صورة من صور معاملة الحكام للغرباء
الأمير:معن بن زائدة أبو الوليد الشيباني.
قال ابو نعيم :حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر
قال: سمعت عبدان بن أحمد
يقول: سمعت زيد بن الجريش
يقول: سمعت أبا أحمد الزبيري
يقول: كنت في مسجد الخيف(1)
مع سفيان الثوري
والمنادي ينادي من جاء بسفيان فله عشرة آلاف .
وحدثنا ابراهيم بن عبدالله
ثنا محمد بن إسحاق السراج
قال: سمعت هارون ابن عبدالله
يقول: سمعت علي بن الجعد
يقول: سمعت منادي هارون أمير المؤمنين ينادي :
من دلنا على سفيان فله ألف درهم. وحدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة
قال: سمعت صالح بن معاذ البصري
يقول: سمعت ابن مهدي
يقول: سمعت سفيان الثوري
يقول: طلبت في أيام المهدي فهربت فأتيت اليمن
فكنت أنزل في حي حي وآوي إلى مسجدهم(2)
فَسُرِقَ شَيْءٌ، فَاتَّهَمُوا سُفْيَانَ.
قَالَ: فَأَتَوْا بِي مَعْنَ بنَ زَائِدَةَ ،
وَكَانَ قَدْ كُتِبَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِي،
فَقِيْلَ لَهُ: هَذَا قَدْ سَرَقَ مِنَّا.
فَقَالَ: لِمَ سَرَقْتَ مَتَاعَهُم؟
قُلْتُ: مَا سَرَقْتُ شَيْئاً.
فَقَالَ لَهُم: تَنَحَّوْا لأُسَائِلَهُ.
ثُمَّ أَقْبَل عَلَيَّ، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟
قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لَمَّا انْتَسَبْتَ.
قُلْتُ: أَنَا سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ.
قَالَ: الثَّوْرِيُّ؟
قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ.
قَالَ: أَنْتَ بُغْيَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قُلْتُ: أَجَلْ.
فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:
مَا شِئْتَ، فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ، فَارْحَلْ، فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا.(3)انتهى.
قال أبو صهيب وفقه الله:
سبحان الله كيف كانت معاملة هذا الأمير لهذا العالم
فهو غريب عنده !!
وهو متهم بسرقة!!
وفي تسليمه للأمير المؤمنين جائزة قيمة
وقد كتب إليه شخصياً فيه
ومع هذا انظر ما كان جواب
هذا الأمير الذي عرف لهذا الغريب حقه
🔹فقال له: ( مَا شِئْتَ، فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ، فَارْحَلْ، )
وما اكتفا بذلك بل وعده بالحمايه بنفسه وجسده فقال له: (فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا.)
الله اكبر قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا! ويعرف لعالمنا حقه» . عن عبادة بن الصامت. صحيح الترغيب 96.
__________
(1)الخيف: ما انحدر من غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف من منى، لأنه في خيف الجبل.
(2)الى هنا من الحلية ومابعده من السير
(3) القصة في سير اعلام النبلاء للذهبي وحلية الأوليا لابي نعيم
الأمير:معن بن زائدة أبو الوليد الشيباني.
قال ابو نعيم :حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر
قال: سمعت عبدان بن أحمد
يقول: سمعت زيد بن الجريش
يقول: سمعت أبا أحمد الزبيري
يقول: كنت في مسجد الخيف(1)
مع سفيان الثوري
والمنادي ينادي من جاء بسفيان فله عشرة آلاف .
وحدثنا ابراهيم بن عبدالله
ثنا محمد بن إسحاق السراج
قال: سمعت هارون ابن عبدالله
يقول: سمعت علي بن الجعد
يقول: سمعت منادي هارون أمير المؤمنين ينادي :
من دلنا على سفيان فله ألف درهم. وحدثنا أبو محمد ابن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة
قال: سمعت صالح بن معاذ البصري
يقول: سمعت ابن مهدي
يقول: سمعت سفيان الثوري
يقول: طلبت في أيام المهدي فهربت فأتيت اليمن
فكنت أنزل في حي حي وآوي إلى مسجدهم(2)
فَسُرِقَ شَيْءٌ، فَاتَّهَمُوا سُفْيَانَ.
قَالَ: فَأَتَوْا بِي مَعْنَ بنَ زَائِدَةَ ،
وَكَانَ قَدْ كُتِبَ إِلَيْهِ فِي طَلَبِي،
فَقِيْلَ لَهُ: هَذَا قَدْ سَرَقَ مِنَّا.
فَقَالَ: لِمَ سَرَقْتَ مَتَاعَهُم؟
قُلْتُ: مَا سَرَقْتُ شَيْئاً.
فَقَالَ لَهُم: تَنَحَّوْا لأُسَائِلَهُ.
ثُمَّ أَقْبَل عَلَيَّ، قَالَ: مَا اسْمُكَ؟
قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ لَمَّا انْتَسَبْتَ.
قُلْتُ: أَنَا سُفْيَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ.
قَالَ: الثَّوْرِيُّ؟
قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ.
قَالَ: أَنْتَ بُغْيَةُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ.
قُلْتُ: أَجَلْ.
فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ:
مَا شِئْتَ، فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ، فَارْحَلْ، فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا.(3)انتهى.
قال أبو صهيب وفقه الله:
سبحان الله كيف كانت معاملة هذا الأمير لهذا العالم
فهو غريب عنده !!
وهو متهم بسرقة!!
وفي تسليمه للأمير المؤمنين جائزة قيمة
وقد كتب إليه شخصياً فيه
ومع هذا انظر ما كان جواب
هذا الأمير الذي عرف لهذا الغريب حقه
🔹فقال له: ( مَا شِئْتَ، فَأَقِمْ، وَمتَى شِئْتَ، فَارْحَلْ، )
وما اكتفا بذلك بل وعده بالحمايه بنفسه وجسده فقال له: (فَوَاللهِ لَوْ كُنْتَ تَحْتَ قَدَمِي مَا رَفَعتُهَا.)
الله اكبر قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا! ويعرف لعالمنا حقه» . عن عبادة بن الصامت. صحيح الترغيب 96.
__________
(1)الخيف: ما انحدر من غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف من منى، لأنه في خيف الجبل.
(2)الى هنا من الحلية ومابعده من السير
(3) القصة في سير اعلام النبلاء للذهبي وحلية الأوليا لابي نعيم
تعليق