إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى حفظه الله)حديث عائشة رضي الله عنها(5)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (السلسلة الذهبية من فوائد كتاب شرح الأربعين النووية للشيخ يحيى حفظه الله)حديث عائشة رضي الله عنها(5)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يُحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..............وبعد،

    فأقدّم بين يدي إخواني طلبة العلم هذه الفوائد الذهبية من شرح الأربعين النووية لشيخنا العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- اقتطفتها من ذلك الكتاب الماتع (شرح الأربعين النووية).

    هذا ، وأسال الله أن ينفعنا جميعا بهذه الفوائد وأن يجزي شيخنا خيرا ويبارك فيه وفي علمه.

    وستكون هذه الفوائد على شكل سلسلة:
    -------------------------------


    (الحديث الخامس)

    قال الإمام البخاري -رحمه الله-:

    حدثنا يعقوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وأخرجه مسلم.

    ...................................

    الشرح:

    .نبّه النووي -رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم على أن الرواية الثانية:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) يحتج بها عل أهل الأهواء.

    قال: قد يقول بعض أهل الأهواء: ما أحدثت هذا العمل أنا، أحدثه فلان من المتقدمين من الضلال، أنا عملت به وأحدثه غيري، قال: فيحتج عليه بالرواية الثانية:((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، أحدثته أنت أو غيرك.
    ...................................

    .هذا الحديث يعتبر أصلاً عظيماً في معرفة البدع، وغيرها من الأحكام التي ستأتي الإشارة عليها، وحديث عائشة المتفق عليه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله تعالى:{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}، فقال:((إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فاعلموا أنهم الذين سمى الله، فاحذروهم))، هذا أصل عظيم في معرفة أهل البدع، فحديث عائشة الذي في الباب أصلٌ في معرفة البدع وحديثها الذي في تفسير الآية أصل في معرفة أهل البدع.
    ...................................

    .الذي يرى كلام أهل العلم على هذا الحديث يتعجب من ما يبنون عليه من الأحكام، ومن المسائل، وقبل هذا يجب أن يعلم أن البدعة تنقسم إلى:

    بدعة لغوية وبدعة في الشرع،

    فالبدعة اللغوية: ما كانت في أمور الدنيا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:((أنتم أعلم بأمور دنياكم)).

    والبدعة في الشرع: هي كما يقول الشاطبي -رحمه الله-: طريقة مخترعة في الدين يقصد بسلوكها التعبد.

    وقيل في تعريفها: هي ما أحديث على غير مثال سابق ويراد بها التعبد، وليس عليها دليل من الكتاب والسنة،
    ...................................

    .البدعة مذمومة في القرآن والسنة أيما ذم، فربنا سبحانه يقول:{إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}، فالمبتدعة مفترون، يتهمون دين الله بالتقصير والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:((ألا وإن كل بدعة ضلالة))، من حديث جابر وجاء بنحوه من حديث العرباض بزيادة:((وكل ضلالة في النار))،

    فالذي يقسم البدعة إلى الحسنة وسيئة ما عنده دليل على هذا التقسيم، بل تقسيمه هذا متعارض مع الحديث المذكور:((كل بدعة ضلالة))، و(كُل) من ألفاظ العموم، فكل بدعة في الدين ضلالة، والإحداث: تشريع ما لم يأذن به الله، قال تعالى:{أم لهم شركاؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}[الشورى:21].

    فالسنة وحي يوحى، قال تعالى:{والنجم إذا هوى*ما ضل صاحبكم وما غوى*وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى}[النجم:1-4].
    ...................................

