ما صح في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه
الشيخ: ما يهمني أن تقول أنه ليس هناك رواية صحيحة تثبت أن أحداً من الصحابة شارك، هذا طيب، لكن هذا سلبي، الإيجابي: من الذي شارك؟ من سبب هذه الفتنة؟
مداخلة: من ضمن النتائج التي توصلت إليها أو توصل إليها البحث أن قاتل عثمان رضي الله تعالى عنه في الإسناد الصحيح السليم من العلل أنه رجل أسود من أهل مصر يقال له جبلة، وجبلة هذا لقب له، ويعني كما ذكرت الرواية الرجل الأسود.
فهنا ذكرت كلام محب الدين الخطيب أنه يحتمل أنه يكون عبد الله بن سبأ هو؛ لأن الصفات التي وردت عن عبد الله بن سبأ مشابهة وقريبة من صفات هذا الرجل الأسود الذي هو من أهل مصر، هذا من ضمن الذي ..
الشيخ: والرواية التي تقول بأن ابن أبي بكر الصديق دخل عليه ما قيمتها؟
مداخلة: الروايات التي وردت في اتهام محمد بن أبي بكر الصديق في قتل عثمان رضي الله تعالى عنه لم يصح منها إلا أنه دخل عليه فوعظه عثمان رضي الله تعالى عنه، فخرج وتركه. هذه التي رواها ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب بإسناد حسن.
الشيخ: سند ابن عبد البر من أوله إلى آخره وجدت لرجاله تراجم؟
مداخلة: لا، هو نقل هذه الرواية عن أسد بن موسى.
الشيخ: وأسد بن موسى عن من؟
مداخلة: أسد بن موسى عن زهير بن معاوية عن كنانة مولى صفية ثم ذكر كنانة شهد يوم الدار وأنا ذكرت الكلام في كنانة.
الشيخ: رحم الله السؤال، أنا سألتك رجال هذه الرواية كلهم مترجمون وكلهم ثقات، قلت: هو نقل عن أسد بن موسى، هذا ليس الجواب للسؤال، واضح؟
مداخلة: يعني الإسناد من أسد بن موسى إلى منتهاه أو من ابن عبد البر إلى أسد بن موسى؟
الشيخ: عبد البر.
مداخلة: أسد بن موسى مصنف وهو ينقل عنه مباشرة بدون إسناد، ابن عبد البر نقل عن أسد بن موسى بدون إسناد ..
الشيخ: إذاً: لا يصح أن يقال بإسناد حسن.
مداخلة: لأنه نقل عنه نقلاً.
الشيخ: أنت تقول لأنه، تعلل ماذا؟ هذه جملة تعليلة تعلل بها ماذا؟
أنا أقول لا يصح أن تقول والحالة كما شرحت آنفاً أنه إسناد حسن؛ لا يجوز أن تقول إسناد حسن؛ لأن هذا إسناد معلق عند ابن عبد البر أليس كذلك؟
مداخلة: بلى. لكن أقول إسناد حسن باعتبار من [عند] أسد بن موسى، الشيخ: لا يقال حينذاك إسناد ابن عبد البر حسن.
مداخلة: لا يقال إسناد ابن عبد البر، لكن بإسناد حسن مطلقاً، والمصدر هو من أسد بن موسى.
الشيخ: أنت تقول بحق ولك أن تقول بارك الله فيك، روى أسد بن موسى، لكن سيأتيك السؤال: وأين السند إلى أسد؟
مداخلة: لا أدري.
الشيخ: إذاً: ما صح السند؛ لأن هذا حكمه حكم الأحاديث المعلقة، وإن شئت قلت الحديث منقطع، فبين ابن عبد البر وبين أسد بن موسى مفاوز.
إذاً: ينبغي أن نعرف .. نعم؟
مداخلة: هذه النقطة أنا اتصلت فيك يا شيخ في شأنها؛ لأن عندي تاريخ دمشق لابن عساكر يروي عن طريق كتب مفقودة كثيرة، فهل أدرس الإسناد من ابن عساكر نفسه إلى منتهاه، أو أني أقف عند المصنف الذي اشتهر أن له كتاب، وابن عساكر يروي عنه من كتابه هذا، وأدرس [السند] من مصنف هذا الكتاب؟
فهذه النقطة كنت أنا في تاريخ دمشق ابن عساكر أرجع إلى الإسناد من أوله، ولو كان كتاب مصنف، إلا في روايتين أو ثلاث فهذه منها، اعتماداً على أن ابن عبد البر ينقل من كتاب ابن موسى مباشرة، فحصلت الثقة في نفسي أن هذا موجود في كتاب أسد ابن موسى، ثم تركت البحث عن إسناده من ابن عبد البر إلى أسد بن موسى، فصرت أدرس أسد بن موسى إلى منتهاه.
