إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(أبشروا يا أهل السنة ) هل يجوز ترك بعض المواقع التي يواجه فيها العدو؟ للشيخ الفاضل أبي اليمان عدنان المصقري -حفظه الله-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (أبشروا يا أهل السنة ) هل يجوز ترك بعض المواقع التي يواجه فيها العدو؟ للشيخ الفاضل أبي اليمان عدنان المصقري -حفظه الله-

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((أبشروا يا أهل السُّنَّة))
    هل يجوز ترك بعض المواقع التي يواجه فيها العدو؟
    الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
    وبعد:
    يتساءل الكثير لماذا أهل كتاف من أهل السنة تركوا بعض المواقع إلى مواقع آخر ألا ثبتوا أمام جحافل الحوثيين.
    أذكر إخواني بقول الله تعالى ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
    وقال تعالى {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا [في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار] } [غافر:51، 52)
    وقال تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون [وإن جندنا لهم الغالبون] } [الصافات:171 -173] ، (2) وقال تعالى: {فاصبر إن العاقبة للمتقين}.
    والجواب على ما سبق.
    تأمل أيها الموحد قول ربنا تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار (15) ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (16))
    قال ابن جرير :
    يقول: فلا تولوهم ظهوركم فتنهزموا عنهم، ولكن اثبتوا لهم فإن الله معكم عليهم. {ومن يولهم يومئذ دبره} [الأنفال: 16] يقول: ومن يولهم منكم ظهره {إلا متحرفا لقتال} [الأنفال: 16] يقول: إلا مستطردا لقتال عدوه بطلب عورة له يمكنه إصابتها فيكر عليه {أو متحيزا إلى فئة} [الأنفال: 16] أو إلا أن يوليهم ظهره متحيزا إلى فئة يقول: صائرا إلى حيز المؤمنين الذين يفيئون به معهم إليهم لقتالهم ويرجعون به معهم إليهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    قال ابن كثير:
    يقول تعالى متوعدا على الفرار من الزحف بالنار لمن فعل ذلك (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم فلا تولوهم الأدبار) أي تفروا وتتركوا أصحابكم ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أي يفر بين يدي قرنه مكيدة ليريه أنه قد خاف منه فيتبعه ثم يكر عليه فيقتله فلا بأس عليه في ذلك نص عليه سعيد بن جبير والسدي، وقال الضحاك أن يتقدم عن أصحابه ليرى غرة من العدو فيصيبها أو متحيزا إلى فئة أي فر من هاهنا إلى فئة أخرى من المسلمين يعاونهم ويعاونونه فيجوز له ذلك حتى لو كان في سرية ففر إلى أميره أو الإمام الأعظم دخل في هذه الرخصة.
    قال الإمام أحمد : حدثنا حسن حدثنا زهير حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا لو دخلنا المدينة، فبتنا، ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة وإلا ذهبنا، فأتيناه قبل صلاة الغداة فخرج فقال «من القوم؟» فقلنا نحن الفرارون فقال «لا بل أنتم العكارون أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين» قال فأتيناه حتى قبلنا يده .
    وكذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أبي عبيد لما قتل على الجسر بأرض فارس لكثرة الجيش من ناحية المجوس فقال عمر لو تحيز إلي لكنت له فئة هكذا رواه محمد بن سيرين عن عمر وفي رواية أبي عثمان النهدي عن عمر قال لما قتل أبو عبيد قال عمر: أيها الناس أنا فئتكم وقال مجاهد قال عمر أنا فئة كل مسلم.
    وقال عبد الملك بن عمير عن عمر أيها الناس لا تغرنكم هذه الآية فإنما كانت يوم بدر وأنا فئة لكل مسلم.

    ولما اتهم الحارث بن هشام أنه ترك القتال يوم بدر
    فأجاب الحارث بن هشام؟ قال: وما هو؟ فقال قال:
    الله يعلم ما تركت قـتـالـهـم ... حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
    وعلمت أنّي إن أقاتـل واحـداً ... أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي
    فصددت عنهم والأحبّة فـيهـم ... طمعاً لهم بعقاب يوم مرصـد

    فمن الحكمة لمن رأى التحيز إلى فئة أو تنوع خدعة العدو أن يولي الدبر حتى يسلم نفسه وأصحابه للقاء العدو مرة أخرى إن لم يكن ذلك ضارّاً بالمسلمين بل هذا من الحكمة.
    وتأمل في حديث النواس بن سمعان الكلابي الأنصاري قال فيه نبينا عليه الصلاة والسلام : "...... فبينا هو على ذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا يده على أجنحة ملكين، فيتبعه، فيدركه، فيقتله عند باب لد الشرقي "، قال: " فبينا هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى ابن مريم: إني قد أخرجت عبادا من عبادي، لا يدان لك بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، فيبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم كما قال الله: {من كل حدب ينسلون} [الأنبياء: 96] ، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل عليهم نغفا في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه، فلا يجدون في الأرض بيتا إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل عليهم طيراً كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله).
    الحديث رواه مسلم (2937) واحمد وغيرهم.
    ومعنى حرز عبادي الى الطور أي (أهربوا إلى جبال الطور).
    فليس من العقل والحكمة أن يسلم الرجال في مكان للحوثي يعيث بهم أرض الله واسعة وبإذن الله تهان أيها الحوثي اليوم أو غد فإنك باغي ومجرم.
    الحوثي يسحر أتباعه أما أهل السنة فلا.
    الحوثي لا يبالي بمن معه. الحوثي لا يبالي بجرحاه.
    الحوثي أهم شيء يسلم سادته وقادته وأما القبائل فلا يهمه.
    الحوثي يدعو مقاتليه بالمال والضغط.
    أما أهل السنة فهم أهل رحمة وحكمة ويسعى عليهم أدناهم ويحزن كبيرهم على صغيرهم.
    فلا عليكم أهل الحق نصر الله قريب قال الله تعالى ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
    وقال تعالى {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا [في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار] } [غافر:51، 52)
    وقال تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون [وإن جندنا لهم الغالبون] } [الصافات:171 -173] ، (2) وقال تعالى: {فاصبر إن العاقبة للمتقين}.
    فأبشروا يا أهل السنة وأملوا ما يسركم ولا يخوفكم الحوثي فإنه مخذول بإذن الله لا قرار له في بلد الإيمان والحكمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
    كتبه/ أبو اليمان عدنان بن حسين المصقري ـــ أيده الله ــــ
    دار السلام ـــ تنزانيا ـــ
    *************************************
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن سعيد الجابري اليافعي; الساعة 28-12-2013, 06:40 AM.

  • #2
    كلام نفيس ،فشكر الله للشيخ أبي اليمان المصقري وسددعلى الخير خطانا وخطاه.
    آمين.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد بن سعيد الجابري اليافعي مشاهدة المشاركة
      وقال تعالى: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون [وإن جندنا لهم الغالبون] } [الصافات:171 -173] ، (2) وقال تعالى: {فاصبر إن العاقبة للمتقين}.
      فأبشروا يا أهل السنة وأملوا ما يسركم ولا يخوفكم الحوثي فإنه مخذول بإذن الله لا قرار له في بلد الإيمان والحكمة وحسبنا الله ونعم الوكيل.

      النصر قريب بإذن الله

      قال الله : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140 )

      تعليق

      يعمل...
      X