فِى رَثَآءِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ أَحْمَد بْن يَحْيَى النَّجْمِى
- رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر ، وصلى الله على نبينا خير البشر ، وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: -
فإن موت العلماء الربانيين مصيبة من أعظم المصائب إذ هم الأدلاء على الله تعالى ، ويزداد أثر هذه المصيبة فى زمن الفتن الذى قل فيه المخلصون ، وكثر فيه أهل البدع والأهواء .
ولقد حزنت أشد الحزن عندما بلغنى خبر وفاة العلامة بحق والمدافع عن الشريعة بصدق - فيما نحسبه ولا نزكيه والله حسيبه - الشيخ (أحمد بن يحيى النجمى ) .
ولقد ذرفت عيناى بالدموع وشعرت كأننى ضربت بسهم فى قلبى وإن كنت لم أره ، ولكن أهل المنهج الصحيح يجتمعون ويتحابون وإن تباعدت الأقطار والأمصار.
وكنت أدعوا الله أن يرينى الشيخ النجمى ولكن قدر الله وما شاء فعل ، وتمثلت قول القائل :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
ولقد قلت لنفسى وإخوانى لقد مات اليوم جبل من العلم ، لقد دفن اليوم علم كثير ، يا ترى بعد كم من الزمان ترزق الأمة بمثل الشيخ النجمى رحمه الله تعالى .
وما أجد فى مثل هذا الموقف كلاما أبلغ من كلام النبى -صلى الله عليه وسلم - لما مات ولده إبراهيم " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
فأقول مقتديا بسيد ولد آدم ولا فخر:
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا على فراقك يا نجمنا لمحزونون، أحسن الله عزائنا فيك يانجمى .
ولا يعلم بمرارة هذه المصيبة إلا من جاهد أهل البدع والأهواء وعاين أحوالهم ، ولقد كان الشيخ النجمى - رحمه الله - من كبارالعلماء المتصدرين فى هذا الميدان وضرب القدح المعلى فى ذلك .
فكان يقف بالمرصاد لجماعتى الإخوان المسلمين والتبليغ المنحرفتين الضالتين والرد على الأحزاب الأخرى ، وقد فضحهم وبين عوارهم وخطلهم وانحرافهم عن المنهج الصحيح .
وكان الشيخ النجمى -رحمه الله - يقف حجر عثرة فى حلوق هؤلاء .
ولذلك قلت لما بلغنى خبر وفاة الشيخ النجمى -رحمه الله - لعل هؤلاء المنحرفون فرحوا بموته، وهذا هو شأن أهل البدع والأهواء والمناهج الضالة .
وما أشبه الليلة بالبارحة فقديما كان رجل يتعصب لمذهب مالك ويكره الشافعى لمايراه من مخالفته لمذهب مالك - وجهل هذا أن الشافعى إنما خالف مالكا لأجل الدليل لا عن هوى والعياذ بالله - فكان يدعوا على الشافعى بالموت ، فلما بلغ الشافعى ذلك أنشد يقول :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فمات الشافعى ومات هذا الرجل بعده بنحو ثلاثة أشهر .
وأذكر نفسى وإخوانى من طلبة العلم بشىء هام وهو أننا ما دمنا نتحدث عن مصيبة فقد العلماء فهذا يجعل المسئولية تزداد أكثر وأكثر فى أعناق طلبة العلم بأن يجدوا ويجتهدوا فى طلب العلم وتحصيله وكفانا من الهزل والتوان.
فالعلم لا ينال براحة الجسم ، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى .
ولم أر فى عيوب الناس عيبا كعجز القادرين على التمام
لاتحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ويجب عليناأن نحرص على الاستفادة من مشايخنا وعلمائنا الكبار كالشيخ الفوزان والشيخ ربيع المدخلى والشيخ العباد وغيرهم حفظهم الله تعالى .
وألانقبل طعن أهل الأهواء فى علمائنا ولا ننصت لهم بآذاننا فهذه عادة أهل البدع الوقيعة فى أهل السنة كما قال الإمام أبوحاتم الرازى -رحمه الله - من علامة أهل البدع الوقيعة فى أهل الأثر .
ولن يضر الشيخ النجمى وغيره من أهل العلم طعن أهل البدع والأهواء فيه فلا يضر السحاب نبح الكلاب .
