إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل يصح إطلاق وصف طاغوت على الفاسق هل كل طاغوت كافر؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يصح إطلاق وصف طاغوت على الفاسق هل كل طاغوت كافر؟


    هل يصح إطلاق وصف طاغوت على الفاسق هل كل طاغوت كافر؟

    ]
    .1وصف الشيء بأنه طاغوت لا يلزم منه تكفير الموصوف .
    2. وعليه : فلا يُستعجل في تكفير من وصف بالطاغوتية .

    وبيان هذا الأصل من خمس جهات :

    الأولى :

    أن الطاغوت يطلق على : ( كل رأس في الضلالة ) , وذلك أنه مشتق من الطغيان الذي هو : مجاوزة الحدّ .



    البرهان على أن الطاغوت يُطلق على كل رأس في الضلالة

    قال العلامة القرطبي – رحمه الله – تحت قوله تعالى :

    " ولقد بعثنا في كل أمة روسلاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " :
    " أي : اتركوا كل معبود دون الله ؛ كالشيطان , والكاهن , والصنم , وكل من دعا إلى الضلال .. ( تفسيره 5/75 ) .

    وقال الفيروز آبادي – رحمه الله – :
    " والطاغوت : اللات , والعزى , والكاهن , والشيطان , وكل رأس ضلال , والأصنام ، وما عبد من دون الله , ومردة أهل الكتاب " ..
    ( القاموس المحيط ، مادة : طغا ) .

    فإذا كان كذلك فمما لا نزاع فيه أن الطغيان ليس كله مُكفِّراً ، فقد يكون مكفراً ، وقد لا يصل لحدّ الكفر .

    الثانية :
    أن مِنْ أهل العلم مَنْ يُعلّق وصف الشيء بأنه طاغوت بمجرد أن يُتَجاوَز به الحدّ , بدون النظر لذات الموصوف .

    البرهان على جواز إطلاق وصف الطاغوت من دون النظر للموصوف نفسه

    قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – :
    " والطاغوت : كل ما تجاوز به العبد حده من معبود , أو متبوع , أو مطاع " ..
    ( أعلام الموقعين 1/50 ) .

    وقال الإمام ابن عثيمين تعليقاً على كلام العلامة ابن القيم – رحمهما الله – :

    " ومراده : من كان راضياً . أو يقال : هو طاغوت باعتبار عابده , وتابعه , ومطيعه ؛ لأنه تجاوز به حده حيث نـزله فوق منـزلته التي جعلها الله له , فتكون عبادته لهذا المعبود , واتباعه لمتبوعه , وطاعته لمطاعه : طغياناً ؛ لمجاوزته الحد بذلك " .
    . ( القول المفيد 1/30 ) .


    فيكون من السائغ إطلاق هذا الوصف باعتبار المُتّخِذ لا بالنظر للمُتّخَذ ، وعليه : فلا يلزم من الوصف بالطاغوتية الحكمُ على الموصوف .



    الثالثة :
    أن أهل العلم يصفون الجمادات المعبودة من دون الله بأنها طواغيت , ومن المعلوم بداهة أن الجمادات لا توصف بالإسلام الذي هو نقيض الكفر .

    البرهان على إطلاق الطاغوتية على الجمادات

    قال العلامة ابن الجوزي – رحمه الله – :

    " وقال ابن قتيبة : كل معبود ؛ من حجر , أو صورة , أو شيطان : فهو جبت وطاغوت . وكذلك حكى الزجاج عن أهل اللغة " ..
    ( نـزهة الأعين النواظر ص 410 ، باب الطاغوت ) .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

    " وهو اسم جنس يدخل فيه : الشيطان , والوثن ، والكهان , والدرهم , والدينار , وغير ذلك " .. ( الفتاوى 16/565 ) .

    فلا يتلازم الوصف بالطاغوتية مع الذم .