الشيخ: هذا كلام أخي غير مسلم، هل تعتقد أن كل رواية تروى عن أسد بن موسى أو غيره من الضروري أن تكون هذه الروايات كلها في كتاب أسد بن موسى؟
مداخلة: كل ما ينسب إلى أسد بن موسى ما نستطيع نجزم أنه في كتابات ابن موسى، ولكن حصل فيه من الثقة في نفسي بنقل ابن عبد البر وهو ثقة عن كتاب أسد ابن موسى
الشيخ: طيب حول الكتاب الذي يذكر في قصة فتنة عثمان رضي الله عنه أنه أرسل إلى والي مصر: إذا جاءكم فلان فاقتلوه. بدل فاقبلوه، ما قيمة هذه الرواية؟ مرت بك؟
مداخلة: فاقتلوه ما مرت علي.
الشيخ: فاقتلوه.
مداخلة: جاء متضمن هذا، أما بهذه اللفظة: فاقتلوه.
الشيخ: في التاريخ يذكر أنه أصل الرواية فاقبلوه حرفت لإيقاع الفتنة، فاقتلوه.
مداخلة: يا شيخ الذي بدا لي في البحث أنه لا كتاب مكتوب من عثمان أبداً ..
الشيخ: عفوا صار معك قفز الآن، قلت: فاقبلوه ما عرفته، فاقتلوه عرفته.
مداخلة: أنا الآن ما فهمت السؤال هل هو ...
الشيخ: عثمان أرسل خطاباً إلى والي مصر مع شخص يريد قتله، فهذا حسب ما جاء في التاريخ الذي يحتاج إلى تفلية وتنقية كما فعلت جزاك الله خيراً، فحرف كلمة: فاقبلوه إلى فاقتلوه، هذا مذكور في بعض كتب التاريخ التي كنا قرأناها قديماً قبل التوجه إلى خدمة السنة، فلما سألتك قلت: لم تقف على رواية: فاقبلوه، وإنما على رواية: فاقتلوه، لكن أخيراً كأنك نفيت أيضاً الرواية الثانية، أكذلك؟
مداخلة: قلت على معناها وقفت، أما على نفس اللفظة: فاقتلوه، لا .. الذي ورد أنه اتهم عثمان ..
الشيخ: .. سؤال هناك خطاب أم لا؟ هل هناك خطاب مرسل من عثمان إلى والي مصر أم لا؟ ثم بعد ذلك يصح أن تقول أما المعنى فَبَلَى، أما اللفظ فلا.
مداخلة: لم يكتب عثمان بن عفان خطاباً قط.
الشيخ: هذا هو الجواب.
مداخلة: نعم.
الشيخ: ليس هناك فاقبلوه ولا فاقتلوه؟
مداخلة: نعم.
مداخلة: هل وقفت على شيء في هذا؟
مداخلة: اتهم بذلك، اتهم أنه لما جاء وفد المصريين والعراقيين إلى عثمان واصطلحوا معه على خمس: أنه المنفي يُرَدُّ، والمحروم يُعْطَى .. إلى آخره، ثم رجعوا إلى ديارهم، وفي الطريق اكتشفوا رجلاً يعرض لهم ثم يهرب، يعرض لهم كأنه يقول خذوني كما في الرواية، هنا توقفوا وقبضوا عليه، وفور قبضهم عليه سألوه: ما خبرك؟ قال: معي خطاب من عثمان إلى والي مصر مختوم، فطلبوا منه كشفه حتى كشفوه، فوجدوا فيه أن يقتل محمد بن أبي بكر وفلان وفلان، ويحلق لحاهم، كما في بعض الروايات، ويفعل .. ويفعل ..
