إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحوادث عقاب من الله أم فيه تفصيل؟ للعلامة الشيخ الناصح الأمين يحيى الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحوادث عقاب من الله أم فيه تفصيل؟ للعلامة الشيخ الناصح الأمين يحيى الحجوري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحوادث عقاب من الله أم فيه تفصيل؟


    السؤال الثاني:هل كل حادثة من تلك الحوادث عقاب من الله للظالمين بسبب ظلمهم أم فيه تفصيل إن كان الأول , ففيه مدخل لمن قال بحادثة طبيعية,وقالوا: كيف يكون هذا عقابا على أن جل سكان هذا البلد مسلمون؟ فهل يعذب المسلمون؟ مع العلم بأن أكثر سكانها الصوفيون , والخوارج , والعصاة , ويظهرون عداوة شديدة للدعوة السلفية , فما الرد عليهم , وجزاكم الله خيرا؟


    الجواب:سبق بعض الأدلة في الجواب على هذا,وذكر الله عز وجل عن الأتقياء الأزكياء أنهم أذا أصيبوا ببلاء أن الله يرفع بها درجاتهم ,فعبد إن ذكر الله ما ابتلي به يوسف عليه الصلاة والسلام,قال الله تعالى{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام/83], والمؤمن إذا أصيب بالبلايا تفكر سيئاته,لحديث ((ما يصيب السلم من نصب ولا وصب, ولا هم, ولا حزن, ولا أذى ولا غم, حتى الشوكة يشاكها, ألا كفر الله بها من خطاياه))[أخرجه البخاري(5641)ومسلم(2573)ٍ]

    قال الله تعالى:{لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ}[فصلت/16],

    وقولهم هل يعذب المسلمين؟ المسلمون غير معصومين, والذنوب سبب للعقاب كما ذكر الله سبحانه وتعالى, الذنوب سبب للعقاب أمة أهلكها بعقر الناقة, قال الله تعالى:

    {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا(14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا(15)}[فصلت14/15]

    قال الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)} [الفجر6/14],
    أمة أهلكها الله بتطفيف الكيل, وهي قوم شعيب, وأمة أهلكها باللواطية, وهي قوم لوط , وغير ذالك من الأمم الهالكة بسبب معاصيها, ولو كانت في حق المسلمين, فإنها من أسباب عقاب الله سبحانه وتعالى على ما ذكرنا من الأدلة السابقة,فالمسلمون فيهم عصاه, وهذا المعاصي لو أنهم تابوا إلى الله عز وجل فما كان الله ليعذبهم عليها,

    قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) [الأنفال33/34], نعم, فعلى هذا, يوجد البر والفاجر, لحديث زينب: أنهلك وفينا صالحون؟قال((نعم, إذا كثر الخبث)) و لا مدخل لأولئك الزائغين من الطبائعيين واليهود, والنصارى وغيرهم, ما كانت الطبيعة لتخلق حبة الخردل,قال الله تعالى:

    {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)},[الطور/35، 36], قال النبي صلى الله عيه وسلم في المصورين يوم القيامة:{ليخلقوا حبة , وليخلقوا ذرة , وليخلقوا شعرة}حديث قدسي" [أخرجه البخاري(5953)ومسلم(2111)ٍ]عن أبي زرعة :

    قال الله سبحانه وتعالى:{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ(89)} [المؤمنون/84-89],

    قال الله تعالى:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم/4] قال الله تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}[الشورى/30، 31],

    قال الله تعالى:{ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}[الكهف51/ 52] ,

    قال الله تعالى:{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)}[الواقعة/58-73] ,

    قال الله سبحانه تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}[القصص/71-73].