    الرابعة :
    أن من أهل العلم من أطلق وصف الطاغوت على بعض أهل الذنوب .
    البرهان على إطلاق وصف الطاغوتية على بعض أهل الذنوب غير المكفرة

    قال الراغب الأصفهاني – رحمه الله – :

    " الطاغوت عبارة عن : كل متعدٍّ , وكل معبود من دون الله ... ولما تقدم : سُمّي الساحر , والكاهن ,
    والمارد من الجن , والصارف عن طريق الخير : طاغوتاً " .. ( المفردات ص 108 ، مادة : طغى ) .

    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – :

    " والطواغيت كثيرة , والمُتبيِّـن لنا منهم خمسة : أولهم الشيطان , وحاكم الجور , وآكل الرشوة , ومن عُبدَ فرضِيَ , والعامل بغير علم " ..
    ( الدرر السنية 1/137 ) .

    وقال الإمام ابن عثيمين – رحمه الله – :

    " وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر , أو يدعون إلى البدع , أو إلى تحليل ما حرم الله , أو تحريم ما أحل الله : طواغيت " ..
    ( شرح الأصول الثلاثة ص 151 ) .

    فلو كان هذا الوصف مكفراً لما ساغ لهم هذا الإطلاق , أو للزم منه تكفيرهم إياهم بتلك الذنوب ، والقول برأي الخوارج في أصحاب الذنوب .

    الخامسة :

    تصريح الإمام ابن باز - رحمه الله - بأن الطاغوت قد لا يكون كافراً .


    البرهان على ذلك من كلامه - رحمه الله -

    قال الإمام ابن باز – رحمه الله – :
    " فحدُّك أن تكون عبداً مطيعاً لله ، فإذا جاوزتَ ذلك : فقد تعدَّيتَ وكنتَ طاغوتاً بهذا الشيء الذي فعلته .. فقد يكون كافراً ، وقد يكون دون ذلك " .
    . ( شرح ثلاثة الأصول ، الشريط رقم 2 ، الوجه الثاني ، إصدار تسجيلات " البردين " بالرياض ) .

    يتلخَّص مما سبق ثلاثة أمور :

    الأمر الأول :
    أننا إذا وجدنا في القرآن وصفاً لشئ ما ؛ بأنه طاغوت ؛ فإنه لا يلزم من هذا الوصف أن يكون كافراً ..
    بل لا بدَّ من النظر للأدلة الشرعية الأخرى التي حكمتْ عليه لنحكم عليه بالكفر أو عدمه .

    الأمر الثاني :
    أن وصف الطاغوت له حالتان :

    1. أن يكون اسم فاعل :
    بحيث يطلق على من وقع منه الطغيان ؛ بأن تجاوزَ – هو – حدَّهُ .
    وهذا طاغوت بالنظر لفعله .
    وهذا الطاغوت قد يكون كافراً , وقد لا يكون كذلك ؛ بحسب نوع الطغيان الذي وقع منه .

    2. أن يكون اسم مفعول :
    بحيث يطلق على من طُغِيَ فيه ؛ بأن تجاوزَ به الناسُ الحدَّ .
    وهذا طاغوت بالنظر لمُتَّخِـذِيْه .
    وهذا الطغيان : قد يكون كفراً ، وقد لا يكون كذلك .
    ثم إن هذا المُتَّخَذَ : لا يَلْحَقُهُ الذمُّ إلا إذا رَضِيَ .


    الأمر الثالث :
    أنه لا بدّ – قبل تكفير الموصوف بأنه طاغوت – من النظر في مسألتين :

    1. هل وصل به الحد في الطغيان للكفر ؟ أم لا ؟ .. وهذا يستلزم التفصيل في طغيانه .
    2. هل سُمّي طاغوتاً لتجاوزه الحدّ ؟ أو لتجاوز الناس به الحدّ ؟
    وهنا يُنظر :
    هل رضِيَ ؟ أم لا ؟ .. وهذا يستلزم التفصيل في حاله .
    ابو الخطاب السنحاني
    771525244

  • #2
    [جزاكم الله خيرآ أخانا أبو الخطاب
    فوائد قيمة وطيبة]

    تعليق


    • #3
      كيف تحقق الكفر بالطاغوت؟

      أيها المسلم
      كيف تحقق الكفر بالطاغوت؟


      اعلم رحمك الله تعالى أن أول ما فرض الله على ابن آدم عبادة الله واجتناب الطاغوت، والدليل قوله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}

      قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت - والذين اجتنبوا الطاغوت - أولياؤهم الطاغوت - يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت)
      معنى الطاغوت
      ــــــــــــــــــــــ
      ـ قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين :
      ( اسم الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلال يدعوا إلى الباطل ويُحسنه .
      ويشمل أيضاً كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المُضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضاً الكاهن والساحر وسدنة الأوثان إلى عبادة المقبورين وغيرهم بما يكذِبون من الحكايات المُضلة للجهال ، الموهمة أن المقبور ونحوه ، يقضي حاجة من توجه إليه وقصده ، وأنه فعل كذا وكذا ، مما هو كذ ، أو من فعل الشياطين ، ليوهموا الناس أن المقبور ونحوه يقضي حاجة من قصده ، فيوقعهم في الشرك الأكبر وتوابعه .

      وأصل هذه الأنواع كلها وأعظمها الشيطان فهو الطاغوت الأكبر ) .

      ـ وقال الشيخ سليمان بن عبد الله :
      ( ..وقال مجاهد : الطاغوت : الشيطان في صورة الإنسان ، يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم… وقال ابن القيم : الطاغوت ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله ، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ، فهذه طواغيت العالم ، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت ، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته ) .

      ـ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
      ( والطواغيت كثيرة ، ورؤوسهم خمسة ، الأول : الشيطان ، الداعي إلى عبـادة غير الله ، والدليـل قوله تعالى : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ سورة يس : (60) . الثاني : الحاكم الجائر ، المغيِّر لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا النساء : (60) ، الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ سورة المائدة : (44) ، الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا سورة الجن : (26،27) ، وقال تعالى : وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ سورة الأنعام: (59) ، الخامس : الذي يُعبد من دون الله ، وهو راضٍ بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ سورة الأنبياء: (29) ، واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلاَّ بالكفر بالطاغوت ) .
      _________________
      ـ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعالى :
      ( ومعنى الكفر بالطاغوت ، أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله ، من جني أو إنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك ، وتشهد عليه بالكفر والضلال ، وتبغضه ولو كان أباك و أخاك .

      فأما من قال أنا لا أعبد إلاَّ الله ، وأنا لا أتعرَّض السَّادة والقباب على القبور وأمثال ذلك ، فهذا كاذب في قول لا إله إلاَّ الله ، ولم يؤمن بالله ، ولم يكفر بالطاغوت ) .

      ـ وقال الشيخ سليمان بن سحمان : ( والمراد من اجتنابه ـ أي الطاغوت ـ هو بغضه ، وعداوته بالقلب ، وسبَّه وتقبيحه باللسان ، وإزالته باليد عند القدرة ، ومُفارقته ، فمن أدعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) .

      ـ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
      ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتُكفر أهلها ، وتعاديهم ، وأما معنى الإيمان بالله فأن تعتقد ، أن الله هو الإله المعبود وحده ، دون ما سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتُحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك ، وتُعاديهم .

      وهذه : ملة إبراهيم التي سفِه نفسه من رغب عنها ؛ وهذه : هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ سورة الممتحنة:
      ___________________



      كيف نكفر بالطاغوت

      يقول محمد ابن عبد الوهاب (فأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم).(مجموعة رسائل فى التوحيد)

      [صفة الكفر بالطاغوت]

      كيف نكفر بالطاغوت؟
      الكفر بالطاغوت يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح،
      كما أن الإيمان بالقلب واللسان والجوارح،
      كذلك الكفر بالطاغوت لا بد أن يكون بالقلب واللسان والجوارح.

      - الكفر بالطاغوت بالقلب:
      كيف أكفر بالطاغوت بقلبي؟
      اعتقاد بطلان الطاغوت وبطلان عبادته والعداوة والبغضاء له،
      يعتقد بطلانه ويبغضه هذا يعني كفر بالطاغوت بالقلب.

