ونبيهم محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -.فقد قال أبو جحيفة لعلي t:«هل عندكم كتاب قال لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال قلت فما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر[2]» وأما أصحاب المذاهب الأربعة :الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي فلم يدعوا الناس إلا إلى ما وافق الكتاب والسنة . قال الراجز:
                وقول أعلام الهدى لا يعمل بقولنا بدون نص يقبل
                فيه دليل الأخذ بالحديث وذاك في القديم والحديث
                قال أبو حنيفة الإمام لا ينبغي لمن له إسلام
                أخذا بأقوالي حتى تعرضا على الكتاب والحديث المرتضى
                ومالك إمام دار الهجرة قال وقد أشار نحو الحجرة
                كل كلام منه ذو قبول ومنه مردود سوى الرسول
                والشافعي قال إن رأيتم قولي مخالف لما رويتم
                من الحديث فاضربوا الجدارا بقولي المخالف الأخبارا
                وأحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته بل أصل ذاك فاطلبوا
                فانظر ما قالت الهداة الأربعة وخذ بها فإن فيها منفعة
                لقمعها لكل ذي تعصب والمنصفون يكتفون بالنبي
                وقد أمر الله الناس أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله قال I :{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا(النساء 59. فالرجوع إلى مذهب من المذاهب عند التنازع يعد خلاف الشرع . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين وكان السلف كمالك وغيره- يقولون : «السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق». وقال الزهري :كان من مضى من علمائنا يقولون «الاعتصام بالسنة نجاة » إذا عرف هذا فمعلوم أن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين ويتوب به على العاصين لا بد أن يكون فيما بعث الله رسوله من الكتاب والسنة و إلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - لا يكفي في ذلك لكان دين الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - ناقصا محتاجا تتمة [3]» أهـ المراد . قلت :فماذا يقول يوم القيامة من اتبع غير رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وتحاكم إلى غير سنته ,وبما ذا يعتذر من ترك حديث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - وأخذ بما سواه ,ومن أضل ممن يقدَّم قول مخلوق على قول رسول الله ومن أظلم ممن اعتقد بوجوب اتباع إمام معين دون النظر في القرآن والسنة والرجوع إليهما خاصة في عصرنا هذا الذي اتضح فيه الخير والشر وصار كل حزب بما لديهم فرحون .
                فالفرق بين المتبع والمبتدع أن المتبع للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - يكون مع هدي الرسول حيث كان باحثا عنه مسلما له ,أما المبتدع فيقلد مؤسس تلك البدعة والداعي إليها فلا هم له في التمسك بمنهاج النبوة وعلى هذا فلا يجوز الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه . ولهذا أقول :
                يا حليمـا إياك تتبع سقـيما تابع المصطفى فلست ذليلا
                كن حكيما واصدق مع الله تنجو واتخذ في الجنان ظلا ظليلا
                فنصيحتي لعموم المسلمين -وهذا سهل على من سهله الله عليه- أن يرجعوا إلى علماء أهل السنة والجماعة أما علماء اهل البدع فلا يوثق بهم . قال الإمام الشوكاني رحمه الله :«من كان عاطلا عن العلوم الواجب عليه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه عن نصوص الكتاب والسنة في الأمور التى تجب عليه من عبادة أو معاملة وسائر ما يحدث له فيقول لمن يسأله علمنى أصح ما ثبت في ذلك من الأدلة حتى أعمل به وليس هذا من التقليد في شيء لأنه لم يسأله عن رأيه بل عن روايته ولكنه لما كان لجهله لا يفطن ألفاظ الكتاب والسنة وجب عليه أن يسأل من يفطن ذلك فهو عامل بالكتاب والسنة بواسطة المسؤول [4]» اهـ.


                [1] - رواه ابن ماجة برقم43 صحيح ابن ماجة وهو في الصحيحة برقم 937.

                [2] - رواه البخاري 111 ومسلم 1307).

                [3] - الفتاوى 11/620.

                [4] - البدر الطالع2/89.

                تعليق

                يعمل...
                X