هنا رجع الوفد إلى المدينة، وجاؤوا يحاجون عثمان رضي الله عنه بذلك، فحلف لهم عثمان بأنه لم يكتب كتاباً قط، فاتهموا مروان؛ لأنهم وجدوا عليه خاتماً، كما يقولون ويزعمون، ولأنهم وجدوا مع هذا الرجل أيضاً بعير لعثمان، فهنا قالوا: إما أن تكون أنت كتبته أو أن واليك الذي يحمل خاتمك قد كتبه، ثم ثارت الفتنة ..
هذا مجمل الروايات التي وردت في ذلك، ولكن أنا شككت في صحة أن يكون هذا مرسل من مروان أو من عثمان أو غيره، والذي ترجح لدي أو ملت إليه ووضعت احتمال، احتملت أنهم يكونوا في الطريق دبروا هذه المؤامرة وكتبوا هذا الخطاب، وأوعزوا إلى هذا الرجل أن يأتي ويعرض لهم كأنه يقول خذوني .. هناك طريق إلى مصر غير الطريق التي سلكها هؤلاء، ولو كان يريد الوصول إلى مصر فعلاً، لسلك طريق أخرى، لما جاء يتعرض لهم.
الشيخ: طيب ممكن تلخيص ما صح في فتنة عثمان؟
ما موقف علي؟ ما موقف الحسن؟ ما موقف الحسين؟ .. إلى آخره.
مداخلة: أنا أخذت ما صح فقط، أخذت الروايات الصحيحة والتي بدا لي أنها حسنة، مؤلفة من بعض الروايات وصورت منها صورة للحادثة أرجو أن تكون متكاملة، بلغت مائتين وثلاثين صفحة هي التي بيد الأخ علي الآن. نعم، ولكن من أهم ما فيها؛ لأنها كثيرة، أهم ما فيها موقف الصحابة من الدفاع عن عثمان رضي الله عنه، وعقدت له فصلاً خاصاً، مبحث خاص في فصل يوم الدار، دفاع الصحابة عن عثمان رضي الله عنه، ويتلخص ذلك بأن الأنصار جاءته كما صح ذلك، جاءته الأنصار وعرضوا عليه الدفاع، وقالوا له: إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين، أي: ننصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة، وننصرك الآن.
وأيضاً جاء ابن عمر وأيضاً جاء الحسن بن علي رضي الله عنه، وجاؤوا عدد كبير ذكرتهم مع عزو المعلومات إلى مصادرها، وذكر حكمها، والإحالة إلى الملحق؛ لأني قسمت البحث إلى قسمين، ملحق وخلاصة.
في الملحق تكون الرواية بإسنادها من المؤلف إلى منتهاه إلى المتن، ثم الكلام على الرجال والعلل والأسانيد، والخلاصة هي خلاصة هذه الروايات، فكنت أذكر موقف الصحابة ثم أذكر حكم الرواية وأعزو إلى الملحق.
الشيخ: طيب ما ينسب إلى عثمان من تولية أقاربه من بني أمية، فيه شيء صحيح؟
مداخلة: هذا يعتبر من مبررات الخروج التي برر بها الخارجون عليه الخروج عليه.
الشيخ: حيدة عن الجواب.
مداخلة: لا، سأذكر الجواب.
الشيخ: .. الكلام ما قل ودل، قل: يوجد أو لا يوجد، وبعد ذلك يتطلب الأمر التفصيل ...
مداخلة: لا يوجد.
مداخلة: [بالنسبة] للخاتمة [لو] تفيدوني إذا هناك ملاحظات، إذا تحب أقرأها ...
مداخلة: اقرأ حسب ما تيسر لك من الوقت ... اقرأ قراءة.
مداخلة: الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد:
فإن أهم النتائج التي ظهرت لي من خلال ..
الشيخ: أما كلمة وبعد، فهذه خلاف السنة، والسنة: أما بعد.
مداخلة: فإن أهم النتائج التي ظهرت لي من خلال هذا البحث هي كما يلي:
أولاً: أنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إخبارَه بوقوع فتنة يقتل فيها عثمان ..
الشيخ: قد صح إخبارَه؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: كيف هذا؟
مداخلة: صح إخبارُه.
مداخلة: أنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إخباره بوقوع فتنة يقتل فيها عثمان رضي الله عنه، وأنه دعا الناس إلى أن يكونوا معه عند اشتعالها، وأنه حدد زمن وقوعها، وأن عثمان وأصحابه على الحق والهدى فيها.