      - الكفر بالطاغوت بالقول:
      أن يكون بإظهار كفره وتكفيره باللسان وإظهار البراءة منه ومن دينه وأتباعه وبيان ما هم عليه من الكفر.
      مجمل هذه الأمور منها ما هو من أصل الإيمان،
      ومنها ما هو من الإيمان الواجب،
      قال الله تبارك وتعالى:
      ﴿قدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾
      هذا الكفر بالقول.

      - الكفر بالطاغوت بالجوارح:
      وذلك يكون باعتزاله واجتنابه وجهاده وجهاد أتباعه وجنوده،
      وهذا من أصل الإيمان ومن الإيمان الواجب،
      قال الله تبارك وتعالى:
      ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾
      وقال تبارك وتعالى:
      ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾
      إذًا الكفر بالطاغوت بالجوارح اجتنابها وجهادها.
      لكن هل جهاد الكفار يعني إذا إنسان لم يجاهد الكفار معناه أنه لا يكفر بالطاغوت؟
      لا، الجهاد أحيانًا يكون واجبًا وأحيانًا يكون مستحبًّا،
      يعني على حسب الأحكام الشرعية،
      لكن الأصل في الطاغوت هو اجتنابه وجهاده عند القدرة وعند الوجوب.

      هذه الطواغيت التي ذكرت هي من رؤوس الطواغيت في هذا اليوم وعلى هذا فالكفر بالطواغيت اليوم من حكام ودساتير وأنظمة يكون باعتقاد بطلانها وبغضها وإعلان العداوة لها،
      ومجاهدتها بالنفس والمال حسب القدرة،
      هذا الركن الأول من أركان لا إله إلا الله؛ الكفر بالطاغوت.


      قال سليمان بن عبد الله آل الشيخ

      :"إن كان يقول : أقول غيرهم كفار ولا أقول هم كفار فهذا حكمٌ منه بإسلامهم إذ لا واسطة بين الكفر والإسلام فإن لم يكونوا كفارا ً فهم مسلمون وحينئذٍ فمن سمى الكفر إسلاما ً أو سمى الكفار مسلمين فهو كافر فيكون هذا كافرا ً ". [ أوثق عري الإيمان ضمن مجموعة التوحيد : 1 / 160]
      وقد سُئِلَ الشيخ حسين والشيخ عبدالله إبنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
      " ما قولكم في رجل دخل هذا الدين وأحبه لكن لا يعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال : أنا مسلم ولكن [ لا أستطيع أن ]أكفر أهل لا إله إلا الله ولو لم يعرفوا معناها ؟ ورجل دخل هذا الدين وأحبه ولكن يقول : لا أتعرض للقباب وأعلم أنها لا تنفع ولا تضر ولكن لا أتعرضها ".

      فالجواب :" أن الرجل لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد ودان به وعمل بموجبه وصدق الرسول فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمن به وبما جاء به فمن قال لا أعادي المشركين أوعاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلو ا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض القباب فهذا لا يكون مسلما ً بل هو ممن قال الله : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً أليماً والله سبحانه وتعالى أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم ... الخ ".
      [ مجموعة التوحيد : 1 / 353 ــ والدرر السنية : 10 / 139 ]
      ===============


      التحاكـــم إلى الطاغـــوت
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      قال الله تعالى: {
      أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا. [النساء:60]

      يقول الشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ في كتابه - تيسير العزيز الحميد
      باب
      قوله تعالى :﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون ..﴾ الآية .
      قال : ( وفي الآية دليل على أن ترك التحاكم إلى الطاغوت الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض . وأن المتحاكم إليه غير مؤمن بل ولا مسلم )
      ويقول الشيخ محمد جمال الدين القاسمي - في تفسيره المعروف بـ(محاسن التاويل) عند قوله تعالى قال :
      (( ألم تر إلى الذين يزعمون ..﴾ الآية .قال : ( الأول : أنه تعالى قال : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) فجعل التحاكم إلى الطاغوت إيماناً به . ولا شك أن الإيمان بالطاغوت كُفرّ بالله . كما أن الكفر بالطاغوت إيمان بالله )