    الضلال يهونون من آيات الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه وتعالى:{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}[الزمر/16، 17],
    قال الله تعالى:{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} [الإسراء/59، 60], قال الله تعالى:{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}[الإسراء/67-70],

    من يأمن مكر الله سبحانه وتعالى؟ هذا كله من بطش الله من مكر الله ,لله الأمر حتى الرياح يصرفها كيف يشاء الريح من روح, إما تأتي بالرحمة , وإما تأتي بالعذاب , سلطها الله على عاد فأرسلها فأصبحوا حتى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية وهكذا بحار وهكذا قال الله تعالى:

    {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}[فاطر/41، 42] ومابين السماوات والأرض كلها لله "
    قال الله تعالى:{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)} [هود/56]فعلى هذا,إن هذا القول أنها عبارة أن البلد أو القرية مبنية على البركان,وهذا السبب في انفجار هذا البركان لأنه على كذا وكذا تهوين من الآيات ويصدر عن الزائغين يجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى عن قولهم حوادث طبيعية,بل هي آيات وتخويف من الله سبحانه وتعالى,ولما خسفت الشمس في زمن النبي _ صلى الله عليه واله وسلم _ خرج يجر رداءة , وأمر بالصلاة , ثم نادى بالصلاة , وصلى , ثم قال ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله,لا ينخسفان لموات أحد , ولا لحياته , فإذا رأيتم ذالك فافزعوا إلى الصلاة))وجاءت آثار أنه إذا حصلت الحوادث أنه يصلي , لا يثبت من ذالك شيء , فتكفي التوبة إلى الله عز وجل , والتضرع إليه , أما الصلاة فيما دل عليه الدليل مثل الكسوف , وأما عدا ذالك , فكل بحسبه , القول بأن هذه حوادث طبيعية قول الزنادقة الذين لا يؤمنون بالله ولا برسله ولا بما دلت عليه الأدلة , فعلى هؤلاء أن يتوبوا إلى الله , وعلى المسلمين أن يحذروا هؤلاء الضلال ممن يقول حوادث طبيعية , والحياة حوادث طبيعية والليل والنهار حوادث طبيعية , والبحار حوادث طبيعية ,

    قال الله تعالى{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) [الذاريات/21-23] ,

    وقال تعالى{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)}[ص/27] ,

    وقال سبحانه وتعالى:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}[الدخان/38، 42] ,

    وقال تعالى{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(64)}[النمل59/64] , كل هذا رد إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى ,

    قال تعالى{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}[يونس/107],

    وقال تعالى:{ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}[الزمر/38] , هذا قول الزنادقة , قول يفضي إلى الشرك , احذروا أيها المسلمون من دعاة الضلال , احذروا من دعاة الفتنة الذين لبسوا عليكم دينكم , ما أحسن قول أبي قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء , فاني أخشى يغمسوكم في البدعة ويلبسوا عليكم أمر دينكم ,

    قال تعالى:{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}[آل عمران/71-73],

    وهكذا شأن أهل الهوى يلبسون على المسلمين ويدخولونهم في الضلالات , والمتاهات , والشر كيات , والبدع , والخرافات من حيث يعلمون أولا يعلمون , الله, الله,أيها المسلمون , بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وعلى اله وسلم_وبالثقة بالله سبحانه وتعالى , أنا لكم ناصح ,


    قال الله تعالى:{لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}[الإنسان/9],نريد أن ترجعوا إلى أهل السنة وأن تحذوا دعاة الفتنة ممن هذا مقالهم وتلك فعالهم

    قال الله تعالى:{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران/118] قال الله تعالى :{وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(10)}[فاطر/10،]


    كتبه:
    أبو بكر عبدالله خالد الغرباني
    نقلاً من كتاب الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى
    صفحات : {242,241,240,239,238,237,236}
    للشيخ العلامة الناصح الأمين: أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو بكر عبد الله الغرباني مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحوادث عقاب من الله أم فيه تفصيل؟


    السؤال الثاني:هل كل حادثة من تلك الحوادث عقاب من الله للظالمين بسبب ظلمهم أم فيه تفصيل إن كان الأول , ففيه مدخل لمن قال بحادثة طبيعية,وقالوا: كيف يكون هذا عقابا على أن جل سكان هذا البلد مسلمون؟ فهل يعذب المسلمون؟ مع العلم بأن أكثر سكانها الصوفيون , والخوارج , والعصاة , ويظهرون عداوة شديدة للدعوة السلفية , فما الرد عليهم , وجزاكم الله خيرا؟