الشيخ: حدد زمن وقوعها، ماذا تعني؟
مداخلة: زمن وقوعها في الحديث الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام: «تدور رحى الإسلام لخمس أو ثلاث أو ست وثلاث أو سبع وثلاثين».
الشيخ: جيد.
مداخلة: نعم، وأنا كنت نقلت عن السلسلة تعليقكم على هذا الحديث وكلامك فيه.
الشيخ: هو قتل عثمان كان في السنة الخامسة والثلاثين؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: طيب.
مداخلة: ثانياً: أنه أشار إلى عظم هذه الفتنة حتى قرنها بموته صلى الله عليه وآله وسلم ، وبفتنة الدجال وأن من نجا منها فقد نجا، وأنه سيستشهد فيها عثمان رضي الله عنه وهو على الحق صابراً على القتل معطياً له، شهيداً ينتقل بعد شهادته هذه إلى جنة الخلد.
الشيخ: ما الذي نصب صابراً؟
مداخلة: وهو على الحق، على أنها حال يا شيخ.
الشيخ: والخبر أين؟
مداخلة: وهو على الحق، صابراً على القتل، يعني حال كونه صابراً.
الشيخ: والخبر؟
مداخلة: خبر أن؟
الشيخ: وهو؟
مداخلة: وأنه سيستشهد فيها عثمان رضي الله عنه، وهو على الحق ..
مداخلة: ... وهو على الحق صابراً على ...
مداخلة: وهو على الحق .. صابراً على كذا معطياً لكذا ..
مداخلة: حال يعني.
الشيخ: ممكن يكون له وجه.
مداخلة: ثالثاً: أنه أخبر عثمان رضي الله عنه بوقوع هذه الفتنة، وأنه سيطلب منه خلع الخلافة، وأمره بأن لا يفعل.
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بَيَّنَ عظم هذه الفتنة، وأن من نجا منها فقد نجا، وأن ذلك يشمل من عاصرها ومن لم يعاصرها، ونجاة من لم يعاصرها تكون بعدم الخوض فيها بالباطل.
خامساً: أن ما تناقلته المصادر من معايب ألصقت بعثمان رضي الله عنه، منها ما صح صدوره من الخارجين عليه، ومنها ما لم يصح، ومنها ما اشتهر ولم أقف على إسناده له.
وأن هذه المعايب بأقسامها الثلاثة، إنما هي في الحقيقة إما مناقب له، وإما مفتراة عليه، وإما اجتهاد منه مأجور عليه.
سادساً: أن شخصية ابن سبأ شخصية حقيقة دلت على وجودها الروايات الصحيحة، ولم تنفرد بإثباتها روايات قيس بن عمر التميمي، بل رواها غيره بأسانيد صحيحة وضعيفة.
سابعاً: وجوب الحذر عند الحديث عن مواقف عثمان رضي الله عنه في الفتنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشده إلى مواقف يقفها عند حدوث هذه الفتنة لم يصلنا منها إلا اليسير.
ثامناً: أن عقيدة السلف في الصحابة هي عدم الخوض فيما شجر بينهم إلا عند ظهور مبتدع يقدح فيهم بالباطل، فيجب عندئذ الدفاع عنهم بالحق والعدل.
تاسعاً: أن الله لا يرضى عن أحد من خلقه إلا وهو يعلم سبحانه أنه سيوافيه على مرضاته، وبما أن الصحابة قد رضي الله عنهم، فإن خاتمتهم حتماً ستكون على خير، وهذا ما وقع فعلاً.
عاشراً: أن عثمان رضي الله عنه بذل ما بوسعه في سبيل إخماد الفتنة منذ قدوم أهل الأنصار، وإلى فتحه الباب ودخول القاتل عليه وقتله له.
الحادي عشر: أن الصحابة رضوان الله عليهم بذلوا ما بوسعهم للدفاع عن عثمان يوم الدار، إلا أنه منعهم بل شدد في منعهم من ذلك، فحال بينهم وبين ما يريدون من الدفاع عنه، وبما أنه أميرهم وتجب عليهم طاعته، نفذوا أمره ولم يقاتلوا الخارجين عليه بعد يأسهم من سماحه لهم بالدفاع.