      يقول الشيخ سليمان ابن سمحان :
      ((: إذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر , فقد ذكر الله في كتابه : أن الكفر أكبر من القتل قال : (( والفتنة أكبر من القتل)) وقال : (( والفتنة أشد من القتل )) . والفتنة هي الكفر , فلو اقتتلت البادية والحاضرة , حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الإسلام , التي بعث الله بها رسول الله صلي الله عليه وسلم ))
      قال أيضاً سليمان بن سحمان :
      (( إذا كان هذا التحاكم كفراً والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا , فكيف يجوز لك أن تكفر لأجل ذلك؟ فإنه لا يؤمن الإنسان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها , ولو اضطرك مضطر وخيّرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت )) . (الدررالسنية (10/510)
      قـال ابن تيمية رحمه الله :
      قال تعالى: (أم لهـم شركـاء شـرعـوا لهـم مــن الـدين مـالـم يـأذن بـه اللــه) الشوري 21. فمن ندب إلى شيء يُتَقَرَّب به إلى الله، أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله: فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله، شرع له من الدين مالم يأذن به الله.) (اقتضاء الصراط المستقيم) صـ 267، ط المدني.

      قال الشنقيطي
      (ويُفهـم مـن هـذه الآيــات كقـولـه «ولا يُشرك في حكمه أحداً» أن متبعي أحكام المشرّعين غير ماشرعه الله أنهم مشركون بالله) (أضواء البيان) 4/ 82 ــ 83.

      وقال الشنقيطي في تفسير {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}
      حيث يقول: (ومن هدي القرآن للتي هي أقوم؛ بيانه أنّ كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفرٌ بواحٌ مخرجٌ من الملة الإسلامية
      وقال : ( ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين
      وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ إتباع غير دين الإسلام ، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صل الله عليه وسلم فهو كافر ).

      وقال الحافظ ابن كثير
      :
      ( فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر ، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه ، فمن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين ).

      ويقول الشيخ الشنقيطي ـ
      ( الإشراك بالله في حكمه والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما البتة ، فالذي يتبع نظاما غير نظام الله وتشريعا غير تشريع الله ومن كان يعبد الصنم ، ويسجد للوثن ، لافرق بينهم البتة فهما واحد وكلاهما مشرك بالله ).

      كفر المتحاكمين إلى شرائع المشركين
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
      قال ابن كثير :
      ------------------------
      (وقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}، قال مجاهد وغير واحد من السلف؛ أي إلى كتاب الله وسنة رسوله، وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة، كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}، فما حكم به الكتاب والسنة وشهدا له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال! ولهذا قال تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}، أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}، فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمنا بالله ولا باليوم الآخر، وقوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ}، أي التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليهما في فصل النزاع؛ خير، {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، أي وأحسن عاقبة ومآلاً - كما قاله السدي وغير واحد - وقال مجاهد: وأحسن جزاءاً، وهو قريب).
      وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}.

      الحافظ ابن كثير:

      ---------------------
      (هذا إنكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء الأقدمين، وهو مع ذلك يريد التحاكم في فصل الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، كما ذكر في سبب نزول هذه الآية؛ أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما، فجعل اليهودي يقول: بيني وبينك محمد، وذاك يقول: بيني وبينك كعب بن الأشرف، وقيل؛ في جماعة من المنافقين ممن أظهروا الإسلام، أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية، وقيل غير ذلك، والآية أعم من ذلك كله؛ فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكموا إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت هنا، ولهذا قال: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ... إلى آخرها}، وقوله: {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا}، أي يعرضون عنك إعراضا كالمستكبرين عن ذلك، كما قال تعالى عن المشركين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا}، وهؤلاء بخلاف المؤمنين الذين قال الله فيهم: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا... الآية}، ثم قال تعالى في ذم المنافقين: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، أي فكيف بهم إذا ساقتهم المقادير إليك في مصائب تطرقهم بسبب ذنوبهم واحتاجوا إليك في ذلك؛ {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}، أي يعتذرون إليك ويحلفون؛ ما أردنا بذهابنا إلى غيرك وتحاكمنا إلى عداك إلا الإحسان والتوفيق، أي المداراة والمصانعة، لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة، كما أخبر تعالى عنهم في قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى...}، إلى قوله: {... فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}، وقد قال الطبراني: حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي؛ حدثنا أبو اليمان؛ حدثنا صفوان بن عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود فيما يتنافرون فيه، فتنافر إليه ناس من المسلمين فأنزل الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ...}، إلى قوله: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}، ثم قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}، هذا الضرب من الناس هم المنافقون، والله يعلم ما في قلوبهم وسيجزيهم على ذلك، فإنه لا تخفى عليه خافية، فاكتف به يا محمد فيهم، فإن الله عالم بظواهرهم وبواطنهم، ولهذا قال له: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}، أي لا تعنفهم على ما في قلوبهم، {وَعِظْهُمْ}، أي وانههم على ما في قلوبهم من النفاق وسرائر الشر ،{وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}، أي وانصحهم فيما بينك وبينهم بكلام بليغ رادع لهم).


