هل قول الإنسان : "يا رحمة الله" يدخل في دعاء الصفة الممنوع؟
أجاب عنه العلامة العثيمين بقوله : إذا كان مراد الداعي بقوله : "يا رحمة الله" الاستغاثة برحمة الله - تعالى - يعني أنه لا يدعو نفس الرحمة ولكنه يدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يعمه برحمته كان هذا جائزاً ، وهذا هو الظاهر من مراده ، فلو سألت القائل هل أنت تريد أن تدعو الرحمة نفسها أو تريد أن تدعو الله - عز وجل - ليجلب لك الرحمة؟ لقال : هذا هو مرادي.اهـ مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (2/ 134)
أما إن كان مراده دعاء الرحمة نفسها فقد سبق جوابه ضمن جواب السؤال السابق.اهـ
قلت: وهذا هو معنى ما ذكره شيخ الإسلام حيث قال كما في مجموع الفتاوى (1/ 111): والإستغاثة برحمته استغاثة به فى الحقيقة كما أن الإستعاذة بصفاته استعاذة به فى الحقيقة وكما أن القسم بصفاته قسم به فى الحقيقة ففى الحديث أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وفيه أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.اهـ
أما قصد دعاء الصفة دون الله فقد قال العلامة العثيمين: عبادة الإنسان لصفة من صفات الله ، أو دعاؤه لصفة من صفات الله من الشرك ، وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية[1] -رحمه الله - لأن الصفة غير الموصوف بلا شك وإن كانت هي وصفه ، وقد تكون لازمة وغير لازمة ، لكن هي بلا شك غير الموصوف فقوة الإنسان غير الإنسان وعزة الإنسان غير الإنسان ، وكلام الإنسان غير الإنسان، كذلك قدرة الله - عز وجل- ليست هي الله بل هي صفة من صفاته فلو تعبد الإنسان لصفة من صفات الله لم يكن متعبداً لله؛ وإنما تعبد لهذه الصفة لا لله - عز وجل - والإنسان إنما يتعبد لله - عز وجل - (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
والله عز وجل موصوف بجميع صفاته فإذا عبدت صفة من صفاته لم تكن عبدت الله عز وجل لأن الله موصوف بجميع الصفات . وكذلك دعاء الصفة من الشرك مثل أن تقول : يا مغفرة الله اغفري لي ياعزة الله أعزيني ونحو ذلك.اهـ مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (2/ 134)
[1] قال شيخ الإسلام في كتابه الاستغاثة : دعاء صفاته وكلماته كفر باتفاق المسلمين.اهـ
تعليق