قال الإمام شهاب الدين الجيزاني _ رحمه الله _ في كتابه الفذ (فتوحات الحبشة ص 260 ) وهو يذكر محاصرة جحافل النصارى الحبوش للإمام أحمد بن إبراهيم إمام المسلمين في تلك الجهة في موقعة "بور" :
إن الأحباش حاصروا الإمام ولزموا عليه الجبل ورموا المسلمين بالحجارة وهم يستترون منها بالشجر ، وأيقن الإمام أحمد وأصحابه أن قيامتهم ومحشرهم في ذلك المكان .
والكفرة يقولون للإمام : أما يكفيك ما أكلت وما فعلت ؟ !
واليوم قد وقعت بيننا ولا يكون لك مخرج ، والمسلمون قد سلموا أمرهم إلى الله ، والإمام ساكت لا يرد عليهم جوابا ، فتشاور المسلمون فيما بينهم وقالوا للإمام : كيف نفعل الآن ؟
فقال لهم : تسلمون أمركم إلى الله ، ونستعين بالله عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم قال لهم : أنا وأنتم في هذا الأمر سواء فاستعينوا بالله على أعداء الله وقاتلوا عن دينكم وشرعكم ، فمن قتل منا صار إلى الجنة ومن عاش عاش سعيدا .
وقال أحد جنود الإمام : هؤلاء الكفرة قربوا إلينا ، ما تقول ؟ نقاتلهم قبل أن يقتلونا ؟ وكان مع المسلمين بندقية واحدة وضاربها رجل يسمى عثمان ، قال : فحررها وضربها على مقدم الرجالة فقتله ، وحينئذ كبر المسلمون تكبيرة واحدة ، فأجابهم الشجر والحجر ، والجبل والمدر وحملوا حملة رجل واحد واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم البطريق رأس بنيات ، وانهزم أصحابه وصدقهم المسلمون بالضرب والطعن وقتل من الكفرة ناس كثير ، ولم يقتل من المسلمين أحد ، وقال رأس بنيات لأصحابه : إلى أين تفرون وماذا يكون عذرنا عند الملك إذا قال : عشرون فارسا من المسلمين يهزمونكم وأنتم ستمائة فارس ورجالتكم لا تحسب ، وعاد إلى جيش الإمام ولكن ألقى الله الرعب في قلوب الكفرة فولوا الأدبار عند اللقاء ، وقتل منهم ناس كثير أيضا ، وفرح المسلمون بالنصر والظفر وغنموا غنائم كثيرة من الخيل والبغال والدروع والخيام وآلات الحرب ، وحط الإمام في بلد يسمى " غفة أوا ولده " وهي قرية البطريق " بلوا " فدخل المسلمون بيته وأذنوا فيه وصلوا ، وبقي الإمام في بيت بلوا ستة أيام وتفرقوا في البلاد المجاورة يغيرون فيقتلون ويأسرون ويغنمون .وعزم الإمام على أن يقيم في أرض الحبشة ويواصل فتحها ، ولكن العسكر وبعض القادة حسنوا للإمام العودة إلى بلاد المسلمين فوافقهم ، فعادوا وقد غنموا
غنائم كثيرة ما غنموها قبل ذلك ، ودخل من الكفرة ناس كثيرون في دين الله ، ونزلوا مع الإمام إلى بلاد المسلمين وسرح الجيوش بعد أن قسم الغنائم ، وأمر الجنود أن يعدوا خيولهم وآلات الحرب حتى يدعوهم إلى الجهاد .اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
سبحان الله عشرون رجلا مقابل ستمائة علج فارس ورجالاتهم لا يحصون عددا !
صدق الله {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة : 249]
لما قوي توكلهم على الله وإلتجائهم إليه صدقهم الله وعده {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران : 152]
ولقد قام هذا الإمام بأمر عجز عنه من قبله ومن بعده من غزو الحبشة في عقر دارهم وإذلال ملوكهم حتى بلغ إلى أقصى بلاد الحبشة وهو يطاردهم شعبا شعبا ومن شدة عجزهم في صده استنجدوا بالدول الغربية وعلى رأسها في تلك الحقب دولة البرتغال الحاقدة على المسلمين ولقد بعثت بعثة كان حظها حصاد رؤوسها حتى أعادوا الكرة بجيش أكثر عددا وعددا ليقضي الله أمراً كان مفعولا
ومن أهم العوامل على قوة المسلمين في تلك الجهة آنذاك بعد توحيد الله عز وجل اتحاد المسلمين وتكاتفهم فاجتمعت قبائل الصومال وقبائل العفر و شارك عدد من العلماء من اليمن والحجاز فياليت شعري هل يعود الأمر على ماكان عليه
وما ذلك على الله بعزيز
ولقد كان المؤلف ممن شارك تلك الوقعات وسردها سرداً دقيقاً بالتاريخ واليوم
ولعل الله ييسر بسرد بعضها لما فيها من عبر وشحذ للهمم
إن الأحباش حاصروا الإمام ولزموا عليه الجبل ورموا المسلمين بالحجارة وهم يستترون منها بالشجر ، وأيقن الإمام أحمد وأصحابه أن قيامتهم ومحشرهم في ذلك المكان .