      الكفر بالطاغوت فى زماننا

      يكون بالبراءة من كل طواغيت الشرك والكفر والألحاد والزندقة ومن دعاتها وأحزابها والطاعة لها ،والبراءة من الدساتير والقوانين الوضعية المضادة لشرع الله ومن واضعيها ، وذلك بجحود طاعتها والخضوع لها أو احترامها أو التحاكم إليها ومن المتحاكمين إليها ،
      وبالبراءة من المذاهب الكفرية جميعها كالماسونية والعلمانية والديمقراطية ومن اتباعها والدعاة إليها.
      وبالبراءة من دعاة الشرك والمشاهد والأضرحة بجحود كونها تنفع أو تضر وبجحود استحقاقها لأى صور العبادة كالدعاء والذبح وعدم اعطائها أيا من صور تلك العبادة،كذلك بالبراءة من عابديها بتكفيرهم والبراءة من عملهم

      قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره:
      "كل من اتبع تشريعا وضعيا سواء سماه نظاما أو قانونا أو دستورا من التشاريع الوضعية التي وضعها إبليس على ألسنة أوليائه من الكفرة: فربه ذلك الذي اتبع تشريعه، وهو كافر بالله كفرا بواحا مخرجا عن الملة. والله بين هذا في آيات كثيرة؛ لأن التشريع لا يمكن إلا أن يكون للسلطة العليا الحاكمة، التي لا يمكن أن تكون فوقها سلطة، وهي سلطة خالق السماوات والأرض، فهو الآمر الناهي، فالأمر أمره، والنهي نهيه، والدين ما شرع، والحلال ما أحل، والحرام ما حرم، ومن أراد أن يتبع تحليلا وتشريعا لغيره فقد اتخذ غيره ربا، وهو مشرك بخالق السماوات والأرض؛ لأن الشرك به في حكمه كالشرك به في عبادته".اهـ

      حكـــم من لم يكفــر بالطاغــوت .


      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      اعلم رحمك الله ، أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، والدليل قوله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ" سورة النحل

      ( قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا" ..سورة البقرة )

      قال الإمام مُحمد بن عبد الوهاب
      رحمه الله:
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

      ( واعلم أنّ الإنسان ما يَصير مُؤمنا بالله إلا بالكُفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : ( فمن يَكفر بالطاغوت ويُؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) .) انتهى

      فمَن جَوّزَ أن يكون الرجل مُسلما ، وهو لم يَكفر بالطاغوت فهو كافر ،

      ومَن صَحح إيمان رجل مع الشرك بالله وعبادة غير الله فهو كافر ، إذ مِن المَعلوم من الدين ضرورة أن الرجل لا يُكون مُسلما إلا بترك الشرك ، وإخلاص الدين لله .

