هل هذا الكلام للإمام الشوكاني يرد على محمد الإمام

[أبو محمد عبدالكريم الحسني]

بسم الله الرحمن الرحيم
بينما أنا في درسي بعد صلاة العشاء في مسجد الألباني دار السلام تنزانيا
في كتاب الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد فكان الدرس في الرد على المشركين والمتعصبين لهم وسبب انتشار الشرك
فذكر المؤلف رحمه الله أن من أسباب ذلك حصر العلم والدين في أفراد من العلماء وأنه لا حظ لغيرهم وأن الإجماع ينعقد بهم
فتذكرت حينها كلام محمد الإمام فأحببت إتحافكم به وإلى نص كلامه:
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ثم انظر كيف خصوا- أي المشركين والمقلدين- بعض علماء المسلمين واقتدوا بهم في مسائل الدين ورفضوا الباقين ، بل جاوزوا هذا إلى أن الاجماع ينعقد بأربعة من علماء هذه الأمة وأن الحجة قائمة بهم مع أن في عصر كل واحد منهم من هو أكثر علما منه فضلا عن العصر المتقدم عل عصره والعصر المتأخر عن عصره.
وهذا يعرفه كل من يعرف أحوال الناس ثم تجاوز ذلك إلى أنه لا اجتهاد لغيرهم، بل هو مقصور عليهم فكأن هذه الشريعة كانت لهم لا حض لغيرهم فيها ولم يتفضل الله على عباده بما تفضل عليهم وكل عاقل يعلم أن هذه المزايا التي جعلوها لهؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى إن كانت كثيرة باعتبار علمهم ، وزيادته على علم غيرهم فهذا مدفوع عند كل من له اطلاع على أحوالهم وأحوال غيرهم فإن في أتباع كل واحد منهم من هو أعلم منه لا ينكر هذا إلا مكابر أو جاهل فكيف بمن لم يكن من أتباعهم من المعاصرين لهم والمتقدمين عليهم والمتأخرين عنهم من هو أكثر عبادة وورع ..... إنه لا يجوز تقليد غيرهم ولا يعتد بخلافه إن خالف ولا يجوز لأحد من علماء المسلمين أن يخرج عن تقليدهم وإن كان عارفا بكتاب الله وسنة رسوله قادرا على العمل بما فيهما متمكنا من استخراج المسائل الشرعية منهما فلم يكن مقصودنا إلا التعجب بمن كان له عقل صحيح وفكر رجيح وتهوين الأمر عليه فيما نحن بصدده.
الدر الضيد في إخلاص كلمة التوحيد (ص103- 105) بتحقيقي