والكفرة يقولون للإمام : أما يكفيك ما أكلت وما فعلت ؟ !
واليوم قد وقعت بيننا ولا يكون لك مخرج ، والمسلمون قد سلموا أمرهم إلى الله ، والإمام ساكت لا يرد عليهم جوابا ، فتشاور المسلمون فيما بينهم وقالوا للإمام : كيف نفعل الآن ؟
فقال لهم : تسلمون أمركم إلى الله ، ونستعين بالله عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم قال لهم : أنا وأنتم في هذا الأمر سواء فاستعينوا بالله على أعداء الله وقاتلوا عن دينكم وشرعكم ، فمن قتل منا صار إلى الجنة ومن عاش عاش سعيدا .
وقال أحد جنود الإمام : هؤلاء الكفرة قربوا إلينا ، ما تقول ؟ نقاتلهم قبل أن يقتلونا ؟ وكان مع المسلمين بندقية واحدة وضاربها رجل يسمى عثمان ، قال : فحررها وضربها على مقدم الرجالة فقتله ، وحينئذ كبر المسلمون تكبيرة واحدة ، فأجابهم الشجر والحجر ، والجبل والمدر وحملوا حملة رجل واحد واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم البطريق رأس بنيات ، وانهزم أصحابه وصدقهم المسلمون بالضرب والطعن وقتل من الكفرة ناس كثير ، ولم يقتل من المسلمين أحد ، وقال رأس بنيات لأصحابه : إلى أين تفرون وماذا يكون عذرنا عند الملك إذا قال : عشرون فارسا من المسلمين يهزمونكم وأنتم ستمائة فارس ورجالتكم لا تحسب ، وعاد إلى جيش الإمام ولكن ألقى الله الرعب في قلوب الكفرة فولوا الأدبار عند اللقاء ، وقتل منهم ناس كثير أيضا ، وفرح المسلمون بالنصر والظفر وغنموا غنائم كثيرة من الخيل والبغال والدروع والخيام وآلات الحرب ، وحط الإمام في بلد يسمى " غفة أوا ولده " وهي قرية البطريق " بلوا " فدخل المسلمون بيته وأذنوا فيه وصلوا ، وبقي الإمام في بيت بلوا ستة أيام وتفرقوا في البلاد المجاورة يغيرون فيقتلون ويأسرون ويغنمون .وعزم الإمام على أن يقيم في أرض الحبشة ويواصل فتحها ، ولكن العسكر وبعض القادة حسنوا للإمام العودة إلى بلاد المسلمين فوافقهم ، فعادوا وقد غنموا
غنائم كثيرة ما غنموها قبل ذلك ، ودخل من الكفرة ناس كثيرون في دين الله ، ونزلوا مع الإمام إلى بلاد المسلمين وسرح الجيوش بعد أن قسم الغنائم ، وأمر الجنود أن يعدوا خيولهم وآلات الحرب حتى يدعوهم إلى الجهاد .اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ :
سبحان الله عشرون رجلا مقابل ستمائة علج فارس ورجالاتهم لا يحصون عددا !
صدق الله {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة : 249]
لما قوي توكلهم على الله وإلتجائهم إليه صدقهم الله وعده {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران : 152]
ولقد قام هذا الإمام بأمر عجز عنه من قبله ومن بعده من غزو الحبشة في عقر دارهم وإذلال ملوكهم حتى بلغ إلى أقصى بلاد الحبشة وهو يطاردهم شعبا شعبا ومن شدة عجزهم في صده استنجدوا بالدول الغربية وعلى رأسها في تلك الحقب دولة البرتغال الحاقدة على المسلمين ولقد بعثت بعثة كان حظها حصاد رؤوسها حتى أعادوا الكرة بجيش أكثر عددا وعددا ليقضي الله أمراً كان مفعولا
ومن أهم العوامل على قوة المسلمين في تلك الجهة آنذاك بعد توحيد الله عز وجل اتحاد المسلمين وتكاتفهم فاجتمعت قبائل الصومال وقبائل العفر و شارك عدد من العلماء من اليمن والحجاز فياليت شعري هل يعود الأمر على ماكان عليه
وما ذلك على الله بعزيز
ولقد كان المؤلف ممن شارك تلك الوقعات وسردها سرداً دقيقاً بالتاريخ واليوم
ولعل الله ييسر بسرد بعضها لما فيها من عبر وشحذ للهمم
تعليق