      قال عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
      ( أجمع العلماء سَلفا وخلفا ، مِن الصحابة والتابعين ، والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لا يكون مسلما إلا بالتجرد من الشرك الأكبر ، والبراءة منه وممن فعله )
      الدرر السنية 11/545

      وقال سُليمان بن عبد الله : ( إن التجرد من الشرك لا بد منه في العبادة ، وإلا فلا يكون العبد آتيا بعبادة الله بل مشرك )
      تيسير العزيز الحميد 34

      وقال عبد الرحمن بن حسن
      رحمه الله:
      ( قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا سورة البقرة : (256) ، فدلت الآية على أنه لا يكون العبد مستمسكاً بلا إله إلاَّ الله إلاَّ إذا كفر بالطاغوت ، وهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن لم يعتقد هذا ، فليس بمسلم ، لأنه لم يتمسك بلا إله إلاَّ الله ، فتدبر واعتقد ما ينجيك من عذاب الله ،وهو تحقيق معنى لاإله إلاَّ الله نفياً وإثباتاً )



      https://app.box.com/s/f4x9rilnx8dqag7o9ouz00ly5o3sbp8s

      التعديل الأخير تم بواسطة أبو الخطاب فؤاد السنحاني; الساعة 03-03-2015, 03:10 PM.

      تعليق


      • #4
        ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟

        ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟
        ومن هم رؤوس الطواغيت
        ؟




        * السؤال الأول : ماهو الطاغوت ؟
        ج:كل ما عبد من دون الله فهو : طاغوت .
        [ الإمام مالك ، وغير واحد من السلف ، والليث ، وأبو عبيدة ، والواحدي ، والكسائي ، وجماهير أهل اللغة ] .
        قال الإمام مجاهد بن جبر : ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم ) .
        قال الإمام ابن القيم الجوزية : ( الطاغوت : ما تجاوز به العبد حده من : معبود ، أو متبوع ، أو مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أن طاعة لله ) .
        ويقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ] .
        قال الإمام المحقق سليمان بن عبدالله - رحمهما الله - في شرحه على كتاب التوحيد : ( الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ) اهـ . [ تيسير العزيز الحميد : 34 ]
        قال الإمام عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين - رحمه الله - : ( اسم (الطاغوت يشمل : كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ، ويشمل أيضا : كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضا : الكاهن والساحر وسدنة الأوثان .) اهـ [ مجموعة التوحيد : 500 ] .
        يقول الشيخ العلامة سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وأما حقيقته والمراد به - أي الطاغوت - ، فقد تعددت عبارات السلف عنه ، وأحسن ما قيل فيه ، كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .. ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]
        وقال الإمام عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ . [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .
        وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى : ( الطاغوت وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان واعتداء على حكم من له الحكم ، وإليه يرجع الأمر كله وهو الله . قال الله تعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } ) اهـ . [ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 1 / 39 ] .
        والتعريف الأكثر دقة ، والمختار ، هو تعريف الإمام ابن القيم الجوزية .

        * السؤال الثاني : كيف نكفر بالطاغوت ؟ ونؤمن بالله ؟
        قال الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
        وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
        وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " . ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]
        يقول الإمام سليمان بن سحمان : ( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] . ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .
        والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه ،وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .

        * السؤال الثالث : ماهي أنواع الطاغوت ؟
        قال الإمام سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :
        1- طاغوت حكم .
        2- وطاغوت عبادة .
        3- وطاغوت طاعة ومتابعة . ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]

        * السؤال الرابع : من هم رؤوس الطواغيت ؟
        يقول الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - : ( والطواغيت كثير ، ورؤوسهم خمسة :
        - الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله ، والدليل قوله تعالى : { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تبعدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين } [ يس : 60 ]
        - الثاني : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلال بعيدا } [ النساء : 60 ] .
        - الثالث : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل قوله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [ المائدة : 44 ] .
        - الرابع : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا {21} إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا } [ الجن : 26-27 ] .
        - الخامس : الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين } [ الأنبياء 29 ] .
        واعلم : أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله إلا بالكفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [ البقرة : 256 ] .
        الرشد : دين محمد صلى الله عليه وسلم ، والغي : دين أبي جهل ، والعروة الوثقى : شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي متضمنة للنفي والإثبات ، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى ، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له . ) اهـ . [ الدرر السنية 1 / 162-163 ]

        هذا والله تعالى أعلم ،،


        تعليق

        يعمل...
        X