بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله- :
الانحراف عن الوحي اتباع للباطل
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:
{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}[سبأ:50]
فهذا نص صريح في أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحصل بالوحي،
فيا عجبا! كيف يحصل الهدى لغيره من الآراء والعقول المختلفة والأقوال المضطربة؟!
ولكن {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}[الكهف :17]،
فأي ضلال أعظم من ضلال من يزعم أن الهداية لا تحصل بالوحي
ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي فلتان؟وقول زيد وعمرو؟ فلقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه من هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى والحمد لله رب العالمين.
وقال تعالى:
{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ}[الأعراف: 1-3]
فأمر سبحانه باتباع ما أنزل على رسوله ونهي عن اتباع غيره، فما هو إلا اتباع المنزَّل.واتباع أولياء من دونه. فانه لم يجعل بينهما واسطة فكل من لا يتبع الوحي فإنما يتبع الباطل واتبع أولياء من دون الله وهذا بحمد الله ظاهر لا خفاء به."
[الرسالة التبوكية](ص:141-142)
قلت: كم نحن بحاجة إلى هذه التأصيلات السلفية التي تحارب التعصّب للرجال؛ وتحثّ على اتباع البرهان والدليل مستغنيةً عن البديل؛
ومع الأسف فإن هذه التأصيلات المتينة صارت نسيًا منسياً عند أغلب أهل زماننا؛ ولا نكاد نراها إلا في الكتب والله المستعان .