    الجواب:سبق بعض الأدلة في الجواب على هذا,وذكر الله عز وجل عن الأتقياء الأزكياء أنهم أذا أصيبوا ببلاء أن الله يرفع بها درجاتهم ,فعبد إن ذكر الله ما ابتلي به يوسف عليه الصلاة والسلام,قال الله تعالى{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام/83], والمؤمن إذا أصيب بالبلايا تفكر سيئاته,لحديث ((ما يصيب السلم من نصب ولا وصب, ولا هم, ولا حزن, ولا أذى ولا غم, حتى الشوكة يشاكها, ألا كفر الله بها من خطاياه))[أخرجه البخاري(5641)ومسلم(2573)ٍ]

    قال الله تعالى:{لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ}[فصلت/16],

    وقولهم هل يعذب المسلمين؟ المسلمون غير معصومين, والذنوب سبب للعقاب كما ذكر الله سبحانه وتعالى, الذنوب سبب للعقاب أمة أهلكها بعقر الناقة, قال الله تعالى:

    {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا(14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا(15)}[فصلت14/15]

    قال الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)} [الفجر6/14],
    أمة أهلكها الله بتطفيف الكيل, وهي قوم شعيب, وأمة أهلكها باللواطية, وهي قوم لوط , وغير ذالك من الأمم الهالكة بسبب معاصيها, ولو كانت في حق المسلمين, فإنها من أسباب عقاب الله سبحانه وتعالى على ما ذكرنا من الأدلة السابقة,فالمسلمون فيهم عصاه, وهذا المعاصي لو أنهم تابوا إلى الله عز وجل فما كان الله ليعذبهم عليها,

    قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) [الأنفال33/34], نعم, فعلى هذا, يوجد البر والفاجر, لحديث زينب: أنهلك وفينا صالحون؟قال((نعم, إذا كثر الخبث)) و لا مدخل لأولئك الزائغين من الطبائعيين واليهود, والنصارى وغيرهم, ما كانت الطبيعة لتخلق حبة الخردل,قال الله تعالى:

    {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)},[الطور/35، 36], قال النبي صلى الله عيه وسلم في المصورين يوم القيامة:{ليخلقوا حبة , وليخلقوا ذرة , وليخلقوا شعرة}حديث قدسي" [أخرجه البخاري(5953)ومسلم(2111)ٍ]عن أبي زرعة :

    قال الله سبحانه وتعالى:{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ(89)} [المؤمنون/84-89],

    قال الله تعالى:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم/4] قال الله تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}[الشورى/30، 31],

    قال الله تعالى:{ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}[الكهف51/ 52] ,

    قال الله تعالى:{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)}[الواقعة/58-73] ,

    قال الله سبحانه تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}[القصص/71-73].

    الضلال يهونون من آيات الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه وتعالى:{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}[الزمر/16، 17],
    قال الله تعالى:{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} [الإسراء/59، 60], قال الله تعالى:{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}[الإسراء/67-70],

    من يأمن مكر الله سبحانه وتعالى؟ هذا كله من بطش الله من مكر الله ,لله الأمر حتى الرياح يصرفها كيف يشاء الريح من روح, إما تأتي بالرحمة , وإما تأتي بالعذاب , سلطها الله على عاد فأرسلها فأصبحوا حتى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية وهكذا بحار وهكذا قال الله تعالى:

    {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}[فاطر/41، 42] ومابين السماوات والأرض كلها لله "
    قال الله تعالى:{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)} [هود/56]فعلى هذا,إن هذا القول أنها عبارة أن البلد أو القرية مبنية على البركان,وهذا السبب في انفجار هذا البركان لأنه على كذا وكذا تهوين من الآيات ويصدر عن الزائغين يجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى عن قولهم حوادث طبيعية,بل هي آيات وتخويف من الله سبحانه وتعالى,ولما خسفت الشمس في زمن النبي _ صلى الله عليه واله وسلم _ خرج يجر رداءة , وأمر بالصلاة , ثم نادى بالصلاة , وصلى , ثم قال ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله,لا ينخسفان لموات أحد , ولا لحياته , فإذا رأيتم ذالك فافزعوا إلى الصلاة))وجاءت آثار أنه إذا حصلت الحوادث أنه يصلي , لا يثبت من ذالك شيء , فتكفي التوبة إلى الله عز وجل , والتضرع إليه , أما الصلاة فيما دل عليه الدليل مثل الكسوف , وأما عدا ذالك , فكل بحسبه , القول بأن هذه حوادث طبيعية قول الزنادقة الذين لا يؤمنون بالله ولا برسله ولا بما دلت عليه الأدلة , فعلى هؤلاء أن يتوبوا إلى الله , وعلى المسلمين أن يحذروا هؤلاء الضلال ممن يقول حوادث طبيعية , والحياة حوادث طبيعية والليل والنهار حوادث طبيعية , والبحار حوادث طبيعية ,