لورجم النجم جميع الورى لم يصل الرجم إلى النجم
ياأيها الناطح الجبل العالى ليوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وفى الختام :-
نسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ أحمد بن يحيى النجمى برحمته ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه
أبو عبد الله وائل بن على بن أحمد الأثرى
- رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بالبقاء والقهر ، وصلى الله على نبينا خير البشر ، وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: -
فإن موت العلماء الربانيين مصيبة من أعظم المصائب إذ هم الأدلاء على الله تعالى ، ويزداد أثر هذه المصيبة فى زمن الفتن الذى قل فيه المخلصون ، وكثر فيه أهل البدع والأهواء .
ولقد حزنت أشد الحزن عندما بلغنى خبر وفاة العلامة بحق والمدافع عن الشريعة بصدق - فيما نحسبه ولا نزكيه والله حسيبه - الشيخ (أحمد بن يحيى النجمى ) .
ولقد ذرفت عيناى بالدموع وشعرت كأننى ضربت بسهم فى قلبى وإن كنت لم أره ، ولكن أهل المنهج الصحيح يجتمعون ويتحابون وإن تباعدت الأقطار والأمصار.
وكنت أدعوا الله أن يرينى الشيخ النجمى ولكن قدر الله وما شاء فعل ، وتمثلت قول القائل :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
ولقد قلت لنفسى وإخوانى لقد مات اليوم جبل من العلم ، لقد دفن اليوم علم كثير ، يا ترى بعد كم من الزمان ترزق الأمة بمثل الشيخ النجمى رحمه الله تعالى .
وما أجد فى مثل هذا الموقف كلاما أبلغ من كلام النبى -صلى الله عليه وسلم - لما مات ولده إبراهيم " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
فأقول مقتديا بسيد ولد آدم ولا فخر:
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا على فراقك يا نجمنا لمحزونون، أحسن الله عزائنا فيك يانجمى .
ولا يعلم بمرارة هذه المصيبة إلا من جاهد أهل البدع والأهواء وعاين أحوالهم ، ولقد كان الشيخ النجمى - رحمه الله - من كبارالعلماء المتصدرين فى هذا الميدان وضرب القدح المعلى فى ذلك .
فكان يقف بالمرصاد لجماعتى الإخوان المسلمين والتبليغ المنحرفتين الضالتين والرد على الأحزاب الأخرى ، وقد فضحهم وبين عوارهم وخطلهم وانحرافهم عن المنهج الصحيح .
وكان الشيخ النجمى -رحمه الله - يقف حجر عثرة فى حلوق هؤلاء .
ولذلك قلت لما بلغنى خبر وفاة الشيخ النجمى -رحمه الله - لعل هؤلاء المنحرفون فرحوا بموته، وهذا هو شأن أهل البدع والأهواء والمناهج الضالة .
وما أشبه الليلة بالبارحة فقديما كان رجل يتعصب لمذهب مالك ويكره الشافعى لمايراه من مخالفته لمذهب مالك - وجهل هذا أن الشافعى إنما خالف مالكا لأجل الدليل لا عن هوى والعياذ بالله - فكان يدعوا على الشافعى بالموت ، فلما بلغ الشافعى ذلك أنشد يقول :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فمات الشافعى ومات هذا الرجل بعده بنحو ثلاثة أشهر .
وأذكر نفسى وإخوانى من طلبة العلم بشىء هام وهو أننا ما دمنا نتحدث عن مصيبة فقد العلماء فهذا يجعل المسئولية تزداد أكثر وأكثر فى أعناق طلبة العلم بأن يجدوا ويجتهدوا فى طلب العلم وتحصيله وكفانا من الهزل والتوان.
فالعلم لا ينال براحة الجسم ، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى .
ولم أر فى عيوب الناس عيبا كعجز القادرين على التمام
لاتحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ويجب عليناأن نحرص على الاستفادة من مشايخنا وعلمائنا الكبار كالشيخ الفوزان والشيخ ربيع المدخلى والشيخ العباد وغيرهم حفظهم الله تعالى .
وألانقبل طعن أهل الأهواء فى علمائنا ولا ننصت لهم بآذاننا فهذه عادة أهل البدع الوقيعة فى أهل السنة كما قال الإمام أبوحاتم الرازى -رحمه الله - من علامة أهل البدع الوقيعة فى أهل الأثر .
ولن يضر الشيخ النجمى وغيره من أهل العلم طعن أهل البدع والأهواء فيه فلا يضر السحاب نبح الكلاب .
لورجم النجم جميع الورى لم يصل الرجم إلى النجم
ياأيها الناطح الجبل العالى ليوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وفى الختام :-
نسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ أحمد بن يحيى النجمى برحمته ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه
أبو عبد الله وائل بن على بن أحمد الأثرى