الشيخ: مَن مِن هؤلاء الصحابة أو غير الصحابة الذين عرضوا عليه أن يدافعوا عنه، ثم هو أبى رضي الله عنه، تذكر؟
مداخلة: نعم، زيد بن ثابت كان مندوب الأنصار وعرض عليه طلب الأنصار كلهم للدفاع عنه، وابن عمر، عبد الله بن عمر.
الشيخ: الرواية أين؟
مداخلة: الرواية في خليفة، رواها خليفة بن خياط في كتابه التاريخ.
الشيخ: بسند؟
مداخلة: بسند إما صحيح أو حسن.
الشيخ: طيب غير زيد بن ثابت؟
مداخلة: عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وفي روايات كثيرة جداً عنه، والحسن بن علي في روايات كثيرة منها ما روى علي بن الجعد بإسناد حسن أيضاً، وأبو هريرة رضي الله تعالى عنه.
الشيخ: علي ماذا كان موقفه؟
مداخلة: أراد الدفاع عنه.
الشيخ: فيه أن الرواية هكذا؟
مداخلة: في رواية في عدة روايات ضعيفة يصح منها أشياء نقاط، ذكرتها أنه أرسل عثمان إلى علي يخلفه، فقام علي رضي الله عنه واتجه إلى الدار، ثم لما قرب من الدار قال له أحد أهله، في بعض الروايات أنه محمد بن الحنفية، وحذره من الدخول إلى الدار؛ لأنه رأى العدو محيط بها ومعهم السلاح، فخاف عليه،فألقى علي رضي الله عنه عمامته إلى الدار ليشير بها أنه لبى النداء، ثم ذهب عند أحجار البيت فجاءه خبر قتل عثمان، فتألم من قتله رضي الله عنه.
الشيخ: حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم.
مداخلة: الثاني عشر: أن من أسباب رفض عثمان القتال ما يلي:
أ - علمه بأن هذه الفتنة ستنتهي بقتله؛ لإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك.
ب - عدم رغبته بأن يكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. بسفك الدماء.
جـ - علمه بأن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه.
د - عملاً بمشورة عبد الله بن سلام رضي الله عنه له بالكف عن القتال.
الثالث عشر: أنه لم يقع يوم الدار قتال عنيف، بل وقع اشتباك خفيف أدى إلى جرح الحسن بن علي رضي الله عنهما، وحمله من الدار على إثر هذا الجرح.
الرابع عشر: أن عثمان رضي الله عنه رأى في النوم في آخر يوم من أيامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، يقولون له: يا عثمان! أفطر عندنا، فأصبح صائماً، وأخرج من كان معه في الدار ممن كانوا يريدون الدفاع عنه، ثم وضع المصحف بين يديه، وأمر بفتح الباب وأخذ يقرأ القرآن، فدخل عليه رجل أسود من أهل مصر يلقب بجبلة لسواد بشرته، ولا يستبعد أن يكون هو عبد الله بن سبأ اليهودي.
الشيخ: عبد الله بن سبأ مصري؟
مداخلة: أنا ذكرت أنه قد يكون الراوي ذكر بحكم أنه قدم مع أهل مصر،ولأنه كان في مصر مدة من الزمان، وتغلغلت أفكاره فيهم ...
الشيخ: العبارة توهم أنه من أهل مصر .. فإذا كان عبد الله بن سبأ هذا المنافق، إذا كان لا يعرف بأنه سكن في مصر، ومثلما قال الشيخ أبو يحيى، تأهل منها مثلاً، فيكون هذا تأويل لتلك.
مداخلة: يا شيخ أنا أذكر لك كلامي ... ملاحظة عليه.
الشيخ: نعم.
في داخل الرسالة أنا قلت أنه يعتبر من أهل مصر لتغلغل أفكاره في بعض أهلها، ولمكثه فيها آخر أمره.
الشيخ: هذا التعبير غير سليم.
مداخلة: ولمكثه فيها آخر أمره، ولقدومه مع أهله، هذه ثلاثة أشياء.
الشيخ: أولاً: تغلغل أفكاره في أهل مصر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذه ليست علة، يعني رجل تغلغلت أفكاره في أمريكا، يعني يقال عنه أنه أمريكي؟
مداخلة: لا.
الشيخ: ثانياً ما هو.
