الجواب:
هذا يحتاج إلى تتبع أحوال الناس ومعرفة أحوالهم وأنا منذ سكنت اليمن ما خالطت كثيراً من أهل العلم،
لكن الذي أسمعه من الفتاوى الذي يظهر لي أن أعلم الناس في هذا الزمن في الفقه الشيخ ابن باز-حفظه الله تعالى-،
وقد كان الشنقيطي أعلم من أعرفه، لكن الشنقيطي محمد الأمين-رحمه الله تعالى- قد توفي على أن به شيئاً من التعصب لبعض المذاهب.
فهو في مسألة وجوب التحلل لمن لم يسق الهدي في تفسير سورة الحج يتجلد ويدافع عن المذاهب والحديث واضح أن النبي -صلى الله عيه وسلم- يقول:((من لم يسق الهدي فليتحلل وليجعلها عمرة))،
وهكذا في سورة البقرة فيما إذ قال لامرأته أنت طالق ثلاثاً هل تحسب واحد أم تحسب ثلاثاً فهو يتجلد في هذه غاية التجلد، وحديث ابن عباس في صحيح مسلم أن من قال لامرأته أنت طالق ثلاثاً بلفظ واحد في مجلس واحد فإنها تعتبر واحدة،
وللشوكاني-رحمه الله تعالى- كلام في هذا فيقول: إن كنتم تتركون العمل بالحديث من أجل المذاهب فهي أحقر من أن يعارض بها سنة رسول الله -صلى الله عيه وسلم- وإن كنتم تتركون العمل بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل عمر فماذا يقع المسكين عند رسول الله -صلى الله عيه وسلم-، ذكر هذا في نيل الأوطار،
فالشنقيطي محمد الأمين -رحمه الله تعالى- وقد حضرت له بعض المجالس كان أعلم أهل زمانه بالتفسير والفقه –فرحمه الله تعالى-.
إننا نسمع فتاوى الشيخ ابن باز ونراها الحمد لله مؤيدة بالدليل من الكتاب والسنة.
فليست العبرة في الفقه أن يحفظ الحواشي والهوامش والأقوال بل العبرة أن يحفظ المسألة بدليلها وأن النبي -صلى الله عيه وسلم- يقول:((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))،
وهكذا أيضاً الحديث أعلم من يوجد في هذا الزمن هو الشيخ ناصر الدين الألباني –حفظه الله تعالى- فإننا ننصح جميع طلبة العلم باقتناء كتبه والاستفادة من كتبه وأي مكتبة ليس فيها كتب الشيخ ناصر الدين الألباني فهي فقيرة فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.
أما أصول الفقه فالأمر فيها سهل لماذا لأنه وإن كان بعضهم يقول دونها خرط القتاد نحن لا نريد أن ندخل فيها المنطق ولا الفلسفة ونريد أصلاً بعده آية قرآنية أو حديث نبوي هذا الذي نريده.
أما الحواشي والهوامش إلى غير ذلك وتلك الكتب المتراكمة في أصول الفقه فنحن صحيح ننصح طلبة العلم أن يقرؤوا المصطلح مصطلح الحديث وأن يقرؤوا(إحكام الأحكام) في أصول الأحكام لأبي محمد بن حزم و(الرسالة) للإمام الشافعي ثم كثرة القراءة في كتب الشوكاني –رحمه الله تعالى- فإنها تعينك على فهم أصول الفقه، على أن الشوكاني –رحمه الله تعالى- كثيرا ما يقول في كتبه إذا تعارض قول وفعل أن الفعل خاص برسول الله -صلى الله عيه وسلم- وليس كما يقول الشوكاني بل قد يكون صارفاً من التحريم إلى الكراهة أو من الوجوب إلى الندب إلى غير ذلك من الصوارف والله المستعان.
-------------------------------
المرجع: كتاب إجابة السائل على أهم المسائل(ص 559) للشيخ مقبل رحمه الله تعالى.
---------------------------
تعليق