إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما زال الجهاد بالمال قائم ( علاج إخوانكم الجرحى )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما زال الجهاد بالمال قائم ( علاج إخوانكم الجرحى )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.أما بعد:

    ( من يجهز جيش العسرة وله الجنة) هو نداء النبي صلى الله عليه وسلم محرضاً لتجهيز المجاهدين في غزوة تبوك لأن المال عصب الجهاد وقوام الحرب، فاستجاب " عثمان بن عفان . رضي الله عنه" للنداء وما زال رضي الله عنه يجهز جيش العسرة، حتى قال صلى الله عليه وسلم:
    (اللهم ارض عن عثمان فإني راضٍ عنه)، وقال أيضاً: (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم).*

    وهذا تحريض آخر من النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي، يقول صلى الله عليه وسلم: (تصدقوا فإني أريد أن أبعث)، فجاءه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فقال: (يا رسول الله عندي أربعة آلاف، ألفان اقرضهما ربي، وألفان لعيالي)، فقال صلى الله عليه وسلم: (بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت) . [رواه البزار]

    إنه الإيمان العميق بأهمية الجهاد بالمال مع الجهاد بالنفس وأن كلاً منهما مرتبط بالآخر ملازم له، وتتأكد تلك الأهمية بالتأمل في الآيات القرآنية الواردة في الأمر بالجهاد والترغيب فيه حيث تقدم فيها الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في مواضع كثيرة.*

    فالجهاد بالمال نوع من أنواع الجهاد المأمور به، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم.*
    رواه أبو داود وغيره، وصححه الشيخ الألباني.

    وفضله عظيم فهو تجارة رابحة في ميدان الأعمال الصالحة التي تقرب إلى رضوان الله تعالى وسبب للنجاة من عذابه، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{ الصف:11،10}.

    وفى فتح القدير للشوكاني: وقدم ذكر الأموال على الأنفس، لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق والتجهز إلى الجهاد. انتهى.

    *وروي أبو داود (2504) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ) . صحيح أبي داود (2186) .

    قال الصنعاني في "سبل السلام" (4/87) :

    "الْحَدِيث دَلِيل عَلَى وُجُوب الْجِهَاد بِالنَّفْسِ ، وَهُوَ بِالْخُرُوجِ وَالْمُبَاشَرَة لِلْكُفَّارِ , وَبِالْمَالِ وَهُوَ بَذْله لِمَا يَقُوم بِهِ مِنْ النَّفَقَة فِي الْجِهَاد وَالسِّلَاح وَنَحْوه , وَبِاللِّسَانِ بِإِقَامَةِ الْحُجَّة عَلَيْهِمْ وَدُعَائهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى ، وبالأصوات عند اللقاء وَالزَّجْر وَنَحْوه مِنْ كُلّ مَا فِيهِ نِكَايَة لِلْعَدُوّ"ِ . انتهى.

    وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" (8/29) :

    "فيه دليل على وجوب المجاهدة للكفار بالأموال والأيدي والألسن. وقد ثبت الأمر القرآني بالجهاد بالأنفس والأموال في مواضع ، وظاهر الأمر الوجوب ". انتهى.

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في : الاختيارات" ص 530 :
    "ومن عجز عن الجهاد ببدنه وقدر على الجهاد بماله وجب عليه الجهاد بماله ، فيجب على الموسرين النفقة في سبيل الله .

    قال العلامة السعدي رحمه الله :
    "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله" أي: في طاعته ومرضاته ، وأولاها إنفاقها في الجهاد في سبيله "كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة" وهذا إحضار لصورة المضاعفة بهذا المثل الذي كأن العبد يشاهده ببصره ، فيشاهد هذه المضاعفة ببصيرته فيقوى شاهد الإيمان مع شاهد العيان فتنقاد النفس مذعنة للإنفاق سامحة بها مؤملة لهذه المضاعفة الجزيلة والمنة الجليلة "والله يضاعف" هذه المضاعفة "لمن يشاء" أي : بحسب حال المنفق وإخلاصه وصدقه وبحسب حال النفقة وحلها ونفعها ووقوعها موقعها ويحتمل أن يكون "والله يضاعف" أكثر من هذه المضاعفة "لمن يشاء" فيعطيهم أجرهم بغير حساب "والله واسع" الفضل واسع العطاء فلا يتوهم المنفق أن تلك المضاعفة فيها نوع مبالغة لأن الله تعالى لا يتعاظمه شيء ولا ينقصه العطاء على كثرته ومع هذا فهو "عليم" بمن يستحق هذه المضاعفة ومن لا يستحقها فيضع المضاعفة في موضعها لكمال علمه وحكمته".انتهى.

    قال الشاعر :
    الجود بالمال جود فيه مكرمةٌ *** والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ

    وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبه / أبومقبل احمد بن نصرالدين العباسي
    9 / ربيع الثاني / 1435 هـ

  • #2
    جزاك الله خيراً أخانا أبا مقبل وبارك فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين

    تعليق

    يعمل...
    X