    .العبادات توفيقية، قال تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضي لكم الإسلام دينا}،

    وفي الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم))،

    وثبت من حديث العرباض بن سارية وغيره، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك))،

    وثبت أنه قال:((لكل عمل شِرَّةٍ، ولكل شِرَّةٍ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك))، هكذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

    البدعُ مهلكة. والثلاثة الذين جاؤوا إلى أبيات النبي-صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته، فقال لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:((فمن رغب عن سنتي فليس مني))، وكلمة:((ليس منا))، تبقى على الوعيد وإلا لها معنيان: إن كان في حق المبتدعة الكفار فليسوا على ملته، وهم كفار، وليسوا منا، ولا على ملتنا، وإن كان في حق المبتدعة الضُّلال((فليس منا))، يعني على غير طريقتنا،
    ...................................

    .وجمهور العلماء على أن المبتدع في الدنيا يستحق الإهانة، والإذلال، والتوبيخ، وبيان سبيله، وفي الآخرة تحت المشيئة ما لم تكن بدعته مكفرة، والمبتدعة يطردون عن حوض يوم القيامة كما في الأحاديث الصحيحة، في الصحيحين وغيرهما الذي سبق بيانهما في ((شرح اللامية)).
    ...................................

    .((يقال: بعداً بعداً، سحقاً سحقاً لمن غير وبدل))، جملة أحاديث في هذا الباب في، أنهم يذادون عن حوض النبي-صلى الله عليه وسلم- لما يحصل منهم من التبديل والتغيير في الدنيا.
    ...................................

    .والنهي يقتضي الفساد، وهذا هو قول جمهور الصحابة -رضوان الله عليهم- لها الأصل، وأنت تراهم أيضاً يبنون أحكاماً على هذا الحديث فكل ما خالف الشرع من البيوع، أو الشراء، أو النكاح، أو الطهارة، أو الصلاة، أو الصيام، وغير ذلك من أمور الدين يستدل عليه بهذا الحديث، وحكموا على طلاق الرجل لامرأته هي حائض أنه ما ينفذ، قالوا: لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول:((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
    ...................................

    .وقوله:((رد))، قال النووي: بمعنى مردود.
    ...................................


    . الطلاق البدعي مردود لولا أن حديث ابن عمر قد نص على أنها حسبت عليه طلقة، وأُمر أن يراجع زوجته، ولو لم تحسب عليه لما أمر أن يراجعها،
    وهكذا بيع ما ليس عندك مردود، وكذلك البيوع المحرمة مردودة،
    وربما يكون مردوداً والعمل صحيح مع الإثم، مثل من يتوضأ أربع مرات، يغسل يديه مثلاً أربع مرات، فوضوئه صحيح وهو آثم على بدعته إذا تعمدها،
    ...................................

    ليس كل من وقع في البدعة يكون مبتدعاً، قد يقع فيها سهواً، وقد يقع فيها جهلاً، وقد يقع فيها كرهاً، فمثل هذا لا يقال مبتدع، ولا بد من قيام الحجة على من حصل منه ما يخالف الشرع قبل الحكم على شخصه بما دل عليه الدليل من فسق، أو بدعة، أو كفر، قال تعالى:{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}[النساء:115].
    ...................................

    .الفوائد:

    1- فيه: أن كل بدعة ضلالة، ولا يقبلها الله، وليس في البدعة ما هو حسن.

    2- وفيه: وجوب اتباع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وأن شروط قبول العمل ثلاثة: الإسلام، والإخلاص، والمتابعة، لقول الله تعالى:{ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}[الأنعام: 88].

    3- وفيه: أهمية الحذر من الاستحسان في الدين.


    4- وفيه: أن العمل داخل في مسمى الإيمان، فإذا لم يقبله الله من صاحبه، كان صاحبه معرضاً للعذاب.

    5- وفيه: أن الأمر المذكور في الحديث المقصود به الدين.

    6- وفيه: خطر البدع على الدين.

    .....................................

    بحمد الله تمّت فوائد الحديث الخامس

    .....................................

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 13-02-2010, 12:51 PM.

  • #2
    بارك الله فيك يااخ علي وجزاك الله خير على هذه الفوائد التي تكتب بماء الذهب من الشيخ العلامة الناصح الامين يحي بن علي الحجوري حفظه الله تعالى ورعاه

    تعليق

    يعمل...
    X