مداخلة: إذا قرنت بمكثه فيها آخر أمره.
الشيخ: مكث آخر عمره.
مداخلة: ولقدومه مع أهله.
الشيخ: عفواً هنا لا بد لك أن تلاحظ شيئاً، هل كان آخر أمره حين فتنة عثمان.
مداخلة: آخر أمره.
الشيخ: كله واحد، إذا قلبنا الهمزة إلى عين فالمعنى واحد.
مداخلة: أي نعم.
مداخلة: ولقدومه مع أهلها.
الشيخ: لاحظت الملاحظة هذه آخر أمره أليس هكذا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: الرابع عشر: أن عثمان رضي الله عنه رأى في النوم في آخر يوم من أيامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يقول له ..
الشيخ: معه أبا بكر ... ما نصبها؟
مداخلة: رأى في النوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبا بكر.
علي حسن(1): لو بدون معه كان معقول، أما معه خلاص جملة ثانية مستقلة.
مداخلة: يعني أبو بكر.
مداخلة: نعم.
مداخلة: وعمر رضي الله عنهما يقول له: يا عثمان أفطر عندنا، فأصبح صائماً وأخرج من كان معه في الدار ممن كانوا يريدون الدفاع عنه، وأمر بفتح الباب وأخذ القرآن، فدخل عليه رجل أسود من أهل مصر يلقب بجبلة لسواد بشرته، ولا يستبعد أنه يكون هو عبد الله بن سبأ اليهودي.
الخامس عشر: أنه لم يشترك في التحريض على عثمان رضي الله عنه فضلاً عن قتله أحد من الصحابة.
الشيخ: .. رواية سقوط دمه على قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} ، مرت معك؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: صحيحة؟
مداخلة: ليست ثابتة، الثابت أنه سقط الدم على المصحف، لما قطعت يده.
الشيخ: طيب.
مداخلة: الخامس عشر: أنه لم يشترك في التحريض على عثمان رضي الله عنه فضلاً عن قتله أحد من الصحابة رضي الله عنهم، وأن كل ما روي في ذلك ضعيف الإسناد.
السادس عشر: أن محمد بن أبي بكر لم يشترك في التحريض ولا في قتل عثمان رضي الله عنه، وكل ما روي في اتهامه بذلك باطل لا صحة له.
السابع عشر: أن قتله كان في صبيحة يوم الجمعة الموافق لأوسط أيام التشريق الثاني عشر من شهر ذي الحجة للهجرة.
الثامن عشر: أن سنه عند قتله كان في اثنتين وثمانين سنة على الراجح.
التاسع عشر: أنه قد ترتب على قتله رضي الله عنه فتن ومحن كثيرة لا زالت الأمة الإسلامية تعاني منها إلى اليوم.
عشرون: أنه لا يوثق بمعظم كتابات المعاصرين عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، لعدم تحري مصنفيها الروايات الصحيحة في بناء الصورة التاريخية للفتنة، واعتمادها في الغالب على الروايات الواهية التي يرويها الضعفة أو الرافضة، ولعدم عزو المعلومات إلى مصادرها.
إحدى وعشرون: أن روايات محمد بن عمر الواقدي عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه فيها دس كثير وتخالف الرويات الصحيحة في أكثر الحقائق، وأنها تعكس صورة مشوهة عن الفتنة، وتبرز مواقف غير صحيحة للصحابة، وتظهر فيها ملامح التشيع.
الشيخ: ولماذا أنت لم تظهر حقيقة الواقدي؟
مداخلة: ضمن الرسالة ذكرت يا شيخ ...
مداخلة: اثنتان وعشرون: أن روايات سيف بن عمر التميمي عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه عبارة عن مجموعة روايات مسندة يحذف سيف أسانيدها، ثم يرويها من طريق عدد من شيوخه يصلون أحياناً إلى أربعة شيوخ، وأن روايات سيف هذه لا تخلو من القدح في بعض الصحابة واتهامهم بما هم منه براء، فتعتدل أحياناً، فتظهر الصورة الصحيحة لمواقفهم.
(1) علي حسن الحلبي الآن أصبح من أصحاب البدع والأهواء وقد تكلم عليه علمائنا الأحياء والأموات رحمهم الله تعالى.
"سلسلة الهدى والنور" شريط :(404/ 59: 00: 00).