ما المراد بأهل الحقيقة؟

[أبو يوسف أيوب شمالي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

عندي سؤال لو تكرمتم بالإجابة عنها
جاء في سبل السلام
"باب الزهد والورع
الزهد هو قلة الرغبة في الشيء وإن شئت قلت الرغبة عنه وفي اصطلاح أهل الحقيقة بغض الدنيا والإعراض عنها وقيل ترك راحة الدنيا لراحة الآخرة ...."

فما المراد بأهل الحقيقة؟

و جزاكم الله خيرا

[فائز بن سالم الجدح]

ومنهم من يقول : هذا في حق أهل الحقيقة الذين شهدوا توحيد الربوبية وفنوا عما سوى الله فيرون أن لا فاعل إلا الله فهؤلاء لا يستحسنون حسنة ولا يستقبحون سيئة فإنهم لا يرون لمخلوق فعلا ؛ بل لا يرون فاعلا إلا الله .
أ.هــ من مجموع الفتاوى (8/305) حسب ترتيب الشاملة .
وخلاصة الأمر حسب ما ظهر لي أن هؤلاء قدرية جبرية
حسب ما فهمت من كلام شيخ الإسلام .
وأترك التعليق أو تصحيح الخطأ عند طلاب العلم

[أبو حسان مروان العشيري]

حسب ما ظهر لي من بحثي:
أن أهل الحقيقة:
فرقة صوفية تدعي معرفة بواطن الأمور، وتقسم الدين إلى ظاهر وباطن، فالظاهر هو التقيد بالتكاليف الشرعية، والباطن هو حقيقة تلك التكاليف، وهذه كلها مغالطات للجهلة، ففي أحد تعاليق محمود شاكر [ لا أعرف المصدر الآن ] قال:
الظاهر: هو ما تعرفه العرب من كلامها، وما لا يعرض أحد بجهالته من حلال وحرام، والباطن: هو التفسير الذي يعلمه العلماء بالاستنباط والفقه، ولم يرد الطبري ما تفعله الطائفة الصوفية وأشباههم في التلاعب بكتاب الله تعالى وسنة رسوله، والعبث بدلالات ألفاظ القرآن وادعائهم أن لألفاظه ظاهراً هو الذي يعلمه علماء المسلمين، وباطناً يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون.اهـ
وهم لا يتقيدون بالشرع وليس عندهم طاعة ولا معصية، فالكل مراد الله ويحبه الله بزعمهم حتى الفواحش، "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء".
والحقيقة واليقين بمعنى واحد عندهم، فمن بلغ تلك الدرجة تسقط عنه التكاليف ويستدلون بقوله تعالى:" واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "، فحتى عندهم للغاية واليقين عندهم الحقيقة، وتناسوا أن اليقين هو الموت، وأن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله تعالى عملا بهذه الآية حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، "وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين، فمن قال: إن أحداً تسقط عنه التكاليف وهو مكلف بالغ عاقل -إلا الحائض تسقط عنها الصلاة- وعقله قائم فهو كافر بإجماع المسلمين"؛
وقد ذكر المؤلف: رينهارت بيتر آن دُوزِي (المتوفى: 1300هـ)
في كتابه: تكملة المعاجم العربية تعريفا لأهل الحقيقة، حيث قال:
أَهْلُ الحقيقة: المتصوفة ويراد به على الخصوص الدرجة الثالثة من درجات التصوف، وذلك حين يجد الصوفي الله في نفسه ويعرف أنه أصبح جزء من الإله أو الله تعالى.اهـ
[ قام بالترجمة إلى العربية: محمَّد سَليم النعَيمي و جمال الخياط]
هذا ما تيسر الآن على عجالة، والله المستعان.

[أبو يوسف أيوب شمالي]

جزاكم الله خيرا