    قال الله تعالى{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) [الذاريات/21-23] ,

    وقال تعالى{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)}[ص/27] ,

    وقال سبحانه وتعالى:{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}[الدخان/38، 42] ,

    وقال تعالى{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(64)}[النمل59/64] , كل هذا رد إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى ,

    قال تعالى{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}[يونس/107],

    وقال تعالى:{ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}[الزمر/38] , هذا قول الزنادقة , قول يفضي إلى الشرك , احذروا أيها المسلمون من دعاة الضلال , احذروا من دعاة الفتنة الذين لبسوا عليكم دينكم , ما أحسن قول أبي قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء , فاني أخشى يغمسوكم في البدعة ويلبسوا عليكم أمر دينكم ,

    قال تعالى:{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}[آل عمران/71-73],

    وهكذا شأن أهل الهوى يلبسون على المسلمين ويدخولونهم في الضلالات , والمتاهات , والشر كيات , والبدع , والخرافات من حيث يعلمون أولا يعلمون , الله, الله,أيها المسلمون , بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وعلى اله وسلم_وبالثقة بالله سبحانه وتعالى , أنا لكم ناصح ,


    قال الله تعالى:{لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)}[الإنسان/9],نريد أن ترجعوا إلى أهل السنة وأن تحذوا دعاة الفتنة ممن هذا مقالهم وتلك فعالهم

    قال الله تعالى:{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران/118] قال الله تعالى :{وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(10)}[فاطر/10،]


    كتبه:
    أبو بكر عبدالله خالد الغرباني
    نقلاً من كتاب الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى
    صفحات : {242,241,240,239,238,237,236}
    للشيخ العلامة الناصح الأمين: أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الل
    ه
    ه



    ماشاألله بارك الله فيكك ياأبا بكر

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خي أخى الكريم

      فى موازينك بأذن الله

      وفقك الله لما يحب ويرضى

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو بكر عبد الله الغرباني مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الحوادث عقاب من الله أم فيه تفصيل؟


        السؤال الثاني:هل كل حادثة من تلك الحوادث عقاب من الله للظالمين بسبب ظلمهم أم فيه تفصيل إن كان الأول , ففيه مدخل لمن قال بحادثة طبيعية,وقالوا: كيف يكون هذا عقابا على أن جل سكان هذا البلد مسلمون؟ فهل يعذب المسلمون؟ مع العلم بأن أكثر سكانها الصوفيون , والخوارج , والعصاة , ويظهرون عداوة شديدة للدعوة السلفية , فما الرد عليهم , وجزاكم الله خيرا؟


        الجواب:سبق بعض الأدلة في الجواب على هذا,
        وذكر الله عز وجل عن الأتقياء الأزكياء أنهم إذا أصيبوا ببلاء أن الله يرفع بها درجاتهم ,فعبد إن ذكر الله ما ابتلي به يوسف عليه الصلاة والسلام,قال الله تعالى{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام/83], والمؤمن إذا أصيب بالبلايا تفكر سيئاته,لحديث ((ما يصيب السلم من نصب ولا وصب, ولا هم, ولا حزن, ولا أذى ولا غم, حتى الشوكة يشاكها, ألا كفر الله بها من خطاياه))[أخرجه البخاري(5641)ومسلم(2573)]

        ...

        كتبه:
        أبو بكر عبدالله خالد الغرباني
        نقلاً من كتاب الإفتاء على الأسئلة الواردة من دول شتى
        صفحات : {242-236}
        للشيخ العلامة الناصح الأمين: أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
        أُذّكِّرُكُم بهذا أخي العزيز: عبد الله الغرباني
        وأسأل الله باسمه الأعظم أن يتوَلاَّكم بحفظه
        والله المستعان
        أخوكم: أبو أحمد ضياء التَّبِسِّي

        تعليق

        يعمل...
        X